وبعد اعلانه المفاجئ الاثنين، يظهر البابا علنا للمرة الاولى اليوم في اللقاء العام الاسبوعي، ثم في رتبة أربعاء الرماد التي ستقام استثنائيا في بازيليك القديس بطرس.
وصرح الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي بان الحبر الاعظم سيودع المؤمنين خلال لقاء عام في ساحة القديس بطرس في 27 شباط .
ومن الساعة 19,00 بتوقيت غرينيتش في 28 شباط، يعود بينيديكتوس الـ16 الكاردينال جوزف راتسينغر، وعندها تبدأ مرحلة "الكرسي الشاغر". وسيجتمع الكرادلة لانتخاب خلف للبابا اذا امكن قبل عيد الفصح في 31 اذار. وخلال الفترة الانتقالية، يصير وزير دولة الفاتيكان تارتشيسيو برتوني المسؤول عن شؤون الكرسي الرسولي، في ما يشكل سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ اكثر من 600 سنة عندما تخلى البابا غريغوار الثاني عشر عن منصبه عام 1415 للمساعدة في انهاء انشقاق داخل الكنيسة.
وعلى رغم الشائعات المتعلقة بوضعه الصحي، اكد البابا انه يستقيل بسبب "تقدمه في السن" ولان "قواه" لم تعد تسمح له بتولي رئاسة الكنيسة التي يقدر عدد اتباعها بمليار شخص.
وحاول الفاتيكان مجددا أمس تبديد الشائعات المتعلقة بصحة الحبر الاعظم. فلئن كشف لومباردي أنه تم تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب للبابا "قبل فترة" وحتى قبل ارتقائه السدة البطرسية، قلل شأن جراحة تحدثت عنها صحيفة ايطالية أمس، موضحا أنها "تمت لتغيير بطاريات الجهاز" ولم يكن لها أي تأثير على قرار البابا، وأكد أن أسباب الاستقالة "تكمن في إدراكه أن قوته ضعفت مع تقدمه في السن".
الى ذلك، أفاد لومباردي أن الحبر الاعظم اتخذ قراره الاستقالة بعد عودته من رحلة الى المكسيك وكوبا في آذار 2012، الا أنه لم يكشفه استناداً الى صحف ايطالية الا لاثنين او ثلاثة من معاونيه.
ونشرت صحيفة "لا ستامبا" الايطالية أن بينيديكتوس الـ16 انسحب بعد اعلان قراره الاثنين واجهش بالبكاء.
وفي سابقة أخرى في تاريخ الفاتيكان، سيصير للكنيسة بابوان، واحد حاكم وآخر فخري.
وأوضح لومباردي أن بينيديكتوس الـ16 سيعيش في دير داخل الفاتيكان، حيث ينصرف الى الصلاة والتفكير ولن يحمل اي مسؤولية في توجيه الكنيسة او اي مسؤوليات ادارية أو حكومية. ويعتقد ان هذا الدير سيكون دير أم الكنيسة للراهبات المحصنات والذي اجريت فيه أعمال ترميم.
وتطرح اسماء عدة لخلافة البابا مثل رؤساء أساقفة ميلانو انجيلو سكولا ومانيلا لويس انطونيو تاغلي وسان باولو كلاوديو اومس ونيويورك تيموثي دولان والكندي المونسنيور مارك ويليه.
وبات الخبراء في قضايا الفاتيكان مقتنعين بان البابا الذي تولى رئاسة الكنيسة عام 2005 في سن الـ78، اختار الاستقالة في سن الـ86 تقريباً ليؤكد للكرادلة ضرورة اختيار شخص أصغر سنا.
ويرى الكاهن الايطالي اندريا غالو أن البابا باستقالته وجه رسالة اخرى مفادها "انه نظرا الى الفضائح والانقسام غير الجلي (مع الاصوليين) والتراجع الكبير في الدعوة ووخلو الاديرة للرجال والنساء والعدد الكبير من الكاثوليك الذين يتخلون عن الكنيسة في اوروبا والعالم، ادرك انه يجب معالجة هذه المشاكل بعقد مجمع مصغر هو مجمع الفاتيكان 3".