ما الَّذي دعى الأخواتَ والإخوةَ المسلمين في لبنان لاستقبالِ البابا بندكتس الـ16 بكُلِّ هذا القَبولِ والتَّرحيبِ؟ لاشك في أَنَّ هذا الشَّيءَ ذاته هو الَّذي دعى المسيحيين إلى رفضِ كُلِّ أشكالِ الظُّلمِ والعنفِ والموتِ،
والإلتفافِ حول أخواتهم وإخواتهم المسلمين في ثوراتِ الرَّبيعِ العربيِّ، وهو ذاته الَّذي دعى المسيحيين لاستنكارِ كُلِّ ما يسيء إلى الأديانِ، وخاصةً الفيلمِ الأخيرِ المُسيءِ إلى نبيِّ الإِسلامِ، إِنَّه الإيمانُ بالإلهِ الواحدِ-الخالقِ، والمحبةُ الَّتي تسكن كيانَ البشرِ والَّتي مصدرها هذا الخالقُ، والرَّجاءُ العميقُ في السَّلامِ الكونيِّ وفي الحياةِ الهادئةِ الخاليَّةِ مِن الحروبِ والصِّراعاتِ الإيديولجياتِ!
فليتنا نعود مِن جديدٍ إلى إعمالِ عقولنا والإصغاءِ إلى قلوبنا، فعقولنا وقلوبنا مصدرها الوحيدُ هو هذا الإلهُ الواحدُ-الخالقُ الَّذي نؤمن به ونحبه ونعبده جميعًا، والَّذي وضع في عقولنا وقلوبنا المحبةَ والإيمانَ والرجاءَ وترك لنا الحريَّةَ في التَّمسُّك بهم أو استنكارهم. وليتنا نختار التَّمسُّك بالمحبةِ والإيمانِ والرَّجاءِ ونقوم بترجمةِ ذلك في أفعالٍ عمليَّةٍ تخدم أخواتنا وإخوتنا في البشريَّةِ؛ «فالجميعُ مسؤولون عن بعضهم بعضًا أمام الله»، يقول البابا بندكتس الـ16 ("الإرشاد الرسولي"، بند 31)!
بقلم أشرف ناجح ابراهيم / زينيت