وفي الواقع ايضا، قلق على الا تكون غالبية تلك المواقع مهيأة لعالم المستقبل، العالم الالكتروني، آسر الشباب ومستحوذ كل اهتمامهم. الا تكون على قدر التحدي.
160 موقعا مسيحيا لبنانيا حتى اليوم. وفي دليل "تجمع المواقع المسيحية الالكترونية المسيحية في لبنان" (Mecas)، تتوزع تلك المواقع على فئات عدة: "قديسون ودعاوى تطويب"، "مجالس وبطريركيات"، "ابرشيات، لجان اسقفية واساقفة"، "رهبانيات"، "جامعات، معاهد، مراكز تثقيف ديني، وبرامج تنشئة"، "اديرة واكليريكيات"، "وسائل ومراكز اعلامية وتوثيقية"، "رعايا ومزارات"، "رابطات، جمعيات، تجمعات، وحركات"، "بيبليا"، "دور نشر"، "جوقات"، ومواقع مختلفة.
للمراقبين، هناك مستويات مختلفة بين المواقع، "والتفاوت بينها لا بأس به"، تقول الاخت كاتيا ريا من رهبات القلبين الاقدسين، منسقة الدبلوم الجامعي لـ"الاديان والاعلام" في جامعة القديس يوسف. في نظرة تقويمية، "ثمة مواقع تشتغل اكثر على المحتوى، واخرى على الشكل. وفي مواقع كثيرة، ثمة ضعف في المضمون والشكل والتصميم والتقنيات وصداقة محركات البحث"، تقول. ومع ان "تحسنا ملحوظا" حققته مواقع عدة، بالمقارنة بالعام الماضي، "غير ان عددها يبقى قليلا. ويمكن القول ان عدد المواقع التي بلغت الاحتراف قليل".
قبل اسابيع قليلة، كافأ التجمع افضل موقع او مواقع، ضمن مسابقة شارك فيها نحو 30 (بينها من المنطقة العربية)، في اطار المعرض المسيحي الـ12 لـ"الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان" (28 ت2-8 ك1 2013)، وذلك بهدف تشجيع هذه المواقع في عملها. وقد استندت لجنة التحكيم التي ترأستها ريا، على "معايير عالمية" لتقويم المواقع، من حيث المضمون والشكل والتقنيات والتصميم التقنيات وصداقة محركات البحث وغيره. وكانت الحصيلة 11 موقعاً استحقت، لتميّزها، جوائز تقدمة من شركة "الفا" للاتصالات.
مواقع تستحق الثناء، واخرى كثيرة التشجيع، وتشجيع كبير، لما تستلزمه من تحقيق قفزات ليس على صعيد المضمون فحسب، انما ايضا على الصعيد التقني. "ثمة ضعف تقني لدى معظم المواقع، نتيجة عدم مجاراتها التقنيات الجديدة"، تقول امينة سر التجمع الاختصاصية في تطوير المواقع الالكترونية ماريان انطون. "النية الطيبة" لدى المواقع تلمسها، "وجهدها موضع تقدير"، غير ان معظمها "يحتاج الى عمل كثير. وبعضها متروك من 2006، ولم يُحَدَّث من حينه". متعثرة، منسية، ليست على المستوى، "تعبانة". الحال تلك تنطبق على مواقع كثيرة. "10 في المئة فقط من المجموع على قدر المستوى"، تلاحظ. وفي تحديد مسببات الحال، هناك "قلة معرفة… غياب معايير واضحة"، في رأي انطون، او "نقص في الفريق البشري لهذه المواقع وتنوع تخصصاته، نقص في الاحترافية"، وفقا لريا. وفي قراءة جريئة للواقع، ثمة قلق ان "تلك المواقع ليست مهيأة لمواكبة التطورات العالمية".
مع تنوعها، يمكن حصر المواقع المسيحية اللبنانية في اربع فئات كبيرة: Vitrine، Catalogue، اخبارية، وBlog. واذا كان التطور من الموجبات الملحة لمعظمها، فثمة امر آخر يتوقف عنده المراقبون: "الحضور المسيحي في مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما الفايسبوك". وهو حضور مهم، غير انه "ليس كافيا"، في رأي انطون، "اذ لا يغني عن الموقع الالكتروني نظرا الى اهميته". من حيثيات الامور ربما، "اننا لم نعِ جديا بعد اهمية الموقع الالكتروني ودوره"، تقول ريا. الحضور "الكبير" في مواقع التواصل الاجتماعي يتمثل عادة في اعلان مناسبة، "اكثر مما هو تعريف بالجماعة او الابرشية واغناء للزائر بالمعلومات والنصوص المفيدة". واذا كانت هناك ربما "اولويات اخرى تتقدم انشاء الموقع"، فان "هذا الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي يجب ان يكون داعما للموقع الالكتروني الذي من شأنه ان يعرّف بهوية الجهة مطلقته وصدقيتها". ويبقى المطلوب ورشة تطوير ملحة. "على المواقع المعنية ان تعمل على تطوير شكلها ومضمونها، اي ان تعزز ثقة الزوار بها، بدءا من الشكل اي التصميم الجذاب، وصولا الى المضمون الجيد"، تشدد ريا. وفي اقتراحات انطون، "جعل المعايير العالمية لجودة المواقع واضحة للجميع، اي نشرها. ولمن يسأل، نقدمها على انها الحد الادنى الذي يجب تحقيقه في الموقع". وتأمل في "انشاء معهد تدريب، برعاية التجمع. ثمة مواقع كثيرة لديها النية الطيبة. وبقليل من النصح والتدريب، يمكن ان تتطور".
هالة حمصي / النهار