مع تطور الحركة التربوية في لبنان أواسط القرن التاسع عشر بدت الحاجة الى ضرورة تأمين الكتب والمراجع اللازمة للأساتذة والطلاب تلبية لمتطلباتهم. ومن المعروف أن الآباء اليسوعيين الذين وفدوا
الى لبنان عام 1833 وأنشأوا مدرستهم في غزير، ومن ثم مطبعتهم الكاثوليكية في بيروت، قد تنبهوا الى هذا الأمر ما حملهم على الاعتناء باصدار الكتب والمراجع اللازمة في هذا المضمار – علماً أن المطبعة الاميركية التي نقلت من مالطا الى لبنان اعتمدت المنهج نفسه خلال هذه الحقبة من الزمن، وأخذت تصدر الكتب المدرسية وغيرها.
ونشير الى أن أول قاموس لغوي صدر في لبنان – وربما في الشرق الأدنى – يعود الى الأب فيليب كوش وقد وضعه خلال عامي 1860 و1861 وصدر عام 1862.
من هو الأب فيليب كوش وماذا نعرف عن قاموسه هذا؟ الأب فيليب كوش (1818 – 1895) كما ورد في مؤلف الأب جالابر عن اليسوعيين في الشرق الأدنى الصادر عام 1987، ولد في فرنسا ودخل الرهبانية اليسوعية عام 1843 وأرسل الى الشرق عام 1846. انخرط في المجتمع الشرقي حيث تعلم اللغة العربية واعتمد العادات والتقاليد الشرقية وعرف بطبعه المنفتح والجذاب، ما اكسبه تقدير المواطنين ومحبتهم فضلاً عن السلطات العثمانية خلال فترة ما يزيد على النصف قرن. مارس مهمات عديدة في الرهبانية اليسوعية متنقلاً بين نيابة رئاسة مدرسة غزير (1858 – 1861) ومؤسساً لمراكز حلب (1873) وحمص (1885) وقد أبدى تضحيات كبرى خدمة للمعوزين عندما ضربت الكوليرا مدينة حلب عام 1875. نظراً الى تضلعه في اللغة العربية، عين مديراً لجريدة "البشير" عامي 1877 و1881 – أصدرتها الرهبانية اليسوعية بين 1870 و1947 بصورة شبه منتظمة باستثناء بعض الفترات تكلم عنها لحد خاطر في مقال مسهب عن تاريخ جريدة "البشير" في تقويم "البشير" لعام 1933 (ص. 230 – 240). خلال عام 1892 عين الأب كوش رئيساً لدير بكفيا للرهبانية اليسوعية حيث توفى في 27 آب 1895.
أما في موضوع طبع هذا القاموس فيتبين من مراجعة مقال الأب سامي خوري اليسوعي (الصادر بعنوان "المطبعة الكاثوليكية في بيروت – محاولة أولى لقائمة المطبوعات 1848 – 1888" في الصفحة 128 من المجلد السابع من حوليات معهد الآداب الشرقية في كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف 1993 – 1996) انه تم مباشرة طبع القاموس عام 1861 وأنجز الطبع أوائل عام 1862 وقد طبع منالطبعة الاولى 2000 نسخة، ومن الطبعة الثانية 4000 نسخة، وذلك بين 8 شباط و24 تشرين الثاني 1883.
والقاموس صدر بعنوان "قاموس عربي فرنساوي تأليف حضرة الأب الجليل البادري فيليبوس كوش سليل الرهبنة اليسوعية الجزيل الاحترام – طبع في مطبعة المرسلين اليسوعيين في بيروت سنة 1862 – وهو يقع في 758 صفحة، اضافة الى مقدمة في ثلاث صفحات وصفحة تنبيه وصفحة تفسير المصطلحات وصفحة تصحيح اخطاء/ باللغة الفرنسية.
أما المقدمة بالذات التي وضعها المؤلف باللغة الفرنسية فقد ضمنها الأسباب التي حملته على وضع هذا القاموس منها: (1) عظمة اللغة العربية التي تمكنت خلال قرون من الثبات دون تحريف مع قدرة كبيرة على استيعاب المفردات.
(2) التطور الحاصل في العلاقات بين الشرق والغرب ما حمل الاوروبيين أكثر فأكثر على محاولة إتقان اللغة العربية وفرض على المؤلف اعتماد منهجية محددة لجهة تضمين قاموسه كلمات وعبارات من الحياة اليومية التي من شأنها المساعدة على الترعف الى المجتمع الشرقي.
(3) اعتماد المؤلف المراجع وأنسبها ومراجعتها ليأتي قاموسه متجاوباً مع منهجية التعرف الى اللغة العربية خدمة للمجتمع في مرحلة تاريخية مفصلية في نشأة الحداثة الثقافية وتطورها الاجتماعي في لبنان.
ونشير الى أن أول قاموس لغوي صدر في لبنان – وربما في الشرق الأدنى – يعود الى الأب فيليب كوش وقد وضعه خلال عامي 1860 و1861 وصدر عام 1862.
من هو الأب فيليب كوش وماذا نعرف عن قاموسه هذا؟ الأب فيليب كوش (1818 – 1895) كما ورد في مؤلف الأب جالابر عن اليسوعيين في الشرق الأدنى الصادر عام 1987، ولد في فرنسا ودخل الرهبانية اليسوعية عام 1843 وأرسل الى الشرق عام 1846. انخرط في المجتمع الشرقي حيث تعلم اللغة العربية واعتمد العادات والتقاليد الشرقية وعرف بطبعه المنفتح والجذاب، ما اكسبه تقدير المواطنين ومحبتهم فضلاً عن السلطات العثمانية خلال فترة ما يزيد على النصف قرن. مارس مهمات عديدة في الرهبانية اليسوعية متنقلاً بين نيابة رئاسة مدرسة غزير (1858 – 1861) ومؤسساً لمراكز حلب (1873) وحمص (1885) وقد أبدى تضحيات كبرى خدمة للمعوزين عندما ضربت الكوليرا مدينة حلب عام 1875. نظراً الى تضلعه في اللغة العربية، عين مديراً لجريدة "البشير" عامي 1877 و1881 – أصدرتها الرهبانية اليسوعية بين 1870 و1947 بصورة شبه منتظمة باستثناء بعض الفترات تكلم عنها لحد خاطر في مقال مسهب عن تاريخ جريدة "البشير" في تقويم "البشير" لعام 1933 (ص. 230 – 240). خلال عام 1892 عين الأب كوش رئيساً لدير بكفيا للرهبانية اليسوعية حيث توفى في 27 آب 1895.
أما في موضوع طبع هذا القاموس فيتبين من مراجعة مقال الأب سامي خوري اليسوعي (الصادر بعنوان "المطبعة الكاثوليكية في بيروت – محاولة أولى لقائمة المطبوعات 1848 – 1888" في الصفحة 128 من المجلد السابع من حوليات معهد الآداب الشرقية في كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة القديس يوسف 1993 – 1996) انه تم مباشرة طبع القاموس عام 1861 وأنجز الطبع أوائل عام 1862 وقد طبع منالطبعة الاولى 2000 نسخة، ومن الطبعة الثانية 4000 نسخة، وذلك بين 8 شباط و24 تشرين الثاني 1883.
والقاموس صدر بعنوان "قاموس عربي فرنساوي تأليف حضرة الأب الجليل البادري فيليبوس كوش سليل الرهبنة اليسوعية الجزيل الاحترام – طبع في مطبعة المرسلين اليسوعيين في بيروت سنة 1862 – وهو يقع في 758 صفحة، اضافة الى مقدمة في ثلاث صفحات وصفحة تنبيه وصفحة تفسير المصطلحات وصفحة تصحيح اخطاء/ باللغة الفرنسية.
أما المقدمة بالذات التي وضعها المؤلف باللغة الفرنسية فقد ضمنها الأسباب التي حملته على وضع هذا القاموس منها: (1) عظمة اللغة العربية التي تمكنت خلال قرون من الثبات دون تحريف مع قدرة كبيرة على استيعاب المفردات.
(2) التطور الحاصل في العلاقات بين الشرق والغرب ما حمل الاوروبيين أكثر فأكثر على محاولة إتقان اللغة العربية وفرض على المؤلف اعتماد منهجية محددة لجهة تضمين قاموسه كلمات وعبارات من الحياة اليومية التي من شأنها المساعدة على الترعف الى المجتمع الشرقي.
(3) اعتماد المؤلف المراجع وأنسبها ومراجعتها ليأتي قاموسه متجاوباً مع منهجية التعرف الى اللغة العربية خدمة للمجتمع في مرحلة تاريخية مفصلية في نشأة الحداثة الثقافية وتطورها الاجتماعي في لبنان.
هيام جورج ملاط / النهار