وزعت جمعية راهبات الصليب الفرانسيسكانيات اللبنانيات، لمناسبة اعلان الحبر العظم البابا بنيديكتوس السادس عشر الأب يعقوب الكبوشي مكرما في 11 كانون الاول 2007، نص التمنيات بالسنة الجديدة التي كان قد كتبها الاب يعقوب بخط يده عام 1912، جاء فيها:
لقد انتهت السنة الحاضرة، مضت كمنام وحلم ولم يعد في يدنا منها ولا دقيقة واحدة. من يعلم ان كنا نرى آخر السنة المبتدئة، طوبى لمن يستفيد من اوقاتها، انه في السنة الغابرة مر علينا حوادث مكدرة ومرت علينا نعم غزيرة من لدن الله. اما الشرور من قبل.. الموت فكم من العائلات الحزينات كم من القبور الجديدة في التربة. الشرور الروحية هي افظع كم من الذين فقدوا نعمة الله وكم من الذين زادوا خطيئة على خطيئة، لنقل ارحمني يا الله. نعم الله عديدة: رياضات اعترافات مناولات الخ.. اياك اللهم نمدح بك يا رب نعترف.
عام مبارك للشيوخ اولا، الذين ايامهم شبيهة بأيام الخريف والشتاء لتكاثف الغيوم فيها، عسى الا يشاهدوا هذه السنة ما يسقط الدموع من عيونهم وما يشين بمقامهم واكرامهم. عسى ان هذا العام الجديد الذي يقدمهم من منتهى الحياة يقربهم الى السعادة الأبدية.
عام مبارك للوالدين، عسى البنين يجعلون مرائر حياتهم حلوة بطاعتهم ومحبتهم البنوية وخدمتهم القلبية.
عام مبارك للشبان: نقول لهم ما قال ارميا: "خير للرجل ان يحمل النير في صبائه".
عام مبارك للأولاد: انموا بالحكمة والنعمة والسن امام الله والناس.
عام مبارك يا صديقين لتتبرروا ايضا.
عام مبارك يا خطأة لترتدوا الى الله.
عام مبارك يا أغنياء، اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم.
عام مبارك يا فقراء، عسى الضيق يفرجه الغنى، تمسكوا بالحظ الذي لا يفنى.
لنفتكر بالكنيسة والمطهر والسماء ومريم أمنا.
فأعلموا ان من يزرع قليلا يحصد قليلا ومن يزرع البركات يحصد البركات، والذي يرزق الزارع زرعا وخبزا للقوت سيرزقكم زرعكم ويكثره ويزيد غلال بركتم".
الأم مخلوف
واشارت الرئيسة العامة للجمعية الأم ماري مخلوف الى "ان صوت الأبرار والصديقين يتخطى الأزمنة والأمكنة ليصل الى كل قلب بار صديق في كل آن وآن. هكذا صوت أبونا يعقوب الحداد الكبوشي، بعد ويزيد على نصف قرن، لا يزال يتردد صدى نسمع تمنيات قلبه الكبير، من فيض اتحاده بالله، وقد كتبها بخط يده المباركة لعام 1912، أمنيات لواقع تحمل الوطن المواطنين في طياتها، اما امنياتنا اليوم فهي سجينة تعابير معدة سلفا ومنمقة تفتقر الى نبض الحياة في المحبة. هنيئا لنا الطوباي العتيد في قلب الله والكنيسة، يحملنا في فكره وعاطفته، شيوخا ووالدين، شبانا وأولادا، صديقين وخطأة، أغنياء وفقراء".
واضافت: "رجاؤنا عظيم أن يستجيب الله ويحقق أمنيات ابونا يعقوب، وما أشبه اليوم بالبارحة، فهلا يستلهم المسؤولون والمواطنون على السواء أمنيات أبونا كي يترسخ السلام والأمان. بعدما فقدنا الطمأنينة بفقدهما، لقد أعطى الله لبنان والعالم القديسين الكثيرين، وقد أشرقت الآن قداسة أبونا يعقوب الذي أرسى اسس المحبة في لبنان من أقصاه الى أقصاه، رسولا، عاملا، مبشرا، أبا، صديقا، صلى وحمل هذا الوطن في قلبه وها هو يحمله اليوم الى العالم بأسره.
صلاتنا ان نستفيق كلنا، ونعي أهمية هذا الحدث الروحي وان نكون قادرين على تحقيق معاني اعلان طوباوي من لبنان وتجسيدها وعلى ارض لبنان".