كنيسة البشارة الكاثوليكية هي من أكبر وأفخم وأبهى الكنائس في الشرق الأوسط. وقد خطّطها المهندس الإيطالي جوفاني موتزيو، وبُنيت من قبل "سوليل بونيه"، ودُشِّنت في عام 1969 بهدف صيانة المغارة المقدّسة وحماية بقايا الكنائس السابقة. ولتمكين أكبر عدد من المؤمنين من أداء الصلاة، بُنيت الكنيسة من طبقتين. وهي عبارة عن مبنى تذكاري شديد التأثير، بحيث يخلق شعورا من الأزلية.
تقع المغارة في مركز الطابق السفلي، وتتميّز هذه المنطقة بالعتمة النسبية، وتحافظ على أجواء من الغموض الذي يلفّ عجيبة البشارة. في الطابق السفلي بقايا الكنائس القديمة. الحائط الحجري على طول الكنيسة وفي ظهر المغارة، وهو من بقايا الكنيسة الصليبية من القرن الـ 12. في الحفريات اكتشفت بعض التيجان الصليبية. وتُعتبر هذه التحف الفنيّة الأجمل التي اكتشفت في البلاد من هذه الفترة، وهي تُعرض في متحف يقع تحت الباحة الموجودة خارج الطابق العلوي.
الطابق العلوي ينقل إلى الزائر قوّة التصميم المعماري في بناء الكنيسة. من فوق، قبّة زهرة الزنبق الهائلة التي تشكّل مصدر الضوء وترمز إلى طهارة مريم المقدّسة. ودُمجَت على أرضية الرخام المزخرفة أسماء البابوات. وعندما ينظر الزائر إلى الواجهة، يشاهد لوحة فسيفساء عملاقة للرسّام الإيطالي سلفادور فيومه الذي يَصِف يسوع ومريم وبطرس.
على جدران القاعة، وفي ساحة الكنيسة، لوحات فسيفسائية ساحرة. كل لوحة تبرّعت بها دولة، وتتميّز بمقوماتها القومية.
كنيسة البشارة للروم الارثودكس
نَنصح بزيارة متحف كنيسة البشارة الأرثوذكسية الذي يقع في ساحة الكنيسة، ويَعرض تحفا قديمة من داخل الكنيسة.
في ساحة العين، يقع السبيل المعروف باسم بئر مريم أو "عين العذراء".
وحسب التقاليد، كانت السيّدة مريم أم يسوع تنزل إلى العين من أجل تعبئة الماء. وهناك من يؤمن أنّ مريم كانت تحمِّم يسوع بمياه العين، وهناك من يرى أن يسوع نفسه كان ينزل إلى العين لإحضار الماء إلى أمّه مريم. بالإضافة إلى ذلك، كانت العين في الماضي المصدر الوحيد للماء في المدينة، وتجمّع فيها الكثيرون من أبناء المدينة وعابري الطريق من أجل تعبئة الماء. وكان قد تمَّ ترميم الدوار وأعيد بناء السبيل، استعدادا لاستقبال العام 2000.
وقد عثر خلال الحفريات والتنقيبات التي جرَت في المنطقة على بقايا لقنوات وبرك ماء من فترات تاريخية مختلفة، ويمكن مشاهدة ما تمَّ العثور عليه في قاعة جلسات بلدية الناصرة. الشكل الحالي للسبيل مطابق لما نجده في صور الحجّاج من القرن التاسع عشر.
تُعتبَر العين ومياهها مقدّسة في نظر المسيحيين والمسلمين، الذين كانوا ينسبون إليها في الأجيال السابقة صفات علاجية استثنائية وخارقة. في القرن الـ17 كانوا يرسلون إلى فرنسا زجاجات ماء من بئر مريم، وقد منحت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى الصفح عن خطايا زوّار هذا الموقع.