شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | يوحنا العاشر الى موسكو للمرة الاولى بطريركاً تزامناً مع انطلاق اعمال جنيف – 2
يوحنا العاشر الى موسكو للمرة الاولى بطريركاً تزامناً مع انطلاق اعمال جنيف – 2

يوحنا العاشر الى موسكو للمرة الاولى بطريركاً تزامناً مع انطلاق اعمال جنيف – 2

في زيارة هي الاولى له لروسيا منذ تنصيبه على رأس كنيسة انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس، يغادر البطريرك يوحنا العاشر الى العاصمة

 موسكو للقاء قادة الكنيسة الارثوذكسية وفي مقدمهم البطريرك كيريل.

البطريرك كيريل هو الرجل القوي والمؤثر في الحياة العامة في روسيا والذي كانت له مواقف حادة لجهة رفض النمط الغربي العلماني في ابعاد الكنيسة عن الشؤون الوطنية والسياسية، أو لجهة تحديد مسار الدولة الروسية على صعد عدة داخلية وخارجية، وخصوصاً في ما يتناول قضية الاقليات في الشرق الاوسط بشقيها الاسلامي والمسيحي، اذ ان زيارته الشهيرة للعاصمة السورية عند بداية الحرب الاهلية السورية لا تزال ماثلة في الاذهان.
الاوساط المتابعة لمواقف الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية، ترى في زيارة موسكو موقفاً كان يجب ان تبادر اليه الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية منذ مدة طويلة، وخصوصاً بعدما انفضح الدور الاميركي – الغربي اللامبالي بالمسيحيين في الشرق الاوسط والذي يضع المصالح الاقتصادية والمالية للسياسة الاميركية والاوروبية فوق كل الاعتبارات الانسانية والاخلاقية، بدليل ما عاناه مسيحيو لبنان خلال الحرب المديدة في لبنان، او خلال مرحلة ما بعد الحرب، يوم باركت السياسة الاميركية ضرب الحضور المسيحي في مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والادارية بذرائع مختلفة. والرأي لدى الاوساط المتابعة للملف المسيحي ان البطريرك يوحنا العاشر المعروف بصلابة اعصابه وترويه ومقاربته الهادئة للامور، وربما اختار توقيت الزيارة لإبعادها عن كل أشكال الاستثمار السياسي والطائفي وحتى المذهبي الضيق، وعلى ابواب مرحلة جديدة يشرع ابوابها مؤتمر جنيف – 2 الذي يراد له ان يقارب الحلول السياسية للحرب الاهلية السورية ويبحث عن حل لها، وخصوصاً ان الدور الروسي كان واضحاً وجلياً في دعم الاقليات واعلان حمايتها والترويج لهذا الامر كمسألة استراتيجية لا تقبل المساومة، الامر الذي استوعب مفاعيله وابعاده تماماً رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم بدليل الموقف الرافض للحرب على سوريا من البابا فرنسيس في روما، وما رافقه من تحركات وتداعيات القت بثقلها على الموقف الاميركي – الاوروبي من الهجوم على سوريا في موازاة الاذى المعنوي الفادح الذي انزلته الحركات السلفية – الجهادية بمسار المعارضة السورية.
والرأي لدى الاوساط أن زيارة البطريرك الانطاكي لعاصمة الاتحاد الروسي موسكو، هي تأكيد جديد لأهمية الحضور المسيحي في الشرق الاوسط سواء في لبنان او في سوريا، او ما يصطلح على تسميته الحضور المسيحي في المشرق بالتزامن مع البدء في مناقشة مستقبل سوريا التي يحتسب السوريون المسيحيون فيها بنسبة 10 في المئة من عديد سكانها. وهم يشكلون مع الاقليات المسيحية والاسلامية الاخرى ثقلاً وازناً في المعادلة الداخلية السورية وهذه ما أثبتته الاحداث منذ بدء الحرب في سوريا. وبهذا المعنى، فإن البطريرك يوحنا العاشر، من خلال اجتماعه مع رأس الكنيسة الروسية وقيادتها، يحمل معه هموم السوريين عموماً والمسيحيين منهم خصوصاً، ومرادهم واهدافهم ورؤيتهم الى سوريا مستقبلاً. وهذا أمر لم يعد حكراً على النظام الحاكم ولا على المجموعات التي تعلن معارضته وقتاله، بل ان ثمة قوى اساسية لا يجب التغافل عن حضورها وشخصيتها بعد اليوم عند البحث في المستقبل وخياراته وليس هناك أفضل من الروس دولة وحكومة وكنيسة لنقل وجهة النظر هذه وفرضها على طاولة المفاوضات وفي الصيغ المطروحة.
تبقى الاشارة الى ان البطريرك يوحنا هو من اصحاب المبادرات ومذلّلي الصعاب، بدليل قيامه بزيارة البابا فرنسيس ولقائه مطولاً لمناقشة الامور بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية وشعبيهما، الامر الذي يقال انه ساهم في تغيير نظرة البابا الى الكثير من الامور في ما يخص الشرق الاوسط وقضاياه التي لا تنتهي.

بيار عطالله / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
حملة صلاة على نية مؤتمر “جنيف 2”!

حملة صلاة على نية مؤتمر “جنيف 2”!

وجّه غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك دعوة للصلاة من أجل سوريا ترافق مؤتمر "جنيف 2" لكي تنطبع فيه بداية

 مسيرة من السلام. أتى في رسالته الأولى الموجّهة في 14 كانون الثاني أن يخصص كل المطارنة والأولاد والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين وكل الحركات الدينية من عائلات وشبيبة وأولاد صلوات يومية في الكنائس والمنازل والاجتماعات الدينية لكي يثمر مؤتمر "جنيف 2" من أجل إحلال السلام في سوريا الحبيبة وتوقف أعمال العنف والدمار والحرب.

وقال البطريرك: "نحن نضمّ صوتنا إلى البابا فرنسيس الذي دعا في 13 كانون الثاني عند لقائه بالسلك الديبلوماسي إلى إنجاح مؤتمر جنيف 2 حتى تنطبع فيه بداية مسيرة سلام. إنّ يسوع ربنا هو أمير السلام. إنه هو من قال لنا: "السلام أعطيكم! سلامي أعطيكم! لا تضطرب قلوبكم ولا تخف!" نحن نرجوه أن يصغي إلى صلواتنا وأن يجيب إلى صراخ أوجاعنا وضحايانا وآلامنا وأن يمنحنا النعمة الأسمى للسلام! نحن نرجوه أن يلهم الدول والأفراد الذين سيجتمعون في جنيف لكي يقرروا السلام والأمن ومستقبل أفضل للسوريين.

ثم عبّر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في رسالته الثانية عن رغبته بنجاح المؤتمر وأشار إلى نقاط عديدة ترافق مؤتمر جنيف 2 وأهمها الصلاة في كل أرجاء سوريا في كل منزل من أجل أن يحل سلام يسوع المسيح وهو أمير السلام ذاكرًا بأنّ السلام هي إحدى أسماء الله الواردة في القرآن وهي فرح الميلاد المعلن للبشرية. كما ورجا بأن تتم مصالحة حقيقية في "جنيف 2" بين كل السوريين، مصالحة في الإيمان، مصالحة إنسانية ووطنية وسورية بحق.

كما ركّز البطريرك عل وحدة الرأي والصفوف في المؤتمر بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بالأخص بين فرنسا وإنكلترا وألمانيا والصين وإيران! "إنّ وحدة الغرب ووحدة الجميع هما ضمان نجاح مؤتمر "جنيف 2". كذلك إنّ وحدة الجميع يمكنها أن تحقق وحدة العرب وهي جد ضرورية من أجل نجاح مؤتمر "جنيف 2". نحن نصلي من أجل أن تتحقق هذه الوحدة. إنّ هذه الوحدة الغربية-العربية هي ضمان نجاح مؤتمر "جنيف 2". إنها الوسيلة الحقيقية من أجل إيقاف مد المجموعات المسلحة بالأسلحة". وشدد البطريرك إلى أنّ السلام لا يحتاج إلى الأسلحة.

ثم شكّر في ختام رسالته كل من يسعى إلى إحلال السلام أفرادًا أو دولاً وذكّر بالدور المسيحي الفعّال في الشرق وضرورة التفاهم والتعايش مع احترام الأديان. ثمّ لم ينسَ الصلاة على نية نجاح الإنتخاب من أجل تشكيل دستور جديد في مصر إذ يشكّل حدثًا تاريخيًا بالغ الأهمية على صعيد التعايش الأخوي والحوار الإسلامي المسيحي والازدهار في كل البلدان العربية.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لحام للصلاة من أجل نجاح جنيف 2

لحام للصلاة من أجل نجاح جنيف 2

دعا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بصفته رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكية في سوريا، الى إقامة صلوات يومية في الكنائس والبيوت،

 والاجتماعات الراعوية على أنواعها، على نيّة نجاح مؤتمر جنيف 2 وإحلال السلام في سوريا.
وجاء في نداء وجهه: "نضم صوتنا إلى صوت قداسة البابا فرنسيس الذي دعا في اللقاء مع الديبلوماسيين إلى أن يكون مؤتمر جنيف 2 بداية طريق انتشار السلام ووضع حدّ للأزمة السورية.
يسوع هو أمير السلام وهو الذي قال لنا: "السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع". نسأله أن يسمع صلواتنا ويستجيب صراخ آلامنا وضحايانا ومعاناتنا، وينعم علينا بنعمة السلام الكبرى. نسأله أن يلهم الدول والأفراد الذين سيجتمعون في جنيف 2 ما السلام والأمان والمستقبل الأفضل لسوريا بجميع أبنائها. ونرفع الدعاء إلى أمنا مريم العذراء التي نكرّمها في مزاراتها وكنائسنا وصلواتنا، أن تطلب هذا السلام أعجوبة خاصّة من ابنها سيدنا يسوع المسيح أمير السلام".
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
تجسد الله وإعادة تقييم الجسد تجسد الله وأنسنة الإنسان (2)

تجسد الله وإعادة تقييم الجسد تجسد الله وأنسنة الإنسان (2)

يبدو أننا نعيش في حقبة اكتشفت أخيرًا قيمة الجسد. بعد رفض وتهميش داما عصورًا، نتيجة للثنائية-الازدواجية الأفلاطونية بين النفس الخيرة والجسد-السجن-الشرير، يبدو وكأن الجسد وجد أخيرًا موضعه.

ولكن هل الأمر كذلك حقًا؟

من يُمعن النظر في معالم العصر الحالي، لا يوافق هذا الرأي المتسرع. على سبيل المثال، يدفعنا الفيلسوف الفرنسي كسافيه لاكروا (Xavier Lacroix) للتفكير مليًا بطبيعة الجسد الذي تهتم به حضارتنا الحالية: إنه جسد خيالي، لا عمر له ولا وزن. جسد خفيف وظريف ولا يشابه بشيء أجساد البشر الذين نلتقي بهم، ولا حتى أجسادنا. إنها أجساد غير معاشة، حيوية ولكنها دون علامات حياة وبالتالي دون حياة.

لا عجب أن نجد أنفسنا بصدد الكثير من الأمراض التي انفجرت مؤخرًا مثل الأنوركسيا، الكآبة، عدم قبول مظهر الجسد، الإدمان على عمليات التجميل، إلخ…

إن الأجساد التي يخلقها "فوتوشوب" لا تعبّر عن تقييم للجسد، هي تجريد لا يختلف عن احتقار وخجل أفلوطين كونه يملك جسدًا، أو نيتشه الذي خلق "الإنسان المتفوق" انطلاقًا من احتقاره للإنسان العادي.

تجسد المسيح يركز الانتباه على الجسد الجقيقي، على الجسد الذي ينمي (راجع لو 2، 52)، على الجسد الذي يعيش ويتعب (يو 4، 6)، على جسد يعيش في التاريخ. التجسد يحثنا على تغيير وجهتنا ونظرتنا: إذا لم يخجل الله من هذا الجسد، هذا يعني أن هذا الجسد هو جيد وهو واقع إيجابي. إن كلة "طوب" التي يتلفظ بها الخالق في الفصل الأول من سفر التكوين بعد كل نظرة إلى خليقته، يتردد صداها الآن لا في صوت فقط بل في جسد الكلمة. وهذا "الطوب" بالعبرية يعني في آن "الجيد والجميل".

وقد عبر البابا فرنسيس عن جمال هذا الخلق وعن صلاح الكيان البشري عندما كتب في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل": "الاعتراف بأن ابن الله قد أخذ جسدًا بشريًا يعني أن كل إنسان قد رُفع إلى قلب الله بالذات" (عدد 178). والدستور العقائدي "فرح ورجاء" يصرح بكلمات رائعة: "من خلال تجسده، اتحد ابن الله بشكل ما بكل إنسان" (العدد 22).

من خلال تجسد المسيح يتم إذا تقييم الجسد كهيكل للعبادة بامتياز. في هذا الهيكل يتم عبادة الله بالروح والحق. تجسد المسيح يكشف لنا عن كرامة كياننا المتجسد الحقيقية، ولذا يمكننا أن نفهم بشكل أفضل معنى ما يقوله القديس بولس: " أوَ ما تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس، وهو فيكم قد نلتموه من الله، وأنكم لستم لأنفسكم؟ " (1 كور 6، 19).

من خلال تأملنا بالكلمة الذي صار جسدًا (راجع يو 1، 14)، يقول لنا الإيمان المسيح أمرًا ملموسًا جدًا: إنه لخير أن نكون بشرًا، أن يكون لنا جسدًا، أن نكون جسدًا.

بقلم الدكتور روبير شعيب / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
العائلة اللبنانيّة المارونيّة: تطلّعات وآفاق راعوية (2) بقلم الأب الدكتور نجيب بعقليني

العائلة اللبنانيّة المارونيّة: تطلّعات وآفاق راعوية (2) بقلم الأب الدكتور نجيب بعقليني

من المؤكّد أن الألفية الثالثة تحمل طابع التطوّر والتغيير. وهذا التطوّر بدأ يلامس الجذور في العائلة المارونيّة، كما ويطال أيضًا أسس العلاقة بين الأهل والأولاد، وبين العائلة وأفراد المجتمع.

كذلك طاول التغيير عالم التواصل والنظرة إلى مفاهيم الأخلاق والقيم الإنسانيّة، مع التأكيد أنّ كلّ تغيير وتطوّر يتّسمان بوجهين: واحد إيجابي والآخر سلبي.

إنّ العائلة المارونيّة في لبنان لهي كنز ثمين. فالبرغم من نتائج الحروب التي عصفت بالبلاد والتحوّلات السريعة والصعوبات الكبيرة والمخاطر المتعددة، بقيت العائلة المارونيّة متماسكة ووفية لدعوتها ورسالتها، فهي مثال للأمانة والوحدة والمحبّة.

إنّ حضارة القرن الواحد والعشرين، بسلوكيتّها المنحرفة، وتصرفاتها الغريبة، ونمطها الإستهلاكي الفاحش، ونزعتها الفردية، مع ما يرافقها من تسلط وتطوّر سريع في عالم الإتّصال والتواصل، وظهور صراع الحضارات، وتنامي الأصوليات والتطرّف الديني وأمور عصفت بالعائلة المارونيّة وتُمعن في ضرب مستقبلها ومصيرها، كما تطال بنية المجتمع ككلّ. فالعائلة مستهدفة في صميمها وكينونتها وأسسها، كما في قيمها الإنجيليّة الثابتة.

تعتبر العائلة المارونيّة بتربيتها وأمانتها قدوة وهذا ما يفسّر بقاءها متّحدة ومتماسكة في حبّها، فهي معروفة بفرادتها وتعاضد أفرادها وغناها الروحي، كما أنّها إحدى ركائز المجتمع وجوهره وقلبه. والحياة العائليّة هي خاصيّة ذات أهمية في المجتمع اللبناني. من هنا لا بدّ من العمل على تطوّر العائلة على جميع الأصعدة وذلك من خلال استنباط الوسائل الحديثة والطرائق المتجدّدة التي تجعلها تستمر في تجدّدها إنسانيًّا وروحيًّا. وهكذا تبقى أرضًا خصبة لتنامي العطف والتعاضد والأخلاق والسلام والمحبّة العميقة. وتجسّد العائلة الكنيسة البيتية التي تعيش نعمة سرّ الزواج، وتصبح جماعة إيمان وصلاة، فتساهم في بناء ملكوت الله على الأرض من خلال الكلمة والصلاة وخدمة الحياة البشرية.

وعليه، فمن غير المنطق هدر الوقت في التوقّف عند الحنين إلى الماضي، وتجاهل الهدف الأساسي، إن لم يكن الأوحد، ألا وهو السعي إلى التجدد وبناء مستقبل أفضل.

إمتازت العائلة المارونيّة بالروح الرسوليّة وتعلّقها بالوطن والأرض، كما تعلّقها بالكنيسة التي هي بالمطلق مرجعية روحيّة ووطنية وإجتماعيّة. فالهوية الوطنية للموارنة، ضمن منظومة تعدّد الطوائف، تنتمي للكنيسة الحامية لأبنائها. وكما أشرنا سابقًا فإنّ العائلة المارونيّة تواجه اليوم تحديات جمّة وعلى جميع الأصعدة. من هنا لا بدّ لراعوية العائلة أن تقرأ بعمق الواقع المستجدّ، بهدف العمل على إستنباط سبل ملائمة، من شأنها أن تحافظ على هوية العائلة ورسالتها وأن تجدّد روحانيتها كما تفهمّها ومراعاتها لبعض أوضاع المعمّدين الذين لا يلتزمون بتوجّهات الكنيسة. لا بدّ أن نلفت الإنتباه إلى معاناة العائلة المارونيّة بسبب تلك التحوّلات السريعة من النواحي الإقتصادية، الإجتماعيّة، السياسيّة والأخلاقيّة وإلى تطوّر الظروف الحياتيّة ومنها: الوضع الإقتصادي المتردّي وانتشار البطالة، وتقلّص فرص العمل وصعوبة الحصول على مسكن، وعدم القدرة على تأمين إحتياجات الحياة اليوميّة، وظاهرة الزواج المدني والمختلف، والمساكنة العلنية، وغير العلنية، وتعدد العلاقات العاطفية-الجنسية خارج إطار سرّ الزواج، وحرّية الممارسة الجنسية، واللجوء إلى تعاطي المخدرات والكحول والميسر، وازدياد القلق على المستقبل والإحباط من الواقع الأليم، ناهيكَ عن ممارسة العنف المنزلي، وتفاقم الخلافات الزوجية، والأعباء المترتبة من جرّاء عمل المرأة، والإنفصال بين الزوجين، وتراجع نسبة الزيجات، والصراعات السياسية والحزبية، والتناحر الطائفي والمذهبي، وتفشّي الفساد، والتعصب، والأصولية، وهيمنة الإعلام والإعلان لبعض البرامج والإعلانات المهدّمة، وفقدان المواطنة وروح المسؤولية، والخوف المستمرّ من عدم إستمرار وجود العائلة المسيحيّة في الوطن، وواقع الهجرة الذي ساعد على شرذمة العائلة، كذلك الهجرة الداخلية، أمور تساهم في زعزعة أسس العائلة ورسالتها ودورها في المجتمع. نرى من خلال واقع العائلة اليوم، وفي خضّم العولمة، تحوّلاً في عيش الإيمان المسيحي وممارسته، لا سيّما عدم الإلتزام بالطقوس الليتورجية والاحتفال بالأسرار المقدّسة والعلاقة العميقة مع السيّد المسيح.

من هنا حاجة العائلة الملحّة إلى تنشئة دينية ومعلومات جدّية وصحيحة، وضرورة إعلان إيمانها وعيشه بحسب تعاليم السيّد المسيح وكنيسته. فالتراجع الواضح في فهم الإنجيل وتطبيقه أدّى إلى تفاقم ظاهرة تفكّك العائلة، وبروز نزعة ماديّة وإستهلاكيّة، أدّت إلى ضياع بعض القيم الأخلاقيّة وتفشّي المظاهر الخارجية، الأمر الذي أدّى إلى خمور من العلاقات الإجتماعية. والتعلّق بالمقابل بالمفاهيم الخاطئة للحريّة، والتمسك برفض المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة. إضافة إلى ذلك فإنّ عدم تفهّم وتنظيم حياة المرأة المهنية يُربك حياة العائلة.

إنّ سرعة التغيير في الإطار الإجتماعي إضافة إلى الوضع الإقتصادي المتردي، إنعكس سلبًا على الحياة العائليّة، ممّا أدّى إلى زيادة الضغط والتوترات والمنازعات في ما بين أفراد العائلة، ممّا يؤثّر سلباً على كافة أفراد المجتمع. الوضع الراهن للعائلة في لبنان والشرق الأوسط متقارب جدًّا، لا سيّما فيما يتعلّق بتهديد الوجود المسيحي وإلغائه بسبب تنامي الأصوليات والتطرّف الديني وعدم قبول فكرة "العيش معًا"، والآخر المختلف.

كلّ هذه التحديات المطروحة على الكنيسة اليوم، تستدعي درس الواقع، وتبني خطة مستقبلية، وتنفيذ إستراتيجية واضحة، ممّا يعني إعداد مقترحات وإعتماد حلول عمليّة بهدف تثبيت وضع العائلة وتحسينه للحفاظ عليها، ممّا قد يحول دون تفاقم الأزمة. فتلك التحديات التي ذكرناها آنفًا تدفع براعوية الزواج والعائلة إلى معالجة بعض القضايا والصعوبات التي تواجه شبيبة الكنيسة المارونيّة وعائلاتها، إن من حيث فهم الإيمان وعيشه، وإن على صعيد هشاشة إدراك البُعد الإنساني الذي يُلزم بالتعامل معه بطريقة صحيحة وسليمة وذلك من خلال المحافظة على روح الأنسنة وتعميق الناحية الإنسانيّة، التي بدورها تؤدّي إلى إنشراح الثنائي ونمّوه من خلال حبّ صادق وعميق مبني على إحترام الآخر وقبوله والتضحية المشتركة من أجل تربية عائلة مسيحيّة موّحدة تستقي تعاليمها من الخالق.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
السوريون المسيحيون: “اترك أرضك وعشيرتك إلى الأرض التي أريك” (2)

السوريون المسيحيون: “اترك أرضك وعشيرتك إلى الأرض التي أريك” (2)

أطلقت الحرب العالمية الأولى رصاصة الرحمة على أنموذج الامبراطورية المتعددة القوميات بسقوط الامبراطوريتين العثمانية والنمساوية-الهنغارية لتفتح المجال أمام ظهور نموذج الدولة-الأمة ونشوء دول عديدة

على أنقاض هاتين الامبراطوريتين بعد نضال دام عقودا من أجل "الاستقلال"(اليونان ودول البلقان) . النهضة العربية في القرن التاسع عشر لم تكن بعيدة عن تلك التيارات ولو انقسم مفكروها بين من طالب باستقلال العرب التام ومن مطالب بالحفاظ على الهوية العربية ضمن المظلة العثمانية.

لم يلتقط العرب أنفاسهم بانتهاء الحرب العالمية الأولى حتى اكتشفوا ما كان يحاك لهم من مخططات ووجد العرب أنفسهم بين ليلة وضحاها تحت "وصاية" لم يطلبوها .

المرحلة الأولى من النضال ضد الانتداب الفرنسي (العشرينات من القرن الماضي)  اتسمت بالعمل المسلح والثوري كان رواده في أغلبهم من سكان الريف السوري من حارم إلى جبل الدروز. هذه التحركات قمعها الفرنسيون بشدة . عندها دخل النضال السوري ضد الفرنسيين في الثلاثينات المرحلة السياسية واضطلع بهذا الدورالبرجوازية التقليدية في المدن من ملاك الاراضي وأصحاب الفعاليات الاقتصادية. هؤلاء هم من تم على يدهم وضع اللمسات الأخيرة لاستقلال سورية في الاربعينات.

الخمسينات كان عقد الغليان للأيديولوجيات التي كانت تختمر في العقود السابقة : البعث والقومي السوري والشيوعي مع وجود التيارات الاسلامية .

الوحدة مع مصر كانت المسمار الأول الذي دُقّ في نعش الحياة السياسية السورية دون أن نضفي على العقود السابقة أية مسحة مثالية. فالأحزاب حُلت والنظام البوليسي ضيق هامش أي تحرك سياسي. في فترة الوحدة هذه هاجر العديد من أصحاب رؤوس الأموال إلى الخارج وخاصة  لبنان نتيجة القوانين الاقتصادية الكارثية التي أصدرها عبد الناصر . العديد من هؤلاء كانوا من المسيحيين.

الستينات كان عقد "البلاغ رقم واحد" الذي عاد فيه السوريون إلى "النشاط" الانقلابي الذي عرفوه 3 مرات سنة 1949 وما صاحب ذلك من فشل سياسات التصنيع و"الإصلاح الزراعي" وما رافقها من هجرة إضافية للعقول ورؤوس الأموال .

وضمن هذا المد الموصوف بالقومي والاشتراكي من قبل المدافعين عنه تم تأميم المدارس "الأجنبية" عام 1967 . هذه المدارس التي كان  يديرها رهبان كاثوليك في أغلبهم والعديد  منهم من المرسلين الأجانب والتي  تخرّج منها نخبة المجتمع السوري الذي قاد البلاد إلى الاستقلال لم يعد وجودها مقبولا ضمن أيديولوجيات اللون الواحد التي تحملها أحزاب ذات خطاب متخشب وصلت إلى الحكم بدبابة العسكر .

الرخاء الاقتصادي الذي أصاب البلد في السبعينات وأزمة البترول الاولىبعد حرب تشرين وتضامن العرب مع دول المواجهة كان قصير الأمد مع انفجار الصراع بين السلطة والإسلاميين في نهاية السبعينات.

وسط كل هذا الغليان السياسي وإفلاس المشاريع الإيديولوجية غير الإسلامية  حاول المسيحيون كالعادة الحفاظ على ولائهم للدولة-المؤسسة كضامن وحيد للسلم الاجتماعي لكن نجاح النظام الحاكم في تماهي  الدولة- النظام بالدولة – المؤسسة وجعلهما واحدا أظهر  المسيحيين بمظهر الموالين "على الغميضي" لكل ما تقوم به  السلطة .

الفراغ السياسي والسلطوي هوما يخشاه المسيحيون إذ ليس في جعبتهم مشروع بديل جاهز مع بناء أيديولوجي متين بعكس المشروع الإسلامي .

الأزمة التي اندلعت في سورية عام 2011 ما هي الإ حلقة من سلسلة طويلة من أزمات نتجت عن عدم تحديد الهوية التي تربط المواطنين بعضهم ببعض .

وسط كل هذا التخبط وأمام ثقافة بعيدة عن عقلية المليشيات و"وحدات الحماية الشعبية" كان أمام المسيحيين خيار من اثنين : البقاء وتحمل ما يتحمله الباقون وقد ساهم العديدون منهم في إنشاء  مراكز إغاثة  في زمن قياسي مع توافد النازحين  مستعينين بسابق خبراتهم في مؤسسات الكنيسة الاجتماعية , أو الرحيل أسوة بكثيرين غيرهم .

في هذا السياق يبدو استجواب المسيحيين عن أسباب رحيلهم واتهامهم الظاهر أو المبطن بعدم الانتماء لا يكشف إلا نصف الحقيقة . النصف الآخر تتم معرفته باستجواب وإعادة قراءة تاريخ المنطقة منذ الفتح الإسلامي . هجرة المسيحيين لا يتحمل مسؤوليتها المسيحيون وحدهم ,هذا إن لم يتحمل الآخرون المسؤولية الأكبر بحكم أغلبيتهم العددية وسيطرتهم على مفاصل  الحكم, على الأقل الاجتماعية منها والاقتصادية.

إن اتخاذ سلوك المسيحيين في الأزمة الحالية (والذي هو عرض أو نتيجة وليس سببا) منظاراً أوحد لقراءة  ألفي سنة من التاريخ هو خطأ منهجي لا بد أن يقود إلى  خطابات طائفية الطابع الجميع في غنى عنها .

إن موضوع الوجود المسيحي في سورية متشابك ويحتاج إضاءات متعددة من شتى العلوم الإنسانية من التاريخ إلى الأنثروبولوجيا إلى علم الاجتماع الديني وكاتب الأسطر السابقة لا يدّعي أي اختصاص فيها. 

ابراهيم حسكور / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإرشاد الروحي عند أباء الصحراء 2 بقلم الأب هاني باخوم

الإرشاد الروحي عند أباء الصحراء 2 بقلم الأب هاني باخوم

مازلنا نتحدث عن صفات المرشد الروحي، وفي المقالة السابقة رأينا ان خبرته نابعة من خبرته الشخصية مع الله وروحاني وعارف بالقلوب.

٤.  شخص يتميز بالتمييز: نعم التمييز عطية من الروح القدس يكتسبها الشخص من تمييزه على ذاته وعلى أفكاره الشخصية، منها ينبع تمييزه على أفكار وأقوال الآخرين. فبمقدار تمييزه على نفسه يمكنه ان يميز علي الآخرين. وهذا هو الخاص للآباء، الخبرة الذاتية والنابعة من مسيرة خاصة مع الرب، معضدة بدراسة أو قرأه لكن الأساس هو الخبرة مع الله.

         فعلى المرشد ان يتعلم ان يميز على أفكاره ويصارع مع الأفكار التي مصدرها ليس بالرب، يتعرف عليها ويصارع معها، وهنا تكمن الخبرة ، من مقدار صراعه، فالمسيحي هو مصارع في حلبة يسعى على ان يحصل على الانتصار المحسوم له من الرب.

٥. المرشد الروحي هو شخص اختبر انتصار وذاق معنى البتولية، أي لمس معنى الجوهر الإلهي العفيف، الكلي للآخر ولا شئ لذاته. نعم لمس وذاق، وهذا الانتصار يعطيه القوة والشجاعة لدعوة آخرين إلى الصراع وإلا كلمات ونصائح تسقط كأوراق شجر الخريف مع مرور قليل من الرياح. فالمرشد الروحي يصبح مرشد حقيقي مع خبرته الخاصة وانتصاراته مع الرب ، وإلا يتحول لعاجز وان كانت لديه العديد من الرغبة. فبذرة المرشد حسب الآباء هي خبرته الخاصة. ( أقوال الآباء- مورا توري- ١٩٨٦- رقم ٦٦).

         نعم شخص انتصر على صراعاته وإلا يصبح حليف ومساعد لصراعات من يسمعه. فيقول ايفاجريو، ان لم يتحرر المرشد من صراعاته الخاصة يقود من يسمعه إلى الهلاك حيث من السهل ان يشفق عليه و يسقطا سويا. حيث هناك عديد من الرغبات الدفينة فينا لا تظهر إلا مع التجربة وقد تكون التجربة سماع شخص آخر، أو الشفقة عليه وتنتج الكارثة، يصبح عون له على الخطيئة بدلا من عون لقيامة منها ( ايفاجريو- رسالة إلى سنتريون- ٦- ٥٢-)

٦. المرشد عالم بالنفس البشرية، دارس لعلم نفس الإنسان، وهذا ليس لحد ذاته، لكن كي يدرك عمل الله في هذه النفس ، هكذا يؤكد اوريجانوس وآيفارجيو. فبدون معرفة قد يتشتت المرشد بين ما هو طبيعي للنفس وما هو الهي. قد يتشتت بين ما هو مرض طبيعي ومرض نابع من خطيئة وعادة سيئة أصبحت رفيقة للشخص وأثرت على نفسه. حيث الإرشاد الروحي هو دعوة النفس، من ظلمة الجهل ألي معرفة رحمة الرب يسوع المسيح ( رسالة ايفاجريو ٥٢). ولكن في نفس الوقت المرشد هو طبيب للنفس على مثل المسيح حيث انه قادر ان يقود النفس إلى خلاص الرب ويرفعها مما هو عليها إلى ما يجب ان تكون عليه. فالمرشد هو طبيب النفس حسب قوله. ولكن هل من نصائح خاصة في الإرشاد حسب الآباء ؟

إلى المرة القادمة

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
التحديد السابق الأزليّ للخلاص من قبل الله الحلقة 2

التحديد السابق الأزليّ للخلاص من قبل الله الحلقة 2

تكلّمنا في الحلقة الأولى ، عن أنّ هو الذي إختارنا لخلاصه الشامل من الأزل ، ولقد قلنا أيضا ، أننا لا يمكنُ أن نتجاسرَ وندخل ونخترقَ الإرادة الإلهيّة ، بصورة قد تشوّه صورة الله الحقيقيّة فينا ! ..

بل تأكيد اليقين من أنّ الله في كلّ شيء يسعى للخير للذين يحبّونه ُ المدعوين بحسب قصده (روما 8 : 28).

هذه البشرى الصالحة والمفرحة ، تنطبقُ  في الأساس على جميع الناس. إنّ إرادة الله الخلاصيّة هي " شاملة " . فالله " يريدُ أن جميع الناس يخلُصون ويبلغون إلى معرفة الحقّ  (1 تيمو 2 : 4 ). وهو (الله) لا يريدُ موت الخاطئ أبدًا ، بل الحياة لهُ ، والتوبة الدائمة (1 بط 3 : 9) .. هذه الشموليّة في إرادة الله الخلاصيّة قد أكّدها مرّة أخرى بشدّة المجمع الفاتيكاني الثاني إذ يقول:

" ذلك بإن الذينَ ، على غير ذنب منهم ، يجهلونَ إنجيلَ المسيح وكنيسته ، ويطلبونَ مع ذلك الله بقلب صادق ، ويجتهدونَ بنعمته أن يتمّموا في أعمالهم إرادته كما يُمليها عليهم ضميرُهم ، فهؤلاء يمكنهم أن ينالوا الخلاص الأبديّ. وكذلك الذين ، على غير ذنب منهم ، لم يبلغوا بعدُ معرفة َ الله معرفة ً صريحة ً ، وإنّما يجتهدونَ ، لا بمعزل  عن مؤازرة النعمة ، أن يسلكوا مسلكا مستقيمًا ، فإنّ العناية الإلهيّة لا تحبس عنهم المساعدات الضروريّة لخلاصهم . ذلك بإنّ كلّ ما فيهم من صلاح وحقّ هو في نظر الكنيسة تمهيدٌ للإنجيل ، وموهبة من ذاك الذي يُنير كلّ إنسان لكي تكون له الحياة أخيرًا " (ف ك 16) .

إنّ القول بإختيار الإنسان ، كلّ إنسان ، وبدعوته ، يعني أنّ الله يقبل كلّ الإنسان بصفة كونه إنسانا ويحملهُ على محمل الجدّ. لذلك يريد من الإنسان " جوابه " الحرّ وموافقته . أجل ، إنّ الله ، بدافع من محبّته اللامتناهية والأزليّة ، يعلّق تحقيقَ إرادته الخلاصيّة بحريّتنا . وهذا يعني أننا نستطيعُ بـــ " ذنبنا " أن نفقدَ أيضا الخلاص .. (الخلاص ليس عملا سحريّا يقوم به الله لنا من دون أن نحرّك ساكنا ، ومن يفكّر بهذه الطريقة ، يعطي للإيمان المسيحيّ صورة ساخرة كاريكاتوريّة للحقيقة الإنجيليّة ولحقيقة ما أتى به الإبن لنا .. الخلاص لا يمرّ من فوق رأس الإنسان وهو لا يحرّك أيّ ساكن فيه كجواب لنداء الله له !) .

التحديد السابق بالمعنى الحصريّ ، لا ينطبقُ بالتالي إلا على الذينَ ، بمؤازرة النعمة الإلهيّة ، يحصلونَ أيضا على الخلاص الأبديّ.

يتبع .. سنرى في الحلقة 3 .. كيف تُصان أوليّة الله المطلقة عندما تتعلق فعاليّة عمل الله الخلاصيّ بموافقة الإنسان … وسنرى النظرية الجبريّة التي ظهرت في القرنين التاسع عشر والسادس عشر  التي تقول : بإن البعض مختارٌ منذ الأزل للخلاص ، والبعض الآخر للهلاك ..! كونوا معنا دائمًا

عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإرهاب الإسلامي الى الواجهة من جديد بعد الربيع العربي (2) بقلم الأب سمير خليل سمير

الإرهاب الإسلامي الى الواجهة من جديد بعد الربيع العربي (2) بقلم الأب سمير خليل سمير

في بعض هذه البلدان، لا سيما في مصر وتونس، جلب الربيع العربي روحًا جديدة: زرعوا رؤية جديدة لحقوق الإنسان، والمواطنة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، واضعين الدين في المرتبة الثانية،

أسلوب علماني منفتح للمتدينين وغير المتدينين. ولكن دام هذا الأمر فقط ثلاثة أشهر تقريبًا. بعد ذلك استبدلوا في كل مكان من قبل جماعات اسلامية كالإخوان المسلمين والسلفيين في مصر، والعصابات الأصولية من الخارج التي تمولها دول الخليج العربي في سوريا، والسلفيين والإخوان المسلمين في تونس (تحت اسم آخر).

هناك رغبة في العالم الإسلامي من أجل الحرية الحقيقية والديمقراطية، ولإسلام منفتح على العالم اليوم، ولكن هذا الوعي ليس كبيرا بما فيه الكفاية ليؤدي إلى اتخاذ إجراءات لتوازن الإصلاح الاسلامي. في كل مكان يستولي التيار الإسلامي على السلطة، لأن الجماعات منظمة تنظيما جيدا وتعرف كيفية العمل على الحشود في تونس، وفي مصر (حتى ولو انها تخسر)، وفي ليبيا، وسوريا، حتى ولو لا تزال هذه البلدان غير مدركة للأمر …

العالم الإسلامي في أزمة وجودية عميقة للحضارة

القضية الحقيقية هي أن الإسلام في أزمة وجودية عميقة للحضارة. يقدم المسلم اليوم نفسه على أنه كتلة، مثل الأمة التي لا تعرف الحدود الجغرافية أو السياسية، بل ينتقل من حدود إلى أخرى لنشر أفكاره، ورؤيته عن الإسلام وللمحاربة وفقا لهذه الرؤية. هذه ليست الحال بالنسبة للعالم المسيحي، المقسّم بحسب البعد الوطني والثقافي، الخ ..

يشعر المسلمون بالضعف سياسيًّا، وعسكريًّا، وثقافيًّا، وعلميًّا. إن هذا الشعور بالضيق هو أثقل عندما يفكرون في ماضيهم، بين القرن السابع والقرن الثالث عشر. كانت إمبراطورية قوية، منفتحة على كثير من الثقافات، الأكثر تقدما من أوروبا. وكانت فترة عظيمة من عصر النهضة.

ليشرح الأصوليون المسلمون هذه الخطوة الكبيرة فهناك تفسير بسيط ومقنع. يمكن تلخيصه على النحو التالي: طالما تابعنا بأمانة كل ما نص عليه القرآن وتقاليد نبينا، كنا الأفضل في كل شيء، وكلما انحرفنا أكثر عن هذه التقاليد، كلما أصبحنا أضعف. ولذلك، فإن الحل واضح: دعونا نعود إلى القرن السابع! وهذا التحليل البسيط أقنع الكثير من المسلمين.

وبما أنه جاء في القرآن ما يلي عن محمد: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (سورة 33، سورة الأحزاب، الآية 21)، يصبح تقليد نبي الإسلام إجباريًّا. لقد ناضل ضد الكفار بكل الوسائل، بما في ذلك الحرب (ووفقًا للتقاليد فقد قام بأكثر من 60 غزوًا في أقل من عشر سنوات). وبالتالي، فإن العودة الى الجذور يثير مثال الجهاد (الكفاح في سبيل الله).

وأخيرا، مع عائدات النفط، أصبح من السهل شراء الأسلحة والاحتفاظ بمجموعات من المقاتلين (المجاهدين)، مع الأموال التي تتخذ من الأسلحة الغربية، ونحن نرى الكثير منها كما هو الحال في سوريا، حيث تتدفق الأسلحة في من أوروبا والولايات المتحدة، ومن المملكة العربية وقطر. هناك حاجة إلى المال للعنف، في حلقة مفرغة منغلقة على نفسها من دون إنشاء أي مخرج. إنهم يقتلون بضعة آلاف من المسيحيين، ثم – والأهم من ذلك – هم يقتلون إخوانهم في الدين بأعداد كبيرة.

المشكلة الأساسية هي حاجة الإسلام لمواجهة الحداثة

لكن العنف لا يجلب الحل، لأن المشكلة الملحة هي حاجة الإسلام لمواجهة الحداثة، لتبيان ما هي الأشياء في الإسلام التي تحتاج إلى المراجعة وما الأشياء التي يمكن قبولها أو رفضها. إنها عملية تمييز كمسلمين أفراد وكحضارة. يتم استخدام مثل هذه الفطنة للتمييز بين الإيجابية والسلبية، ثم يمكن البدء بالتأسيس على الإيجابية.

هذه الفكرة بسيطة، ولكن صعبة جدًّا، ويجب عدم وضعها حيّز التنفيذ. وهكذا، لا يزال الصراع قائم بين المسلمين أنفسهم، بين أولئك الذين يرغبون في تبني الحداثة مهما كان الثمن، والذين يحاربونها، رافضين إياها بشكل جماعي كما الملحد، كما النيو-وثنية (الجاهلية الجديدة)، المستوحاة من محمد، الذي قاتل ضد الوثنية (الجاهلية). هذه هي نظرية سيد قطب، المفكر البارز والعضو في جماعة الإخوان المسلمين، التي طورها في كتابه "معالم في الطريق" الذي كتب في السجن بين 1965 و1966، قبل فترة وجيزة من إعدامه شنقًا في 29 آب 1966.

يعتبر هذا الإسلام الأصولي، الحداثة والمعاصرة كنيو وثنية. إنه اقتناع بالانتصار إن حارب المؤمنون النيو وثنية التي يمثلها الغرب والمسيحيين وينظر إليهم على أنهم مبعوثون من الغرب ومن المسلمين الليبراليين.

للأسف، لا يصل العديد من المسلمين في صنع هذا التحليل، على الرغم من أن الاعتبارات التي ألخصها هنا موجودة بين بعض الكتّاب الإسلام. ولكن من بين أكثر من مليار متتبع إسلامي، حتى ألف عالم يعتبر كعدد صغير. تبعت تونس،ولمدة 50 عاما، في عهد بورقيبة (الذي كان رئيسا بين 1957-1987) نهجًا إيجابيًّا، مع تطور نحو الحداثة من دون خلق الإرهاب.

للأسف، هذه الحداثة تظهر دائما تقريبًا مع الدكتاتورية. لا يمكنك اقتراح الحداثة من دون دكتاتورية. وذلك لأن السكان، غير المثقفين بعد يشعرون بأنه يفرض عليهم نمط حياة لا يفهمونه. من جانبهم، يضطر الرؤساء، والدكتاتوريون في كثير من الأحيان، إلى فرض أسلوب الحداثة على الشعب، الذي قد يحتاجه من أجل أن يتثقف.

في سوريا والعراق حصل شيء مماثل مع أعضاء من حزب البعث، في سوريا بين 1963-1966، ثم من 1970 الى اليوم، وفي العراق بين 1968-2003: أدخل بعض التعليم المهم والإصلاحات الاجتماعية، ولكن دائما مع يد الدكتاتورية القوية.

لهذا السبب، عندما بدأنا في محاربة الدكتاتورية، تبخر كل شيء. إن أزيلت الدكتاتورية، يبقى الإسلام فقط، عدو الحداثة (القادمة من الغرب) والعلمانية.

لهذا سيكون من الضروري أن تأخذ الجامعات مثل الأزهر والجامعات الإسلامية الأخرى في تونس، وفي المغرب، أو خارج العالم العربي، مثل إندونيسيا أو ماليزيا، هذه المهمة على عاتقها، مهمة التمييز بين الإسلام والحداثة.

في العالم الإسلامي اليوم، يمكن للناس إما أن يسلموا إلى الإسلام المهيمن، أو أن يحافظوا على صمتهم، أو أن يفروا إلى الغرب.

نحن كمسيحيين قد اختبرنا بالفعل هذا العمل بين الإيمان والحداثة، الإيمان والعقل.

لهذا يمكننا أن نساعد إخواننا وأخواتنا في الإسلام، بدفعهم في هذا العمل، لمساعدة الإسلام على الرد على احتياجات بلدانهم اليوم.

إن التوفيق بين الفكر الكلاسيكي للإسلام والفكر الحديث هو الرد الحقيقي على تعصب الإرهابيين.

عوضًا عن ذلك، كثيرون من العالم الغربي يعتقدون أن هذا من شأنه أن يساعد العالم الإسلامي مع المساعدات العسكرية، أو العلاقات التجارية مع دول الشرق الأوسط: تنظم هذه العلاقات فقط من قبل المصالح الوطنية المعنية، ولا يمكن إحداث التطور. بدلا من ذلك، نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بالكامل في الإسلام للعالم المعاصر.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود-وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
ما معنى أن يكون البابا يسوعيًا؟ مقابلة مع البابا فرنسيس (2)

ما معنى أن يكون البابا يسوعيًا؟ مقابلة مع البابا فرنسيس (2)

لماذا اخترت أن تكون يسوعيًا؟ كان السؤال الثاني في مقابلة الأب سبادارو مع البابا فرنسيس. وجوابًا على السؤال لفت البابا  إلى أمور ثلاثة جذبته إلى اليسوعيين: الروح الإرسالي، الجماعة والنظام.

"وهذا أمر مثير للفضول لأني شخص منعدم النظام جدًا، جدًا جدًا!! إلا أن نظامهم وطريقتهم في تنظيم الوقت أثرت في جدًا".

والأمر الثاني المهم هو الجماعة "لأني – تابع البابا فرنسيس – لم أكن لأرى نفسي ككاهن منفرد: أنا بحاجة للجماعة. وهذا الأمر يظهر جليًا من اختياري الإقامة هنا في دار سانتا مارتا". واعترف أنه عندما تم تسليمه الشقة الحبرية، قال في داخله: "كلا!"… "أنا لا أستطيع العيش دون الناس. أنا بحاجة لأن أعيش حياتي مع الآخرين".

وجاء السؤال التالي مكملًا هذا السؤال: "ما معنى أن يكون يسوعيٌ بابا؟"

"التمييز"، فن التمييز الباطني هو من أهم الأمور التي ركز عليها القديس اغناطيوس. "التمييز هو – تابع البابا – وسيلة جهاد تساعدنا على معرفة الرب بشكل أفضل وعلى السير معه عن كثب". إغناطيوس يعلمنا ألا نفعل الأمور الصغيرة اليومية بقلب كبير منفتح على الله وعلى الآخرين. "والتمييز يتطلب وقت. الكثيرون يظنون أن التغييرات والإصلاحات يمكن أن تحدث في وقت قصير. لكني أعتقد أن هناك دائمًا حاجة لوقت لوضع أسس تغيير حقيقي وفعال".

وتابع: "إن خياراتي، مثل تلك المرتبطة بالحياة اليومية الاعتيادية، كاستعمال سيارة وضيعة، ترتبط بتمييز روحي يجيب على ضرورة تنبع من الأمور، من الاشخاص، من قراءة علامات الازمنة". "بالمقابل – أردف البابا – أنا لا أثق بالخيارات الأولى التي تأتي بشكل غير مسبوق"، لافتًا إلى أن "حكمة التمييز تشفي من غموض الحياة الطبيعي وتجعلنا نجد السبل المناسبة، التي لا تتطابق دومًا مع ما يبدو كبيرًا وقويًا".

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الثالوث الأقدس الإله الواحد الحق (2) الله الآب بحسب الأديان وبحسب يسوع

الثالوث الأقدس الإله الواحد الحق (2) الله الآب بحسب الأديان وبحسب يسوع

يسوع ليس أول من استعمل كلمة "أب" للحديث عن الله. هوميروس في الأوديسيا يسمي زيوس "أب البشر والآلهة". وفي طقوس ميترا الأسرارية يُسمى الإله "أب المؤمنين". وتُعلم الـ "ريغ فيدا"،

الديانة الهندية القديمة، أن النبات يأتي من اتحاد الأرض الأم (بريثيفي) مع السماء الأب (دياوس بيتا).

هذا وإن الأبوة الإلهية في الأديان كانت تؤدي إلى الحلولية. فالأرض ليست مخلوقة من الإله، بل هي تنبع منه مثلما ينبع النور من الشمس.

لهذا السبب، كان العهد القديم حذرًا جدًا في استعمال "الأبوة" في الحديث عن الله. وعندما يتحدث عن هذه الأبوة فهو يشير إليها بتوضيح ضروري.

التوضيح الأول يربط أبوة الله بالعهد، بالميثاق. فإسرائيل هو ابن الله بفضل اختيار الله له وأمانته للعهد (راجع خر 4، 22 – 23؛ تث 14، 1 – 2).

المعنى الثاني يشير إلى الفداء. فالله هو أب لإسرائيل لأنه يفدي ويخلص شعبه: "أنت، أيها الرب، أبونا، من الأزل دُعيت مخلصنا" (أش 63، 16).

المعنى الثالث يشير إلى الخلق. "أنت يا رب أبونا، ونحن كالخزف بين يديك. أنت تصوغنا، ونحن جميعًا عمل يديك" (أش 64، 7). الله أب بمعنى أنه الخالق الحنون. إن فكرة "الخلق" تنفي كل مفاهيم الحلولية وانبثاق الخليقة من الله، وتقيم فصلاً واضحًا بين الخالق والخليقة.

قلما يتوجه العهد القديم إلى الله فيدعوه "آب" بالصلاة. وعندما يستعمل ذلك، يربطه دومًا بكلمة "رب" للتشديد على سمو الله. نرى مثالاً على ذلك في سفر ابن سيراخ: "أيها الرب، أب حياتي وإلهها…" (23، 4).

هناك أمر لافت في العهد القديم: إن أبوة الله لا تأخذ طابعًا أبويًا حصريًا، بل يستعين الكتّاب الملهمون بصور وخصائص أمومية. فيتم التعبير عن رحمة الله، على سبيل المثال، من خلال الحديث عن الرحم الأمومي (رحميم بالعبرية). إن حب الله لنا هو أمومي، ينبع من الأعماق، هو متجذر بكيانه الأعمق.

حنة باربارا غرل تبين كيف أن الكتاب المقدس يقدم ما لا يقلّ عن 20 صورة أنثوية للحديث عن الله. "مثلما تعزي الأم ولدها، هكذا أعزيكم أنا" (أش 66، 13). لقد أصاب ذلك الطفل الذي أجاب على السؤال عما إذا كان الله أبًا أو أمًا عندما قال: "إن الله أبٌ يحب بقلب أًم".

ولكن هناك أمر آخر هام: إن كُتّاب العهد القديم، لا يكتفون باستعمال التشابيه الأبوية والأمومية للحديث عن الله، بل يبينون كيف أن أبوة وأمومة الله تتجاوز المحدودية التي تميز هذه الأدوار البشرية. نستشهد بآيتين لإيضاح الفكرة: " قالت صهيون: ’تركني الرب ونسيني سيدي‘.  ’أتنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى ولو نسيت النساء فأنا لا أنساك" (أش 49، 14 – 15). وأيضًا: "إذا تركني أبي وأمي فالرب يقبلني" (مز 27، 10).

ميزة العهد الجديد

مع العهد الجديد نرى تحولاً جذريًا. يسوع يتوجه دومًا إلى الله بكلمة "آب". هناك استثناء واحد، عندما يصرخ يسوع على الصليب: "إلهي، إلهي، لِمَ تركتني؟". ولكن هذا الاستثناء يثبت القاعدة لأنه استشهاد بالمزمور 22.

يتوجه يسوع دومًا إلى الآب بدالة لا سابق لها، ويستعمل كلمة تُستعمل في الإطار البيتي الحميم: "أبّا" (مر 14، 36). لقد انطبعت دالة يسوع هذه في قلب التلاميذ لدرجة أنهم نقلوا الكلمة بالأصل الأرامي حتى في الأناجيل المترجمة إلى اليونانية (راجع روم 8، 15؛ غل 4، 6).

يعلم الناصري تلاميذه النظر إلى الله كأب صالح: "من منكم إذا سأله ابنه رغيفا أعطاه حجرا، أو سأله سمكة أعطاه حية؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما أولى أباكم الذي في السموات بأن يعطي ما هو صالح للذين يسألونه!" (مت 7، 9 – 11).

يدعو يسوع تلاميذه لكي يكونوا كاملين ورحماء مثل أبيهم السماوي (راجع مت 5، 48؛ لو 6، 36) الذي "يطلع شمسه على الأشرار والأخيار، وينزل المطر على الأبرار والفجار" (مت 5، 45). ويعلم يسوع تلاميذه أن يتوجهوا إلى الآب بالصلاة بدالة الأبناء قائلين: "أبانا" (راجع مت 6، 9؛ لو 11، 2).

بحق يلخص المؤرخ أدولف فون هارناك النواة الأساسية في المسيحية خصوصًا في "إعلان أبوة الله".

(يتبع)
زينيت) الدكتور روبير شعيب

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
العالم أجمع سيتحد مع البابا في ساعة سجود يوم الأحد 2 يوليو

العالم أجمع سيتحد مع البابا في ساعة سجود يوم الأحد 2 يوليو

سيحتفل الكاثوليك في العالم أجمع بساعة مشتركة مع البابا فرنسيس في السجود للقربان المقدس وذلك يوم الأحد 2 يوليو 2013 من الساعة الخامسة الى السادسة مساء (من الثالثة الى الرابعة بتوقيت روما).

أشار رئيس الأساقفة رينو فيسيكيلا رئيس المجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد الى أن هذا الاحتفال هو الأول من نوعه في تاريخ الكنيسة، فالعالم أجمع سيشارك مع البابا في السجود الذي سيترأسه قداسته في روما من بازيليك القديس بطرس، وقال الأب لومباردي أن البابا سيصلي وهو راكع ولن يعظ. سيتم وصل الكاتدرائيات ببعضها بواسطة الإنترنت أو التلفزيون.

إن هذا الحدث يحمل عنوان :"رب واحد إيمان واحد" ليشير الى الوحدة العميقة. كذلك أكد فيسيكلا أن هذه المبادرة حظيت بدعم هائل ليس على صعيد الكاتدرائيات فحسب بل أيضًا في الرعايا والجماعات الدينية. ثم عاد وشدد على أن هذا الحدث تاريخي، هذا السجود المشترك حول القربان المقدس الذي هو نواة حياة الكنيسة. هذا وتحدث رئيس الأساقفة أيضًا عن فارق الوقت بين الدول ففي فييتنام ستكون الساعة العاشرة ليلًا، وفي كوريا سيكون منتصف الليل قد حل. أما في أوقانوسيا فسيكون يوم 3 يوليو حوالي الساعة الواحدة صباحًا، ولكن هذا لن يمنع الجميع من المشاركة بهذه الشراكة الأخوية للصلاة.

كما أن كنائس أخرى كالكنائس في غينيا الجديدة التي خاضت مصاعب كثيرة ستشارك في الحدث. الى جانب ذلك، أرسل أسقف كاربي، في شمال إيطاليا، رسالة أكد فيها المشاركة في السجود على رغم الزلزال الذي ضرب البلدة.

أعلن البابا فرنسيس عن النيتين اللتين يود أن يخصص هذا السجود لهما: من أجل الكنيسة لتكون أمينة للكلمة، ولإعلانها، ومن أجل العالم بالأخص أولئك الذين يعانون: ضحايا الاتجار وكل أنواع المرض. أولا من أجل الكنيسة المنتشرة في العالم أجمع ليجعلها الرب مطيعة لكلمته، لتظهر الى العالم جميلة لا عيب فيها. ثانيًا، على نية جميع الذين يعانون في العالم، للنساء والأطفال ضحايا العنف لتسمع الكنيسة أصواتهم وليبقوا متشبثين بالمصلوب. كذلك من أجل كل العاطلين عن العمل والمحتاجين والمسنين والمهاجرين لكي تريحهم صلوات الكنيسة وتثبتهم في الرجاء.

أصبح كتيب الاحتفال متاحا بالايطالية على الانترنت على الموقع الالكتروني للمجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد وسيتم ترجمته الى سبع لغات مختلفة. أم بالنسبة الى سنة الإيمان فقد أشار فيسيكلا عن عدد الحجاج الذين أتوا الى روما: 4،3 مليون مؤمن أتوا في مجموعات من دون أن ننسى الأشخاص الذين يأتون يأتون لصلاة التبشير الملائكي يوم الأحد.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : تكريم المتخرجين القدامى في الاعلام 2

لبنان : تكريم المتخرجين القدامى في الاعلام 2

كرّمت كلية الاعلام والتوثيق – الفرع الثاني في الجامعة اللبانية في الفنار، عدداً من متخرجيها القدامى والذين يشغلون اليوم مناصب في وسائل إعلامية مختلفة.

بداية ألقى المدير السابق للكلية جان صقر كلمة توجه فيها الى المتخرجين القدامى. ثم كانت كلمات للمتخرجين القدامى استذكروا فيها مقاعد الدراسة في الجامعة. وهم الإعلاميون كريستيان أوسي، شيرلي المر، سمر أبو خليل، رلى مخايل، سمر كموج ونعمت عازوري، لور سليمان صعب، يوسف الحويك، سيمون الأشقر، شربل مارون، جورج سولاج، الأب طوني صليبا والشاعر حبيب يونس. وختاماً، كانت كلمة لعميد الكلية جورج كلاس.
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
عشية العنصرة: حوار مع البابا فرنسيس (2)

عشية العنصرة: حوار مع البابا فرنسيس (2)

القديسون هم الذين يجعلون الكنيسة تتقدم، فهم الذين يعطون هذه الشهادة" هذا ما شرحه البابا فرنسيس خلال لقائه مع الحركات الرسولية يوم السبت 18 مايو في ساحة القديس بطرس.

"أجاب البابا عن أربعة أسئلة مهمة كنا قد نشرنا السؤال الأول وإليكم اليوم السؤال الثاني الذي وجهه الشباب للبابا.

***

صاحب القداسة، تجربتي هي تجربة الحياة اليومية، كالآخرين. أنا أحاول أن أعيش إيماني في مكان عملي، في التواصل مع الآخرين، كالشهادة الصادقة للخير التي تلقيتها من خلال لقائي مع الرب. أنا، أو بالأحرى نحن "أفكار الله" مستثمرة بمحبة غامضة أعطتنا الحياة. أنا معلمة في مدرسة ووعي هذه الحقيقة يعطيني حافزًا لأكون متحمسة من أجل تلاميذي وزملائي. أنا أجد أن غالبًا ما يبحث الكثيرون عن السعادة على طرق الحياة حيث تتحول المسائل الكبرى الى مادية أولئك الذين يطمحون لنيل كل شيء ويبقون غير مكتفيين، أو الى العدمية التي لا تجد معنى في أي شيء.أنا أتساءل كيف أن اقتراح الإيمان، الذي هو عبارة عن علاقة شخصية، لجماعة، أو لشعب، يمكنه أن يصل الى قلب الرجل والمرأة في عصرنا. نحن خلقنا للانهاية- "راهنوا في حياتكم على أشياء كبيرة"- هذا ما قلتموه لنا في الآونة الأخيرة، ومع ذلك، فحولنا وحول شبابنا، كل شيء يبدو وكأنه يقول أنه يجب علينا أن نرضى بالنتائج المتواضعة، والسريعة، وبأن على الإنسان أن يتكيف بالمحدودية من دون أن يبحث عن شيء آخر. نحن أحيانًا نخاف كمكان حال التلاميذ عشية العنصرة.

تدعونا الكنيسة الى التبشير الجديد. أنا أظن بأننا جميعًا، نحن المتواجدين هنا، نشعر بشدة بهذا التحدي المتواجد في قلب تجرباتنا. لذلك أود أن أسألكم، يا صاحب القداسة، أن تساعدني، وتساعدنا لكي نفهم كيف نعيش هذا التحدي في عصرنا. ما هو بالنسبة إليك، الشيء الأكثر أهمية، الذي يجب علينا كلنا كحركات وجمعيات وجماعات أن ننظر إليه لننفذ هذه المهمة التي نحن مدعوون للقيام بها؟ كيف ننقل الإيمان بشكل فعال اليوم؟

سأقول ثلاث كلمات.

الأولى هي يسوع. من هو الأهم؟ الأهم هو يسوع. إن مضينا قدمًا بتخطيطٍ وأشياء أخرى، أشياء جميلة بالفعل، ولكن من دون يسوع فيكون هناك خطأ ما. إنّ يسوع هو الأهم. أود الآن أن أوجه لكم معاتبة صغيرة، ولكن بأخوية بيننا. لقد صرختم جميعًا في الساحة منادين: "فرنسيس، فرنسيس، بابا فرنسيس." ولكن أين كان يسوع؟ كنت أتمنى أن تنادوا: "يسوع، يسوع هو الرب، وهو حقًّا بيننا." من الآن وصاعدًا لا أود أن أسمع كلمة "فرنسيس" بل "يسوع."

الكلمة الثانية هي الصلاة. . انظروا الى وجه الله، ولكن فوق كلّ شيء، وهذا متعلق بما قلته سابقًا، يجب أن تشعروا بأنه ينظر اليكم أيضًا. الرب ينظر الينا، هو أول من ينظر. هذا ما أشعر به حين أتوجه في المساء للصلاة أمام بيت القربان. في بعض الأحيان أغفو قليلا؛ نعم هذا صحيح، لأنه مع تعب النهار من الطبيعي أن نغفو قليلًا. ولكن هو يفهمني. وأشعر بارتياح شديد حين أفكر بأنه ينظر إلي. نحن نعتقد بأنه يجب علينا أن نصلي، ونتكلم، ونتكلم، ونتكلم…كلا! دعوا الرب ينظر اليكم. حين ينظر الينا، يعطينا القوة، ويساعدنا بأن نشهد له- لأن السؤال تمحور حول الشهادة للإيمان أليس كذلك؟ ولكن "يسوع" في المقام الأول، ومن ثم تأتي "الصلاة"- نشعر بأن الله يمسك بأيدينا. إذًا أنا أشدد على أهمية ذلك: أن ندعه يقودنا. هذا أهم من أي مسألة حسابية أخرى. نحن إنجيليون حقيقيون إن تركناه يقودنا. فلنفكر ببطرس: لربما كان يأخذ قيلولة بعد الغذاء، وأبصر رؤية، رأى فيها المنامة والحيوانات، وسمع بأن يسوع كان يقول له شيئًا ما لكنه لم يفهم. في هذه اللحظة جاء للبحث عنه عدد كبير من الناس غير اليهوديين ليأخذوه الى منزل، وحينها رأى أن الروح القدس كان هناك. ترك بطرس يسوع يقوده ليصل الى هذا التبشير الأول للأمم غير اليهوديين: كان هذا شيئًا لا يمكن تصوره في ذلك الوقت (أعمال 10، 9-33). وهكذا التاريخ كله، كله! أن ندع يسوع يقودنا. هو حقًّا القائد، قائدنا، يسوع.

ثالثًا، الشهادة. أولا، يسوع، ومن ثم الصلاة-الصلاة: وأن ندعه يقودنا وأخيرًا الشهادة. ولكن أود أن أضيف شيئًا. إن قيادة يسوع لكم تقودكم الى مفاجآت يسوع. يمكننا أن نفترض بأنه يمكننا إعداد برنامج التبشير حول طاولة، مفكرين باستراتيجيات، ومحضرين مشاريع. ولكن هذه كلها أدوات، أدوات صغيرة. المهم هو يسوع وأن ندعه يقودنا. بعد ذلك يمكننا أن نخطط لاستراتيجيات وإنما هو أمر ثانوي.

أخيرًا، الشهادة: إن الإيمان لا يمكن أن ينقل إلا عبر الشهادة أي عبر المحبّة. ليس من خلال أفكارنا بل الإنجيل الذي نعيشه في وجودنا والذي يبعثه الروح القدس في داخلنا. يشبه ذلك بتآزر بيننا وبين الروح القدس، وهذا يقود الى الشهادة. أما الكنيسة فالقديسون هم الذين يجعلونها تتقدم، هم الذين يعطون هذه الشهادة. وكما قال كل من يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر، إن عالم اليوم بحاجة ماسة الى شهود. لا الى معلمين، بل الى شهود. لا تتكلموا كثيرًا بل تكّلموا من خلال طريقة عيشكم أيّ إستقامة حياتكم! إن استقامة الحياة تعني عيش المسيحيّة كلقاء مع يسوع الذي يقودني نحو الآخرين وليس كواقعٍ إجتماعيّ. على المستوى الإجتماعي، هذا ما نحن عليه، نحن مسيحيّون، منغلقون على ذاتنا. كلا، لسنا كذلك. فلنشهد!

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مسيرة لتمثال عذراء فاتيما وذخائر البابا يوحنا بولس2 في زحلة الاربعاء

مسيرة لتمثال عذراء فاتيما وذخائر البابا يوحنا بولس2 في زحلة الاربعاء

دعت شبيبة الالف الثالث في مطرانية زحلة المارونية، لمناسبة الشهر المريمي وعيد سيدة فاتيما وذكرى محاولة اغتيال الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، إلى المشاركة في مسيرة بتمثال سيدة فاتيما

وبذخائر البابا الطوباوي، يوم الاربعاء 15 ايار 2013.

تنطلق المسيرة عند الساعة السابعة من أمام مركز بلدية زحلة المعلقة إلى مقام سيدة زحلة والبقاع حيث سيقام قداس بالمناسبة يحتفل به مرشد الشبيبة الأب بطرس عازار الأنطوني الأمين العام للمدارس الكاثوليكية.

وتنظم الشبيبة سلسلة من النشاطات حول مناسبات خاصة بيوحنا بولس الثاني تمهيدا لبناء أول كنيسة على اسمه في لبنان والمشرق.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
“المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيّون” (2) تحليل الكاردينال ساندري

“المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيّون” (2) تحليل الكاردينال ساندري

بعد نشر القسم الأول من أقوال الكاردينال ساندري حول أمنية المجمع الفاتيكاني الثاني، في ما يلي ترجمة القسم الثاني من هذه الأقوال.

***

رسالة مسكونيّة

إعتبر الكاردينال ساندري أنّ الرسالة الفعليّة المجمعيّة الموجّهة إلى المسيحيّين الشرقيين تشير إلى "الرسالة المسكونية لكنائس كاثوليكيّة شرقيّة وأنّ الإخلاص الديني للتقاليد القديمة الشرقية، بالتعاون مع الكرسي الروماني، يساهم في تعزيز الوحدة لجميع المسيحيّين.

وذكّر الكاردينال بالمواقف البابويّة إزاء هذا الموضوع. إذ إقترح يوحنا الثالث والعشرون، عند إفتتاح المجمع، موضوع "طبّ الرحمة" من أجل تقريب المسيحيّين. وفي رسالته الرسوليّة "Orientale Lumen" وفي منشوره البابويّ "Ut Unum Sint" تحدّث يوحنّا بولس الثاني عن المسيحيّين في الشرق. وأشار بندكتس السادس عشر، خلال زيارته إلى مجمع الكنائس الشرقية، إلى أنّ "الخيار المسكوني الذي أداره المجمع لا ينعكس" وأنّ تقاليد الشرق المسيحيّ هي "تراث الكنيسة جمعاء" و"مرجع للمستقبل".

وأخيرًا، أثنى البابا فرنسيس، خلال درب الصليب في الكولوسيوم الذي أُقيم في 29 مارس الأخير، على "الشهادة" التي قدّمها مسيحيّو الشرق: "لقد رأينا هذه الشهادة عندما ذهب البابا بندكتس إلى لبنان حيث رأينا جمال تعاون المسيحيّين في هذه الأرض وقوّته والصّداقة من العديد من الإخوان المسلمين ومن الكثير غيرهم. هذا يعدّ إشارة للشرق الأوسط وللعالم بأكمله: إشارة أمل".

كرامة عينها

يذكر الكاردينال ساندري، من بين نتائج المجمع، مدونة القانون الكنسي للكنائس الشرقية التي أصدرها يوحنا بولس الثاني في 18 أكتوبر 1990 وبالنسبة إلى الفاتيكان الثاني هي "واحدة من التعابير الرئيسيّة والرسميّة من "التنوع في الوحدة".

وشرح الكاردينال أنّ هذه المدونة هي نقطة تحوّل في التاريخ، ففي الواقع، إستوحتها الكنيسة، حتى الفاتيكاني الثاني، من مبدأ "praestantia ritus latini" الذي طرح، بشكلٍ خاص من الطقس اللاتيني، "تفوّق الكنيسة اللاتينيّة على الكنائس الشرقية".

ووضع المجمع نظريةً جديدةً أكّد من خلالها أنّ "الكناس الشرقيّة تتمتع كالكنائس الغربيّة بالكرامة عينها بحيث لا تتفوّق أيّ واحدة منها على الأخرى بسبب طقسها".

ومثلًا تنص (Orientalium Ecclesiarum) "الكنائس الشرقية" على ما يلي: "يعلن المجمع رسميًّا أنّ كنائس الشرق يحقّ لها ويتوجّب عليها، كتلك الموجودة في الغرب، أن تحكم وفق أنظمتها الخاصة بها. وبالفعل، تُعرف تلك الكنائس بأقدميّتها الجليّة وتنسجم، بشكلٍ أفضل، مع عادات مؤمنيها وتبدو مكيّفة أكثر في سبيل الخير للنفوس".

وبعبارة أخرى، "لا تكون الكنيسة اللاتينيّة مرادفًا للكنيسة الجامعة ولا تعدّ قوانينها مماثلة في الكنيسة. فهي لا تُجبر الشرقيين بقوانينها وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحقّ الشرقي الذي لا يجُبر اللاتينيّين بقوانينه".

خاصيّة الشرقيّين

أمل المجمع أيضًا أن "ترافق الهويّة الكنسيّة والطقسيّة الكاثوليك الشرقيين أينما كانوا"، و"أن يعلم جميع الشرقيين، بثقة تامّة، أنّه يمكنهم وعليهم دائمًا الحفاظ على طقوسهم الليتورجيّة الشرعيّة ونظامهم وأنّ التغيّرات لا يجب أن تُجرى فقط من أجل تقدّمهم الخاص والمنظّم".

وبحسب مدونة القانون الكنسي الشرقي، يعدّ الطّقس "التراث الليتورجي، واللّاهوتيّ، والروحيّ والنظاميّ الذي يتميّز بالثقافة والظروف التاريخيّة للشعب ويُبان وفق الطريقة الخاصّة بكلّ كنيسة في الإحتفال وعيش الإيمان".

واليوم، بسبب هجرة المؤمنين الشرقيين، يجب على هذه الطقوس أن تكون محفوظة بإنتباهٍ دقيقٍ كما تشير إليه عظة "الكنيسة في الشرق الأوسط" التي وقّعها بندكتس السادس عشر في 4 سبتمبر 2012، حيث يشجّع فيها البابا إلى "إحاطة" المؤمنين الشرقيين المغتربين "بالحنان" من خلال دعوتهم إلى "البقاء على إتّصال وثيقٍ مع عائلاتهم وكنائسهم والإحتفاظ، بشكلٍ خاص، وبإخلاصٍ، على إيمانهم بالرب بفضل هويّتهم الدينيّة المبنيّة على تقاليد روحيّة جليّة".

وشرح الكاردينال ساندري أنّه بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر " في الواقع، يكون ذلك من خلال الحفاظ على إنتمائهم هذا إلى الله وعلى كنائسهم ومن خلال زرع محبّة عميقة للإخوة والأخوات اللاتينيين الذين سيقدّمون إلى الكنيسة الكاثوليكيّة بأكملها منفعةً كبيرة".

وختم عميد المجمع الروماني للكنائس الشرقيّة بالقول أنّه من هذا المنطلق، يندفع رعاة المناطق الكنسيّة الذين يستقبلون الكاثوليك الشرقيين إلى "إعطائهم إمكانيّة الإحتفال بحسب تقاليدهم الخاصّة وممارسة أنشطة رعويّة وأبرشيّة حيث يمكن ذلك".

***

نقلته إلى العربية ميريام سركيس- وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مختارات من كتابات الكاردينال برغوليو (2) ما الذي يمكننا أن نتعلمه عن البابا فرنسيس؟

مختارات من كتابات الكاردينال برغوليو (2) ما الذي يمكننا أن نتعلمه عن البابا فرنسيس؟

بعد نشر القسم الأول من المقتطفات التي نشرتها أبرشية بوينس أيريس عن النصوص التي تسلط الضوء على قضايا تطرق لها الكاردينال خورخيه ماريو برغوليو،

 إليكم في ما يلي ترجمة القسم الثاني من المقتطفات:

الإيمان

تضعنا تجربة الإيمان في تجربة الروح،التي تتمثل بالقدرة على بدء مسيرتنا. عندما لا يمر المرء من باب الإيمان، يُقفَل الباب، وتقفل الكنيسة، وينغلق القلب على ذاته وعلى الخوف، وتفسد روح الشر البشرى السارة. حين يجف ميرون الإيمان يفقد المبشّر "عطره"، ويشكل في كثير من الأحيان مصدر للفضائح بالنسبة الى الكثيرين.

من يؤمن بالنعمة التي تمر من خلال الإنجيل، والتي يتردد صداها في التاريخ على شفاه اليصابات: "طوبى للتي آمنت" أو حتى بالكلمات التي وجهها يسوع الى توما: "طوبى للذين آمنوا ولم يروا." (9 يونيو، 2012).

السلطة السياسية

إن "جنون" وصية المحبة، التي يقترحها الرب ويدافع عنها في وجوديتنا، تبدد "الجنون" اليومي، الذي يؤذي، ويعيق تحقيق مشروع الأمة. وهو النسبية، واعتبار القوة كالفكر الأوحد. هذه النسبية التي وبحجة احترام الاختلافات، تختلط بالعداوة وتمتعض من كل ما يدعو لدعم القيم والمبادئ. كذلك السلطة كفكر أوحد هي كذبة أخرى. إن كانت التحيزات الإيدولوجية تشوه الطريقة التي ينظر فيها الشخص للآخرين والمجتمع، نظرًا لمخاوفه ويقينه، فالسلطة كفكر أوحد تحفّز التركيز على أن "المناصب جميعًا أنظمة قوة" و"يسعى الجميع للهيمنة على الآخرين." وبالتالي تتراجع الثقة الاجتماعية التي، وكما أشرت، هي جذر المحبة وثمرتها. (25 مايو، 2012).

الأزمات

تتنوع أعراض الوهم، ولربما الأكثر وضوحًا بينها هو السحر "حسب الطلب": سحر التكنولوجيا التي تعد بأشياء أفضل؛ سحر اقتصاد يقدم تقريبًا امكانيات غير محدودة في جوانب الحياة جميعًا للذين ينجحون بأن يندمجوا في النظام؛ سحر مقترحات دينية صغيرة تناسب الحاجة. لدى الوهم بعد اسكاتولوجي. هو يهاجم بشكل غير مباشر، واضعًا حدًّا لأي موقف نهائي، ويقترح بدلا منه هذا السحر الصغير الذي هو بمثابة "جزر" أو "هدنة" في مواجهة الوهم، بالنظر الى وتيرة العالم بشكل عام. وبالتالي، إن الموقف الإنساني الوحيد الذي باستطاعته أن يكسر موجة السحر والوهم هو أن نضع أنفسنا قبل الأمور المهمة ونتساءل برجاء: هل نحن نسير من الجيد الى الأفضل أم من السيء الى الأسوأ؟ وهنا يخلق الشك. أيمكننا أن نجيب؟ هل نملك الكلمة التي تدل على طريق الرجاء في عالمنا؟ هل نحن، كتلميذي عماوس وأولئك الذين بقوا في العلية، أول من يحتاج الى المساعدة؟ (8 مايو، 2012).

التواضع

يحدثنا مقطع الإنجيل عن التواضع. يكشف التواضع للوعي الإنساني القدرات التي يحملها في داخله. في الواقع، كلما وعينا أكثر لعطايانا وحدودنا، سنكون متحررين أكثر من عمى الغطرسة. وتمامًا كما شكر يسوع الآب على ظهوره للضعفاء، علينا أيضًا أن نشكر الآب على جعل شمس شهر مايو تشرق على الذين آمنوا بعطية الحرية، الحرية التي ظهرت في قلب الأمة التي راهنت على العظمة من دون أن تغفل عن صغرها. (25 مايو، 2011).

شعب بسيط

حكمة الآلاف من الرجال والنساء الذين ينتظرون دورهم لكي يسافروا ويعملوا بصدق، ليؤمنوا الخبز اليومي لطاولتهم، ليجمعوا المال، ويشتروا شيئًا فشيئًا بعض القرميد لتحسين منازلهم…يمر الآلاف من الأطفال يوميًّا بمراويلهم في الشوارع وهم بطريقهم من المدرسة وإليها. في حين يجتمع الأجداد الذين يتحلون بالحكمة الشعبية ليسردوا قصصًا صغيرة. ستمر الأزمات، وازدراء الأقوياء سيكبلهم في البؤس، ستغيب الرقابة عنهم، وسيتجهون الى المخدرات والعنف. سيجربهم بغض الكراهية الانتقامي. ولكن المتواضعين بينهم، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، سوف يستدعون حكمة الذي يشعر بأنه ابن اله غير بعيد،إله يرافقهم بالصليب، ويشجعهم بالقيامة بهذه الأعاجيب، مما يحثهم على الفرح بالمشاركة والاحتفال. (25 مايو، 2011).

التبشير الجديد

يعيش الله والكنيسة في المدينة. لا تتعارض رسالتنا مع التعلم من المدينة-من حضاراتها وتغييراتها- حين نشرع بالتبشير بالإنجيل. وهذه هي ثمرة الإنجيل، التي تتفاعل مع الأرض التي تقع عليها البذور. لا تشكل المدينة المعاصرة بمفردها تحديًا، بل المدينة كلها، كل حضارة، كل عقلية، وكل قلب بشري. إن التأمل في سر التجسد الذي يقدمه القديس اغناطيوس في التمارين الروحية، هو مثال جيد عن الموقف الذي نقترحه هنا. هو موقف من واقع المدينة. الإنجيل هو إعلان لا بد أن يعلن للآخرين. تعد التأملات خلال حياتنا وتعايشنا. (25 أغسطس، 2011).

مريم

كان الله يفتقر لشيء ما لكي يدخل الى تاريخنا بشكل بشري: كان بحاجة الى أم، وطلبها منّا. إنها الأم التي نتطلع اليها اليوم، ابنة شعبنا، الأمة، الطاهرة، الوحيدة من الله؛ الوحيدة التي جعلت مكانًا لابنها لتحقق العلامة، الوحيدة التي تجعل دائمًا هذه الحقيقة ممكنة ولكن ليس كمالكة أو بطلة، بل كأمة، النجمة التي تستطيع أن تضمحل لكي تظهر الشمس. إذا نحن نشير اليوم الى وساطة مريم، وساطة المرأة التي لم تتنكر لأمومتها، بل تولتها منذ البداية؛ أمومة بولادة مزدوجة، الأولى في بيت لحم والثانية على الجلجلة؛ أمومة تضم وتدعم أصدقاء ابنها، الذي هو المرجع الوحيد الى الأزل. وهكذا تستمر مريم بيننا، أم تجعل المساحة ممكنة لحلول النعمة، النعمة التي تحول وجودنا وهويتنا: الروح القدس الذي يجعلنا أطفالًا بالتبني، يحررنا من العبودية، بملكية حقيقية وصوفية، ويعطينا عطية الحرية ويصرخ من داخلنا دعوة الانتماء الجديد للآب! (7 نوفمبر، 2011).

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني (2)

جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني (2)

جوزيف راتزينغر والكتاب : على ما يشهد له جميع اللاهوتيين، عرف راتزينغر يسوع المسيح حق المعرفة، وكتب عنه من الكتب ما يكفي ليتحوّل هو بنفسه إلى كتاب مفتوح عنه.

·  لقد اختبر معه حمْلَ الصليب لمدّة ثماني سنوات، و شاركه به على طريقة سمعان القيرواني حتى وجد نفسه في الخطوة القصوى، يذوب فيه، فيصبح بذاتيته "كتاباً" عنه، كتاباً ذا صفحات بيضاء بتصرّف المسيح شريكه، يكتب هو عليها، يملؤها ويبدّلها بالصفحات الناقصة من إنجيله (يو 21، 24).

وهكذا، وكما تبدأ مقدّمة كل كتاب بخاتمته، وكما أن التجسّد لا يُفهم إلا في ضوء الموت والقيامة، هكذا تُفهم قيمة انتخاب جوزيف راتزينغر انطلاقاً من قيمة تنحّيه وتحوّل جوهره نحو الكمال الذي لأبيه السماوي (متى 5: 48). لذلك، نؤكد بأن كل شيء بدأ معه مجدداً بالتحوّل إلى جديد، وأنه على هذا المستوى، ليس البشر هم الذين يتوقّعون ويدبّرون… إنما فقط الروح القدس.[1]

·        العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني

في الذكرى الخمسينية للفاتيكاني الثاني، نرى أن جوزيف راتزينغر الذي بدأ حياته اللاهوتية مع التحضيرات لهذا السينودس، قد وجد نفسه كرأس للكنيسة الكاثوليكية مدفوعاً لإنهاء حياته كلاهوتي بوضع نقطة النهاية، نقطة الكمال لهذا السينودس.

إن نقطة الكمال هذه تقوم على تطبيق ما يُطلب من الآخرين على الذات، وذلك لمقاومة كل روح فرّيسيّة (لوقا 11، 46). أما نقطة الكمال هذه فقد شكلت بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر، خطوة المصالحة مع الذين صُدموا في ذاك الوقت (1965) بالتغيير الكبير الذي حمله الفاتيكاني الثاني فابتعدوا. إن رأس "الكنيسة"، حبة الحنطة بامتياز، يسقط ويموت،  كما فعل معلّمه، بعد إنجاز هذه المصالحات، لكي تكون للكنيسة الحياة، بل ملء الحياة (يو 10: 10). كان من الضروري أن يكون جوزيف راتزينغر، في منصب البابوية، حتى يتمكّن الروح القدس من وضع هذه النقطة النهائية والعبور معه إلى زمن ما بعد الفاتيكاني الثاني.

·        ممَّ كانت تشكو الكنيسة ما قبل الفاتيكاني الثاني وممَّ تحرّرت خلال حقبته؟

كانت الكنيسة، منذ القرن التاسع الميلادي، قد تحوّلت إلى "امبراطورية المسيح"، وحلّت محلّ روما العظمى…

لقد بدأ كل شيء مع الامبراطور قسطنطين والشعار "بهذه العلامة ستغلب" (In Hoc Signum Vincit)، أي إشارة الصليب.  يليه إعلان ميلانو  بتحرير المسيحية على يد قسطنطين نفسه (313)[2]. تبع هذا الوضع الجديد إضفاء الطابع العسكري على الكنيسة من خلال الشعب وملوكه وأباطرته. في القرن العاشر، بلغ وجه الكنيسة الامبراطوري ذروته مما أدى فيما بعد إلى الانشقاق الكبير مع أمبراطورية الشرق البيزنطية، وكردّة فعل على احتلال القدس وتوسّع مطامع الإسلام، والتعديات على الحجاج، إلى الحروب الصليبية.[3]

تبع كل ذلك حرب المئة سنة بين الممالك المسيحية وأمراء الكنيسة، ثم محكمة التفتيش (من 1337 ولغاية 1453)؛ انتهاك المقدسات والأسرار بشيوع الاتّجار بالغفرانات وحلّ خطايا الموتى؛ الانشقاق اللوثري في منتصف القرن السادس عشر (1517)[4] ؛ المجمع التريدنتي (1545) الذي شكل محاولة أخيرة لاستعادة السيطرة الكاملة "الإقطاعية" على "خراف" المسيح، أرواحاً وأملاكاً دنيوية، ولكنه لسوء الحظ لم يؤدّ إلا إلى زيادة خط التشدّد بواسطة التهديد بـ"الحرم"…

وهكذا، على خامة شعب مسيحي منهك بالحروب الدينية والمجاعات والأمراض والترهيب من الهلاك في الجحيم، نشأت الروح العلمانية التي أدّت مع حركة التنوير إلى الثورة الفرنسية (1789). فيما بعد، أطلّ كارل ماركس، مسيح البروليتاريا، بمادّيته الإنسانية وشعاره "الدين هو أفيون الشعب". بفضل وعوده بجنّة ملموسة للكادحين، نجح في إفراغ الكنائس… وكان أنه في ختام القرن التاسع عشر، وجد إله الكنيسة نفسه خارج الجامعات والمجتمعات، وقد سادت مكانه الوضعية والمادية، وتمّت الاستعاضة عن اللاهوت بعلم النفس. حتى "فهرس" دائرة نشر الإيمان (البروباغاندا فيده) لم يعد قادراً على إخضاع المفكرين والإكليروس لها. وعشيّة الفاتيكاني الثاني، وجد المسيح نفسه مع ما يكفي من الشرائع ولكن محروما من "جسد سرّي" معدّ لحمل صليبه. بالتالي بات إحصاء عدد الكاثوليك سنوياً لمقارنته بعدد البروتستانت والعلمانيين والمسلمين إلخ، جردة في خدمة الاستهلاك الذي راح يزداد ضربا للقيم والأخلاق والاجتماعيات بقوة. أما كلمات المسيح المُدوّية: " أيجد ابن الإنسان إيماناً على الأرض يوم يجيء؟" (لو 18، 8)، فكانت واقفة عند باب حاضرة الفاتيكان تقرع. كان من الممكن الاستمرار باتّهام الآخرين، أعداء المسيح، وشيطنتهم، أياً تكن معتقداتهم  و انتماءاتهم.[5] ولكن، هل كان هذا ليفيد؟ في النهاية، إن أولئك، بحسب الكتاب المقدس، كانوا وسيبقون هنا كأداة بين يدي الله الآب لتقويم طرق شعبه، وإعادته إلى مراعي ابنه الخصبة، وتذكيره بمهمته الحقيقية في هذا العالم. إن التحدّي الذي رفعه المسيح الحيّ لكنيسته والذي يرفعه في كل حين هو أن تتذكّر وتدرك تماماً علّة وجودها الأولى والأخيرة وكل ما يتخلّلهما من عِلل وسيطة وأن لا تكفّ عن إعادة التواصل مع رأسها الأوحد الذي لا يقبل المساومة.

[1]  إن الأجيال ستمدح تنحي البابا بندكتوس السادس عشر أكثر من أي عمل أتى به خلال بابويته لأنه من النادر جدا أن نجد إنسانا يوقع : "أنا ميت" من دون أن يكون قد أخذته السينرجيا الموجودة بين لغة البشر ولغة الله. إن توقيعا كهذا غير قابل للتصريف النحوي … (راجع  (Cf. Geoffrey Bennington & Jacques Derrida, Jacques Derrida, série les Contemporains, Seuil, Paris, 1991, p.51) )

   ليكن الروح القدس ممجّدا في أعماله. بهذا النوقيع خرق جوزف راتزنغر المستحيل. لقد أعاد تثبيت سلم القيم المسيحية بخاصة ما قاله الرب يسوع في حبة القمح  التي تقع وتموت قبل أن يحين موتها الطبيعي حتى تعطي مئة ضعف ثمرا…

  [2] إن الكلمات التي نقرؤها في رؤيا يوحنا (6: 2-3) تشكل الأساس وكتاب "مدينة الله" للقديس أغسطينوس الدستور. إن إساءت استعمال التدخل الإلهي في سياسة العصى والجزرة والتي لا يمكن التثبت من صحتها أو عدمه إلا في الدنيا الآخرة قد تم التأسيس له.

[3]  إتى اختيار الله لمار فرنسيس في ختام تلك المرحلة التي كانت تتم فيها كل الشناعات باسمه. أنار الله افرنسيس وأرسله حافي القدمين ليعيد بناء كنيسته التي تتساقط إربا…

[4]" لقد سقطت أمور كثيرة خارج المشتهى من فكرة مملكة المسيح الأرضية. بوطرق شتى، على ما قاله أحد أساقفة تلك الأيام، باتت الكنيسة في الأمبراطورية وليس الأمبراطورية في الكنيسة. راجع الأنسيكلوباديا الكاثوليكية http://www.newadvent.org/cathen/03699b.htm     

[5] الرسالة البابوية  Rerum Novarum de Léon XIII (1891)

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
كنيسة للجميع! (2)

كنيسة للجميع! (2)

في كتاب أعمال الرّسل، يرد ما يلي:
أ‌-"وكَانُوا مُوَاظِبينَ عَلى تَعْلِيمِ الرُّسُل، والـمُشَارَكَة، وكَسْرِ الـخُبْز، والصَّلَوَات" (أعمال الرّسل 2:  42).

ب‌-                "وكَانَ الـمُؤْمِنُونَ كُلُّهُم مُتَّحِدِينَ مَعًا، وكَانُوا يَتَشَارَكُونَ في كُلِّ شَيء، فَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُم ومُقْتَنياتِهِم، ويُوَزِّعُونَ ثَمَنَهَا عَلى الـجَمِيع، بِحَسَبِ حَاجَةِ كُلٍّ مِنْهُم" (أعمال الرّسل 2:  44-45).

ت‌-                وبِقُوَّةٍ عَظِيمَة، كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يَسُوع. وكَانَتْ عَلَيْهِم جَمِيعًا نِعْمَةٌ عَظيمَة. فَمَا كَانَ فِيهِم مُحْتَاج، لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَمْلِكُونَ حُقُولاً أَو بُيُوتًا، كَانُوا يَبيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِثَمَنِ الـمَبِيعَات، ويُلْقُونَهُ عِنْدَ أَقْدَامِ الرُّسُل، فَيُعْطَى كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلى قَدْرِ حَاجَتِهِ. (أعمال الرّسل 2:  33-35).

هذه الأمثلة توضح كيف أنّ الجماعة المسيحيّة أسّست لمفهوم "المشاركة" ((communion الّذي يشبه شكلًا المفهوم الاشتراكيّ ولكنّه يختلف عنه في الجوهر!

فالمسيحيّون الأول تشاركوا بمبادرات حرّة من الأقدر تجاه الأقلّ قدرة وليس وفق آلية نظام يحدّد الحقوق والواجبات أو يفرض على أحدٍ ما ليس بإرادته كتأميم الأملاك أو ما شابه، فضلًا عن أن هذه المشاركة كانت نظام عيش وليس نظامًا سياسيًّا أو اقتصاديًّا!

وهنا ترد قصّة حننيا وزوجته لتؤكّد على طابع الحريّة وعدم الإجبار في هذه المسألة. فالمذكوران باعا ملكًا لهما واختلسا قسمًا من المبلغ وأعطوا الباقي للرسل على أنه الثمن الكامل… فلامهما الرّسل على الكذب ومات كلاهما… (أعمال الرسل 5:  1-11).

أمّا في الفصل السادس من أعمال الرّسل فنجد بأن الرّسل كلّفوا شمامسة بمهام الخدمة كي يعطوا الأولويّة لخدمة كلمة الله وهو ما يدلّ على أنّ الرسل لم ينجرفوا إلى تحويل الكنيسة إلى مؤسّسة للشؤون الاجتماعيّة بل تنبّهوا إلى أن دورها الرّسولي يشمل ناحية اجتماعيّة دون أن يقتصر عليها فقط!

هذا ما أوضحه البابا فرنسيس في عظة قدّاسة الأوّل كحبرٍ أعظم قائلًا: "إن لم نعترف بيسوع المسيح فذلك يعني أنه يوجد شيء متعسّر. سنضحي منظمة غير حكومية، تعنى بالمساعدات، ولن نكون الكنيسة، عروسة المسيح".

   ستتبلور أكثر مقاربة الكنيسة لمسألة الفقر والفقراء مع آباء الكنيسة وتكفي الإشارة إلى كتابات القدّيسين يوحنا فم الذهب وباسيليوس الكبير لنفهم وقوف الكنيسة إلى جانب المحتاج وتأنيبها للغنيّ الأنانيّ لدرجة حدت بأحد الآباء إلى القول: " إن كنت تملك ثوبين في خزانتك فواحدٌ لك وأمّا الثاني فقد سرقته من الفقير"!!!

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الراعي والرعية 2

الراعي والرعية 2

ما يجب أن يتوافر بالرعية: ليكن في الرعيّة، وفقا للشرع الخاصّ بالكنيسة المتمتّعة بحكم ذاتي، مجالس مناسبة لمعالجة الشؤون الرعويّة والماليّة: مثل المجلس الرعوي والذي عرضناه سابقا.

ليكن للرعيّة سـجلاّتها، أي سجلّ المعمّدين وسجلّ الزيجات وسجلّ المتوفّين وغيرها، وليسهر الراعي على أن تُحرّر هذه السجلاّت وتـُحفظ كما يجب.

كذلك يُدوَّن  في سجلّ المعمّدين انتماء المعمَّد إلى كنيسة معيَّنة متمتّعة بحكم ذاتي، والمسح بالميرون المقدّس، وما يتعلّق بأحوال المؤمنين القانونية نتيجة للزواج – ونتيجة للتبنّي، وكذلك نتيجة للدرجة المقدسة والنذر الدائم في مؤسّسة رهبانيّة؛ وهذه الحواشي يجب ذكرها دائما في شهادة المعموديّة.

الـشـهادات التي تُـعـطى لـلمـؤمنين عن أحوالهم الـقانـونيّة، و جـميع الوثائق التي قد يكون لها أهمّية قانونيّة، يجب أن يُوَقّعها الراعي نفسه أو مندوبه، وتـُختم بخـتم الرعية.

لـيكن في الرعية أرشيف  تُحـفظ فيه سجلاّت الرعيّة ورسائل الرؤساء الكنسيّين والوثائق الأخرى الواجب حفظها للضرورة أو المنفعة؛ وهذه كلّها خاضعة لتفتيش الأسقف الإيبارشي أو مندوبه، عند الزيارة القانونية أو في وقت آخر مناسب،  وليحذر الراعي ألاّ تقع  في أياد غريبة.

متى تنتهي وظيفة  الراعي؟  بالتخلّي  الذي يقبله الأسقف الإيبارشي أو بانقضاء المدّة المحدّدة أو بالعزل أو بالنقل.

يُـرجى الـراعي الذي أتـمّ الخامســة والسـبعين من عـمره، أن يتـقدّم بتخلّيه عن منصبه إلى الأسقف الإيبارشي.

الراعي ثابت في منصبه، ولذلك  لا يُعيَّن  لمدّة محدّدة إلاّ: إذا تعلّق الأمر بعضو مؤسّسة رهبانيّة أو جمعيّة حياة مشتركة على غرار الرهبان؛ إذا رضي المرشّح بذلك كتابةً؛ إذا تعلّق الأمر بحالة خاصّة، وفي هذه الحال يلزم رضى هيئة المستشارين الإيبارشيين.

الأسقف والرعية والراعي:

يعود للأسقف المحلي، بعد استشارة مجلس الكهنة، إنشاء الرّعايا ومنها الرّعية الشّخصية. من حقّ الأسقف الإيبارشي، بعد استشارة مجلس الكهنة، إنشاء الرعايا وتعديلها وإلغاؤها.

بوسع الأسقف الإيبارشي، لا مدبّر الإيبارشية، بعد استشارة مجلس الكهنة وبرضى الرئيس الكبير لمؤسسة رهبانية، أو جمعيّة حياة مشتركة على غِرار الرهبان، أن يُنشئ رعيّة في كنيسة تلك المؤسسة أو تلك الجمعيّة.

يجب أن يتمّ هذا الإنشاء بموجب معاهدة مكتوبة، بين الأسقف الإيبارشي والرئيس الكبير لمؤسّسة رهبانيّة أو جمعيّة حياة مشتركة على غرار الرهبان،  يحدَّد فيها بدقّة ما يتعلّق بالخدمة الرعويّة الواجب تأديتها، والأشخاص الواجب إلحاقهم بالرعيّة، والشؤون الماليّة.

الأسقف هو المسؤل الأول عن الرعية ومؤمنيها والراعي يعاونه في هذا الأمر. فعلى الأسقف الإيبارشي أن يضع قـواعد تكفل لدى غـياب الـراعي تـدبـير خدمة الرعية على يد كاهن. وعليه ان يزور الرعية على الأقل مرة كل 5 سنوات.

 إذا شغرت رعيةٌ أو أُعيق الراعي لأيّ سبب كان عن ممارسة مهامّه الرعويّة في رعيّة ما، يعيِّن الأسقف الإيبارشي في أقرب وقت  كاهنا آخر مدبّرا للرعيّة.

على مدبّر الرعيّة أن يقدّم بعد انتهاء مهمّته حسابا إلى الراعي.

نائب الراعي: إذا بدا من الضروري أو المناسـب يمكن أن يُضاف إلى الراعي نائب أو أكثر على أن يكونوا كهنة. للأسقف الإيبارشي الحرّية في تعيين نائب الراعي، بعد الاستماع إلى الراعي.

على نائب الراعي بحكم وظيفته، أن يساعد الراعي في عمله الرعوي بأسره، ويقوم مقامه إذا احتاج الأمر.

ليس لنائب الراعي، بحكم منصبه، صلاحية مباركة الزيجات؛ لكن – بالإضافة إلي الرئيس الكنسي المحلّي –  بوسع الراعي أيضًا في حدود رعيّته  أن يمنحه هذه الصلاحية حتّى بصفة عامّة؛ ونائب الراعي اذا أعطِي هذه الصلاحية، فبوسعه أن يمنحها لكهنة آخرين أيضًا في كلّ حالة بمفردها.

على نائب  الراعي، بصفته معاونا للراعي، أن يبذل قصارى جهده ونشاطه في مهمّته الرعوية؛ ويجب أن تقوم بين الراعي ونائبه عِشرة  أخويّة ومحبّة متبادلة، ويسود بينهما الاحترام على الدوام، ويساعد الواحد الآخر بالمشورة والعون والقدوة، مع تأمين العناية بالرعيّة باتفاق الرأي والجهد المشترك.

يـجب على نـائب الراعـي أن يقيـم في الرعـيّة، أمّا في ما يتعلّق بمدّة الإجازة،  فلنائب الراعي ما للراعي من حقوق.

بوسـع  الأسـقف  الإيبارشي  أن  يعزل  نائب  الراعي  لسـبب صوابي؛ أمّا إذا كان نائب الراعي عضوا  في  مؤسّسة رهبانيّة أو  جمعيّة حياة مشتركة على غِرار الرهبان، عليه ان يبلغ رئيسه فقط.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
أزمنة السنة الطقسيّة بحسب الطقس اللاتيني (2)

أزمنة السنة الطقسيّة بحسب الطقس اللاتيني (2)

1- زمن المجيء : اللون الليتورجي : بنفسجي. 
فترة الزمن :أربعة أسابيع، من الأحد الذي يقع بين 30 تشرين الثاني و24 كانون الأول.

الرسالة :تحضير وانتظار مفرح لمجيء الرب يسوع ثانيةً.

 الآية :" فاسهروا إذاً، لأنَّكم لا تعلمون أيَّ يومٍ يأتي ربُّكم " (متى 42:24).

2 – زمن الميلاد

– اللون الليتورجي : أبيض.

– فترة الزمن : من ليلة الميلاد حتى عيد الغطاس

– الرسالة : استقبال يسوع، نور العالم، حامل السلام والحبّ.

– الآية : " والكلمة صار بشراً، فسَكَنَ بيننَا، فرأينا مجده، مجداً من لدُنِ الآب لابنٍ وحيد ملؤه النعمة والحقّ " (يو 14:1).

3 – زمن العادي (القسم الأول)

– اللون الليتورجي : أخضر.

– فترة الزمن : من الإثنين الذي بعد العماد حتى يوم الثلاثاء الذي يسبق أربعاء الرماد.

– الرسالة : استماع مُخلِص ومثابرة على كلام الرب الذي هو نور ودليل المؤمن.

– الآية : " الحقَّ الحقَّ أقول لكم : مَن سمع كلامي وآمن بمَن أرسلني فله الحياة الأبديّة " (يو 24:5).

4 – زمن الصوم

– اللون الليتورجي : بنفسجي.

– فترة الزمن : أربعين نهار، من أربعاء الرماد حتى بداية ساعات بعد الظهر من يوم الخميس المقدَّس.

– الرسالة : إرتداد القلب إلى الله والمصالحة مع الإخوة وتكفير عن الخطايا بفرح داخلي.

– الآية : " توبوا وآمنوا بالبشارة " (مر 15:1).

5 – الثلاثيّة الفصحيَّة

الثلاثيّة الفصحيّة هي القاعدة الاساسيّة للسنة الليتورجيّة. تبدأ مع قداس المساء الذي يُقام يوم الخميس المقدَّس وتمتَدّ حتى أحد الفصح. هذه الأيّام هي الأيّام الأكثر أهميَّةَ في زمن الكنيسة، لأنَّهم يحتفلون بالسرّ الفصحي. في الخميس المقدَّس : في قداس المساء نتذكَّر العشاء الأخير الذي فيه قد أسسَّ فيه المسيح سرّ الافخارستيا، وغسل أرجل تلاميذه مبرهناً لنا أهميَّة الخدمة الأخويّة. في الجمعة المقدسّة : في هذا اليوم نتذكَّر آلام وموت يسوع على الصليب. في السبت المقدَّس : تحافظ الكنيسة في هذا اليوم على الصمت، متذكّرةً بقاء يسوع في القبر ونزوله إلى أقصى الجحيم ليخلِّص الذين قد ماتوا قبل مجيئه. في أحد الفصح : في هذا اليوم، تحتفل الكنيسة أكبر وأهمّ احتفال على مدار سنتِها الطقسيّة لأنَّها تتذكَّر قيامة يسوع وانتصاره على الموت.

حسب تقليد الكنيسة، يُحتفل بعيد الفصح المجيد، في الأحد بعد اكتمال القمر (في الربيع)، الذي من المحتمل أنّ يأتي من 22 آذار حتى 25 نيسان.

6 – زمن الفصح

– اللون الليتورجي : أبيض.

– فترة الزمن : خمسين نهار، من أحد الفصح حتى أحد العنصرة.

– الرسالة : إيمان ورجاء بيسوع، سيِّد الحياة، لأنَّه بقيامته قد أباد الموت.

– الآية : " أنا القيامة والحياة، مَن آمَن بي، وإنَّ مات، فسيَحيا، وكلُّ مَن يَحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد " (يو11: 25-26).

7 – زمن العادي ( القسم الثاني)

– اللون الليتورجي : أخضر.

– فترة الزمن : من نهار الإثنين الذي بعد أحد العنصرة حتى نهار السبت الذي يسبق أوَّل أحد من زمن المجيء.

– الرسالة : الافخارستيا جسد المسيح وخبز الحياة وهي الغذاء الذي يحفظ درب إيمان المؤمن.

– الآية : " أنا خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المَنَّ في البرِّيَّة ثُمَّ ماتوا. إنَّ الخبز النازلَ من السماء هو الذي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا الخبز الحيّ الذي نزلَ من السماء، مَن يأكُل مِن هذا الخبز يحيَ للأبد. والخبز الذي سأُعطيه أنا هو جسدي " (يو6: 48-51).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لورد ومفاتيح قداسة برناديت الجزء 2 من المقابلة مع الأب أندريه كابيس

لورد ومفاتيح قداسة برناديت الجزء 2 من المقابلة مع الأب أندريه كابيس

زينيتماذا يعني الإسم الذي قالته العذراء للشابّة برناديت يوم ٢٥ مارس ١٨٥٨: “أنا الحبِلَ بلا دنس" وما تأثير هذا الاسم على حياتنا اليوم؟

الأب أندريه كابيس:  استغرق الأمر ثلاثة أسابيع من الصمت حتّى استطاعت مريم أن تكشفَ ما في قلبها لبرناديت. أمّا تاريخ 25 مارس فهو قبل تسعة أشهر من 25 ديسمبر اليوم الذي أصبحت فيه مريم الشابّة حبلى بيسوع وكانت في حينها مريم تبلغ عمر برناديت في عام 1858 وكشفت مريم سرّها يوم ٢٥ مارس ١٨٥٨: إنّها ولدت طاهرة وهذا ما نحتفل به يوم 8 ديسمبر: هي ثمرة اتّحاد والديها وكأنّ الخلق يحدث من جديد من دون الخطيئة الأصليّة. وبالتالي، أصبحَ بإمكانها أن تقدّم مرورَ الله الذي أرادَ المجيء إلى العالم. ولو كان قد حدث أيّ شكّ أو أي رفض أو أدنى خطيئة لما جاء الله. لأن هناك شيئًا واحدًا أن الله الكليّ القدرة لا يمكن القيام به هو أن يفرضَ على قلبٍ مغلق على استقباله. أمّا مريم فقلبها مستعدٌّ بالكامل وهي مؤمنة تقيّة لا تعتمد على القدرة الأرضيّة "أنا لم أعرف رجلاً!" وفي 25 مارس، كشفت نفسها على الضوء الوحيد الذي يكشف لنا الحقيقة على ضوء هبة الله والروح التي تُظلّلها. مريم هي أمة الله. وقد أظهرت لنا عبر برناديت ماهيّة الإنسان الحقيقي: فنحن لسنا سوى استجابةً لحبّ سبقنا وينتظرنا. فنحن موجودون بسبب ارتباطنا بالأقانيم الثلاثة ونحن موجودون فقط في الابن، فبإمكاننا إذًا أن ندعَ قدرة الروح القدس تعملَ من خلالنا.

زينيت: لماذا لا يزال مزار لورد يتفوّق على مزارات أخرى وخاصّة الحديثة منها؟

الأب أندريه كابيس: تُعتبرُ دورُ العبادة دلائل على حضور الله الذي يعطي بمجّانيّة ومن دون حساب. ويمكنك أن تجد أسباب بشرية لشرح عدد من الزوار لورد: فعالية وسائل النقل، والبحث عن معجزات والبنى التحتية، ولكن لا يمكن لأي مكتب سياحي أن يعلمَ سبب نجاح هذه التجمّعات وهذه  اللقاءات الغامضة مع الصغار والضعفاء. إنّها تجمّعات مُدهشة. ولورد هي دارٌ تحضنُ جميعَ المرضى فتصبحُ جروحهم بمثابةِ ضوء ما قبل الولادة جديدة. ويُشكّلُ المرضى وعائلاتهم وأصدقائهم العمود الفقري للحجّ في لورد.

زينيت: تشهدُ ميديوغوريه أيضًا حشودًا كثيرة فما رأيكم في هذه الحركة الجماهيرية الذي قد يُحرج السلطات الكنسية؟

الأب أندريه كابيس: يُمكننا طرح أسئلة بشرية في ما يخصّ لورد وفي ما يخصّ ميديوغوريه أيضًا من حيث التكلفة وقرب المسافة. وإنّ عدد  الزوار قد يحثّ إلى وضعِ أمانات سرّ ومكاتب  وينبغي أن نقبل نعمة المكان من دون أن نحكمَ على موقف الكنيسة من الظهورات ويمكننا أن نقول إنّنا نجدُ في ميديوغوريه جوًّا من الصلاة وتلاوة المسبحة والقداس في كل ليلة، وحافزا للتقدّم للاعتراف، ونجدُ أيضا دعوة لخوض مسيرة كمسيرة الصوم.

زينيت: كتبت في مقدّمة أطروحة الدكتوراه في اللاهوت أنّك: "دخلتَ إلى لورد عبر باب نيفير": وفي نيفير ذاتها، عملت برناديت برسالة العذراء فما هي مفاتيح قداسة برناديت؟

الأب أندريه كابيس: لقد اعتمدَ أسقف تارب ليؤكّدَ صحّة الظهورات على الحجة الأولى وهي "طبيعة الشاهد".

كانت برناديت مرّةً في مكتب المفوضية مع والدتها التي كان قد أعياها التعب فحينَ رأى المفوض أنّها قد يُغمى عليها قال لها: "اجلسا فهناك كراسي." ولكنّ برناديت جلست على الأرض قائلةً إنّها لم ترد أن يتّسخَ الكرسي من ثيابها. فهي رأت أنّ المفوّض لم يدعهما يجلسا في البدء لأنّهما فقيرتين. واحتفظت برناديت بحريّة تعبيرها المجبولة بالحبّ والصبر. لقد حاولوا سابقًا إحضار جثمان برناديت إلى لورد ولكن ليس من السهل نقل الجثمان. وحين نتواجد أمامَ جثمانها في نيفير يمكننا أن نسمعَ كلماتها الحيّة تقول لنا: لا يمكنني إلّا أن أقولَ لكم ما رأيته أو ما سمعته ولكن لا يمنني إجباركم على الإيمان. افتحوا أنتم أيضًل قلوبكم واصغوا إلى الإنجيل!   

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
من المجمع الفاتيكاني الثاني إلى مجموعة قوانين الكنائس الشرقية – 2

من المجمع الفاتيكاني الثاني إلى مجموعة قوانين الكنائس الشرقية – 2

زينيت : في المقالة السابقة، عرضنا إحدى صور التجديد في القانون الكنسي، وكيفية تأثره بتعاليم المجمع الفاتيكاني وإكماله له في نفس الوقت، فيما يخص تنوع الكنائس الشرقية الكاثوليكية.

        في هذه المقالة نستعرض صورة أخرى من تلك الصور وهي مفهوم الطقس.

        2. مفهوم الطقس

        إحدى النقاط الهامة والتي تعتبر مركزية في تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني هي مفهوم الطقس.

كلمة "طقس" ليست ابتكاراً مسيحياً، فالكلمة موجودة من قبل المسيحية، ويُقصد بها إدارة و طرق تقديم الذّبائح. مع الوقت كلمة "طقس" بدأت تشير إلى كيان مجموعة من النّاس في علاقتهم مع الله ومع الأشياء المكرّسة له، أي الكيان الديني لمجموعة من النّاس خلال العصور المختلفة. وكانت تشير ايضاً للإطار اللّيتورجي؛ فتشير الى جزء من اللّيتورجيا، مثل طقس رش المياه، او طقس مزج الماء بالخمر في القداس، وتشير الى إجمالي الّليتورجيا مثل طقس العماد. كما تشير الى اجمالي اللّيتورجيات لمجموعة من المؤمنين؛ فيقال الطّقس الرّوماني، او الطّقس القبطي..الخ.

أخذت كلمة "طقس" أيضا، معنىً قانونياً؛ فأصبحت تشير الى مجموعة العادات والتّقاليد بل والقوانين والتّشريعات لمجموعة معينة من المؤمنين. فكلمة "طقس"  كانت تشير الى معانٍ كثيرة ومختلفة عن بعضها البعض.

مع المجمع الفاتيكاني الثاني، تأتي كلمة طقس ولأول مرة معرفة بطريقة واضحة فينص في القرار المجمعي "الكنائس الشرقية" على: "إن هذه الكنائس الخاصة – المقصود بها الكنائس الشرقية الكاثوليكية –  في الشرق والغرب على السواءِ، تختلفُ في ما بينها بعض الاختلاف من حيث الطقوس، اي في الليتورجيا والنظام الكنسي والتراث الروحي" (3).

من هذا نستنتج ان الطقس هو التراث الليتورجي والنظامي والروحي لكنيسة ما.

في دستور "نور الأمم" يضيف تعبير "التراث اللاهوتي" على الطقس (23). وبهذا يكون الطقس هو التراث: الليتورجي والنظامي والروحي واللاهوتي لجماعة معينة من المؤمنين.

في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، اتّخذت كلمة "طقس" تعريفاً محدداً، متبعا بذلك تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني. فالقانون 28 البند 1 ينص على ان: "الطّقس هو التّراث الليتورجي واللاهوتي والرّوحي والتّنظيمي المختلف بالثّقافة وظروف الشّعوب التّاريخيّة، والذي يعبّر عن الطريقة الخاصة بكل كنيسة ذات حق خاص في حياة الإيمان".

من خلال هذا التّعريف يتّضح لنا ان القانون الشّرقي وجّه كلمة "طقس"، نحو التّاريخ وتراث الجماعة وتطورها. الطّقس لم يعد يشير الى التّنظيم الحالي للجماعة، بل الى التّراث الدّيني لجماعة ما؛ تراث ليتورجي ولاهوتي وروحي وتنظيمي ايضاً، ويجعلها على ما هي عليه الآن.

هذه الطقوس التي يقصدها القانون الشرقي هي: "النابعة من التقليد الأرمني والإسكندري والأنطاكي والقسطنطيني والكلداني" (ق 28 بند 2). فالقانون يكمل هذا التعليم المجمعي بتحديد أصل هذه الطقوس.

        بذلك لم يعد المقصود من الطقس هو كنيسة في حد ذاتها. فمع المجمع وبطريقة اكثر وضوحا في مجموعة القوانين تم فصل تعبير "الكنيسة ذات الحق الخاص" عن "الطّقس".  وهذا تطور قانونيّ كبير ينبع من الاكليزيولوجيا (علم الكنيسة) الجديدة للمجمع الفاتيكاني الثّاني. هذه الاكليزيولوجيا تحث على اكتشاف أهمية وكرامة وغنى الطّقوس الشّرقية. فالطّقس عندما كان يشير (وبكل بساطة فقط) الى مجموعة من المؤمنين الذين يمارسون إيمانهم في ليتورجيات مختلفة عن الآخرين كان يغفل عن الكثير من الغنى الذي يحمله هذا الطّقس من تراث روحيّ ولاهوتيّ ونظاميّ والذي منه استقت اليوم، كنيسة ما ذات حق خاص جذورها، ونمت وتطورت.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
أنواع الصلاة في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (2)

أنواع الصلاة في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (2)

يمكن أن نمّيز بين: الصلاة الفردية والتي يمكن أن تكون:
صامتة – شفوية

– بعبارات جاهزة (علّمتنا إيّاها الكنيسة من الكتاب المقدّس أو من التقليد الشريف)

– بعبارات عفوية (أي بنفس الأسلوب الذي يتوجّه به الإبن إلى أبيه)

                       ·       الصلاة الجماعية والتي غالباً ما تكون:

– شفوية

– بعبارات جاهزة

وغالباً ما تأخذ الصلاة الصيغ التالية:

                       ·التسبيح والسجود:   

إن محور هذه الصلاة هو الله، وهدفها تمجيده وعبادته.

                       ·الشكر:              

هي صلاة يرفعها الإنسان إلى الله ليشكره فيها على جميع عطاياه، وأول هذه العطايا هي الحياة التي وهبه الله إيّاها، يليها نِعَم أخرى نحصل عليها دون أن ننتبه إلى أهميّتها أو إلى أن الله هو مصدرها الفعلي. ولكن مع الأسف نحن نهمل هذه الصلاة وننساها ما إن نحصل على ما نريد[1].

                       ·الإستسلام:

هي صلاة يقدّم فيها الإنسان ذاته بكلّيتها إلى الله على مثال يسوع المسيح. هي جواب الإنسان على محبة الله اللامتناهية. هي "النعم" التي نقدّمها لله كجواب على العلاقة التي يريد أن يقيمها معنا. هذه الصلاة مفيدة جداً في المراحل الحرجة في حياتنا[2]. إن صرخة يسوع على الصليب: "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي"[3]، هي أبلغ تعبير عن هذا النوع من الصلاة.

                       ·الشفاعة:

تقوم صلاة الشفاعة على طلب الخير للآخرين[4]. واللافت أن روعة هذه الصلاة هو في عدم توقفها عند الأقارب والمعارف وإنما هي تشمل جميع البشر وحتى الأعداء[5]منهم.

                       ·الشكوى:

وهي أخطر أنواع الصلاة. غالباً ما تعبّر عن ألم عميق وبؤس يعاني منه الإنسان بسبب ضيق أو ظروف قاسية يمرّ بها أو مصيبة أو حتى بسبب عجز أو إعاقة جسدية … فيتوجه إلى الله شاكياً:"لمَ أنا بالذات يا رب؟". حتى يسوع نفسه قد مارس هذا النوع من الصلاة وهو على الصليب: "إلهي، إلهي لماذا تركتني؟"[6].

تزخر المزامير بهذا النوع من الصلوات، لا بل حياتنا اليومية مليئة بها. ومتى كانت هذه الشكوى صادرة عن القلب أي صادقة بتعبيرها عن واقع معاش. فهي تكون صلاة حقيقية تعبّر عن معاناة الإنسان.

يكمن الخطر في هذه الصلاة، عندما تختلف نهايتها عن نهاية المزمور 22 الذي تلاه يسوع وهو يتعذب، أي عندما تنتهي بعدم التسليم لمشيئة الله، وبعدم وضع ثقتنا الكلّية به والإتكال عليه. فالذي يشتكي عادة، يظن أنه بعمله هذا قد إبتعد عن الله بإلقائه اللوم عليه، فيترك الصلاة ويبتعد عن الله وهنا يكمن الخطر. فهو يجهل أن "ثورته الصادقة" هذه إنما هي بحد ذاتها صلاة يرفعها إلى أبيه السماوي.

ما يميّز هذه الصلاة هو أن القلب يكون فيها قريباً جداً، إن لم نقل واحداً مع الفم. أي إن ما يشعر به القلب يعبّر عنه اللسان.

نجد نماذج لهذا النوع من الصلاة عند أيّوب وموسى وإرميا ويونان، فصلواتهم عكست أيضاً "تمرّداتهم" أمام صمت الله[7].

                       ·الطلب:

لعل صلاة الطلب هي الأكثر شيوعاً بين الناس. فكلمة "صلاة" لمعظمهم إنما هي مرادف لكلمة "طلب". فإذا لم يكن لديهم ما يطلبونه فإنهم لا يصلّون. ولعل هذه الصلاة أيضاً هي أكثر الصلوات التي يساء تقديرها. فالصلاة بشكل عام وصلاة الطلب بشكل خاص، بالنسبة للبعض، تبدو وكأنها تَوَجُّه إلى كائن نجهل إذا كان موجود حقاً، بمعنى آخر هي كرمي قنينة في البحر مع الشك بأنها ستجد أبداً أحداً لإلتقاطها. والسبب يعود إلى أن الصلوات التي إستجيبت قليلة جداً لا بل نادرة. وهذا إن دلّ على شيء فعلى أن الصلاة لم تثبت فعاليّتها بشكل كامل ومقنع بالنسبة لهؤلاء.

إن هدف صلاة الطلب يقسم إلى قسمين:

– طلب الخيرات الدنيوية بجميع أشكالها الغير محصورة.

– طلب الخيرات الأبدية (رؤية وجه الله، الراحة الخالدة والسلام الأبدي…)

في المرة القادمة سوف نتابع دراستنا فنعرف : متى نصلي وأين نصلي.

[1] "أشكروا في كل شيء" (1تسالونيكي 5/18)

[2] إتّخاذ قرار حاسم، إنتقال من مرحلة إلى مرحلة …

[3] لوقا 23/46

[4] مغفرة خطايا، شفاء، رد عن طريق الضلال، من أجل الأنفس المطهرية …

[5] نجد هذا النوع من الصلاة في الكتاب المقدس:

            + "توسلا (بطرس ويوحنا) أنتما إلى الرب من أجلي لئلا يصيبني شيء مما ذكرتما" (أعمال 8/24)

            + "كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب (الملاك رفائيل لطوبيا)" (طوبيا 12/12)

5 مزمور 22

[7] "قم أيها السيّد لماذا تنام ؟" (مزمور 44)

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الحريّة الدينيّة والعلمنة (2)  بحسب الكاردينال أنجيلو سكولا

الحريّة الدينيّة والعلمنة (2) بحسب الكاردينال أنجيلو سكولا

عُقد يجدر حلّها
في هذا الإطار، ومن أجل حلّ بعض العقد الإشكاليّة، سيكون مفيدًا وملائمًا الأخذ بنوعين على الأقلّ من الاعتبارات.

النوع الأوّل يتعلّق بالصلة ما بين الحريّة الدينيّة والسلم الاجتماعيّ. فقد أظهرت دراسات حديثة عديدة، وليس فقط الطريقة، كيف أنّ هناك علاقة وثيقة للغاية بين الواقعين. إذا أمكننا، في كلام مجرَّدٍ، تصوّرُ أنّ تشريعًا ما يقلّل هوامش التنوّع الدينيّ قادرٌ أيضًا على أن يقلّل الفتن التي قد تترتّب عنها حتى القضاء عليها، فإنّ ما يحدث هو العكس تمامًا: كلّما فرضت الدولة قيودًا، ازدادت التباينات ذات الأساس الديني. وهذه النتيجة في الواقع مفهومة، ففرض الممارسات الدينيّة أو حظرها بموجب القانون لا يؤدّي، في ظلّ جلاء عدم احتمال تغيير المعتقدات الشخصيّة المطابقة كذلك، سوى إلى زيادة ذاك الحقد والإحباط اللذين يظهران في وقت لاحق، في الساحة العامّة، على شكل صراعات.
أمّا المشكلة الثانية فهي أكثر تعقيدًا وتتطلّب تفكيرًا أكثر تفصيلاً. وتتعلّق بالصلة بين الحريّة الدينيّة وتوجّه الدولة، وعلى مستويات عدّة، توجّهات جميع مؤسّسات الدولة، تجاه الجماعات الدينيّة الحاضرة في المجتمع المدني.
لقد بدّل التطوّرُ المتزايد للدول الديمقراطيّة الليبراليّة في التوازن الذي تأسّست عليه تقليديًّا السلطة السياسيّة. فحتّى عقود قليلة خلت كان معظم المواطنين يعودون بشكلٍ جوهريّ وواضح إلى هيكليّات أنثروبولوجيّة معترَف بها عمومًا، أقلّه بالمعنى الواسع للتعبير، كأبعاد مؤسِّسة للخبرة الدينيّة: الولادة، الزواج، الإنجاب، التربية والموت.
ماذا حدث عندما وُضع هذا المرجع، المُحدَّد بأصله الدينيّ، موضع تساؤل واعتُبر غير صالح للاستخدام؟ بدأت إجراءاتُ صنع القرار في السياسة تأخد طبعًا مُطلقًا يميل إلى تبرير ذاته. والبرهان على ذلك حقيقة أنّ المشكلة الكلاسيكيّة حول الحكم الأخلاقيّ على القوانين تحوّلَ على نحو متزايد إلى مسألة في الحريّة الدينيّة. يتحدّث مؤتمر الأساقفة في الولايات المتحدة بصراحة عن جرح للحريّة الدينيّة بخصوص الـHHS Mandate أي الإصلاح الصحّي الذي أصدره أوباما والذي “يفرض” على أنواع عديدة من المؤسّسات الدينيّة (وخاصّةً المستشفيات والمدارس) تقديم بوليصات تأمين صحّي لموظّفيهم تشتمل على وسائل لمنع الحمل والإجهاض وإجراءات تعقيم[1].
يعود الافتراضُ النظريّ للتطوّر المذكور أعلاه، ، على أرض الواقع، إلى النموذج الفرنسي للعلمنة laicité الذي بدا للكثيرين جوابًا يلائم ضمان الحريّة الدينيّة الكاملة، وخاصّةً بالنسبة لمجموعات الأقليّات. إنّه يقوم على فكرة اللامبالاة in-differenza، المعرَّفة كـ “حياد” مؤسّسات الدولة بالنسبة للظاهرة الدينيّة، ولهذا تبدو للوهلة الأولى ملائمة لبناء محيط مؤاتٍ لحريّة الجميع الدينيّة. إنّه تصوّرٌ أضحى الآن واسع النطاق في الثقافة الأوروبيّة القانونيّة والسياسيّة، تراكمت فيه مع ذلك، إذا ما أمعنّا النظر، مقولاتُ الحريّة الدينيّة وما يُسمّى بِـ “حياد” الدولة على نحو متزايد، حتّى اختلطت في النهاية. على أرض الواقع، ولأسباب مختلفة ذات طابع نظريّ وتاريخيّ معًا، انتهت الحال بالعلمانيّة على الطريقة الفرنسيّة لتصبح نموذجًا معاديًا للظاهرة الدينيّة. لماذا؟ بادئ ذي بدء، بدت فكرة “الحياد” إشكاليّة بشكلٍ كافٍ، خاصّةً لأنّها غير قابلة للتطبيق على المجتمع المدنيّ الواجب احترام أسبقيّته دائمًا من جانب الدولة. فاقتصرت هذه الأخيرة على التحكّم به من غير زعم إدارته.
فاحترام المجتمع المدنيّ ينطوي على الاعتراف بمُعطى موضوعيّ، إذ إنّ الانقسامات الأكثر عمقًا اليوم في المجتمعات المدنيّة الغربيّة، وخاصّةً الأوروبيّة، هي بين الثقافة العلمانيّة والظاهرة الدينيّة، وليس – كما نظنّ في كثير من الأحيان بشكلٍ خاطئ- بين مؤمني مختلف الأديان. بإنكار هذا المُعطى، أصبحت لاطائفيّة الدولة الصحيحة والضروريّة تستر، تحت فكرة “الحياد”، دعم الدولة لرؤيةٍ للعالم تستند إلى فكرة العلمنة دون الله. لكنّ هذه واحدةٌ فقط من بين الرؤى الثقافيّة المختلفة (الأخلاقيّة “الجوهريّة”) التي تسكن المجتمع التعدّدي. بهذه الطريقة تتبنّى ما يسمّى بالدولة “الحياديّة”، بعيدةً من كونها كذلك، ثقافة خاصّة، هي ثقافة العلمنة، حتّى تصبح هذه الأخيرة من خلال التشريع ثقافةً سائدة تأثّر سلبيًّا في نهاية المطاف تجاه الهوّيّات الأخرى، وخاصّةً الدينيّة منها، الموجودة في المجتمعات المدنيّة فتميل إلى تهميشها، إن لم يكن إلى إبعادها عن المجال العامّ. وحيث أنّها أخذت الدولة مقام المجتمع المدنيّ، تنزلق، وإن بشكلٍ غير متعمَّد، نحو ذلك الموقف المؤسِّس الذي كانت العلمانيّة تنوي رفضه، والذي كان يشغله سابقًا “الدينيّ”. فتحت مظهر حياد القوانين وموضوعيّتها، تحتجب وتنتشر – أقلّه من الناحية العمليّة – ثقافة تتميّز برؤيا علمانيّة شديدة للإنسان وللعالم، تخلو من الانفتاح على التسامي. في مجتمع تعدّدي هي في حدّ ذاتها مشروعة، ولكن فقط كواحدة من بين غيرها. ولكن إذا ما تبنّتها الدولة فإنّها تنتهي حتمًا بتقييد الحريّة الدينيّة.
كيف نتجنّب هذه الحالة الخطيرة؟ من خلال إعادة التفكير في مسألة لاطائفيّة الدولة في إطار فكر متجدِّد حول الحريّة الدينيّة. من الضروريّ ألاّ تفسّر الدولة، ومن دون أن تتبنّى رؤية محدّدة، لاطائفيّتَها كَـ “ابتعاد” وكتحييد مستحيل لرؤى العالم التي تعبِّر عن نفسها في المجتمع المدنيّ. على هذه الدولة أن تفتح مجالات يمكن فيها لكلّ فاعل شخصيّ واجتماعيّ أن يحمل مساهمته في بناء الخير العامّ[2].
يجدر مع ذلك التساؤل: هل تتمثّل الطريقة الفضلى لمواجهة هذا الوضع الدقيق في المطالبة بالحريّة الدينيّة لمختلف الجماعات، في طلب احترام “خصوصيّات” حساسيّتها الأخلاقيّة الأقلّويّة؟ من شأن هذا الطلب وحده، ولو كان واجبًا، أن يعزِّز في الساحة العامّة الفكرة القائلة إنّ الهويّة الدينيّة ليست سوى محتويات عفا عليها الزمن وأساطير وفولكلور. من الضروريّ للغاية أن ينخرط هذا المطلب العادل ضمن أفق اقتراحات أوسع، يحتوي على هيكليّة منظّمة من العناصر.
تبيِّن هذه الإشارات الجدّ سريعة إلى أيّ مدى لا تزال أهميّة الحريّة الدينيّة معقّدة، بل تدفعنا قبل كلّ شيء إلى الاعتراف كيف أنّ هذه القضيّة تمثِّل، اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، تأكيدًا قاطعًا حول مدى حضارة مجتمعاتنا التعدّديّة.
فإن لم تصبح الحريّة الدينيّة حريّة محقَّقة موضوعة على رأس سلّم الحقوق الأساسيّة، انهار كلّ السلّم. تبدو الحريّة الدينيّة اليوم كمؤشِّر على تحدٍّ أوسع من ذلك بكثير، هو تحدّي إعداد وممارسة، على المستوى المحلّي والعالميّ، لقواعد جديدة أنثروبولوجيّة واجتماعيّة وكونيّة للتعايش الخاصّ بالمجتمعات المدنيّة في هذه الألفيّة الثالثة. بالطبع لا يمكن لهذه العمليّة أن تعني العودة إلى الماضي، ولكن يجب أن تحدث في احترام لطبيعة المجتمع التعدّديّة. لذلك، وكما سبق وقلت في مناسبات أخرى، ينبغي أن تنطلق من الخير العمليّ المشترك في كوننا معًا. بالاستفادة من مبدأ التواصل، المُدرَك بشكلٍ صحيح، يجب على الأشخاص والجماعات الذين يسكنون المجتمع المدنيّ أن يرووا قصصهم وشهادتهم ويستمعوا إلى قصص وشهادات غيرهم، في توق إلى اعتراف متبادل ومنظّم من أجل خير الجميع.

[1]   United States Conference of Catholic Bishops, Our First, Most Cherished Liberty. A Statement on Religious Liberty, 12.04.2012.

[2]   راجع A. Scola, Buone ragioni per la vita in comune, Mondadori, Milano 2010, 16-17.
 
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
المجلس الرعويّ 2 بقلم الأب هاني باخوم

المجلس الرعويّ 2 بقلم الأب هاني باخوم

ما هو مكتب مجلس الرعية؟ مكتب مجلس الرعية هو كيان مستقل عن المجلس الرعوي. يتكون من: أمين المجلس، نائب أمين المجلس، أمين السر، أمين الصندوق، وثلاثة أعضاء آخرين،

–  تحت إشراف الأب الراعي.

ينتخب مجلس الرعية في اجتماعه الأول أعضاء مكتب مجلس الرعية. ومن هنا نفهم انه هناك فرق بين المجلس الرعوي و مكتب المجلس الرعوي. مدة عمل مكتب المجلس هي ثلاث سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

إذا تعذّر على احد أعضاء مكتب المجلس متابعه عمله بالمجلس أو بالمكتب، أو إذا سقطت عضويته، يتم تعيين عضو آخر بدلا منه، من نفس الفئة.

مجلس الرعيّة يصبح هو نفسه مكتب المجلس الرعوي في حالة عدم تجاوز عدد أعضائه عن سبعة.

         8- مهام مكتب مجلس الرعية

يهتم مكتب مجلس الرعية بالأعمال الآتية:

– تحضير وتنظيم مواعيد اجتماعات مجلس الرعيّة، وإعداد جداول أعمالها.

– التقرير بشأن إدراج المواضيع التي يقترحها أبناء الرعية في جدول الأعمال.

– يجتمع مكتب المجلس شهريا قبل اجتماع مجلس الرعيّة بفترة كافية، حتى يتمكن من الإعداد له.

– يعتني بالتطبيق العملي والرعوي لتوجيهات وإرشادات الأسقف الإيبارشي، ومتابعة تنفيذ الاقتراحات والقرارات والتوصيات الصادرة عن مجلس الرعيّة والمجلس الرعوي الإيبارشي.

–  يقوم بالإعداد والتحضير لدراسة القضايا الحيوية المرتبطة بمسيرة الرعية والإيبارشية والكنيسة الجامعة، ومناقشة المواضيع الكنسية المعاصرة التي تقترحها وثائق وإرشادات سلطة الكنيسة التعليمية، والأسقف الإيبارشي.

– تنظيم وترتيب الرياضات الـروحيّة والمؤتمرات الرعوية والتكوينية بالرعيّة، وإعداد برامجها وجداول أعمالها، وتحضير كل ما يلزم لها، ودعوة أبناء الرعية وتشجيعهم للمشاركة فيها.

         9- أمين مجلس الرعية

ينتخب مجلس الرعية أمينا له، يدير جلساته وأعماله ومناقشاته، كما يرأس أيضا جلسات ومناقشات مكتب مجلس الرعية، تحت إشراف الأب الراعي.

أمين مجلس الرعية، مع الأب الراعي، هو حلقة الوصل الدائمة بين المكتب والمجلس وبين الأسقف الإيبارشي. ويسهر على تحقيق وتشجيع روح المحبّة والوحدة بين جميع الأعضاء في المجلس والمكتب.

يقوم بالتوقيع مع أمين السرّ على محاضر جلسات وقرارات المجلس والمكتب.

هو المسئول الأوّل أمام الراعي وأعضاء المجلس والمكتب، عن متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس.

يشترك مع الأب الراعي في تمثيل الرعية لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة.

يعلن في قداس الأحد الأوّل من كلّ شهر، عن أخبار وتوصيات وقرارات مجلس الرعيّة. كما يبيّن للمؤمنين ميزانية الرعية عن الشهر السابق، موضحاً لهم الإيرادات والمصروفات.

         10- نائب أمين المجلس

يعاون أمين المجلس في مسئولياته، سواء على مستوى الأداء في أعمال المجلس والمكتب، أو على تعزيز المحبة الأخوية بين الأعضاء.

يسجّل ويتابع حضور وغياب الأعضاء في جلسات المجلس والمكتب، ويحتفظ بسجل الحضور والغياب واعتذارات الأعضاء الكتابية، ويعتني بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الأعضاء، لذلك يستفسر عن أحوال الغائبين، ويسأل عن ظروفهم وأسباب غيابهم.

يرأس اجتماعات المجلس والمكتب، في حـالة غياب أمين المجلس. وينوب عن أمين المجلس، وبتكليف منه، في تمثيل المجلس، مع الأب الراعي، لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة، إذا تعذّر للأمين أن يقوم بذلك بنفسه.

         11- أمين سر مجلس الرعية

ينتخبه مجلس الرعية، ويقوم بتدوين وقائع جميع الاجتماعات، وكل ما يدور فيها من مناقشات. ويوجّه الدعوة للأعضاء، إلى اجتماع المجلس، قبل الموعد بفترة كافية.

يتولّى سكرتاريّة اجتماعات المجلس والمكتب، ويقوم بكتابة محاضر الجلسات، ويعرضها في الاجتماع التالي للتصديق عليها. كما يقوم بإعداد سجلّ خاص بأسماء وعناوين وتليفونات أعضاء المجلس والمكتب. و يقوم بإعداد التقرير السنوي للمجلس والمكتب.

يتولّى مسئوليّة كتابة وتسجيل وحفظ المراسلات والمطبوعات الصادرة والواردة للمجلس والمكتب، كما يهتم بحفظ جميع السجلاّت والوثائق والمستندات الخاصة بالمجلس والمكتب، في المكان الأمين والمناسب.

بمساندة باقي الأعضاء، يهتم بجمع وتدوين معلومات كاملة عن أبناء الرعيّة، تتضمن بيانات مستوفاة عن كلّ أسرة: اسم الزوج، اسم الزوجة، أسماء الأبناء، تاريخ الميلاد، تاريخ العماد، تاريخ الزواج، العمل، العنوان، التليفون… الخ.

في العدد القادم نستكمل الموضوع.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإيمان في عالم اليوم (2)  إشكالية العقل والإيمان بقلم الأب فرنسوا عقل

الإيمان في عالم اليوم (2) إشكالية العقل والإيمان بقلم الأب فرنسوا عقل

الإيمان فعل شخصيّ وجماعيّ : الإيمان بادئ ذي بدء هو فعل شخصيّ إذ يجب أن "أؤمن" شخصيّا أوّلا، كجواب حرّ على مبادرة الله الذي يكشف ذاته، لكنّه ليس فعلا منعزلا.

   بل هو إيمان الكنيسة الذي يعترف به كلّ مؤمن على حدة. تلك الكنيسة المنسكبة من قلب الفادي المطعون بالحربة… إنّها الأمّ والمربّية لإيماننا. أعطتنا الإنجيل ومنحتنا المعموديّة وسائر الأسرار… وسوف تبقى لنا ضمانة عيش الشّركة في الإيمان[1] والشّاهدة لحقيقة ما تلقيّناه من مبادئ وقيم وتعاليم. فهي التي قد أكّدت لنا منذ ألف وستمائة سنة ونيّف، أنّ الأناجيل الأربعة التي في متناول أيدينا صحيحة بينما سائر الأناجيل منحولة وكاذبة، نظير إنجيل برنابا ويعقوب وغيره. فهل يعقل أن نؤمن بالأناجيل الحقيقيّة التي قرّرت الكنيسة نفسها صحّتها، ثمّ نرفض تعاليمها الأخرى؟ فإمّا أن نقبل منها كلّ شيء أو نرفض كلّ شيء. فالمسألة ليست انتقائيّة أو استنسابيّة! إن كانت الكنيسة حقّا جسد المسيح السّرّيّ وهو رأسها كما أكّد بولس، فمن واجب الوجوب إذاً أن يكون الرّاس المشار إليه هو من يدبّر شؤونها ومصيرها. وعليه، إنّ تعاليمها الإيمانيّة والأدبيّة منبثقة من رأسها القدّوس والمقدِّس، وهي تعاليم سماويّة مقدّسة.

وفي هذا السّياق تحدّث اللاهوتيّ الألمانيّ كارل رهنير، عن ما أسماه بِالإيمان الأخويّ، أي الشّهادة الجماعيّة لما نحياه بالإيمان والصّلاة[2]. كما لم تزل عبارة القدّيس قبريانوس المعروفة تدويّ في أذهان ذوي بعض الثّقافة المسيحيّة "من ليست الكنيسة أمّه لا يستطيع أن يكون الله آباه". فالإيمان إذا هو أيضا فعل جماعيّ.

II.            إشكاليّة العقل والإيمان

العقل والإيمان هبتا الله للإنسان. تصارعا في العصور المظلمة، وتصالحا في العصر الحديث. بيد أنّ ثمّة من يتشدّد بالأوّل ويلغي الثّاني ومن يتسلّح بالثّاني ويخنق الأوّل. أقرّ معظم الفلاسفة الذين تناولوا هذه الإشكاليّة بمحدوديّة العقل الذي يستطيع فقط تقبّل الأشياء المنطقيّة كحدّ أقصى، وعدم قدرته على فهم ما يتخطّى حدود العالم المحسوس والمنظور فهما كاملا ومطلقا. وقد أصاب أرسطو جوهر هذه الأفكار حين قال: "علامة العقل المتعلّم هو قدرته على تداول الفكرة بدون أن يتقّبلها". وهنا تبدأ مسيرة الإيمان بتقبّل ما لا يستطيع العقل قبوله أحيانا.

من أشهر الذين خاضوا غمار هذه المسألة في الكنيسة منذ البدايات هو القدّيس أغوسطينوس الفيلسوف واللاهوتيّ الكبير الذي استخلص مقولة "أؤمن لكي أفهم، وأفهم لكي أومن إيمانا أفضل"[3]، حتّى بزغ نجم القدّيس توما الأكوينيّ الشّهير بعد ردح من الزّمن ليؤكّد بدوره أنّ "الإيمان فعل عقل يعتنق الحقيقة الإلهيّة بأمر الإرادة التي يحرّكها الله بالنّعمة". و"اليقين الصّادر عن النّور الإلهيّ أعظم من اليقين الصّادر عن نور العقل الطّبيعيّ". ثمّ ركّز على أهميّة التّأمل في الحقائق الإيمانيّة: "إن أردنا أن نرى الأشياء كما هي، فيجب أن نصبح تأمّليّين، فالتّأمّل الحسّيّ هو انفتاح العقل الهادئ على ما يقابله"[4]. ممّا يلتقي مع ما أكّده بولس الرّسول: "إنّ نعمة الإيمان تفتح عيني القلب" (أف 1: 8).

أمّا في العصر الحديث –كي نختصر المسافات-، فقد تناول الطّوباويّ البابا يوحنّا بولس الثّاني هذه الإشكاليّة بعمق، في رسالته الحبريّة "الإيمان والعقل" “Fides et Ratio” عام 1998، مؤكّدا أنّ الإيمان والعقل هما بمثابة الجناحين اللذين يمكّنان العقل البشري من الارتقاء إلى تأمل الحقيقة.

وعليه، تقدّر الكنيسة العلم كوسيلة للاكتشافات والتطّوّر، وتعتبر أنّ الفلسفة "مهمّة" من أنبل مهامّ البشريّة، ومزيّة فطريّة من مزايا العقل. إلاّ أنّ هذه "المهمّة" قد تنحرف أحيانا إذا ما وقعت في فخّ «غطرسةٍ فلسفية» تدّعي وضع نظرتها الخاصّة موضع النّظرة الشّاملة للمسائل المطروحة، بالرّغم من محدوديّتها الفكريّة في موضوع المعرفة المطلقة. لكنّها تتوسَّم في الفلسفة وسيلة لا بدّ منها للتّعمق في فهم الإيمان، وتبليغ حقيقة الإنجيل للذين لم تصل إليهم بعد.

[1]  المرجع نفسه، 166-169.

[2] Cf. Karl Rahner, Vivre et croire…, p. 54.

[3]  (ت م م ك) ، 155، 158.

[4]  راجع، تيموثي رادكليف، (تعريب فراس ياقو يوحنّا)  ما الغاية من أن يكون المرء مسيحيّا، دار المشرق، بيروت، 2010، ص. 184.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقابلة مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي (2)

مقابلة مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة التي أجرتها راديو الفاتيكان مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته إلى روما لقبول التعيين الرسمي ككاردينال

  في الكنيسة الكاثوليكية يوم 24 نوفمبر 2012 .

* * *

لقد تمّ سابقًا طرح فكرة خلق دولة لبنان بعيدة عن الدين والطائفيّة. هل برأيك ستجدي تلك الفكرة نفعًا؟

كلّا، هذا أمرٌ مستحيل. إنّ لبنان يتميّز في فصل الدين عن الدولة. إنّ المشكلة لا تكمن في الأحزاب الممثّلة في الحكومة في التمثيل الطائفي للأديان حسب عددها: هذا ما نسمّيه "الميثاق اللبناني". نحن نعيش في عالم إسلامي لا يفصلُ الدين عن الدولة: بالنسبة لهم، الدّين هو كلّ شيء.

ولبنان في ظلّ هذا الجوّ المؤصّل في الدّين والتيوقراطيّة والإسلاميّة قد استطاعَ أن يقومَ بهذا الفصل. فقد استطاعَ المسلمون اللبنانيّون أن يتخلّوا عن نزعتهم التيوقراطيّة كما استطاعَ المسيحيّون أن يتخلّوا عن العلمانيّة بمعناها الغربي.

لذا فإنّ لبنان هو بلدٌ يفصل الدين عن الدولة ويُشارك الجميع في الحياة العامّة وفقًا للتمثيل الطائفي. وهذا أمرٌ لا بأس به إلّا أنّ المشكلة هي أنّ السياسة الإقليميّة سياسةٌ إسلاميّة تؤثّر علينا فينقسم اللبنانيّون.

نرى بالفعل نزاعات كبيرة في الشرق الأوسط…

صحيح فمثلًا نشهدُ الآن النزاع الكبير في الشرق الأوسط بين السنّة والشيعة: تسمعون أنّ هناك إصلاحات وديمقراطيّة وحروب…كلّا، إنّ المشكلة هي نزاع كبير بين السنّة والشيعة على نطاق إقليمي له تأثيرات دوليّة. وهذا هو النزاع الذي يشهده لبنان. وحاليًّا، في لبنان النزاع بين الشيعة والسُنّة هو نزاع سياسيّ.

هل لا يزال لبنان بلدًا نموذجًا للبلاد المجاورة؟

يمكنني القول إنّ لبنان في الشرق الأوسط، كما قال يوحنّا بولس الثاني هو مثالٌ لا للشرق فقط بل للغرب أيضًا. ففي الشرق حيث يسود الدّين كلّ شيء وينظّم كل شيء: لبنان ليسَ نظامًا دينيًّا بل يحترم الأديان. وبالنسبة إلى الشرق، قد يكون النظام علماني يفصل الدين عن الدولة من دون أن يغضّ النظر عن الله.

والمادّة التاسعة المعروفة من الدستور اللبناني والفريدة في الشرق والغرب تقول: " حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية."

وهذا يعني أنّ الدولة اللبنانيّة، فاصلةً الدّين عن الدولة بعلمانيّة، لا تتدخّل أبدًا في المستوى التشريعي بالمسائل الدينيّة أو أمور الزواج أو العلاقات الشخصيّة: فتترك الدّولة الأمر بيد المبادئ الطائفيّة.

هذا عليه أن يُسهّل الحياة الاجتماعيّة ويسمح بتشكيل فُسيفساء جميلة ما لم تتدخّل السياسة في الطوائف. ونحن نتمسّك بهذا النظام مهما صَعُب الأمر إذ أنّ الشرق الأوسط يتّجهُ اليوم إلى الراديكاليّة الإسلاميّة: وهذا ما يحصل في مصر وسوريا حاليًّا… فيتحدّثون عن الشريعة الإسلاميّة، يريدون أسلمة كلّ شيء: لماذا لا نستطيع العيش معًا محترمين بعضنا البعض؟

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
نظرة وراء كواليس صياغة “تعليم الكنيسة الكاثوليكية” (2)

نظرة وراء كواليس صياغة “تعليم الكنيسة الكاثوليكية” (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الكاردينال الأرجنتيني إستانيسلاو استيبان كارليك حول صياغة تعليم الكنيسة الكاثوليكية.

* * *

من بين كلّ التعليقات التي تلقّيتها، أيّ تعليق أثّر بك الأكثر؟

إنّ التعليق المهمّ الذي قبل بدون أيّ تردّد كان منح الصلاة مزيداً من الأهمية. ففي نصّ التشاور، تمّ عرض الصلاة على أن تكون خاتمة لتعليم الكنيسة الكاثوليكية مثلما كانت في تعليم ترينتو.

كنت تعيش في روما خلال فترة الصياغة؟

كلّا، كنت أعيش وأعمل في بارانا. لم نكن نملك الحاسوب آنذاك وأتذكّر أنني كتبت مرّة نصّاً تسع مرّات لتحسين تقديمه. كما وسافرت مرّة إلى بارانا في سانتياغو، شيلي، لإحضار نصوص الكاردينال ميدينا للّذين ينتمون إلى فريقنا الفرعي.

كيف كنت تعمل في روما؟

كنّا نلتقي في الفاتيكان. وقد كان الكاردينال راتزينغر يترأّس لجنتي الأساقفة وكان أيضاً مسؤولاً عند قداسة البابا.

إنّ زيارة البابا في نهاية كلّ لقاء كانت مؤثّرة وفي يوم من الأيام ذهبنا للقائه في كاستل غندلفو. على طول هذه اللقاءات كان يسيطر جوّ من الجدّيّة والمسؤولية والحرية. واعتاد الكاردينال راتزينغر تحضير تلخيص واضح ومفيد للأعمال القادمة بعد الاستماع بتمعّن إلى كلّ ما يقال.

في أيّة لغة تمّت الصياغة؟

اخترنا اللغة الفرنيسة للصياغة والتبادل واللقاءات ولكن لم نمنع استعمال اللغات الأخرى. لكن في النسخة التي نشرت، استعملت اللاتينية التي تمّ اختيارها كلغة رسمية كونها مناسبة للتعبير عن سرّ الكنيسة المسيحي على مثال عادة القديسين الكبرى للمجلس البابوي وعلماء اللاهوت.

إنّ الترجمة اللاتينية استمرّت حتى 5 سنوات وحتى ولو كان تعليم الكنيسة الكاثوليكية قد قدّم بالكامل ووافق عليه الأب الأقدس قبل الترجمة. وقد تمّ توزيعه لاحقاً بالفرنسية والإيطالية والإسبانية في ديسمبر 1992 في روما على ممثّلي الكنيسة جميعهم كعبارة عن مبادرة كاثوليكية جديدة وذلك خلال احتفال ترأسه البابا شخصياً.

خلال السينودس، تم الحديث عن تسونامي العلمانية وقارنّا المجمع الفاتيكاني الثاني ببوصلة للتوجه…

لقي المجمع آثاراً كبيرة على الرعوية وعلى قوانين الكنيسة في الشرق والغرب وعلى عمل الكهنة والكتب الليتورجية كما على النظام الرسولي. تمّ تلخيص هذه الآثار فيما بعد في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. وبدون أدنى شك، كما سبق وذكرنا، فقد كان تعليم الكنيسة الكاثوليكية نتيجة رسولية للمجمع الفاتيكاني الثاني.

هل من تفصيل معين حفر في قلبك؟

نعم، أتذكّر جيداً فرحة الكاردينال راتزينغر عند انتهائنا من الصياغة فكتابة تعليم الكنيسة الكالثوليكية كان امتحاناً لثقتنا في حبّ الله الذي كان الأوّل ليحبّنا.

* * *

نقلته إلى العربية ريتا قرقماز / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإرشاد الرسولي … ناقوس خطر أم خوذة خلاص (2)

الإرشاد الرسولي … ناقوس خطر أم خوذة خلاص (2)

تسليم الإرشاد الرسولي إلى رؤساء كنائس الشرق الأوسط مغامرة إيمانية، حوارية، وجودية، إنسانية، مسكونية، حقوقية… هذه كلها قادت البابا بندكتس السادس عشر إلى المنطقة،

ولم يبالِ قداسته بموجات التطرف ودعوات الإرهاب وقرارات التكفير رغم الزمن الصعب، وهذا ما جعل أن تكتسب زيارة قداسته إلى لبنان معنىً رعوياً بامتياز في زمن العولمة المُتعَبة والربيع المؤلم، عملاً وتكميلاً لما قاله يوماً البابا العبقري العظيم لاون الثالث عشر، وذلك في عظة الميلاد:"أيها المسيحي أعرف قيمتكَ وكرامتكَ"… إنها علامة تشجيع لمسيحيي لبنان وسائر المشرق، حيث أنظار العالم متجهة كلها إلى هذا الشرق المسيحي لأنه يدعوهم كي يعودوا ويكتشفوا مكانتهم الروحية ورسالتهم التاريخية ومسيرتهم الوطنية، ويقضوا بذلك على نزيف الهجرة في الشعور الأمين والأكيد عبر الانتصار على تجربة الشعور بالغربة في أوطانهم، مدركين جيداً مخطط إفراغهم من بلدانهم، والعمل على استسلامهم لأفكار هدّامة يروّجها الأناني والخصوم، وتتلخص كلها بأن أبناء الأعراب لا تتعايش ولا تحترم التعددية، ويستهينون بالمختلفين عن عقيدتهم، وإن كان ذلك اتّهام مرفوض.

         في هذا كله وضع البابا بندكتس السادس عشر اصبعه على الجرح الشرقي العميق، وأعلن أن المسيحيين يجب أن يكونوا حاضرين في هذا الشرق إذا هم أرادوا ذلك، وإذا أدركوا الدور الحقيقي الذي أراده منهم التاريخ وفرضته الجغرافية ورسمته الثقافة الوطنية… فالتفاعل مع قضايا المجتمع يبرر الصمود في الأرض والعكس صحيح، فالمسيحيون أبناء الشرق الأعزاء يهجرون بلدانهم عندما يشعرون أنهم أصبحوا غرباء عن قضاياهم، ولا دور لهم في صناعة مستقبلها، وربما إنهم من الدرجات الدنيئة ليس الثانية ولكن ربما الرابعة والخامسة، وكان البقاء والصدارة للقوي الذي يسيّر مَن يشاء حسب هواه.

         من هنا كان الإرشاد كتاباً مقدساً لأنه تعليم الكنيسة وآبائنا الأجلاء، وما هو إلا ملحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح، فيه رسم لخارطة المسيرة في طريق الحياة من أجل أن نكون رسل البشارة الصادقة والمُحبة… لذلك:

       الإرشاد الرسولي: يدعو الكاثوليك، بل من حقهم، أن يدركوا جيداً أنهم من السكان الأصليين ولهم حق المشاركة التامة في حياة الوطن، ويجب أن يكونوا مواطنين بدرجة امتياز لأنهم أصلاء وأصليين، لا أن يُعامَلوا كمواطنين من الدرجة الثانية بل أدنى… إنهم روّاد النهضة والثقافة في كل بلدان الشرق الأوسط، ولهم حق كرامتهم الإنسانية، ويحق لهم حرية الإيمان والدين والتعبير، وهذا ما جعلهم أن يكونوا مستقبلاً لأبناء الوطن الآخرين، وتقديم الخدمات عبر بناء المدارس والمستشفيات. ولأن الحرية الدينية _ يقول قداسة البابا بندكتس السادس عشر _ هي تاج كل الحريات، وحق مقدس غير قابل للتفاوض، وتشمل الصعيد الفردي والجماعي وحرية اختيار الديانة وأن يمارسها بكل أمانة، ويعبّر عن ذلك باحترام رموزه دون أن يعرّض حياته وحريته الشخصية للخطر.

         الإرشاد الرسولي: ناقوس خطر تجاه العولمة السالبة، فقد تحدثت وثيقة الإرشاد عن العولمة والعلمانية موضحةً أن في الشرق الأوسط واقعَيْن متضاربَيْن: أولهما العلمانية بأشكالها التي تصل أحياناً للتطرف والأصولية الضيقة والتي أساساتها مبنية على أصول دينية. والعلمانية الإيجابية تعمل على تحرير المعتقد من ثقل السياسة، وإغنائها بإسهامات لازمة وضرورية. وهذا ما يدعو إلى التأكيد على الاحترام المتبادل بين السياسة والدين، أي العلاقة بين ما هو روحي وما هو زمني، وتعني أيضاً العمل بالسياسة دون استغلال الدين.

         الإرشاد الرسولي: ينبّهنا إلى قلق رعاة الكنائس الكاثوليكية الشرق أوسطية والأرثوذكسية بسبب تناقص أعداد مؤمنيهم وخاصة في الأراضي المقدسة والشرق العربي. كما كانت الوثيقة كلاماً مسهباً في هذا الصدد قائلة:"يشعر المسيحيون بالشرق الأوسط بشيء من الإحباط وفقدان الأمل والمهانة بسبب الصراعات والتي تجعل من الهجرة ملاذاً آمناً وإنْ كانت عسلاً مُرّاً وخياراً مأسوياً. فهو من ناحية يقلّص عدد السكان ويساهم في نقص الفهم الثقافي في الشرق الأوسط، والذي كما هو معروف، أنه بدون المسيحيين لا يُعَدّ شرقاً أوسطاً، لأن المسيحيين يشاركون في صنع الهوية الخاصة بالمنطقة… وهذا ما جعل البابا يشجّع ويحثّ المؤمنين للبقاء في وطنهم وعدم بيع أملاكهم.

         الإرشاد الرسولي: رسالة لزرع الثقة حينما انعدمت بسبب الأحكام المسبقة والتي بدلاً من أن تلتقي من أجل الخير العام فقد تاهت في مجالات الحقد والكراهية وحب الأنانية وبناء الفواصل القاتلة والمدمِّرة بين شعوب المنطقة، وهدم الجسور الموحِّدة بين المختلفين… فالمسلمون يتقاسمون مع المسيحيين القناعة بأن الإكراه في الدين غير مقبول خاصة إذا تمّ بواسطة العنف والذي يُستخدم لتحقيق مآرب سياسية باسم الدين، وهذا ما يؤكد أنه أداة للتمييز والعنف، ومن المحتم أنه يؤدي إلى الموت.          وإن كان التسامح الديني في بعض البلدان يؤدي إلى نتيجة ملموسة، فهو يبقى محدوداً في نطاق تطبيقه، والعمل على الانتقال من التسامح الديني إلى الحرية الدينية والتي تقودنا إلى إعادة النظر في العلاقة مع الدين والله، وليست تعدياً على الحقائق المؤسِّسة للمعتقد.

         الإرشاد الرسولي: يدعونا إلى إقامة حوار مع جميع الديانات في الشرق الأوسط بعد الارتكاز على العلاقات الروحية والتاريخية والإيمانية التي تجمع المسيحيين مع اليهود والمسلمين، وما ذلك إلا دعوة كنيسة اليوم الكونية… وهذا الحوار يدعو إلى اكتشاف البعض للبعض الآخر لأنهم يؤمنون بإله واحد خالق جميع البشر. فمع اليهود ترتكز العلاقة على الإرث الروحي وذلك عبر الكتاب المقدس، والذي أجزاء كبيرة منه مشتركة، والعودة إليها يقرّبنا من بعضنا البعض، ويذكّرنا بأن المسيح يسوع عاش ومات يهودياً كما هي مريم العذراء. ففي الكتاب جذور المسيحيين، وهذا إرث تعتزّ به.

الإرشاد الرسولي: فيه حثّ البابا أن تكون الشبيبة في الكنيسة ومع الكنيسة، وخاطبهم مشدداً بقول الطوباوي يوحنا بولس الثاني:"لا تخافوا، افتحوا أبواب عقولكم وقلوبكم للمسيح"… التجذر في الأرض.نداء إلى شباب اليوم ليقيموا علاقات أمينة وصداقة حقيقية مع يسوع بقوة الصلاة والشهادة للإيمان اللتان تتيحان للقاء حقيقي مع الله ومع الآخرين في الكنيسة. لذلك على شباب اليوم _ يقول قداسة البابا بندكتس السادس عشر _ أن لا يخافوا أو يخجلوا من أن يشهدوا للصداقة مع يسوع في كل مكان، عبر المُثُل الإنسانية والروحية، كما يجب أن لا يخافوا أو يخجلوا من أن يكونوا مسيحيين. فمن خلال محبة المسيح وكنيسته _ يقول قداسته _ يستطيع الشباب أن يميّزوا بحكمة بين القيم المفيدة التي تبني الحياة، وبين الشرور التي تسمّم ببطء الحياة. ويعلّم قداسته الشباب أن الكنيسة تعتمد على إبداعهم والتزاماتهم من أجل خدمة المسيح والكنيسة والمجتمع.

الإرشاد الرسولي: إنه ينظر بأعين التقدير إلى الأخوة المسلمين، فهم يعبدون الله خصوصاً بواسطة الصلاة والزكاة والصيام، كما إنهم يقدّمون الإكرام ليسوع (عيسى الحي) كنبي. صحيح إن اللقاء بين الإسلام والمسيحية اتخذ غالباً شكل الجدل العقائدي والذي شكّل ذريعة لدى هذا الطرف أو ذاك ليبرر _ باسم الدين _ ممارسات التعصب والتمييز والتهميش وحتى الاضطهاد. وعلى الرغم من ذلك فالمسيحيون يتقاسمون مع المسلمين الحياة اليومية نفسها لأنهم جزء لا يتجزأ من الشرق الأوسط، ويتقاسمون عيش الحياة، ويعمل المسيحيون على تعزيز إيمانهم في ثقافة أوطانهم، مما نتج عن ذلك حياة تكافلية، فيها ساهم اليهود والمسيحيون والمسلمون في نشأة ثقافة غنية بالشرق الأوسط، وحوار دائم من أجل التفاهم والاحترام المتبادل. وفي هذا الصدد يشدد المجلس الحبري على أهمية الحوار لأنه الموضوع الأكيد للعيش المشترك وقبول الآخر ضمن وطن واحد ولغة نفسها وثقافة عينها.

الإرشاد الرسولي: يهدف إلى مساعدة كل مؤمن بالمسيح على أن يعيش حقيقةً ما جعلت منه المعمودية ابناً للنور. فالمعمودية اسمها سرّ الاستنارة، والإنسان ابن الله وليس ابن الشيطان. والمسيحي سراج وشمعة مضيئة في ظلمة العالم، ظلمة الكذب، ظلمة الحقد والكراهية والأنانية، ظلمة الأنا والكبرياء وخيانة الدعوة وأمانة الرسالة وعدم قبول الآخر. إنه يساعد حقيقةً على أن يكون سراج إيماننا مضيئاً دائماً، فقيمة وجودنا نحن شمعة من أجل تنقية الإيمان وأن يضمّ بهاء ونور المسيح، شركة اتحاد حقيقي بالله عبر المسيح. فإذا ما عطلت علاقتي مع الإنسان، أسأل ما هي علاقتي مع الله.

         الإرشاد الرسولي: أعطى دفعاً مسكونياً، وأقام علاقات مجددة في وحدة كاملة بين المسيحيين. وما حصل في دير الشرفة في اللقاء المسكوني في جوّ من الودّ الصريح وبراءة الحوار، ما هو إلا علامة بكل تنوعاتها، متحدة بعمق مع الحبر الأعظم، وتبين مدى صدق المحبة التي يكنّها قداسته لأبناء كنائس الشرق.

         الإرشاد الرسولي: دعوة الكنيسة إلى عيش الحب في المسيح يومياً، فتكون بذلك كنيسة بيتية، تربي على الإيمان والصلاة لأنها الخلية الحية والأولى للمجتمع على شاكلة عائلة الناصرة التي عاشت هي أيضاً محنة ضياع يسوع الطفل، وألم الاضطهاد والهجرة، ونشوة التعب اليومي. فالدعوة تكمن هنا في المساعدة على النمو في الحكمة والقامة والنعمة، وتحت نظر الله والبشر، وما ذلك إلا استسلام للمسيح عبر إرشاد الروح القدس.

         الإرشاد الرسولي: من المؤكد أن الإرشاد الرسولي يعلن أن المسيحيين يشاركون مع باقي المؤمنين في صنع الهوية الخاصة لبلدانهم، لأن الجميع مسؤولون عن بعضهم بعضاً أمام الله… صحيح هناك من أبناء الشرق الأوسط _ يقول الإرشاد _ يقررون ترك أرض أجدادهم وعائلتهم وجماعتهم المؤمنة بسبب الحاجة والتعب واليأس وغياب الاستقرار والأمل في بناء مستقبل أفضل، ولكن هناك ممتلئين بالرجاء يتمسكون بالبقاء في بلدهم وفي جماعتهم.

       خاتمـــــة

         نعم، لقد امتدح قداسة البابا بندكتس السادس عشر مسيحيي الشرق الأوسط اعتزازاً بإيمانهم بقوله:"لا تخفن، لأن الرب حقاً معكن حتى انتهاء العالم. لا تخفن، لأن الكنيسة الجامعة ترافقكن بقربها إنسانياً وروحياً"… وفي هذا أراد قداسته أن يكون الإرشاد الرسولي نقطة انطلاق وثبات في الإيمان، وشهادة في الحياة، وشجاعة في إعلان البشارة، وأن تواصل الكنائس الشرق أوسطية نشاطها الرسولي المعهود، مواصلة السير نحو الوحدة أولاً بين أبنائها وعاملة على ازدهارها ثانية. وفي نفس الرسالة تواصل تقدمها في سبيل التألق بين الكنائس والأديان المختلفة.

         فقداسته يضعنا اليوم أمام مسؤوليات الإيمان التي استلمناها من جرن العماد، ووسمت وجوهنا بميرون مقدس، لنكون جنوداً أوفياء لهذه الرسالة ثم نتعامل مع فقرات الإرشاد من أجل كنائسنا، من أجل تثبيت وتقوية هويتنا المسيحية، فنرى الرؤيا الواضحة عن معنى حضورنا ووجودنا وتقاسمنا للحياة.          فالإرشاد الرسولي حلول لا يكتمل نصابها ولا تعطي ثماراً إلا إذا عشناها، ليس فقط في داخلنا، ولكن أن نكتشف مع الآخرين الطريق الموصلة إلى عمق الحقيقة في معرفة سرّ المسيح من أجل غور سر الإنسان ووجوده ومساهمته في مسيرة الحياة بروح المحبة والحقيقة، ودعوة المؤمنين إلى أن يدركوا ويفهموا بأن الحس الإيماني لوجودهم هو رسالة سامية في مخطط الله… إنها رسالة البشارة والخلاص والمحبة.

         نعم، لنمشِ على دروب الشهادة التي سلكها المسيحيون في بلادنا الشرقية، وفي ذلك يشجعنا قداسته وجماعاتنا المسيحية كي نظلّ متجذرين في أرض أجدادنا في شراكة القلب والنفس مع جميع المؤمنين المعمَّذين، ليس فقط أمانةً وحفاظاً على الوجود والهوية والتراث، بل أيضاً كي نتابع باختيارنا حياة الشهادة والاستشهاد. وقد تميز بها عبر قرون عديدة حضور المسيحيين في الشرق… وما أجمله من كلام… بل طوبى لِمَن يدرك معناه.

         فغياب الصوت المسيحي ووجوده سبب في افتقار المجتمعات وخسارة للتعددية التي تميزت بها بلدان الشرق الأوسط… نعم، لنفتح أبواب قلوبنا وكنائسنا، فالأقفال ومفاتيحها في أيادينا جميعاً، ولنفتح الأبواب ليس فقط على مصراعيها بل بروح الشركة والشهادة والتواضع… فالإرشاد أعاد التصويب لبوصلة الحياة، وحسم الجدل القائم ومفاده بل سؤاله: أين سنكون اليوم وغداً؟… فالكنيسة هل هي كنيسة المؤمنين أم كنيسة المصلّين؟… إنها مبنية على صخرة البشارة عمرها ألفين عاماً… لذا لا يحق حتى للقيّمين على الشأن المسيحي في الشرق أن يتنازلوا عن هذا المجد الذي أُعطي لهم لأنه أرث الكنيسة جمعاء… فمجد الرسالة المسيحية أُعطي لأبناء هذا الشرق ولنرى الأيام ، أنها أفضل مستشار.

         أرجو ختاماً أن لا يكون الإرشاد لغة المثقفين وشريحة كبار الزمن ورؤساء الدوائر وكبار المسيرة… فاليوم شعبنا بسيط وبريء وجريح الحياة، ولا يحتاج إلا أن يتفاعل بقدر ما وهبه الله من النعم لكي لا يكون شعباً مسيَّراً بل مُحباً، شاهداً وشهيداً لحقيقة البشارة والحياة والإيمان… وهذا هو الرجاء في الإيمان بقوة الروح القدس (أفسس 6: 17).

         فلنأخذ خوذة الخلاص (أفسس 13:15).وسيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 17:6) من أجل الإعلان جهاراً بسرّ الإنجيل الذي لأجله نحن سفراء (أفسس 19:6) بدلاً من سماع دقات ناقوس الخطر بل الفشل في الإيمان للصمود في الرجاء والعيش بالمحبة… وهذه هي البشارة الجديدة، حملها المسيح ولا زال يحملها ونحملها اليوم معه ، نحن بدورنا… فالإرشاد ملحق لإنجيل ربنا يسوع… إنه سفر أعمال آخر… ولا نخجل بشهادة ربنا (2تيمو 8:1)… نعم، وآمين.

 المونسنيور بيوس قاشا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
اليوم العالمي للشباب المقبل سيعود بنتائج مثمرة للكنيسة بأكلمها (2)

اليوم العالمي للشباب المقبل سيعود بنتائج مثمرة للكنيسة بأكلمها (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع عميد جامعة اللاتران الحبرية، المونسينيور أنريكو ديل كوفولو.
إذاً قمت بزيارة معاهد كثيرة متعلّقة بجامعة اللاتران. إلى أي مدى يكون بعد الجامعة الدولي مهم؟

إنّ قول متى 28، 19 "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" يتوافق مع مهمّة الجامعة البابوية. أي في المهمّة التعليمية ألا وهي التعليم وإجراء الأبحاث العلمية. إلّا أنّ هذه المهمّة في السياق الاجتماعي والثقافي اليوم، لا يمكن أن تتحقق إذا لم تكن عبارة عن "شبكة": أي في روح التعاون الشديد والمبادلة، وتكون ممكنة مع معاهد تدريس أخرى على الصعيد الدولي. في الحقيقة، هذه الشبكة التعليمية لا تكفي أيضاً. إذ يجب التوسّع وفتح آفاق جديدة مع "وكالات التعليم" الناشطة في البلاد. 

أخبرنا عن الشعب البرازيلي الذي يبدو دائماً فرحاً ومرحّباً…

أجل، هذا صحيح، هم فرحون ومرحّبون. ولكن هذا مجرّد وجه من الواقع. فالخطر يكمن في رؤية المشاعر العابرة تسيطر على القناعات المرسّخة. اليوم، لم يعد يتعلّق الأمر ببعض الأشكال الأساسية لـ"لاهوت التحرير". إنّما يتعلّق بالطوائف الدينية والتي يلعب معظمها على المشاعر الفورية. في وجه هذين الجانبين، ارتأيت أنّه من الضروري التشديد على "لاهوت يشهد" ولاهوت "يصلّي ويشهد على فعل الإيمان".

في المقابل، لا يمكن أن يوجد إيمان نؤمن به بدون المؤمنين، أي بدون شهادة المؤمن الشخصية. من هنا كلمات شهادة المسيح، والتي اخترتها خصيصاً كشعار أسقفي وهي: "وستكونون لي شهوداً حتى أقاصي الأرض".

العام المقبل، ستستضيف البرازيل اليوم العالمي للشباب. ماذا تفعل الكنيسة البرازيليّة لتتحضّر من أجل هذا الحدث؟

تقوم الكنيسة البرازيليّة بنشاط ملحوظ. لقد دهشت عندما زرت مطران ريو، حيث رحّب بي في المكان الذي سيصبح مكان الإقامة البابوية بعد الانتهاء من أعمال الترميم.

إنّ الأعمال كثيفة وأنا واثق من أنّها ستكون مثمرة ليس على صعيد أمريكا اللاتينية فحسب إنّما على صعيد الكنائس في جميع أنحاء العالم وذلك بفضل العهد الذي قطعه المسيح : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالم".

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
هيلدغارد، صورة امرأة معاصرة (2) مقابلة مع الأب دومولان

هيلدغارد، صورة امرأة معاصرة (2) مقابلة مع الأب دومولان

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الأب بيار دومولان حول معلمة الكنيسة الجديدة، القديسة هيلدغارد دي بينغن. من الممكن مراجعة القسم الأول من المقالة في نشرة أمس الاثنين 15 أكتوبر 2012.

* * *

ما الذي يجعل من القديسة  هيلدغارد دي بنغن مصدر إلهام لكلّ امرأة؟

تمنح هيلدغارد النساء من مختلف العصور دلالة مزدوجة عن الحياة، أوّلاً التواضع، الذي نحتاجه جميعاً، فقد قبلت بأن يكون دورها مكملاً لدور الرجل بدون التفتيش عن التنافس معه، وهي تدعو النساء إلى إدراك مهمّتهنّ وهي تتصرّف "بأنوثة" على الدوام. في رسائلها، تكشف عن نعمة توعية الرجال وكشف النواقص فيهم وتحفيزهم ومجاراتهم في قراراتهم وبعبارة أخرى "تلدهم" في مهمّتهم. وهي تشدّد أنّ على المرأة أن تدفع الرجل ليكون رجلاً!

هل نجد اليوم شخصاً يحذو حذو هذه القديسة؟

هيلدغارد معاصرة لأنّها تدعونا إلى اهتمام حقيقي بالعالم الذي نعيش فيه وإلى وعي فيما يخصّ كرامتنا والمهمّة المناطة بنا في هذا العالم. وهو إذاً إدراك بالاهتمام بالبيئة وتدخّل في الحياة السياسية الحالية وإدراك لواجباتنا في الكنيسة… أعتبرها مثالاً للمسيحي الذي ينخرط في النشاط السياسي! هيلدغارد في عصرها تعمل في المجتمع ومن أجله وهي في الوقت نفسه، ولضرورة الأمر، راهبة بينيدكتية تدعونا إلى تحقيق توازن في الحياة وعدم الفصل بين الجانب المادي والنفسي والروحي بل جمعهم في احترام الشخص ككلّ واحترام أنفسنا أولاً. هي راهبة وامرأة صمت وصلاة ولاهوت وإيمان مسيحي وعمل الخير الذي لا يعتبر عملاً شاقاً. وهي باختصار امرأة للكنيسة، تحبّ المسيح والكنيسة وهي لا تستسلم إذ تتوّج دائماً بالصراحة والسلام والحياة الروحية.

ما الذي يجعل الرسالة الروحية مهمّة اليوم ولماذا أعلنها البابا "ملفان"؟

سأعطي أربعة أسباب رئيسية من ضمن الأسباب المتعددة:

– طبيعة الإنسان (الأنثرولولوجيا المسيحية): بالنسبة لهيلدغارد كما بالنسبة للاهوتيين في عصرها، فالإنسان هو جسد ونفس وروح وهو بالتالي وحدة لا تتجزّأ. هذه النظرة الدقيقة معاصرة وتترتب عليها آثار في الطب وأخلاقيات علم الأحياء وعلم النفس… فإنّ الرعاية المخصصة للجنين أو للإنسان في نهاية حياته والمعالجة الجينية وغيرها لا يمكن فصلها عن فكرة الأنثروبولوجيا ففي الحديث بين الأشخاص لا نعني الشيء نفسه عندما نتحدّث عن "الإنسان"! ولكن نجد أيضاً مهمّة الإنسان في العالم. عند هيلدغارد، الإنسان ليس تائهاً على كرة صغيرة تدور بأقصى سرعة حول نجمة صغيرة على حافة مجرّة بين ملايين المجرّات! إنّه عظيم ويملأ العالم فهو الوحيد المدرك! بمقدوره وحده تغيير مسار العالم! هيلدغارد تعترف للإنسان بكرامته.

– المعرفة العامة: كلّ ما يخصّ البشر يهمّها فاهتمامها لا يتمركز فقط داخل جدران الدير وهي ليست منغمسة في كتاب الصلاة. تحبّ كلّ ما يسمح للإنسان بعيش حياة أفضل وبالتقدم نحو الهدف الذي خلق من أجله. ترى الله في كلّ شيء وبالتالي تهتمّ بكلّ شيء! معرفتها موسوعية أو حتى أهم من ذلك، معرفتها "أكاديمية".

– علم البيئة: تنبثق مسؤولية عن هذه النظرة إلى الإنسان وإلى الكون، ففي عملها نجد تناغماً بين الكرامة والمسؤولية. هيلدغارد تنبّه الإنسان من الظلم في حياة منحرفة تسخر من وصايا الله ومن حبّ القريب وهذا ما يدمّر الأرض والكون بأكمله. فإنّ جذور الشر التي تجتاح العالم موجودة في قلب الإنسان ومصير العالم يمرّ في تحوّل عميق ليس فقط على صعيد التصرّفات إنّما على صعيد القلوب أيضاً. في أوقات كثيرة عندما تتكلّم عن شرّ الإنسان المتفشّي في العالم، يبدو الأمر وكأنّها تصف عصرنا وتتحدث عن عواقب وخيمة سبق وواجهناها.

– أهمية المرأة. هيلدغارد ليست بنسوية ولا مطالبة بالمساواة… إنّها امرأة مؤنّثة! وكلّ عملها يتغنّى بمجد المرأة وليس فقط بمساواتها مع الرجل: فبالتواضع تتمركز في قلب المجتمع، هي لا تطالب بمركزها إنّما تحتلّه. إذا تنبّهنا إلى رسائلها المتعددة، نجد أنّها تتوجّه إلى الرجال وتعرف كيف تكلّمهم كامرأة حقيقية. لذلك يستمعون بدون نصائح: فهي لا تسعى إلى منافستهم ولكن إلى تكملتهم. إنّها تفرض على العالم وعلى سكّانه نظرة مختلفة يحتاجها الرجال. وهذا أيضاً هو مجد الله.

حاورته آن كوريان / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
التبشير الجديد هو إعلان الإنجيل في ظروف جديدة (2)

التبشير الجديد هو إعلان الإنجيل في ظروف جديدة (2)

ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الكاردينال أندري فانتروا، رئيس أساقفة باريس :
يبدو ان الإيمان ينخفض في أوروبا. كيف ترى المستقبل، وبالأخص في فرنسا؟

لست متأكّدًا من أن هناك فقدان للإيمان في فرنسا. أنا متأكد أن هناك ضياع وتدهور لعدد من أشكال التعبير عن الإيمان، أي أننا نشاهد منذ حوالي قرن، انهيار نظام تكامل الممارسات المسيحيّة في المجتمع. يتغيّر المجتمع، العادات تتطوّر، وهذه مشكلة قد تؤدي إلى اختفاء الممارسات المسيحيّة. ولكن هذا لا يعني بأن الإيمان في انخفاض، يعني فقط أنه يقلّ عدد المشاركين. عندما قال البابا في الكتاب-المقابلة بأننا نتحرّك باتجاه مسيحيّة اجتماعيّة، لا يعني ان المسيحيّة تتجه نحو الإختفاء، بل أنها تدخل في مرحلة مختلفة.

مرحلة جديدة حيث أن مسألة الدافع الشخصي، وخبرة الحريّة الشخصيّة في مسيرة الإيمان، وإمكانيّة فهم محتوى الإيمان بشكل أفضل، تأخذ معنى أعمق. هذا لا يعني ان الإيمان قد اختفى. إذا كان لدينا مستقبل في الإيمان والتعبير عن الإيمان في مجتمعنا، يعتمد هذا كثيرا على قدرتنا بالدخول في حوار مع مختلف الفلسفات في الحياة، ومع مختلف طرق العيش، محاولين إظهار التزامنا مع المسيح.

تحاولون جمع الأساقفة الأوروبيين للدفاع عن الزواج، وعن دور العائلة الطبيعيّة بالتربية والدفاع عن الحياة؟

نعم. طبعاً. نحتاج جميعنا إلى دعم الآخرين، لأننا نعلم جيداً بأننا في وسط نظام ثقافيّ، تسيطر عليه مجموعات ماليّة ذات ايديولوجيّة معاكسة لهذه القيم.

هل يمكن لسنة الإيمان مساعدة فرنسا في هذا الجهد الإنجيليّ لإيجاد القيم المشتركة؟

نعم، إن سنة الإيمان التي اقترحها البابا هي دعوة شخصيّة لكل مسيحي ولكل مجتمع لأخذ الأصالة والوعي من فعل الإيمان، في مهنته وشهادته.

التبشير الجديد والعمل في الكنيسة المحلية: ما هو دور الرعايا والحركات؟

يعتمد كثيرا على الوضع، لا وجود لقواعد عامة. ان التبشير الجديد سوف يقيس قدرة المسيحيين للوصول وللتواصل مع الذين لا يشاركون بحياة الكنيسة ولا يملكون أيّة علاقة مع الكنيسة.

ولذلك، قد يحصل تطور جغرافيّ، إني أفكر في باريس وشوارعها. لا بد للتبشير الجديد التصرف عبر حركات ومؤسسات، لأنهم عبارة عن شبكة اجتماعيّة، تهدف إلى التوسع الجغرافي الكبير.

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
اليوبيل الذهبي للمجمع الفاتيكاني الثاني (2) بقلم الأب منويل بدر

اليوبيل الذهبي للمجمع الفاتيكاني الثاني (2) بقلم الأب منويل بدر

وبعد 3 سنوات تحضيريّة مكثّفة بين الفاتيكان وجميع أساقفة العالم المعنيّين، نتج عنها 62 ملفّا أرسلت إلى سكرتارية المجمع، تحتوي على رغبات المدعوّين للتّباحث فيها.

وفي آخر المطاف صدر عن كلّ الجدالات 16 وثيقة رسميّة تعتبر قرارات المجمع النّهائية والمرجعيّة للتّاريخ.

انعقد المجمع الفاتيكاني الثّاني في الفاتيكان يوم الحادي عشر من أكتوبر عام 1962. وهذا يعني أنّنا قريبا ما سنحتفل بمرور 50 سنة على هذا الحدث التّاريخي. لذا نودّ أن نلقي نظرة على أهم إنجازات هذا المجمع، الّذي حدّد له البابا في خطاب الإفتتاح: مهمّتين رئيسيّتين فإلى جانب تجديد الكنيسة داخليّا أسماه Aggiornamento (وهو لا يعني تأسيس كنيسة جديدة وإنّما إدخال الجديد المناسب على القديم فيها) بإبراز دورها الرّاعوي، أي أن الكنيسة، نظرا لرسالتها يجب أن تتجدّد داخليا على ضؤ الإنجيل. نعم الكنيسة بحاجة إلى تجديد داخلي. هذا التجديد يشمل إبراز دورها أمام تحدّيات العصر الملحّة والكثيرة وذلك بانفتاحها أكثر للحديث مع العالم. أمّا المهمّة الثّانية فهي محاولة التقرّب إلى الكنائس والّدّيانات المختلفة بفتح باب الحوار المسدود من مئات السّنين، ليس فقط معها، بل وأيضا مع العالم المؤمن وغير المؤمن. فهي منذ القرن السّادس عشر كانت تظهركلّ سلطتها بقوانين الحرمان لكلّ رأي أو وجهة نظر مخالفة لرأيها، وفي القرن الثامن والتّاسع عشر بقانون حرمان الوثنيّة والعلمنة. هكذا حمت نفسها خلف جدران منيعة، لم تسمح لأيّ تيّار آخر أن يخترقها أو يتعدّى على صلاحيّاتها، الّتي هي أعطتها لنفسها، فأصبح كلّ شيء فيها موحّدا مبنيّا على قوانين وأوامر لاتقبل الجدل، تظهر للعالم أنّها حقّا "الجمعيّة الكماليّة Società perfetta" الّتي لا ينقصها شيء، تلجأ إلى سلطة الحرمان لكلّ نظام غير ملائم لنظامها. وقد أصبح هذا الموقف المتعصّب مشكلة للكنيسة بالذّات في القرن العشرين. إذ من غير إرادتها، وجدت نفسها في عالم علماني، أصبحت حرّية التقرير والدّيمقراطيّة فيه من أولويّاته، لا يحتمل ولا يقبل باحتقان وحدانيّة السّلطة، في عالم راحت التكنولوجيا والعلوم فيه تتوحّد وتتعاضد وتنفي دور الدّين من وسطها. أضف إلى ذلك شقّ الإختلاط والإباحيّة طريقا واسعا في الحياة اليوميّة وأصبح رفضهما من الكنيسة أو وضع حدّ لهما مستحيلا. فأصبح ما علّمت الكنيسة من الأخلاق وأجبرت النّاس على ممارسته مرفوضا جملة وتفصيلا. كذلك نظرة العالم في الكنيسة ومقوّماتها كسلطة وحيدة منافسه له، اختلفت وأصبح قبولها وفهمها كسلطة واسعة النّطاق غير وارد، ممّا عنى انحلال عالم الكنيسة الوحداني بسرعة غير متوقّعة. هذه الأنظمة الجديدة راحت تنتظر جوابا أو حلاّ أو موقفا آخر من الكنيسة غير ما عوّدت النّاس عليه من عشرات السّنين "إذ لا أحد يضع خمرا جديدا في آونة قديمة" (متى 17:9). البابا يوحنا كان قد أدرك هذه المواقف ولذا كان الحديث عن أهمّيّة وضرورة انفتاح وعلاقة الكنيسة مع عالم اليوم من أوّل وثائق المجمع، الّتي صدرت عنه.

هذه كانت حالة الكنيسة في القرن العشرين، لا ترضي ولا تعزّي. كان تجديدها إذن ضرورة حتميّة. وقد حان الوقت لبداية جلسات المجمع والخروج بقرارات عمليّة مرضية ومناسبة، تختلف عن قرارات المجمع الفاتيكاني الأوّل الّتي كانت لاهوتيّة محضة، مثلا التشديد على مفهوم عصمة البابا من الخطأ حينما يتطرّق، كراعي الكنيسة العامّة وبإلهام الرّوح القدس، لإدانة تعليم مخالف للإيمان (مثلا الشّيوعيّة) والأخلاق (مثلا قتل الجنين والمسنّين). أما هدف المجمع الجديد فسيكون مختلفا عن سابقيه في نقطة مهمّة: إنّه لا يريد أن يعلن عقائد إيمانيّة جديدة ملزمة. هو سيكون راعويا محضا أي سيحمل توصيات وقرارات عمليّة. كما سيحاول إلغاء قوانين ما عادت ذات صلاحيّة أو فعاليّة مجدية لأحوال العالم اليوم(مثلا تخفيف قانون الصوم الإحباري وإبداله بتضحية أو تقدمة ماليّة).

ولمّا آن افتتاح المجمع، تحوّلت كنيسة القدّيس بطرس في روما، وهي أكبر كنيسة في العالم الكاثوليكي حتّى اليوم، أوّلا بأوّل، إلى قاعة عمل للمجمع، حيث انتشرت طاولات الجلوس فيها مزيّنة بالمايكروفونات والسّماعات على كل مقعد، كما في البرلمان، كما وركّزت الكاميرات في كل زاوية لنقل وقائع الجلسات، هذا إلى جانب أجهزة الكمبيوترات، الّتي ما كانت متقدّمة مثل اليوم، لكنّها كانت تسهّل نسبة عمليات الإحصاء والإستفتاء.

عندما تنادي الكنيسة لعقد مجمع مسكوني فهذا يعني تمثيل واشتراك كليّ لمسؤوليّي قارّات العالم، بالفعل والقول والعمل، على جميع أجناسهم وألوانهم ولغاتهم – يوم الإفتتاح 11. .10 1962 كانت الكنيسة، ولأوّل مرّة في تاريخها، ممثّلة بأكبر عدد يشترك في مجمع كنسيّ سابق، حيث قدم ما يوازي ال 3400 أسقفا وكردينالا، منهم 2498 كمشاركين فعليا ولهم حقّ التصويت في قبول أو رفض كل قرار يصدر (من هؤلاء المشتركين فعليا كان بطريرك اللآتينيّة الأورشليميّة المتوفّى البرتو غوري وسكرتيره الأب بطرس ميدبيال). هذا وكان لكل مطران مرافق كسكرتير أو مستشار خاص. وأما الباقون من مئات المدعوّين والمراقبين لسير أعمال المجمع عن كثب، فكانوا من باقي الفئات المدعوّة، رجال دين وعلمانيّون على اختلاف طبقاتهم، للمشاركة الغير فعليّة. هذا ولآوّل مرّة كان للإعلام والصحافة، المحلّية والعالميّة، حضور لم يسبق له مثيل في نشر تقارير وأخبار المجمع، الّتي راحت تحتلّ صدارة الجرائد والصّحف اليوميّة.

يوحنا الثالث والعشرون كان قد أعلن أن المجمع سيكون مجمع حوار مع الدّيانات والثّقافات الأخرى، فلا هو مجمع محلّي ولا هو مجمع وطني وإنّما مسكوني (Universal) أي لجميع بقاع الدّنيا. وفي البداية افتكر الكثيرون أنّه سيكون دعوة عمل عامّة واحدة لا ثاني لها لمدة محدّدة من الوقت، يتباحث فيها جميع المشتركين المسؤولين عن الدّيانات لتشجيع الوحدة المسيحيّة فيما بينها. لكن هذا كان تفكيرا خاطئا، إذ دام انعقاد المجمع ثلاث سنوات كاملة ، قسّمت على 4 جلسات طويلة كانت تبدأ دائما في الخريف وتدوم حتى عيد الفصح حيث يرجع الأساقفة إلى كنائسهم وأبرشيّاتهم لإنهاء الأشغال المتبقّية عليهم هناك ثم يعودون إلى روما لمتابعة الجلسات ومناقشة المواضيع المتعلّقة بحياة الكنيسة ودورها في العالم اليوم.

عن أبونا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
زيارة البابا للبنان: وجهة نظر أرثوذكسية وسورية (2)

زيارة البابا للبنان: وجهة نظر أرثوذكسية وسورية (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع سيادة المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم، متروبوليت حلب لطائفة الروم الأرثوذكس. من الممكن مراجعة القسم الأول على هذا الرابط.

* * *

لم تكن زيارة البابا زيارة رسوليّة للبنان وحسب، بل كانت تهدف إلى حمل رسالة إلى الشرق بأسره. هل حملت شيئاً إلى سورية ؟

المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم: بكلّ تأكيد زيارة البابا الأخيرة لم تكن للبنان فحسب، لأنّ سينودس الأساقفة كان للشرق الأوسط، ولم يكن للبنان الذي خصَّصه الطوباوي يوحنّا بولس الثاني بسينودس آخر إلتأم في 26/11/1995 في روما، ومازالت كلمات الإرشاد الرسولي الذي وجّهه قداسته إلى اللبنانيّين تتفاعل بحياتهم من خلال عبارة : رجاء جديد للبنان، وكانت كنائس الشرق الأوسط بصورةٍ خاصّة تنتظر الإرشاد الرّسولي لسينودس الأساقفة الذي عُقِدَ للشرق الأوسط في تشرين الأول/2010، وعندما أقول كنائس، أقصد كلّ الكنائس، أي ليس الكاثوليكيّة فحسب، وذلك لأنّ المشاركة كانت فعليّة وأثّرت مساهمات الكنائس الأرثوذكسية والإنجيليّة في السينودس.

هل حملت هذه الزيارة الرسوليّة شيئاً إلى سورية ؟ أقول نعم ! إنّ السوريّين كانوا مرتاحين لمداخلات قداسته، ومثل غيرهم في بلدان الشرق الأوسط كانوا ينتظرون التوقيع على الإرشاد الرّسولي، خاصّةً وأنّ رسالة قداسته كانت حول : الكنيسة في الشرق الأوسط؛ شركة وشهادة، واقتراحي إلى الكنائس في سورية، أن تعود مرّةً أخرى إلى إيجاد آليّة تنفيذ لبنود الإرشاد الرسولي الخاص بالكنيسة في الشرق الأوسط.

ما كانت ردّات فعل المسلمين في سورية على انفتاح البابا على الدّين الإسلامي، ودعوته إلى التعايش واحترام الآخر ؟

المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم: بشكل عام ارتاح الأخوة المسلمون في سورية، أولاً : لأنّ البابا تمكّن، رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وموضوع السّن إذ تجاوز عمره الـ /85/ سنة، أن يحقق هذه الزيارة التاريخية، لأنّ رحلةً من هذا النوع قد تُتعب البابا شخصياً، ولكنّه حقّق حلم كنائس الشرق الأوسط في المجيء إلى لبنان، لهذا ارتاح المسلمون لأنّ البابا زار لبنان، وأصبح قريباً منهم على بعد عشرات الكيلومترات، وخاطبهم كما خاطب كلّ بلدان الشرق الأوسط. ولاقت زيارته ردود فعل إيجابيّة عند الأخوة المسلمين خاصّةً عندما أعلن بأنّ السلاح هو الوقود للحرب ويجب أن يُمنع، وهذا الأمر يهم كلّ السوريّين مسيحيين ومسلمين لأنّهم يتطلّعون إلى اليوم الذي فيه تنتشر رايات السّلام والمحبّة والأخوة والتصافي والتلاقي بين كلّ المواطنين. ومداخلة البابا بشأن الأوضاع في سورية كانت بمثابة صرخة قوية وجهها إلى كلّ العالم، لتتوقّف الأطراف المتناحرة عن تدمير هذا الوطن الغالي. وأمر آخر مهم هو الدعوة إلى الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات، وهذا من المبادئ الأساسيّة للعيش معاً تحت سقف المواطنة، وقد أعلن بعض الأخوة المسلمين عن ارتياحهم للمداخلات التي أُلقيت في مناسباتٍ شتّى.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
رجل رجاء أحبّ مضطهديه وساجنيه (2)  مقابلة مع المسؤول عن قضيّة تطويب الكاردينال فان توان

رجل رجاء أحبّ مضطهديه وساجنيه (2) مقابلة مع المسؤول عن قضيّة تطويب الكاردينال فان توان

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة حول قضية تطويب الكاردينال الفيتنامي فان توان.

* * *

بعد انتقاله إلى روما، ما هي المساهمة الرئيسيّة للكاردينال فان توان للكنيسة الجامعة، مثلا بصفته رئيس إحدى مكاتب الفاتيكان؟

 والدري هيلغمان: في الحقيقة يبدو أن الله أراد منذ البدء تحضير الكاردينال فان توان على الدور في الكوريا الرومانيّة وعلى خدمة البابا والكنيسة الجامعة. لأنه ركّز عمله كأسقف شاب على دور العلمانيين في أبرشيته وعلى اندماجهم في المجتمع الفيتناميّ. وتكفي معرفة أنه خلال سنوات قليلة استطاع مضاعفة عدد الدعوات، دون الأمل بالحصول على كهنة: صنعت ذلك مركزاً على عمل العلمانيين في خدمة الكنيسة، والذين من الممكن أن يلبوا نداء المسيح.

عمل أيضاً في  المجلس الحبري للعلمانيين…

والدري هيلغمان:  لقد ناضل دوماً الكاردينال فان توان من أجل دور العلمانيين في بلاده، لأنه برر وجودهمكشهودللمسيح في السياسة، والحياة الإجتماعيّة، والعمل. ليس عبثاً كان من بين الأوائل المدعوين إلى المجلس الحبري للعلمانيين، عندما كان لا يزال قيد الإنشاء. وعلى الرغم من عيشه في النصف الآخر من العالم، ولذلك منذ البداية اخذ الكرسي الرسولي بعين الاعتبار قدرات هذا الرجل.

وتعاون فيما بعد مع "عدالة وسلام"…

والدري هيلغمان:  يمكن القول أنه منذ وصوله إلى روما تبدلت الأمور، لأن الدور في المجلس الحبري "عدالة وسلام" هو دور خدمة بغاية الدقّة في سياق مماثل، لأنه يهتمّ بالإقتصاد، العدالة، الجوع في العالم، السلام، التضامن وأشياء مماثلة، شاملاً العقيدة الإجتماعيّة في الكنيسةعامةً. أمّا أسقف قادم من مجتمع فقير جداً، كالفيتنام، وبالأخص تم العفو عنه، يعني أنه عاش شخصيّاً الظلم في العالم فقط لأنه مسيحيّ. لا شكّ أن المسيح قد حضره جيداً للعمل في هذه الوزارة في روما.

هل يمكنك التحدث عن قضيّة التطويب؟

والدري هيلغمان:  أن هذه القضيّة دقيقة جداً. ونحن محظوظون بأنها تتم في المحكمة النيابيّة في روما، لأنها محكمة ذات خبرات كثيرة. إنها قضيّة كبيرة، متعلقة بشخص سافر كثيراً، وتتضمن مؤمنين ومهاجرين يعيشون في جميع أنحاء القارات. إذاً العمل عليها ضخم جدّاً. وبالتأكيد منذ بدء العمل في أكتوبر 2010 وحتى اليوم، خطونا خطوة عملاق، واستمعنا إلى حوالي الـ 130 شاهد، من كرادلة، أساقفة، كهنة، رهبان، راهبات وعلمانيين، جميع وقائع الكنيسة. وقد انتقلت المحكمة، حتى أنها وصلت بالزيارة إلى أستراليا، حيث استجوبنا العديد من الشهود، والولايات المتحدة الأمريكيّة، حيث استجوبنا الأغلبيّة الساحقة من المهاجرين. وفي ألمانيا، حيث تجمّع المؤمنون من هولاندا وبلجيكا، وزرنا أيضاً فرنسا. ولذلك نحن في مرحلة متقدّمة جدّاً.

هل هناك أخبار عن أعاجيب مفترضة؟

والدري هيلغمان:  هناك العديد من الأعاجيب. أنا كمسؤول، مع المجلس الحبري عدالة وسلام الذي يرعى هذه القضيّة، أدرس مع نخبة من الخبراء –أطبّاء في هذا المجال-  ما هي الطريق المثاليّة لبدء بحث حول العجائبالتي قد يحملها الكاردينال فان توان في مسيرته نحو التقديس.

ما هي الرسالة التي تريد توجيهها إلى "المتعبّدين" للكاردينال فان توان، والذين يرغبون برؤيته قريباً على المذابح؟

  والدري هيلغمان:  بمؤلفاته وكتبه، هناك عبارة يرددها، والتي تظهر أيضاً بالشهادات المقدمة أمام المحكمة، وهي: الرجاء، لا تفقدوا الرجاء بالله. فرانسوا-زافي نغوين فان توان سيصبح "قديس الرجاء".

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
أين أرشيف “تلفزيون لبنان” القديم من التفريط والإهمال الإداري [2]

أين أرشيف “تلفزيون لبنان” القديم من التفريط والإهمال الإداري [2]

يروى أن صادق الصباح، صاحب شركة إنتاج، سدد 500 الف دولار لقاء شراء كمية من الأرشيف مثل سهرات فنية منوعة بالأبيض والأسود ومسرحيات فيروز والأخوين رحباني "لولو"،

"بترا" و"ميس الريم"، و"سهرية" وغيرها لزياد الرحباني ولم يتسلمها بعد. وفي 2/11/2010، طلبت شركة الصباح أعمالاً للفنانة صباح بذريعة  مشاهدة لقطات محددة من اجل إعداد مسلسل "الشحرورة" الذي يروي قصة حياة الأسطورة صباح وعرضته شاشة "المسستقبل"، وإذا بمجلس الإدارة يلبي الطلب مزوِّداً الشركة مسرحيتين لصباح ووسيم طبارة، هما "ست الكل و"حلوة كتير"، إلى مسرحيات: "دواليب الهوا"، "فنون جنون"، "المواسم"، "العواصف"، "القلعة"، ومقطع من مسرحية "شهر العسل"، إلى حفلة تكريم صباح في الأونيسكو، ومقابلة معها لدى تكريمها في القاهرة، ومتفرقات من مقاطع أم كلثوم، وعبد الوهاب، ووديع الصافي وغيرهم.
هل دخل بدل تأجير تلك المواد في مالية المحطة؟
يروى أن شركة الصباح حصلت أيضاً على أشرطة أصلية غير منسوخة لكثرة الطلب وندرة الأجهزة التي تنسخ الأشرطة، ألا يخشى الوزير أن تستخدمها الشركة في إنتاج أفلامها لكونها تملك أيضاً شركة أفلام؟  
"لا أستبعد هذا الأمر"، يقول بغضب، "لأن رئيس مجلس الإدارة وآخرين ربما متورطون في مثل هذه المسائل وسأحقق في هذه المعلومات قريباً".
ووفق معلومات "النهار"، عقد اجتماع في 2008/4/9 بين إدارة "الجديد" ورئيس مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" بحث فيه مسألة تسديد دين "تلفزيون لبنان" لمصلحة "الجديد" والبالغ 65 الف دولار، وأبدت إدارة "الجديد" رغبتها في شراء حق بث برامج وفق مسلسلات يختارها "الجديد" بدءاً بـ 13 مسلسلاً. غير أن جزءاً كبيراً من الأرشيف أصبح متوافراً في أرشيف "الجديد"، مثل "شارع الكسليك"، "حول غرفتي"، "آلو حياتي"، "الرغيف"، "إضحك مع اسماعيل"، "ياسمين"، "البخلاء"، "صح النوم"، "حمام الهنا"، "أربع مجانين وبس" وغيرها.
ما صحة هذه المعلومات؟
"سمعتُ عن دين يجب أن يسترد لـ"الجديد"، وصراحة لا أملك تفاصيل دقيقة عن الملف، خصوصاً أن مسائل كثيرة كانت محصورة بين رئيس مجلس الإدارة والمدير المالي وتمر من دون علم مدير البرامج في التلفزيون".
يِأسف الداعوق لسوء الإدارة الذي مارسه مجلس إدارة المؤسسة بعيداً من المهنية والأصول. ويؤكد انه لن يمل خوض معركته: "واجبي المهني والأخلاقي أن أحافظ  على أرشيف – إرث لشعبي وبلدي. وسأبذل كلّ جهدي لإنقاذه مهما تكن التحديات"…
 
نيكول طعمه / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الخطوط العريضة لسينودس الشرق الاوسط: شركة وشهادة  [2]

الخطوط العريضة لسينودس الشرق الاوسط: شركة وشهادة [2]

الارشاد الرسولي الذي يوقعه البابا بينيديكتوس السادس عشر خلال زيارته لبنان في بازيليك القديس بولس في حريصا، يتضمن نتائج المناقشات والتوصيات الصادرة عن السينودس الخاص بالشرق الاوسط

  الذي عقد في حاضرة الفاتيكان. وقد انطلق من الخطوط العريضة التي كانت ثمرة تفكير عميق شاركت فيه الكنيسة على مختلف مستوياتها. وكان عنوان السينودس الخاص بالشرق الاوسط في تشرين الاول 2010: الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط شركة وشهادة. وتنشر "النهار" على يومين الخطوط العريضة لهذا السينودس أي منطلقات التفكير. هنا الجزءالثاني:
ثالثاً: الشهادة المسيحية (46 – 86)
46- إن الإيمان المُعاش يحمل ثماراً وفيرة. والإيمان بدون أعمال إيمان ميت ( راجع يعقوب 2/17).كنائسنا نشيطة: فهناك العديد من المشروعات، والكثير من أنشطة الشباب، والوفير من المؤسسات التربوية والخيرية، وغيرها. وأحيانا تكون هذه الخدمات فعّالة على المستوى المهني،  ولكنها قد لا تكون دائما شهادة للمحبة المتجرّدة، التي تدعو إلى إدراك ينبوعها الإنجيلى.
 

أ – الشهادة للإنجيل في الكنيسة ذاتها: التعليم المسيحي والأعمال

47- تتمّ البشارة الاعتيادية بالإنجيل فى العظات عند الاحتفال بالقداس الإلهي، أو بمنح الأسرار المقدسة. وكذلك فى التعليم المسيحي في المدارس والرعايا، أو فى "مدارس الأحد" للتلاميذ الذين يتلقون تعليمهم بالمدارس الحكومية والتي لا توجد فيها دروس للتعليم المسيحي. ويجب الحرص على أن ينال معلّمو التعليم المسيحى تكوينا جيدا، وأن يكونوا مثالا حيا للشباب. فمن الملاحَظ أكثر فأكثر أن الكهنة الرعاة لا يعطون التعليم المسيحي بأنفسهم. كما تتمّ البشارة أيضاً عن طريق المجلات، والكتب، والانترنت. وتوجد أيضا فى كل مكان معاهد للتربية الكتابية واللاهوتية الموجودة حالياً في كل مكان. ولا ننسى الجامعات الكاثوليكية والمراكز الدُولية الموجودة فى أورشليم وفى أماكن أخرى.  
48- في بلاد مشرقنا، أكثر مما في سائر بلاد العالم، يلزم أن يحتل الكتاب المقدس المكانة الرئيسية. ومن المهم حفظ فقرات كثيرة منه عن ظهر قلب. ومن المهم أيضا معرفة التراث الكنسى الخاص. كذلك من المهم أن نعرف الذين يشاركوننا العيش والحياة، إخوتنا المسلمين واليهود، بعيداً من أي أحكام سلبية مسبَّقة. كما يلزم أن  نعرف الاعتراضات الموجَّهة إلى المسيحية، حتى نكون قادرين على تقديم الإيمان المسيحي بصورة أفضل.
49- ومن الضروري أن يتمّ توضيح وجهة النظر المسيحية، في مختلف المواضيع التي تشغل المجتمع والرأي العام، بصورة قويّة وذكيّة. ويجب تكوين الشباب والمؤمنين على العمل المشترك كفريق، وعلى التضامن مع الأكثر فقراً واحتياجاً، وعلى الحب الصادق نحو الجميع، مسيحيين كانوا أو غير مسيحيين. وكذلك تكوينهم على العمل من أجل الخير العام للمجتمع كله.
50- كذلك فإن وسائل الإعلام الحديثة وسائل فعّالة للغاية في الشهادة للإنجيل: الانترنت (للشباب خاصة)، والراديو والتلفزيون. إنما مازالت هذه الوسائل قليلة الاستعمال جدا لدينا. وهنا نشير إلى وسيلتين إعلاميتين كاثوليكيتين في لبنان: "صوت المحبة" و"نورسات"، اللتين يصل إشعاعهما إلى الشرق الأوسط  كله، بل إلى كل أنحاء العالم. إنهما تستحقان دعما أكبر، وكذلك كل مراكز الإعلام الكاثوليكية في بلادنا المختلفة.
51- وحيث أننا نعيش في مجتمعات تتكاثر فيها الصراعات من كل نوع، فيلزم على التعليم المسيحي أن يهيّىء الشباب على مواجهتها، وهم أقوياء بفضل إيمانهم ونور وصية المحبة. ماذا تعنى محبة الأعداء؟ كيف نعيشها؟ كيف نغلب الشر بالخير؟ يجب التشديد على المشاركة الفعّالة في الحياة العامة كمسيحيين، بنور وقوة ووداعة إيماننا. ونظرا للانقسامات العديدة المؤسّسة على الديانة، والتحزّب الأُسرى أو السياسى، يجب تكوين الشباب على تجاوز هذه الحواجز والعداوات الداخلية، وأن يروا وجه الله في كل شخص بشرى، ليتعاونوا معاً، ويبنوا مدينة مشتركة تتقبّل الجميع. يجب أن يركّز تعليمنا المسيحي على هذه العناصر، وبالأخص فى مدارسنا الكاثوليكية، التي تُعِدّ الشباب لبناء مستقبل، مبني لا على الصراع وعدم الاستقرار، بل على التعاون والسلام.
52- ومن جهة أخرى، يظهر عمل الكنيسة في العدد الكبير من الأعمال الاجتماعية: المستوصفات، والمستشفيات، وبيوت للأيتام، والمسنين، والمعاقين، وغيرهم. وهنا أيضا يقوم العلمانيون بدور محوري أساسى، لا ثانوى. والخطر الموجود هنا أو هناك، هو أن تتحول هذه الأعمال الاجتماعية منافسة طائفية. لذلك لا بد من التنسيق بين الكنائس، لتلافي التكرار غير الضرورى في بعض المجالات، وترك مجالات أخرى فارغة.
 

ب – الشهادة المشتركة مع الكنائس والجماعات المسيحية الأخرى

53- إن روابط الشركة الحقيقية، وإن لم تكن كاملة، بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس والجماعات المسيحية الأخرى، تتأسس على الإيمان المشترك بالمسيح المصلوب والممجَّد، وكذلك على سر المعمودية. (راجع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، مرسوم فى الوحدة، 3 و22). وعادةً ما تكون العلاقات جيّدة وتتّسم بالصداقة. وهى من نوعين:
– على المستوى الفردي أو بين الكنائس، أو بين الأساقفة، وبين الكهنة أو المؤمنين العلمانيين، كعلامة صداقة أو تعاون.
– على المستوى الجماعي، عندما يلتقى أساقفة المدينة الواحدة بطريقة منتظمة، لدراسة المسائل الرعوية، والاجتماعية، أو السياسية.
54- وعلى مستوى الرعايا، بين الرعاة، عادة ما تكون العلاقات علاقات صداقة. وأحيانا تتّصف بالتافس أو النقد. فعلى مستوى الكنائس هناك صعوبتان نشير إليهما:
– واحدة ذات طابع رعوي: تتطلّب بعض الكنائس أو الجماعات الكنسيّة غير الكاثوليكية، في حالة الزواج المختلط، إعادة معمودية الطرف الكاثوليكي.  وتأتى صعوبة أخرى رعوية من جانب بعض الشيع "الإنجيلية" التي تمارس " الاختطاف "، فتزيد الانقسام بين  المسيحيين .
 – أما الصعوبة الثانية فهى ذات طابع تاريخي، وتوجد في الأرض المقدّسة، حيث يخضع نظام الأماكن المقدّسة لقانون "الوضع الراهن". وأحيانا تكون العلاقات صعبة في اكبر مزارين مسيحيين: كنيسة القبر المقدس وكنيسة الميلاد. ففي هذين المزارين المقدسين، ينظّم قانون "الوضع الراهن" العلاقات بين الطوائف الثلاث التي تمتلك المكان: اللاتين( ويمثّلهم الآباء الفرنسيسكان حرّاس الأراضي المقدسة)، والأرمن واليونانيون. فأحيانا تحدث خلافات أو شكوك، تضخمها وسائل الإعلام، بما يعود على الكنيسة بضرر كبير).
55- ويتمّ الحوار المسكونى في إطار مجلس كنائس الشرق الأوسط، (لجنة "الإيمان والوحدة")، الذي يجمع كل الكنائس في أربع عائلات: العائلة اليونانية الأرثوذكسية، والعائلة الأرثوذكسية الشرقية (الكنائس القبطية، والسريانية، والأرمنية)، والعائلة الكاثوليكية التي تضم الكنائس البطريركية الست والكنيسة اللاتينية، والعائلة البروتستانتية (الأنجليكان- اللوثريون – المشيخيون، وطوائف أخرى). ويمثّل هذا المجلس عملياً كل مسيحيي العالم العربي. وهو بلجانه المختلفة (الإيمان والوحدة، المؤسسات اللاهوتية والاكليريكيات، العدالة والسلام، الشباب، وغيرها) يقوم بعمل مسكوني، يحمل إلى الكنائس نسمة جديدة، وقدرة على التعامل مع الآخر باحترام.
56- علاوة على ذلك، يواصل الكرسي الرسولي الحوار اللاهوتي الخصب والمثمر، مع الكنائس الأرثوذكسية مجتمعة، وحوارا منفصلا مع عائلة الكائس الأرثوذكسية الشرقية كلها، تشترك فيه الكنائس الكاثوليكية الشرقية اشتراكا فعالاً. كما أن "مؤسسّة من أجل الشرق" في فيينا بالنمسا، تجمع من وقت لآخر كنائس المنطقة الكاثوليكية والأرثوذكسية، فى لقائات فكر لاهوتى ومسكونى.
57- وتستقبل المدارس الكاثوليكية جميع المسيحيين. وإذا وافق الوالدون، يمكن للطلبة الأرثوذكس أن يشتركوا في سر المصالحة وسر الإفخاريستيا. ويلزم استبعاد كل نوع من أنواع الخطف. فالتلاميذ الأرثوذكس مدعوون إلى معرفة كنيستهم والأمانة لها. وتوجد مشروعات اجتماعية مشتركة عديدة، يبادر بها ويديرها العلمانيون أنفسهم.
58- وتوجد مشروعات رعوية مشتركة، تتمّ دراستها في مجلس البطاركة الكاثوليك، المجتمعين مع البطاركة الأرثوذكس، فى لبنان وسوريا. وتتناول أربع نقاط: الزواج المختلط بين مختلف  المذاهب المسيحية، والمناولة الاحتفالية الأولى، ومنهج مشترك للتعليم المسيحي، وتاريخ مشترك لعيدي الميلاد والقيامة. وتمت اتفاقات حول النقاط الثلاث الأولى. فالتعليم المسيحى المشترك قد وصل إلى  كتاب مرحلة الصف السادس الابتدائي. أما مسالة توحيد عيدي الميلاد والقيامة، التي يتناولها مجلس كنائس الشرق الأوسط، فتلاقى صعوبات لا يمكن التغلب عليها (من القوانين، والتقاليد وغيرها). علما بأن رغبة المؤمنين الكبرى، فى كل بلاد الشرق الأوسط، هى أن يأتى اليوم الذى يحتفلون  فيه معا بهذين العيدين.
59- وعلى المستوى الأكاديمي، يوجد تعاون بين الجامعات، وكليات أو معاهد اللاهوت. فدراسة التراث المسيحى، العربي والسرياني، تثير اهتماما حقيقيا لدى المؤسسات الأكاديمية والسلطات الكنسية. وهذا المجال واعد جدا، ويمكن أن يكون مصدرا للغِنى الروحى:  فالعودة إلى التقليد المشترك يمكن أن تكون وسيلة ممتازة للتقارب اللاهوتي. بالإضافة إلى ذلك، فالتراث العربي المسيحي، متى تم تثمينه أكاديمياً، يساعد على إقامة حوار ثقافي وديني حقيقى بين المسيحيين أنفسهم، ومع المسلمين أيضاً.
60- وهناك مجال آخر يستحق التعاون المنتظم بين الكاثوليك والأرثوذكس، وهو مجال الطقوس الكنسية. إننا نتمنّى أن يكون هناك مجهود لتجديدها، تنطلق جذوره من التقليد الكنسي، ويأخذ في الحسبان الحساسيات العصرية، والحاجات الروحية والرعوية الحالية. وبقدر المستطاع يلزم القيام بهذا العمل معاً.
 

ج –  العلاقة الخاصة
مع الديانة اليهودية

61- نظرا لحالة الصراع السياسى بين الفلسطينيين والعالم العربى من جهة، وبين دولة إسرائيل من جهة أخرى، فالحوار بين كنائس الشرق الأوسط وإسرائيل محدود جداً. وتقتصر العلاقة مع اليهودية على كنائس أورشليم (5 كنائس أرثوذكسية، و6 كنائس كاثوليكية، وكنيستين بروتستانتية). ففي فلسطين وإسرائيل توجد مؤسسات عديدة للحوار المسيحي – اليهودي. كما توجد مبادرات للحوار بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. وأهمها ما يقوم  به: "مجلس المؤسسات الدينية فى الأرض المقدّسة"، الذى تأسس العام 2001 (ويضم الحاخام الأكبر، والقاضي الأعظم، ووزير الأوقاف، والبطاركة الثلاثة عشر أو رؤساء كنائس أورشليم). ويتمّ الحوار الأكثر أهمية على مستوى الكرسي الرسولي مع حاخام  إسرائيل الأكبر، ويشترك فيه أيضاً ممثلون عن الكنائس المحلية).
62- وقد وأشار مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك صريحاً إلى العلاقة مع اليهودية، منذ رسالته الرعوية الثانية (1992). وفي الرسالة العاشرة والأخيرة (2009) يقول: "إن هذه العلاقات مسألة  تخص المسيحيين العرب، وكذلك كل العالم العربي. لذا يجب اعتبارها على ثلاثة مستويات: المستوى الإنساني، والديني، والسياسي.
فعلى المستوى الإنساني، كل شخص بشرى هو خليقة الله.  فعلى مستوى هذا اللقاء، يرى كل واحد منا وجه الله في الآخر، فيعترف بكرامته ويحترمه، أياً كانت ديانته أو قوميته.
وعلى المستوى الديني، فالديانات مدعوة إلى الالتقاء والحوار، وإلى أن تكون عاملا للتقارب بين الناس، لاسيما في أزمنة الحرب والأزمات (…). إن دور الرئيس الدينى، في كل ديانة، دور صعب، بالأخص في حالة تواصل العداوة بين طرفين(…) . إن مجتمعاتنا في حاجة إلى رؤساء دينيين مخلصين، يكونون خدّاما لشعوبهم وللإنسانية، يرون أن جوهر الديانة، في كل الظروف، يقوم في عبادة الله واحترام كل خلائقه.
63- وعلى المستوى السياسي، فإن هذه العلاقة مازالت مدموغة بحالة عداوة بين  الفلسطينيين والعالم العربي من جانب، وبين الإسرائيليين من الجانب الآخر (تزيدها المفاهيم الدينية خطورة). وسبب هذه العداوة هو احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وبعض الأراضي اللبنانية والسورية." (11) (مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك،  الرسالة العاشرة (2009)، 27). وعلى هذا المستوى، يرجع إلى الرؤساء السياسيين المعنيّين، بمساعدة الأسرة الدُولية، أن تأخذ القرارات اللازمة، التى تتّفق مع قرارات الأمم المتحدة.
64- وهذا ما أكّده بوضوح قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، عند زيارته الرسولية للأراضي المقدسة، في حفلي استقباله. ففى ببيت لحم، في 13/5/2009، قال: "سيادة الرئيس، إن الكرسي الرسولي يدعم حقّ شعبكم في وطن فلسطيني، ذى سيادة على أرض أجداده، وطن آمن وفي سلام مع  جيرانه، داخل حدود ُمعترَف بها على المستوى الدُولى (البابا بندكتوس السادس عشر، الزيارة الرسولية للأراضى المقدسة، حفل الترحيب في بيت لحم، 13/5/2009: جريدة الأوسّيرفاتورى رومانو، الإصدار الأسبوعى الفرنسى، عدد 3083، 29/5/2009)، ص 13). وفي خطابه في مطار بن غوريون بتل أبيب، في 11/5/2009،  تمنىّ قداسته أن "يستطيع الشعبان أن يعيشا في سلام، كل منهما في وطنه، بحدود آمنة ومُعترف بها دُوليا" (البابا بندكتوس السادس عشر ، الزيارة الرسولية للأراضي المقدسة، خطاب في مطار بن جوريون بتل أبيب، 11 /5/2009: جريدة الأوسّيرفاتورى رومانو، الإصدار الأسبوعى الفرنسى، عدد 3083، 29/5/2009، ص 4).
65- علينا كمسيحيين أن ندعم كل وسيلة سِلميّة يمكن أن تقود إلى سلام عادل. ومن رسالتنا كذلك أن نذكّر دوما بالفارق بين المستويين الديني و السياسي. وكما ذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: "لا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون صفح" (البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للسلام، 2002). يجب أن نتعلّم أن نغفر، دون أن نقبل أبداً الظلم.
66- إن العمل على خلق مجموعات صداقة وتفكير، من أجل السلام بين اليهود والمسلمين والمسيحيين، هو واجب جوهري ومسيحي مهم للغاية. فكما هدم المسيح الحائط الذي كان يفصل بين اليهود واليونانيين، آخذا الشر على ذاته، فى جسده (راجع أفسس 2/13-14)،كذلك يتوجب علينا أن نهدم حائط الخوف، وعدم الثقة، والكراهية ، وذلك بصداقتنا بين  اليهود و المسلمين، والفلسطينيين والإسرائيليين.
67- أما على المستوى اللاهوتي، فحسب تعليم مرسوم مجمع الفاتيكان الثانى فى الحوار الدينى، رقم 4، يجب أن نشرح لمؤمنينا الرباط الديني بين الديانتين اليهودية والمسيحية، والقائم على الرباط بين العهدين القديم والجديد، حتى نتفادى أن تشوّه الإيديولوجيات السياسية هذه العلاقة. فالتمييز الواضح بين المستويين السياسي واللاهوتي أمر جوهرى: لا نستخدم الكتاب المقدس لأغراض سياسية، ولا السياسة لأغراض لاهوتية .
 

د – العلاقة مع المسلمين

68- يجب فهم العلاقة بين المسيحيين والمسلمين انطلاقا من مبدأين: فمن جهة، بصفتنا مواطنين في بلد واحد ووطن واحد، نشترك في نفس اللغة ونفس الثقافة، كما في نفس أفراح وأحزان بلادنا. ومن جهة أخرى، نحن مسيحيون فى مجتماعتنا ومن أجل مجتمعاتنا، شهود للمسيح والإنجيل. وأحيانا أو  كثيرا ما تكون العلاقات صعبة، بالأخصّ لأن المسلمين يخلطون غالبا بين الدين والسياسة، مما يضع المسيحيين في موقف حساس وكأنهم ليسوا بمواطنين.
69- في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، فى 28/10/1965، أعلنت الكنيسة للعالم أجمع موقفها من الإسلام: "تنظر الكنيسة أيضاً بتقدير إلى المسلمين، الذين يعبدون الله الأحد، الحي القيوم ، الرحمن والكلّي القدرة، خالق السماء والأرض،والذي تكلم إلى البشر." (15) (المجمع الفاتيكاني الثانى، 28/10/1965، المرسوم فى العلاقة بين الأديان، 3) .
70- علينا إذن أن نعمل، بروح المحبة والإخلاص، من أجل تثبيت المساواة الكاملة بين المواطنين على كل المستويات: السياسية، والاقتصادية،  والاجتماعية، والثقافية، والدينية، وذلك طبقا لأغلب دساتير بلادنا. بهذا الاخلاص للوطن، وبهذه الروح المسيحية، نواجه الواقع المعاش، الذى قد يحمل صعابا يومية، بل أيضا بيانات وتهديدات من جانب بعض الحركات. إننا نعاين تصاعد الأصولية في بلاد  كثيرة، كما نعاين أيضا استعداد عدد كبير من المسلمين لمقاومة هذا التطرف الديني المتنامي.
71- بسبب هذا الوضع العام، ليست العلاقات بين المسيحيين والمسلمين دائما سهلة. ومن المؤكد أنه يجب عمل كل ما يمكن أن يُسهم في تنقية وتهدئة الأوضاع، أيّاً كانت الصعوبات. وتنطلق المبادرة في أكثر الأحيان من المسيحيين: يجب أن تكون متواصلة وثابتة. وهذه العلاقات (التي يمكن أن تتطوّر إلى حوار)، تساير جيدا التعاون الصادق، على مستوى أفراد وجماعات الديانتين. ومراكز الحوار بين المسيحيين والمسلمين، حيث توجد، هي مفيدة جدا، لاسيما في وقت الأزمات. وللمجلس البابوي للحوار الدينى دور هام، بوصفه مؤسسة رسمية للكرسي الرسولي.
72- تقوم مدارسنا ومؤسساتنا بدور هام في تعميق هذه العلاقات. فهي مفتوحة للجميع، مسلمين ومسيحيين، وتمثّل فرصة للتعارف المتبادل الأفضل، ولاستبعاد بعض الأحكام المسبَّقة، ولاكتساب أفكار أكثر  دقّة عمّن هو المسيحى وما هى المسيحية. كذلك فإن التربية على حقوق الإنسان وعلى حرية الضمير تشكّل هى جزءاً من التكوين الديتي و الإنساني العام: وهى حيوية بالنسبة إلى مجتمعاتنا ويجب تنميتها.
73- إن التعارف المتبادل هو أساس كل حوار. لذلك فإن تقديم الإنجيل والمسيح بطريقة مُبَسٍّطة، باللغة المحلية، يعتمد أساسيا على العهد الجديد، وقريب إلى عقلية  أبناء مجتماعتنا، هو أمر واجب ومُلحّ، يلزم القيام به مع باقي المسيحيين في المنطقة. فهو سيعود بالفائدة على المسيحيين كما على المسلمين، على مستوى الحوار أو على مستوى الحياة اليومية.
74- يوجد الآن العديد من القنوات التليفزيونية المسيحية والإسلامية، باللغة العربية أو بلغات أخرى، تسمح لمن يريد التعرف على الآخَر. ومن المُحبَّذ أن يتمّ هنا تعاون بين جميع الكنائس. ومن الضرورى المحافظة عل الموضوعية في تقديم المعلومات، واحترام الآخر فى الحوار، حتى يمكن أن تتحقّق حقا المشاركة فى نعمة الإنجيل. 

هـ – مساهمة المسيحيين في المجتمع
1- تحدّيان يواجهان بلادنا

75- إن التحدّيات القائمة اليوم فى مجتمعاتنا تواجه الجميع: المسيحيين واليهود والمسلمين في نفس الوقت . ففى مواجهة الصراعات والتدخّلات العسكرية، تشغل تحدّيات السلام والعنف مكانا كبيرا. فالكلام عن السلام والعمل لأجله، بينما الحرب والعنف مفروضان فى الواقع علينا، هو رهان مستحيل. إن حل الصراعات هو بين يدي البلد القوي، الذى يحتل البلد الآخر أو يفرض عليه الحرب. والعنف هو بين يدي القوي، كما أنه بين يدي الضعيف، الذى يستطيع هو أيضاً اللجوء إلى العنف بما يتوافر لديه لكى يتحرر.  يعيش العديد من بلادنا (فلسطين، والعراق) في حالة حرب، وكل المنطقة تتعذّب مباشرةً من ذلك، منذ أجيال. ويستغل الإرهاب العالمى الأكثر حِدّة هذا الوضع.
76- في أغلب الأحيان توحّد بلادُنا الغربَ مع المسيحية. فإن كان تراث الغرب (أوربا وأمريكا) هو فى الحقيقة مسيحيا، وإن كانت جذوره مسيحية، إلا أنه من المؤكَّد أن نظام وحكومات هذه البلاد هى اليوم علمانية، بل وبعيدة عن استلهام المبادئ المسيحية في سياساتها.  وهذا الخلط، الذى يرجع إلى أن العالم الإسلامى لا يميّز بسهولة بين ما هو سياسى وما هو  دينى، يتسبب فى أذى شديد لكنائس المنطقة. وبالفعل، فالاختيارات السياسية للدول الغربية، تُحسَب على الإيمان المسيحى. لذلك من الضرورى شرح معنى العلمانية، وتذكير بلادنا بأنه لا توجد "رابطة للدول المسيحية" على مثال "منظمة المؤتمر الإسلامى".
77- إن مساهمة المسيحيين في هذه الظروف، تقوم فى تقديم القِيَم الإنجيلية والعيش بموجبها. وكذلك أيضاً فى إعلان كلمة الحق في وجه الأقوياء، الذين يطغون، أو يتبعون سياسات تضر مصالح البلد، وفي وجه مَن يردّون على القمع بالعنف. إن التربية على السلام هي الأكثر واقعية، حتى ولو رفضتها الأغلبية. بل إن فرص قبولها هى الأكبر، حيث أن عنف كل من الأقوياء والضعفاء لم يؤدِّ إلا إلى الفشل، وإلى طرق مسدودة في منطقة الشرق الأوسط. إن مساهمتنا، التي تتطلب الكثير من الشجاعة، هى أمر حتمي.
78- تبدو الحداثة كواقع مُلتبَس. فمن جهة لها وجه جذّاب، يعِد بالرفاهية والرخاء فى الحياة المادية، وحتى بالتحرر من التقاليد الثقافية أو الروحية الطاغية. والحداثة هي أيضاً الصراع من أجل العدالة، والدفاع عن حقوق الأكثر ضعفاً، والمساواة بين جميع البشر، رجالاً ونساءً، مؤمنين وغير مؤمنين، وغير ذلك. وباختصار هى أيضاً الإسهام فى كل حقوق الإنسان، التي تمثّّل التقدم الهائل للإنسانية. ومن جهة أخرى، بالنسبة إلى المسلم المؤمن، تظهر الحداثة بوجه مُلحد وغير أخلاقي. أنه يعيشها كغزو ثقافي يهدّده، ويخرّب نظام القِيَم الخاص به. وهو لا يعرف كيف يواجهها: البعض يصارعون ضدها بكل قواهم. فالحداثة تجذب وتطرد في نفس الوقت. ودورنا في المدارس كما فى وسائل الإعلام، هو تكوين أشخاص قادرين على التمييز بين الإيجابى والسلبي، للتمسّك فقط بالأفضل.
79- الحداثة هي أيضاً مخاطرة بالنسبة إلى المسيحيين. فمجتمعاتنا هي أيضاً مهدَّدة بتغييب الله، وبالالحاد والمادية، وأكثر من ذلك بالنِسبية واللامبالاة. يجب أن نذكّر بمكان الله في الحياة المدنية كما فى الحياة الشخصية، وأن نصير أكثر فأكثر رجال صلاة، وشهودا للروح، الذى يبنى ويوحّد. إن مخاطر كهذه، شأنها شأن التطرف، يمكن بسهولة أن تهدم أسرنا، ومجتمعاتنا، وكنائسنا. ومن هذا المنطلق، علينا أن نقوم كلنا بمسيرة مشتركة، المسيحيون والمسلمون.
2- المسيحيون في خدمة المجتمع فى بلادهم
80- نحن ننتمي إلى الشرق الأوسط ونتضامن معه. فنحن عنصر أساسي فيه. وكمواطنين، نحن نشترك في جميع المسؤوليات من أجل البناء والتقويم. وعلاوة على ذلك، فنحن كمسيحيين، يمثّل هذا الأمر التزاماً علينا. ومن هنا ينبع واجبنا من منطلقين للمشاركة في محاربة مساوئ مجتمعنا، إن كانت سياسية، أو قانونية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو أخلاقية. وذلك لنساهم في إقامة مجتمع أكثر عدالة وتضامناً وإنسانية.
81- وبقيامنا بهذا الدور، نقتفي آثار مَن سبقنا من أجيال المسيحيين: فقد كان إسهامهم عظيما فى مجتمعاتهم: على مستوى التربية، والثقافة، والأعمال الاجتماعية، وذلك  منذ أجيال عديدة. لقد لعبوا دورا أساسيا في الحياة الثقافية، والاقتصادية، والسياسية فى بلادهم. فقد كانوا روّاد نهضة الأمة العربية.
82- واليوم فإن حضورهم في المجال السياسي محدود أكثر، باستثناء لبنان، لاسيما لقلة عددهم. ولكن دورهم مُعترَف به في المجتمع. فبفضل العديد من المؤسسات الكنسية والجمعيات الرهبانية، الكنيسة حاضرة في المجتمع، ويحظى حضورها عادةً ما بالتقدير. ويا حبذا لو ازداد التزام المؤمنين العلمانيين في المجتمع.
 3- العلاقة بين الدولة والكنيسة
83- لا توجد علمانية فى الإسلام، باستثناء تركيا. فالإسلام هو عادةً ديانة الدولة. والمصدر الرئيسي للتشريع هو الإسلام، الذى يستند إلى الشريعة. وبالنسبة إلى الأحوال الشخصية (الأسرة والمواريث فى بعض البلاد)، توجد شرائع خاصة بالطوائف المسيحية، تعترف الدولة بمحاكمها الكنسية وتطبّق أحكامها. وتؤكّد كل الدساتير المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون والدولة. كما أن التعليم الديني إلزامي في المدارس الخاصة والحكومية، وإن كان غير متوافر دائما للمسيحيين.
84- أن بعض البلاد هي دول إسلامية، وفيها يتمّ تطبيق الشريعة، ليس فقط على مستوى الحياة الخاصة، وإنما أيضا في الحياة الاجتماعية، حتى على غير المسلمين. وهذا الوضع هو  تفرقة عنصرية، وبالتالى مناهض لحقوق الإنسان. أما في ما يتعلق بالحرية الدينية وبحرية الضمير، فهما مجهولتان فى العقلية الإسلامية. فهى تسمح بحرية العبادة، وليس بحرية البشارة بدين آخر غير الإسلام، واقل أيضا بحرية التخلي عن الإسلام. ومع تنامي الأصولية الإسلامية، تتزايد الحوادث ضد المسيحيين فى كل مكان تقريبا.

و – خاتمة: مساهمة المسيحيين الفريدة
والتى لا غِنى عنها
85- يقع على المسيحي دور خاص ولا غنى عنه فى المجتمع الذى يعيش فيه، ليُغنيه بقيم الإنجيل. إنه الشاهد للمسيح وللقِيَم الجديدة التي حملها للإنسانية. لذلك فعلى تربيتنا المسيحية أن تكوّن، فى الآن نفسه، الأشخاص كمؤمنين وكمواطنين يعملون في قطاعات المجتمع المختلفة. أما الالتزام السياسي الخالى من قِيَم الإنجيل فهو شهادة مضادة، ويصنع شرا أكبر من الخير. وفى نقاط كثيرة، هذه ليقِيَم، وبالأخص حقوق الإنسان، تواكب نفس القيم الموجودة لدى المسلم. فمن المفيد العمل معا على تنميتها.
86- توجد في الشرق الأوسط صراعات عدة، نابعة من المصدر الرئيسي، وهو الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وتقع على المسيحي مسؤولية خاصة للمشاركة في مجال العدالة والسلام. فمن واجبنا أن ندين بشجاعة العنف أياً كان مصدره، وأن نقترح الحلّ، الذى لا يمكن أن يأتى إلا من الحوار. علاوة على ذلك، ونحن نطالب بالعدالة للمظلومين، يجب أن نقدم رسالة المصالحة المبنيّة على المغفرة المتبادلة. وبقوة الروح القدس نستطيع أن نغفر وأن نطلب المغفرة. وهذا الاستعداد وحده قادر على خلق إنسانية جديدة. يحتاج القادة السياسيون إلى هذا الانفتاح الروحي، الذى تقدر أن تحمله لهم مساهمة مسيحية متواضعة ومتجرّدة. إن العمل من أجل أن يتمكّن الروح من أن ينفذ إلى قلوب الناس، رجالا ونساء، الذين يعانون في منطقتنا أوضاع الصراع، تلك هى مساهمة المسيحي النوعية، وأفضل خدمة يمكن أن يقدمها للمجتمع. 
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
روحانية فصحية للعمل الرعائي اليوم (2) بقلم الأب د. سميح رعد

روحانية فصحية للعمل الرعائي اليوم (2) بقلم الأب د. سميح رعد

روحانية قيامية: 1. 2. "أنتم من هذا العالم ولستم من هذا العالم": في النّصّ المقدّس الذي يعرِّفه التقليد الشريف بالعظة الكهنوتيّة، ما بعد العشاء السيّديّ الأخير، نجد هذه المفارقة

حول رؤية السّيّد للعالم: "أنتم من هذا العالم ولستم من هذا العالم"! 

        يقول النصّ المقدّس: "حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ، كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. فَالَّذِينَ وَهَبْتَهُمْ لِي، رَعَيْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاكِ، لِيَتِمَّ الْكِتَابُ أَمَّا الآنَ فَإِنِّي عَائِدٌ إِلَيْكَ، وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، لِيَكُونَ لَهُم فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ أَبْلَغْتُهُمْ كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ الْعَالَمُ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ. وَأَنَا لاَ أَطْلُبُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. فَهُمْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. قَدِّسْهُمْ بِالْحَقِّ؛ إِنَّ كَلِمَتَكَ هِيَ الْحَقُّ. وَكَمَا أَرْسَلْتَنِي أَنْتَ إِلَى الْعَالَمِ، أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا أَيْضاً إِلَيْهِ. وَمِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي، لِيَتَقَدَّسُوا هُمْ أَيْضاً فِي الْحَقِّ." (يو 17: 12 – 19). كما يقول الرسول بولس في الرسالة إلى أهل أفسس (2: 19) "إِذَنْ، لَسْتُمْ غُرَبَاءَ وَأَجَانِبَ بَعْدَ الآنَ، بَلْ أَنْتُمْ رعيّة مَعْ الْقِدِّيسِينَ وَأَعْضَاءٌ فِي عَائِلَةِ اللهِ".

        لنتذكّر أنّ كلمة رعيّة في الأصل اليونانيّ: Parokoi هي مجموعة الأجانب أو المهاجرين أو المقيمين في الحاضرة أو المدينة، وقد أخذ هذا الاسم سريعًا مجموعة الكنائس المسيحيّة في مختلف المدن في الحواضر اليونانيّة. وفي اللّغة اللاتينيّة Parochus أخذت معنى رعيّة بالمفهوم الكنسيّ المتداول حتّى اليوم. وبلغتنا العربيّة أيضًا نجد هذين المعنيين، أوّلاً الرّعيّة بالمعنى الكنسيّ المتعارف عليه، ثانيًا: رعايا دولة ما، أي مواطنيها، الذّين يقيمون في دولة أخرى. نقول في اللغة: "طَلَبَتِ السِّفارَةُ مِنْ رَعَايَاهَا الاتِّصالَ بِها عاجِلاً"، أي الْمُواطِنونَ التَّابِعونَ لَها، أَي الحامِلونَ لِجِنْسِيَّةِ البَلَدِ الَّذي تَنْتَمي إِلَيْهِ السِّفارَةُ، أي الأجانب في البلد المقيمين فيها. من خلال هذين التعريفين يمكننا الدخول من جديد في المعنى الروحيّ "أننا من العالم ولسنا من العالم" أو "غرباء" أو "مهاجرون" في قلب حاضرتنا أو مدينتنا.

      هذا الترادف في المعنى الإنجيليّ ربما لا نعيه أنّه بتناقضاته الكبيرة، في مجتمعاتنا المختلفة، هو من صلب واقعنا… هو هذا التجاذب بين القيم: قيم الإنجيل من ناحية أولى وقيم العالم من ناحية أخرى. لا نراهنَّ كثيرًا على أن مجتمعنا قد نجا من قيمه العتيقة، أو هو متمسك بشدّة بقيم الإنجيل. ففي الماضي كان هناك تحدِّيات كبيرة أمام تجذّر القيم الإنجيليّة في حياتنا اليومية، واليوم هناك عناصر جديدة كثيرة تقوم بدور قلع قيم الإنجيل وزرع قيم أخرى مكانها، من الكتاب إلى شاشة التلفزيون، إلى قيم الحزب أو التيار، إلى المدرسة والجامعة، إلى الجريدة أو المجلة إلى المسرح أو الشاشات الكبيرة… هذه ينابيع مهمة… والينبوع الأكبر للقيم الجديدة لمراهقينا وشباننا اليوم هو عالم المعلوماتية: الانترنيت، حيث أصبحت المعلومات تصل من أي حدب وصوب. كلّ هذه الينابيع والمصادر التي تغذِّي العقول، ستكون مصادر غربة، شئنا أم أبينا، وهذا التلاقي سينتج عنه طريقة معرفة جديدة، وبالتالي محاولات لعيش اختبارات حياتيّة ليس من المستبعد أن تتحوّل في وقت من الأوقات إلى سلوك… وستخلق هذا الترادف أو التضاد بين "قيم الإنجيل" و"قيم العالم". هذه حالة غربة سوف يعيشها المسيحيّ، وسوف تتجلّى بجدّ "أنتم من هذا العالم ولستم من هذا العالم".

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
نيجيريا: الحوار بين الأديان هو الوسيلة الوحيدة للخروج من العنف (2)

نيجيريا: الحوار بين الأديان هو الوسيلة الوحيدة للخروج من العنف (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع لبروفيسور الإيطالي ماسيمو إنتروفيني، العالم بالمجتمع والمؤرّخ، حيث يشرح أوضاع المسيحيين في نيجيريا في ظل الأعمال الإرهابية التي يتعرضون لها من قبل مجموعة

 بوكو حرام الإسلامية المتطرفة.

في مثل هذه الحالة لا يمكن للحوار وللشرطة أن يفعلا الكثير

يجب حلّ بعض المسائل هنا بشتّى الطرق الممكنة، من ضمنها خيار عسكري لا يمكن استبعاده ولكن يتطلّب الكثير من الاحتياط. حالياً، إنّ مجلس أمن الأمم المتحدة يمنع اللجوء إليه طالما أنّ طبيعة المبادرات العسكرية التي عرضتها الجماعة الاقتصادية لشرق إفريقيا  ليست واضحة. هناك دول أخرى ترى الأمور بمنظار مختلف مثل بوركينا فاسو التي ترغب في بسط الحوار على إحدى المنظمات الأصولية الإسلامية أمّا النيجر فيرفض هذا الحوار. وبالتالي، طالما أنّ الأمور لم تتوضّح، لن نغامر باللجوء إلى حلّ عسكري.

الحل العسكري الذي لا يمكن استبعاده في بعض الحالات؟

من المؤكّد أنّه لا يمكن استبعاد الحل العسكري في مالي لأنّها منطقة تشبه قليلاً جزر السلحفاة للقراصنة. من يريد يذهب إلى هناك ليفتح مكتب تجارة أسلحة وغرس عقائد. أمّا بالنسبة إلى نيجيريا، فحالة مالي حاسمة. فليس صدفة أنّ نيجيريا قد أفادت مع دول أخرى أنّه في حال التدخّل العسكري، ستلجأ إلى مساعدة القبائل.

كيف يمكن تجنّب اضطهاد المسيحيين؟

إنّ الحوار هو من الأسس التي بنيت عليها مقاومة اضطهاد المسيحيين. وهي الأساس الأكثر وضوحاً وحسماً نظراً إلى أنّه في كلّ نهار أحد يموت المسيحيون وتبان أزمة الشرطة. الحوار مهمّ لخلق جو من التعاون والثقة واللقاءات لا المواجهات إلّا أننا لن نجد نتائج هذا الحوار إلّا بعد سنوات. وفي انتظار ذلك، نلحظ أنّه في كل نهار أحد لا يعلم المواطن النيجيري الذي يقصد الكنيسة ما إذا كان سيعود إلى منزله وهذا يجيب أيضاً عن وضع الأمن وفعالية الشرطة.

هل تعمل إيطاليا على تدريب عناصر الشرطة؟

أجل وهي بمثابة مبادرة ثنائية، لأنّ إيطاليا مقتنعة بأنّه لا يمكننا تخطّي رأس الحكومة النيجيرية والتي هي حكومة ديمقراطية وحكومة صديقة حيث الرئيس مسيحي. وبالتأكيد ليست الحكومة من يثير الخلافات وليست أيضاً الضحية. ولمسألة الأمن أبعاد خارج نيجيريا.

هل نجد في نيجيريا أكثرية صامتة لا تريد هذا العنف؟

أجل، وهي تريد الحوار بين الأديان. إنّ استفتاءً أجري حديثاً يبيّن أنّ 70% من مواطني نيجيريا يدعمون الحوار بين الأديان كحلّ حتى وإن لم يعربوا عن ذلك عليناً.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
د. جورج صدقة: وسائل الإعلام في تعاملها مع قضايا الجامعة اللبنانية 2

د. جورج صدقة: وسائل الإعلام في تعاملها مع قضايا الجامعة اللبنانية 2

تبدو المسؤولية مشتركة ما بين وسائل الاعلام وادارة الجامعة اللبنانية والسلطات الرسمية. ان وسائل الاعلام، وان كانت تقوم بدورها من خلال عرض وقائع ونقل المشكلات والخلافات المستجدة،

الا ان تركيزها على السيئات، من دون ذكر الايجابيات، هو تشويه للحقيقة. كذلك اذا ما تم تضخيم امور الى حد تغطية امور اخرى. وهنا الدعوة الى التعامل مع قضايا الجامعة بحذر ودعم هذه القضايا والمطالب والحرص على عدم الاساءة اليها. وهذا لا يعني مطلقا السكوت عن الوقائع. فلطالما ساهم الاعلام في معالجة قضايا الادارات السيئة وحالات الفساد والمحسوبيات من خلال الاضاءة عليها، وهذا احد ادواره الرئيسية.
كذلك هناك مسؤولية ادارة الجامعة في تسويق صورة ايجابية عن مؤسستها، على غرار ما تفعله الجامعات الخاصة. وربما اعتقدت ادارات الجامعة اللبنانية المتعاقبة ان تقنيات التسويق الاعلامي تهدف الى جلب "الزبائن" وانها ليست بحاجة الى هذا الامر. لذلك اهملت القيام بحملات اعلامية او الترويج لصورة الجامعة في اطار سياسة علاقات عامة. غير ان عصر الاتصال اليوم بات يلزم كل المؤسسات على انواعها ان تهتم بصورتها وبالتغطيات الاعلامية، لأن ذلك جزء من قوتها وشخصيتها ومستقبل طلابها وقدرتها التنافسية في سوق العمل.
كما ان اهل الجامعة، ادارة واساتذة وطلابا، مدعوون الى مزيد من ادراك خطورة الاعلام وتقنيات التعامل معه، ودوره في بناء الصورة انطلاقا من مسؤوليتهم حيال جامعتهم. لا بل ان التحدي امام اهل الجامعة هو في كيفية الإفادة من وسائل الاعلام ومن تغطياتها، كي تصب في خدمة مؤسستهم. فكان يمكن الإفادة من تناول موضوع تفريغ اساتذة للاضاءة على تحول هذا الملف موضوعاً سياسياً، فيما هو في الاساس ملف اكاديمي من صلاحية اهل الجامعة. وكان في استطاعة وسائل الاعلام واهل الجامعة ان يستغلوا تناول الاعلام للملف للاضاءة على الاساءة التي يلحقها السياسيون بالجامعة الوطنية من خلال اعتبارها سوق توظيف، وان يضيئوا على قوانين التفرغ واسسه منتفضين على التدخلات الحزبية والطائفية والسياسية والتشديد على ربط الموضوع بالقوانين المعمول بها. اي انه كان من الممكن لوسائل الاعلام ان تلعب في شكل اكبر دورها الرقابي والنقدي بامتياز وتشكل حاجز حماية لهذه المؤسسة الوطنية.
كذلك في موضوع حفل تخرج طلاب كلية الاعلام، كان من الممكن لاهل الجامعة ووسائل الاعلام ان يُضيئوا على بعض ما يعاكس التخرج الموحد في المجمع الجامعي في بيروت من خلال العمل على تسوية الشوائب، كمثل العمل على نزع شعارات حزبية في المجمع او المطالبة بعدم وجود حزبي فيه، وصولا الى المطالبة بمركز للامن الداخلي في داخله، زيادة في طمأنة المترددين وتحاشيا لما حصل الصيف الماضي حين تعرض احد الموظفين للضرب على يد عناصر حزبية. فلا معارضو التخرج الموحد لمخرجي الاعلام احسنوا الاضاءة على هذه المشكلات فبدوا وكأنهم انعزاليين، ولا وسائل الاعلام تحدثت عن المعوقات وطالبت بتصحيحها، فيما غاب هذا الموضوع عن اهتمامات الطبقة السياسية.
الى جانب دور وسائل الاعلام ومسؤولية اهل الجامعة يأتي دور السلطات الرسمية، صاحبة المسؤولية الاولى في دعم الجامعة الوطنية وتأمين حاجاتها وعدم التدخل في شؤونها، كي تبقى مؤسسة جامعة لكل اللبنانيين تؤمن لهم فرص الرقي والتقدم وتؤسس لتأهيل الشباب مهنيا وخلقيا ووطنيا.
انها دعوة للاعلام للتفكير في تناوله قضايا وطنية، كمثل قضايا الجامعة اللبنانية، ودعوة الى اهل الجامعة لمعالجة قضاياها ومشكلاتها في شكل لا يسيء الى دورها وصورتها، ودعوة الى المسؤولين لادراك ان الجامعة لا يمكن التعاطي معها بخفة، والا تهدد دورها وانعكس على شباب لبنان وعلى بناء الوطن.
 
الدكتور جورج صدقة  / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
وسائل الاتصال الاجتماعية في الإعلام – 2 تواكب القضايا وتأثيراتها متفاوتة على الشباب

وسائل الاتصال الاجتماعية في الإعلام – 2 تواكب القضايا وتأثيراتها متفاوتة على الشباب

نظمت كلية الاعلام والتوثيق – الفرع الثاني، ندوة عن وسائل الاتصال الاجتماعية الشبابية والاعلامية واستخدامها، وتناولت تطور وسائل الاعلام الرقمية واستخداماتها في شكل خاص من جانب الطلاب

والصحافيين. وافتتح مدير الفرع الدكتور ابرهيم شاكر الندوة، مشيراً الى "أهمية الموضوع والسعي الى استشراف تطور دور وسائل الاتصال الحديثة ومواكبتها قضايا المجتمع". وتشكلت طاولة النقاش الاولى من الدكاترة ماري نويل خوري، جورج صدقه ونبيل عطا الله، وعرض صدقه "تطور الانسان الرقمي منذ التحولات التي احدثتها وسائل الاعلام، فنقلت المجتمعات من الشفهية الى الكتابية وصولا الى السمعية – البصرية، وأخيرا الرقمية التي جسدها الانترنت، فيما عرضت خوري "اشكالية الهوية ووسائل الاتصال الحديثة والتحول الذي تشكله هذه الوسائل وتأثيرها  على الشباب".
بدوره، عرض عطا الله شريطاً وثائقياً عن استخدامات الشباب اللبناني لتقنيات الاتصال الحديثة وكيف "يتحول بعضهم الى مدمنين لهذه الوسائل". ثم عرض أطرا تقنية لألعاب الفيديو والاعلانات على مواقع الاتصال الاجتماعية ، وكيف تعمد البرامج الجديدة الى "اللعب على غرائز الانسان وعلى شخصيته من اجل جذبه".
أما الطاولة الثانية فكانت مع مؤسسة "مهارات" وتناولت التطبيقات المهنية مع وسائل الاتصال الحديثة. وتحدثت الاعلامية رلى مخايل عن "التطور الحاصل في مهنة الصحافة مع المواقع الاجتماعية، لا سيما الفايسبوك و"تويتر". وتناولت الاعلامية ليال التنوري "الدور الذي باتت تحتله المدونات الاعلامية في عالم الصحافة وتأثيرها على الرأي العام وكيفية استخدام مواقع الاتصال الاجتماعية في عملية نشر الاخبار". وفي طاولة النقاش الثالثة، قدم الدكتوران بيتي سليمان وروي جويجيري دراسة ميدانية عن الاستخدامات اليومية للطلاب لموقع "فايسبوك"، وشرحت سليمان اخطار استخدام "فايسبوك" على صعيد الحياة الشخصية، لانها "تترك آثارا للمتقصين والمعلنين والفضوليين".
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأرض المقدّسة: “مركز مجدلا” (2) مقابلة مع الأب خوان ماريا سولانا

الأرض المقدّسة: “مركز مجدلا” (2) مقابلة مع الأب خوان ماريا سولانا

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الأب خوان ماريا سولانا من معهد البابوي "سيّدة أورشليم" المسؤول عن مشروع "مركز مجدلا" عمّا يدور هذا "المكان المقدّس".

* * *

تتحدّثون عن مفاجئاتٍ وأفكارٍ جديدة…


نعم، إنّ المشروع الذي ارتأيته ليس إلّا فكرة أوّليّة لما سيؤول إليه المشروع في الحقيقة. فقد اغتنت الفكرة الأولى للمشروع باقتراحاتٍ وأفكارٍ جديدة منها الاكتشافات الأثريّة. لقد اشترينا الأرض بين عامي 2006 و2009 وحصلنا على رخصة البناء عام 2009. وفيما بدأنا أعمال الحفر اكتشفنا أبنية منها مجمع يهوديّ في مجدلا يعود إلى القرن الأوّل ويعتبر هذا المجمع كنزًا أثريًّا وله ميزات عديدة ففيه لوحات كالفسيفساء ورسومات على الجدران ومذابح.

وإنّ هذا المجمع يهمّنا نحن المسيحيّين إذ أنّه الوحيد الذي يعود إلى حقبة يسوع فلنتذكّر هذه الآية التي تتكرّر مرارًا في الأناجيل: "اجتازَ الجليل كلّه وعلّم يسوع في مجامعهم…"

كما وجدنا منطقة من ميناء مجدلا تعود إلى القرن الأول وعددًا من المنازل  وكثير من الأغراض والقطع النقدية. ووفقا للسلطة الإسرائيليّة للآثار يُعتبرُ هذا الموقع من أغنى المواقع الأثريّة التي تعود إلى القرن الأوّل أي حقبة يسوع.

أمّا المفاجأة السارّة للغاية فكانت وصول عدد المتطوعين إلى أكثر من 400 يعملون بحماسةٍ في الحفريّات الأثرية.. وهذه نعمة من الله فقد أتيحت لهؤلاء الشباب من مختلف البلدان فرصة أن يعيشوا تجربة عميقة في المكان نفسه الذي عاش فيه المسيح كما أقدّرُ كثيرًا ما قاموا به من أعمال.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كانت الفكرة الأساسيّة هي تدشين الجزء الأول من المشروع في 12  ديسمبر2012. بصراحة، أعتقد أنّه سيكون من الصعب أن نلتزمَ بهذا التاريخ لأسباب عدّة. أوّلًا هو أنّنا نقوم بالمشروع بأكمله من خلال التبرعات أمّا الرسومات فعديدة. ولكن أرى يد الله في كلّ ما حدث. وتزامن تنفيذ المشروع مع أزمتين ماليّتين ونزاعين مسلّحين في الشرق الأوسط…ومع ذلك فقد باركنا الله من خلال سخاء الكثير من الناس.

بالطبع نود أن نفتتح هذا المركز في أسرع وقت ممكن، ولكنّنا لسنا على عجلة من أمرنا. ونأمل أن نفتتح كنيسة صغيرة ومطعم في ديسمبر من هذا العام … وسيتم افتتاح ما تبقّى تدريجيًّا.
وأنا أدرك أنّ ما أقوله هو في صيغة المستقبل ولكن في الواقع لقد افتتحنا جزئيًّا المركز إذ أنّه يمكن للحجّاج الآن القيام بجولة قصيرة في المنطقة الأثرية، وإذا رغبوا في ذلك، يمكننا أن نحتفل أيضا بالقداس على الشاطئ.

وهل هناك ما يميّز هذا "المكان الأثريّ"؟

لا أعتقد هذا. فإنّ الفرنسيسكان قد قاموا بعمل جدير بالثناء في أغلب الأماكن المقدّسة التي كانت في أيديهم. وإن كان هناك أي "إختلاف" فهو لأنّ المركز سيقوم باستخدام التكنولوجيا الحديثة … لذلك هو المركز الأوّل الذي يُبنى ويُفتتح في بداية الألفيّة الثالثة إذ أنّه حديثٌ ويسوده الأمن.

كلمة أخيرة حول مجدلا…

في الحقيقة، يمكنني قول الكثير فأنا أقوم بكتابة كتابٍ عن هذا المشروع. وأود أن أتجرّأ وأضيف عن جمال هذا الموقع: أحسن يسوع اختيار هذا المكان ليعيش فيه ويعظ فيه. مجدلا هي موقع جميل ويقع كلّ من يزورها تحت سحر المناظر الطبيعية، والبحيرة، والجبال وأقترح أن تقوموا بزيارة موقعنا على صفحة الإنترنت: www.magdalacenter.com

زينيت / تعليقات جمعها بول دي مايير

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
المسيحيون في شبه الجزيرة العربية (2) مقابلة مع المونسينيور بول هيندر

المسيحيون في شبه الجزيرة العربية (2) مقابلة مع المونسينيور بول هيندر

بالتعاون مع"عون  الكنيسة المتألمة"، أجرى مارك ريدمين مقابلة لـ  Where God Weeps(حيث يبكي الله) مع رئيس أساقفة النيابة الرسوليّة العربيّة، المونسينيور بول هيندر  الذي ولد في سويسرا،

ويعيش  في أبو ظبي، وهو مسؤول عن أوسع منطقة كاثوليكيّة في العالم، فهي تشمل حوالي  ثلاثة ملايين  كيلومتر وتعدّ حوالي المليوني مسيحي. ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة.

* * *

صاحب السيادة، لقد حققت هدفا تاريخيّا، إي عندما عملت على بناء أول كنيسة كاثوليكيّة في قطر. هل بإمكانك اطلاعنا على الموضوع؟

المونسينيور بول هيندر: لا يعود الفضل لي. بل أعتقد أنه من حق سلفي المونسينيور جوفانّي بيرناردو غريمولي، الذي قام بعمل مذهل خلال 29 عاما، عمليّا قد قام بتجديد وبناء  جميع الكنائس الموجودة في مختلف البلدان. من ثم يعود الفضل إلى جميع الأشخاص الذين عملوا بجهد للوصول إلى هذا الهدف في قطر، كالكاثوليك المحليين، والسفراء الذين عملوا لسنوات عديدة في تجهيز الأرض. وأنا اليوم أحصد ثمار زرعهم.

أي بادرة أمل يشكل بناء كنيسة تتسع لحوالي 2700 مؤمن؟

المونسينيور بول هيندر: لا يجب أن ننسى وجود الكنائس في البحرين منذ عام 1939 وفي الامارات العربيّة المتحدة وفي سلطنة عمان في أواخر الـ 60 والـ 70. هذا ولم نتحدث عن أول كنيسة في شبه الجزيرة، في عدن، حيث بدأت الإرساليّة في القرن التاسع عشر. وهي بادرة أمل للمسيحيين الذين يعيشون في هذه البلاد. وإني أذكر ذلك اليوم المثير، حيث رأيت الناس يبكون من الفرح لرؤية كنيستهم، التي شكلت نوع من "غرفة المعيشة" لإيمانهم وهو بغاية الأهميّة لأنها مرجع ظاهر، حيث يجتمعون للإحتفال بدون أي خطر. وهذا دليل على انفتاح وكرم الأمير، وهي علامة على استعدادهم للإنفتاح، والتسامح وعلى ادراكهم لواقع البلاد.

تم التحدث كثيرا عن كيفيّة التصالح والتعاون مع المجتمع المسلم. والإقتراح هو الفصل بين الدين والدولة. ها هذا ممكن؟

المونسينيور بول هيندر: أريد المقارنة. لم يأتِ المسيح لتأسيس دولة. ولم يأت على رأس جيش. ولم يأت بمشروع اجتماعي وسياسي. هذا الأمر قد أتى بعد 300 عام في العالم المسيحي، في عهد الأمبرطور قسطنطين. وفي القرون الثلاثة الأولى، لم يكن للمسيحيين قوّة سياسيّة، بينما ولادة الإسلام متعلقة بمشروع سياسي وعسكريّ. لا أعتقد أنه من السهل تخطي ذلك، لأن متعلق بولادة الأسلام. لا أقول أنه مستحيل لأني أعتقد، لأنه حتى في القرآن وجود عناصر قد تفسر لصالح التسامح مع الأديان الأخرى، وللأسف هناك عقبات كثيفة في بعض النصوص، بالأخص حول العقيدة الإسلاميّة التقليديّة. ولحسن الحظ، يعمل العديد داخل العالم الإسلامي بهذا الإتجاه، ولكني أعتقد أنه سيستغرق وقتا.

هل تعني باتجاه الإعتدال والتعاون؟

المونسينيور بول هيندر: نعم. نأخذ على سبيل المثال تركيا، والتي هي دولة علمانيّة، ولكن الحياة المسيحيّة غير سهلة هناك، بسبب وجود العقليّة مبنية على أسس إسلاميّة أو مسلمة.

ما هو أملك في الكنيسة الكاثوليكيّة في الخليج العربيّ؟

المونسينيور بول هيندر: أملي هو الآ نعيش نحن الكاثوليك بالخوف. وأملي بالمزيد من التسامح. في الواقع، لا نختبئ في العديد من البلدان. ففي دبي، مثلا، لا نواجه مشاكل. ان وضع أحدهم المسبحة مع الصليب على مرآة السيارة، لا يشكل قلقا. 

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
العراق: أرضنا هي أرض إبراهيم (2)

العراق: أرضنا هي أرض إبراهيم (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع رئيس اساقفة أبرشية أربيل الكلدانية والتي نشرنا القسم الأول منها في 4 أبريل الجاري.

* * *
أكملت دراستك في لوفان في بلجيكا وإخترت موضوع أطروحتك العنف في الإسلام. لماذا إخترت هذا الموضوع بالذات؟
تحوّل نظام العراق السابق في 1993 و1994 إلى نظام إسلامي وزادت الحركات الإسلامية ليس لأنّهم آمنوا بهذا النظام بل لزيادة التحكّم خصوصًا خلال الحصار. وشهدنا بعد ذلك تصاعد في العنف داخل الإسلام في الشرق الأوسط. درستُ جذور هذه الحركات وتوقعت زيادة في تسييس الإسلام وتطرفه. بدأنا نرى من 2001 إلى 2003 ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة في الشارع الأمر الذي لم يكن طبيعيًا. فأدركت أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها تمرّ بوقت حساس وصعب خصوصًا بوجود التطرف الإسلامي.

هل العنف متأصل في الإسلام أو هل الأصولية تستغل الإسلام؟
أعتقد أنّ الأصولية تستغل الإسلام. تعايشنا سلميًا مع الشيعة والسنة لسنوات طويلة. بطبيعة الحال كان ولايزال هناك عنف في الإسلام، أغتيل أسقف من فترة قصيرة واضطرت عائلات إلى مغادرة الموصل وبغداد. العديد من الجماعات داخل العراق يؤمنون أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجب إتباعه وإستخدام العنف لتحقيق ذلك مبرر.

ما هو هدفهم؟
الفتح. تفسيرهم لذلك أنه جزء من عقيدتهم. هو جزء من الجهاد. بعض السياسيون يستخدمون هذه الحركات ليس لأنهم يؤمنون بها بل لأغراض سياسية.

هل هناك حملة لإجبار المسيحيين على المغادرة؟
يغزو العنف البلاد. وضع المسيحيين هو ظاهرة خاصة. يرد الشيعة باستخدام العنف  عندما يتعرضون لهجمات من السنة، والعكس صحيح في حين إن المسيحيين لا يجاوبون على العنف. ولذلك فإن وضعهم خاص…

ذلك يجعل منهم هدف سهل إذا صح التعبير…
بالضبط. تتعددّ أسباب الهجوم على المسيحيين فهم ضحايا عمليات ومصالح إجتماعية وإقتصادية وسياسية. في العراق تُهاجم مجموعات المسيحيين بسبب إيمانهم وتهاجم مجموعات أخرى المسيحيين لأنّ هذه الأخبار تظهر في الأنباء الدولية وذلك بغية الإظهار للعالم كله أنّ العملية السياسية في العراق فاشلة وتهاجم مجموعات أخرى المسيحيين لمصلحة إجتماعية.  وأخيرًا هناك مجموعات تهاجم المسيحية لأسباب إقتصادية فتهدد العائلات المسيحية وتجبرهم على مغادرة منازلهم من أجل إحتلال المنازل المهجورة.

قد غادر الجنود الأميريكيون. ما توقعاتك لمستقبل البلاد؟ هل سيزداد العنف؟
آمل أنّ الشعب العراقي تعلّم أنّ الحرب مدمرة ووحشية وكلفتنا حياة أحبائنا. آمل أن الشعب تعلّم أنّ فقط الحوار بين جميع الأحزاب العراقية يفيد البلاد. ولكنّ في حال لم تتحاور الأحزاب بين بعضها فإنّ الشعب العراقي سيواجه المزيد من العنف وحتى الحرب الأهلية. وبالطبع ستعاني الأقليات في هذه الحالة وسيكون المسيحيون الهدف.

هل تعتقد أن الحرب الأهلية قريبة؟
أتمنى ألا نصل إليها لأننا قد سبق ورأينا فظاعة شديدة في بغداد والموصل.

أريد أن أسألك عن المهجرين الهاربين من الجنوب إلى الشمال. ما هو تأثيرهم على أبرشيتك؟
إن التجربة التي عاشها المهجرون دفعتنا للعناية بهم رعويًا. إذًا هذه نعمة من الله وعلامة تبعث الأمل لنا. الأبرشيات في بغداد والموصل تغلق بينما نفكر نحن ببناء كنائس جديدة لهذه العائلات. لدينا أكثر من خمس آلاف عائلة مسيحية جديدة تحتاج إلى مكان. وهذا الوضع ليس مؤقتًا لأنّ العديد من الناس يشتري ممتلكات في أربيل وعنكاوا. فإنّ شراء العقارات علامة على أنهم يفكرون بالبقاء نهائيًا.

هذه علامة جيدة للبلاد؟
إنها علامة جيدة للبلاد وللمسيحية لأننا نستطيع الموازنة بين منطقة تعاني من العنف ومنطقة سلمية. سيعطي ذلك أمل للأساقفة والكهنة في بغداد والموصل لأننا نحزن من أجل العائلات التي تغادر البلاد. فإننا متأكدين أن من يغادر لن يعود أبدًا.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأب الياس شخطورة الأنطوني : من روحانية الصوم في التقليد السرياني (2)

الأب الياس شخطورة الأنطوني : من روحانية الصوم في التقليد السرياني (2)

أول ما يرد الى ذهننا عندما نأتي على ذكر الصوم والطعام، هو المعنى المضاد لهاتين الحالتين، إذ أنَّ الصوم في مفهومه العام، هو الانقطاع عن الطعام. فماذا هو عملياً دور الطعام، بالإنقطاع عنه

والمشاركة به؟

لا يمكننا غض النظر عن حسنات الطعام، عن فوائده وعن مساهمته الفعَّالة في بناء وتطوير هيكل الإنسان. بالإضافة الى كونه عنصرا اساسيا لا غنى عنه في الغذاء والنمو الجسدي، فهو أيضا رمز في بناء العلاقات ما بين الأفراد للتعبير عن نية جمعهم وتوحيدهم، إذ يُشكّل المكان الذي فيه يُعبِّر الإنسان عن رغبته في لقاء الآخر والتواصل معه. والصوم في مفهومه العام -الإمتناع عن الطعام- يهدف الى التصدي لِلذَّة التي يؤمّنها الطعام ذاته، بهدف الترفُّع الى ما هو أسمى من المادة، بالروح والجسد، فيصبح الصوم حينها عاملَ إضعافِ اللذةِ الترابية، مُقوّياً للمعرفةِ الروحية والعقلية معاً كي تصبح شاملة، قوةً لإماتة الأنانية، وعنصرَ تحجيم للرغبة الذاتية. كل ذلك بهدف نمو الرؤية الداخلية، المسمّاة بالروحية.

بالنسبة لمار أفرام، الإنسان هو إتحاد الروح بالجسد، مبدأ واحد، هيكليةٌ أساس للطبيعة البشرية، لا يمكن الفصل بينهما. فالروح هي عروس الجسد، والجسد هو الخِدر الزوجي للروح، إنّهما أداة واحدة تجعل الإنسان مترابطاً مع الآخر وبعلاقة معه. أما الفرق فيظهر في دور كل واحد منهما. يقول أفرام: "يؤدي الجسد لك الشكر، يا سيد، لأنك خلقته مسكنا لك؛ والروح تعبدك، لأنك خطبتها عند مجيئك". وفي كلامه عن الإفخارستيا يقول: "إن الخبز الروحي يُحلِّق ويطير، كذلك الشعوبُ يطيرون مرتفعين إلى الفردوس، حيثما يوجد جسد آدم الثاني"؛ هذه دلالة واضحة على أن كل من يأكل جسد الرب، يلتقي به حيثما وجد. إذن، إن الجسد هو الإنسان بكامله، والجسد والروح هما في إتحاد كامل ووثيق. فالجسد يَضعَفُ ويذبُلُ عندما يحاول أن يجعل من ذاته محوراً وركيزة لوجوده وجوهره، ليكون مصدرَ كلِّ شيء؛ بيد أن هذا ليس إلاّ دليلاً على فشله وضعفه.

الجسد هو "حلة المجد" وهذه العبارة بحد ذاتها تشكّل عامودَ أساسٍ في تعليم أفرام، إذ يأتي على ذكرها مرارا في أناشيده، خاصة في أناشيد الميلاد، كالنشيد 23 إذ يقول: "قام بكل ذلك الحنّان: تعرّى من المجد ولبس الجسد – حلة المجد – لأنه كوّن وسيلة ليرجع آدمُ إلى حالته الأولى التي أضاعها وتعرّى منها".

حلّةُ المجد، أهي حلةٌ خارجيةٌ يكسو بها آدم عاره أم هي مجرّد رمزية؟ إن سقوط آدم ورفضه للملكوت، دفع بالإبن بالتخلي عن ملكوته، ليلبس الجسد، حلّة مجده. بحسب أفرام، لا يمكننا إهمال الجسد، لأن الله بذاته حلّ فيه، إنه المسكن الذي يحل الإنسان فيه ويميزه عن سائر المخلوقات. إنه مكان لقائي بالآخر، إنه تعبير عن حضوري للآخر والآخر لي، حقيقةُ تواصل، مرآةُ الآخر فيّ، صورة الله في الإنسان.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
رسالة بندكتس السادس عشر لشبيبة العالم أجمع (2)

رسالة بندكتس السادس عشر لشبيبة العالم أجمع (2)

في ما يلي القسم الثاني من رسالة بندكتس السادس عشر بمناسبة يوم الشبيبة العالمي الذي سيحتفل به نهار أحد الشعانين الواقع فيه 1 نيسان، وموضوعها هذه الآية من رسالة القديس بولس الرسول

إلى أهل فيليبي " إفرحوا دائما في الرب".

* * *
3.    إحفظوا الفرح المسيحي في قلوبكم

نحن نتساءل اليوم: كيف نستطيع أن نتلقى ونحافظ على هذه الهبة ألا وهي الفرح العميق والفرح الروحي؟ يقول المزمور: "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مزمور 36 ،4) ويشرح المسيح قائلا: "ويشبه ملكوت السماوات كنزًا مدفونًا في حقل، وجده رجل فخبأه، ومن فرحه مضى فباع كل ما يملك واشترى ذلك الحقل" (متى 13، 44). إن إيجاد الفرح الروحي والمحافظة عليه ينبع من اللقاء مع الرب الذي يطلب منا أن نتبعه متخذين خيارًا حاسمًا بتكريس حياتنا له.
أيها الشباب، لا تخافوا بأن تكرسوا حياتكم للمسيح ولإنجيله: هذا هو السبيل لتحقيق السلام والسعادة الحقيقية في عمق قلبنا، وبهذا نحقق وجودنا كأبناء لله الذي خلقنا على صورته ومثاله. إفرحوا دائما في الرب: الفرح هو ثمرة الإيمان، هو أن نلمس كل يوم حضوره ومحبته: " مجيء الرب قريب" ( فيليبي 4 ، 5 ). ضعوا ثقتكم دائما به، هكذا تنمون في معرفته وحبه. " سنة الإيمان" التي نحن قادمون عليها، ستساعدنا وتشجعنا.
أيها الأصدقاء، تعلموا أن تلمسوا عمل الله في حياتكم، اكتشفوا وجوده في عمق أعمالكم اليومية. آمنوا بأنه وفيّ دائما للعهد الذي ختمكم به يوم عمادكم واعلموا بأنه لن يتخلى عنكم أبدًا. إرفعوا عيونكم إليه، هو الذي أحبكم بذل نفسه لأجلكم على الصليب. إن التأمل بحب عظيم كهذا، يزرع في قلوبنا رجاءً وفرحًا لا يغلبهما شيء. لا يمكن أن يحزن المسيحي عندما يلتقي بيسوع الذي بذل نفسه لأجله.
إبحثوا عن الرب، فإن قبلناه في حياتنا يعني حتما بأننا استقينا كلمته التي هي فرح قلبنا. يقول النبي إرميا: " وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" ( إرميا 15، 16). تعلموا قراءة الكتاب المقدس والتأمل به، هناك تجدون الجواب لأسئلتكم العميقة عن الحقيقة التي تشغل قلبكم وعقلكم، فكلمة الله تجعلنا نكتشف العجائب التي أنجزها الله في تاريخ البشر وتدفعنا لتسبيحه وعبادته ونحن ممتلئين فرحًا: "هلموا نرنم للرب…هلموا نسجد ونركع أمام الرب صانعنا" (مزمور 94 1، 6). القداس هو بامتياز المكان الذي يتم فيه التعبير عن هذا الفرح الذي تغرفه الكنيسة من الرب وتنقله للعالم. هكذا تحتفل الطوائف المسيحية كل أحد خلال الإفخارستيا بسر الخلاص ألا وهو موت وقيامة المسيح. هذه هي اللحظة الأساسية التي تبدأ بها رحلة كل تلميذ للرب، فبها تتجلى تضحيته من كثرة حبه لنا. هذا هو اليوم الذي نجتمع فيه مع المسيح القائم من الموت حيث نسمع كلامه ونتناول جسده ودمه ويقول المزمور: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنبتهج ولنتهلل فيه" ( مز24،117) وعشية أحد القيامة تتهلل الكنيسة بانتصار يسوع المسيح على الخطيئة والموت: "إفرحي يا أجواق الملائكة.. وابتهجي أيتها الأرض التي لطالما عانت من الحروب..وليصدع في هذه المسكونة صدى تهليل الشعوب ". الفرح المسيحي هو أن يحبنا الله الذي تجسد لأجلنا وبذل نفسه عنا فيجب أن نعيش حبًا به فنذكر ما كتبت القديسة تيريزيا الطفل يسوع: " يسوع فرحي أن أحبك."  

4.    فرح المحبة

أصدقائي الأعزاء، الفرح مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمحبة: "أما ثمر الروح فهو المحبة والفرح.." (راجع غل 5، 23). الفرح هو نتيجة الحب وشكل من أشكاله. أشارت الأم تيريزا إلى كلمات المسيح: "تبارك العطاء أكثر من الأخذ" ( أعمال الرسل 20، 35) بقولها: "الفرح هو سلسلة من الحب، لكسب النفوس. الله يحب من يعطي بفرح. والذي يعطي بفرح يعطي أكثر فأكثر." وكتب خادم الله بولس السادس: "بالله نفسه، كل شيء هو فرح لأن كل شيء هو عطاء" ( الإرشاد الرسولي "افرحوا بالرب"، 9 مايو 1975).
بعد أن أدركتُ مختلف أنماط حياتكم، أريد أن أقول لكم أن الحب يتطلب الثبات والإخلاص في الإلتزامات التي تقطعونها. هذا ينطبق في بادىء الأمر على الصداقات، فأصدقاؤنا يتوقعون منا أن نكون مخلصين ووفيين لأن الحب الحقيقي يثابر بخاصة في الضيقات. كذلك ينطبق الأمر على العمل، والدراسات، والخدمات التي تقدمونها. الإخلاص والمثابرة في عمل الخير يقودان للفرح حتى ولو لم يظهر ذلك على الفور. لاختبار فرح الحب، نحن مدعوون أيضا إلى أن نكون كرماء، وليس أن نعطي القليل بل أن نشارك مشاركة كاملة في الحياة مع إيلاء اهتمام خاص للفقراء. يحتاج العالم إلى نساء ورجال مثابرين ومخلصين يهبون أنفسهم لخدمة الخير العام. أقول لكم التزموا وادرسوا بجدّ، نموا مواهبكم وضعوها من اليوم في خدمة القريب، حيثما كنتم، إبحثوا عن كيفية المساهمة لجعل المجتمع أكثر عدلا وإنسانية. فلتقود روح الخدمة حياتكم ولا تبحثوا عن السلطة، ولا عن النجاح المادي ولا عن المال.
أما بالنسبة إلى الكرم فلا يمكنني إلا أن أذكر هذا الفرح المميز ألا وهو فرح تسليم الذات بكليّتها للرب. أيها الشباب لا تخافوا من دعوة المسيح لكم إلى الحياة المكرسة، أوالرهبانية، أوالتبشيرية أوالكهنوتية. كونوا على يقين بأنه يغمر بالفرح الذين يكرسون حياتهم له ويلبون دعوته بترك كل شيء والبقاء معه ووضع أنفسهم بخدمة الآخرين. كذلك، عظيم هو الفرح الذي يحيط به الرجل والمرأة اللذين يتحدان بالزواج لتأسيس عائلة فيشكلان علامة حب المسيح لكنيسته.
إسمحوا لي بأن أشير إلى عنصر ثالث للحصول على فرح الحب: إجعلوا الشركة الأخوية تنمو في حياتكم ومجتمعكم. هناك رابط قوي بين الشركة والفرح: فليس من باب الصدفة أن تكون عظة مار بولس قد صيغت بصفة الجمع: " إفرحوا دائما في الرب!" (فيليبي 4،4). معًا فقط يمكننا أن نختبر هذا الفرح بعيشنا الشركة الأخوية. يشرح كتاب أعمال الرسل عن أول مجتمع مسيحي: " يكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بفرح وبساطة قلب" (أعمال الرسل 2 ، 46). أنتم أيضا إسعوا لأن تكون المجتمعات المسيحية أماكن مميزة للمشاركة، والاهتمام ولخدمة بعضكم البعض.

5. فرح التوبة

 أيها الأصدقاء، لعيش الفرح الحقيقي، عليكم أن تدركوا ما هي الإغراءات التي تكبّلكم. غالبًا ما تدفعكم     الثقافة الحالية إلى تحقيق أهداف وملذات عابرة وبذلك هي تُغلّب عدم الإستقرار على المثابرة في الجهد والإخلاص للإلتزامات. إن الرسائل التي تتلقونها تحثكم على الإستهلاك وتقطع عليكم وعود سعادة كاذبة، ولكن التجربة تدل على أن التملك لا يتماشى والفرح: كثيرون هم الأشخاص الذين لا يفتقرون للماديات ولكن يتملكهم اليأس والحزن ويشعرون بالفراغ في حياتهم. لتبقى فينا المحبة، نحن مدعوون لكي نعيش الحب والحقيقة في الله.
يريدنا الله أن نكون سعداء، لهذا السبب زوّدنا بتوجيهات لكي لا نضل طريقنا ألا وهي: الوصايا، فإذا عملنا بها أرشدتنا إلى طريق الحياة والسعادة. للوهلة الأولى يمكننا أن نشعر بأنها مجموعة من المحظورات تكبّل حريتنا، ولكن إن تأملنا بها قليلًا على ضوء رسالة المسيح، فسنجد بأنها مجموعة من القواعد الأساسية والقيّمة للحياة تجعلنا نعيش وفق مخطط الله لنا، ولكن على العكس إن قمنا ببناء أي شيء متجاهلين الله وإرادته سنسبب لأنفسنا خيبة أمل كبيرة وتعاسة كما سنختبر معنى الفشل. أما تجربة الخطيئة نتيجة لرفضنا اتباع يسوع ورفضنا محبته، فستجعل الظلمة تخيم على قلوبنا.
إذا كان طريق المسيحية وعرًا وواجه الإلتزام بالإخلاص لمحبة الرب صعوبات أو انتكاسات، كونوا على ثقة أن الله الرحوم لن يتخلى عنكم، فهو يعطينا دائما الفرصة للعودة اليه واختبار فرح حبه الذي يسامح الجميع ويستقبلهم من جديد.
أيها الشباب، إلجئوا دوما إلى سر التوبة والمصالحة فهذا هو سر الفرح. تقدموا إليه دائما بصفاء، وثبات، وثقة واطلبوا من الروح القدس أن ينوّركم لتعترفوا بخطاياكم وتلتمسون المغفرة من الله. سيحتضنكم الله دائما، وسيطهّركم ويجعلكم تدخلون فرحه: " هكذا يكون الفرح في السماء بخاطىء واحد يتوب" (لوقا 7،15).

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم: هواجس المسيحيّين بعد الربيع العربي (2)

مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم: هواجس المسيحيّين بعد الربيع العربي (2)

نحن المسيحيّون في هذا الشرق بحاجة ماسة إلى أصوات مسلمة من وزن كبير، تبعث الأمل والرجاء في إمكانيَّة استمرار تحقيق العيش معاً، لهذا فإنَّ دعوة ممثِّلي الكنائس المسيحيّة الشرقيّة إلى هذه الندوة اليوم،

نراها استشرافاً لما قد يحدث في مستقبل هذه المنطقة، خاصّةً بعد ما عُرف بـ الربيع العربي، نرجو أن تكون رياح التغيير في صالح الإنسان والوطن.
قبل قليل كنَّا ، نحن ممثّلي هذه الكنائس الشرقيّة، وعلى مدى ساعتين، في اجتماع مغلق، تحدَّثنا فيه عن هواجسنا، ورؤانا، بناءً على مساهماتنا المتنوِّعة وعلى ضوء ما يجري في هذه المنطقة. وأيضاً توقفنا عند أهمِّ التغييرات التي وقعت وتقع هنا وهناك في الشرق العربي، وتساءلنا إلى أين نسير؟ فوجدنا أنَّنا أمام موقفين هامين.
الأوَّل: وهنا تكلّمنا بصفتنا مواطنين لا حواجز بيننا وبين إخوتنا في المواطنة، من الأديان والمذاهب والاثنيّات والثقافات الأخرى، وذلك لأنَّ جذورنا تمتدُّ في عمق الأرض في الوطن، ولنا حقوق كما علينا واجبات.
والثاني: أدركنا معنى أن نكون مسيحيِّين أصيلين نعيش في الوطن الذي نحن منه وهو لنا، وقد عرفناه منذ قرون طويلة، ولا نحسب أنفسنا إلاَّ في حالة مساواة مع كلّ المواطنين غير المسيحيِّين.
 
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
بيار عطالله : المسيحيون في شمال العراق شعب الألم والصمود  [2]

بيار عطالله : المسيحيون في شمال العراق شعب الألم والصمود [2]

يحلم مسيحيو العراق باليوم الذي يتمكّنون فيه من إقناع السلطة المركزية في بغداد بإقامة محافظة نينوى التي تضمهم مع الاقليات الاخرى، وفي انتظار ذلك اليوم الموعود تمضي مسيرة الحياة هادئة في البلدات

 والقرى المنثورة في شمال العراق رغم الاخبار التي تصلهم من العاصمة بغداد ومحافظة الموصل عن التعرض لمن تبقى من المسيحيين هناك.
ينتشر المسيحيون في مناطق داهوك وكركوك وأربيل وزاخو وغيرها بدءاً من الحدود التركية – العراقية – السورية غرباً، كما يقيم المسيحيون في الموصل جنوباً وانحاء كركوك بأعداد قليلة وفي ظل أوضاع أمنية مضطربة، ومنها يتوزعون على جبال كردستان شمالاً وشرقاً وصولاً الى سهل نينوى، الذي ينقسم الى نينوى الجنوبية ونينوى الشمالية ويضم ثلاثة أقضية تعادل مساحتها ثلث الجغرافيا في لبنان. ويعيش في هذا السهل نحو 35 في المئة من المسيحيين (الكلدان، السريان، الاشوريين)، واليزيديين بنسبة 30 في المئة، والبقية من التركمان، الكيكية (اصلهم من الشيشان) والشبك السنة والشيعة. لكن المشكلة ليست في التعايش المتوتر بين هذه الاقليات بل في الصراع المحتدم بين سلطات كردستان والمركز في بغداد للسيطرة على هذه المنطقة التي تسمّى "الاراضي المتنازع عليها"، وكأن لا رأي لسكان تلك الارض في حاضرهم ومستقبلهم رغم أنهم من الاكثر تعلقاً بالولاء للعراق والاكثر حرصاً على التفاهم مع الاخرين رغم حملات الارهاب والتنكيل التي تعرضوا لها والتي جعلتهم بين سندان الاكراد الطامحين، الذين ينشرون قوات البيشمركة الكردية في هذه المناطق والسلطة المركزية التي تريد تقمص دور حزب البعث في الهيمنة دون أي اعتبار للتعددية التي لم تجد السلطات المحلية سبيلاً لحمايتها من "الارهابيين" الا بنشر وحدات الحرس الاهلية من المتطوعين.

كرمليس وبغديدا

يشكل الاهمال بمعناه الحقيقي السمة المشتركة لتلك المناطق، فلا نظام البعث اهتمّ بها ولا السلطة اللاحقة، ويعني الاهمال عدم وجود شبكة طرق جيدة وانعدام شبكة الصرف الصحي، إضافة الى جملة أمور أخرى أصبحت من البديهيات في العالم، مثل تأمين فرص العمل والتربية والصحة والخدمات الاجتماعية وغيرها. وفي بلدة كرمليس مثلاً الواقعة في سهل نينوى الجنوبي، هاجر ثلاثة آلاف من أهاليها وبقي خمسة الاف يصمدون بجهودهم الفردية، ولولا الحواجز المسلحة التي تلف البلدة وعند مداخل الكنائس والدير في ما يشبه المجتمع الحربي، لربما كانت ضريبة الارهاب أكبر على الاهالي الذين يمضون الحياة بهدوء وينصرفون الى الزراعة ووظائف القطاع العام والتعليم، حيث هناك خمس مدارس تضم نحو 1500 تلميذ. ويردد الاهالي هناك انهم يتزوجون وينجبون الاطفال رغم الكلفة المرتفعة للزواج لدى المسيحيين، ويشدّدون على أنهم "لولا الارهاب والهجرة لكنا بألف خير" ولا يسمع المرء سوى نغمة واحدة بين الناشطين: "نريد محافظة للاقليات".
في بغديدا البلدة الاكبر في تلك الناحية والتي سقط الالاف من شبابها في الحرب مع ايران والتي سميت "مدينة الفداء" بسبب سقوط 1800 شهيد من ابنائها، يقيم نحو 50 الفاً من السكان وربما أكثر، منهم المهجرون من بغداد والموصل ممن حملوا معهم عاداتهم وتقاليدهم، وبثوا الحياة في المدينة الريفية الهادئة والمتمسكة بتقاليدها وأوقات الصلاة في كنائسها الكثيرة والاثرية، حيث يتمتع الكهنة بنفوذ كبير نجح في التصدي لمحاولات افتتاح ملاهٍ ليلية وفرض معايير اخلاقية صارمة على مجتمع تلك المدينة التي تبدو مثل خلية نحل بأسواقها القديمة وبيوتها المتلاصقة ومركز استقطاب لسكان تلك الناحية.
ويشرح مدير ناحية تل كيف باسم بلو ان هجرة المسيحيين العكسية الى شمال العراق وسهل نينوى بدأت عام 2003 بعد سقوط نظام البعث لاسباب عدة، منها السياسية والامنية والاقتصادية، ووصلت الى ما بين 4000 و 5000  عائلة، لكن انعدام فرص العمل وعدم استقرار الوضع الامني دفع قسماً كبيراً من هذه العائلات الى الهجرة الى الخارج. ويجزم بأن "كل مقومات قيام محافظة او اقليم سهل نينوى موجودة، سواء أكانت الموارد البشرية ام الاقتصادية من زراعة ونفط. ويشير الى وجود سد الموصل على نهر دجلة، أحد أهم موارد الثروة المائية الاستراتيجية في العراق كله". ويضيف: "المشكلة ليست في رأس المال وتأمين التمويل، وخصوصاً أن ثمة متمولين عراقيين مسيحيين كثراً على استعداد للاستثمار، بل هي في القرار السياسي وتأمين الاستقرار والهدوء".  

القوش وشراء الاراضي

القوش أكبر البلدات في منطقة نينوى الشمالية، واشتهرت بأنضواء اهاليها في الحزب الشيوعي وشدة بأسهم وحمايتهم لناحيتهم، وخصوصاً أنهم في غالبيتهم من الفلاحين والمزارعين، وفيها دير ربان هرمس الاثري أحد أقدم المواقع الاثرية المسيحية في الشرق، وخمس مدارس تضم نحو 1200 تلميذ  الى رياض اطفال ومدرسة مهنية متخصصة، وتزنرها الحواجز المسلحة عند مداخلها. لكن المشكلة ليست أمنية بل تتمثل في الهجمة على شراء الاراضي، ويقول الاهالي هناك: "بعد الفشل في تغيير الديموغرافيا لمصلحة العرب بدأت حملة الاغراءات والتحايل على القانون وتزوير صكوك البيع لشراء الاراضي التي تمكن الاهالي من التصدي لها بقرار منع البيع "للغرباء" تحت طائلة المسؤولية، ولأن غالبية الاراضي ملك لرهبان دير ربان هرمس الذين يرفضون بيع الارض، وأقصى ما يسمحون به هو الايجار للاغراض الزراعية". ويقول باسم بلو ابن القوش: "ايران ودول الخليج تمولان انصارهما لشراء ارضنا، وجزء كبير من مطالبتنا بإنشاء محافظة خاصة للاقليات هو لسن قوانين تمنع بيع الاراضي وتضع حداً للتحكّم في رقابنا".
الى الجنوب من القوش، وعلى امتداد السهل الفسيح، بلدة نموذجية تشبه البلدات الفرنسية بقرميدها الاحمر، هي الشرفية النموذجية التي لم يتبقَ من سكانها الذين يتبعون الكنيسة الشرقية القديمة سوى 300 نسمة يعتمدون على الزراعة وتربية الاغنام والابقار في أرض تدرّ لبناً وعسلاً، وفيها مدرسة الرها اللاهوتية لتأهيل الكهنوت وتضم 14 طالباً يتابعون دراستهم لاحقاً في معهد اللاهوت في عينكاوا. وفي الشرفية يروي الاب اسعد حنونة ان من يهاجرون انما ينتقلون الى المجهول. ويقول: "الفكر العربي لا يريد الاعتراف بالآخر. السنّة لم يعترفوا بالشيعة والاكراد واليوم الشيعة لا يريدون الاعتراف بحقوق السنّة، وهكذا دواليك في مسيرة فكر الغائي لا يقيم وزناً للتعددية والاقليات".
مدينة تل اسقف المجاورة للشرفية فسيحة، وكذلك كنائسها ومؤسساتها، وعند مداخلها ترتفع الحواجز المسلحة الى جانب قطعان الاغنام والابقار، مما يوحي أن اولئك المسيحيين انما يعيشون حياة الرعي وحمل السلاح لحماية وجودهم الذي تبدو عليه علامات الاهمال والحرمان الى أقصى الحدود. ويقول المسؤول عن الشباب في الحركة الديموقراطية الاشورية كلدو رمزي إن الفيديرالية جزء من الحل لكل مشكلات العراق، ويفترض ان يؤدي انشاء المحافظات الى تغيير كبير في طبيعة الامور، تماماً كما جرى في كردستان حيث يشهد المجتمع الكردي نهضة كبيرة بسبب سياسة التخطيط والانفاق المدروسة التي تنفذها قيادة الاقليم، في حين أن وضع البلدات والقرى والمدن في سهل نينوى لا يمكن مقارنته مع أي منطقة اخرى نتيجة تردي الخدمات وانعدام أبسط انواع الدعم الحقيقي والبناء.  

يراقبون سوريا
مسيحيو العراق يخشون على المسيحيين في سوريا أن يتعرضوا لما يتعرضون له من إرهاب وتنكيل، وهم يتفهمون مواقفهم ويجدها بعضهم مبررة رغم كل ما نالهم من نظام البعث وصدام حسين من قمع. ويسأل الوزير السابق يونان هوزايا: "تجوز المقارنة بين صدام حسين وبشار الاسد في بعض المسائل، وخصوصاً الاستخدام المفرط للقوة وقمع الحريات، لكن السؤال الكبير يتلخص في معرفة البديل اذا سقط النظام الحالي، هل هو الاسلام الاصولي أم النموذج الديموقراطي؟ وعلى حركة الاسلام السياسي أن توفر اجابات واضحة عن مسائل كثيرة مثل المواطنة وتقبل التنوع والتعددية وكيفية التعامل مع هذا الموزاييك الكبير في العالم العربي".
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
روبير شعيب : الحقيقة وراء الإنجيل المنحول الذي اكتشف في تركيا (2)

روبير شعيب : الحقيقة وراء الإنجيل المنحول الذي اكتشف في تركيا (2)

لقد تحدثنا في القسم الأول من المقالة عن تأريخ المخطوط الذي وُجد في تركيا (فرأينا أنه يعود إلى العام 1500 بحسب التاريخ المكتوب على صفحته الأولى) وعن الأخطاء اللغوية التي جعلتنا نشك نقديًا بهوية ناسخيه

 (الذين لا يمكن أن يكونوا رهبانًا أشوريين، نظرًا للأغلاط الكثيرة الواردة في الصفحة الأولى).

علمًا بأن المخطوط لم يتم عرضه بعض على العموم للدراسة والبحث إلا أن هناك تصاريح عن مضمونه من قبل السلطات التركية تمكننا من ربطه بإنجيل منحول يعرف باسم "إنجيل برنابا". فعلى الأرجح ما هذا النص إلا نسخة من إنجيل برنابا المنحول الذي يزعم كاتبه أن يسوع تنبأ عن رسول المسلمين ليس. فما هو هذا الإنجيل وما هي قصته؟

نظرة إلى تناقضات إنجيل برنابا

لن نقدم شرحًا تفصيلًا عن إنجيل برنابا، فهناك العديد من النسخ التي يمكن مراجعتها بسهولة على شبكة الانترنت (وكلا… الكنيسة لا تسعى إلى إخفاء نسخه كما يزعم البعض زورًا). ما يهمنا هنا هو أن ننظر في تناقضاته الكثيرة. ولذا قبل أن نتقدم بمقاربة علمية لتأريخ الإنجيل، سنتوقف للحظة على مكنون إنجيل برنابا مستعرضين بشكل خاص المعطيات المغلوطة.

– يصرح الكاتب معرفًا عن نفسه بأنه برنابا أحد الرسل الاثني عشر، ويعدد الرسل مخليًّا اسم "توما" الرسول. فيقدم لنا تناقضًا أولاً لأن كل الوثائق الأخرى والمخطوطات تبين لنا أن برنابا كان معاونًا للقديس بولس وقد عاون الرسول بولس في رحلاته التبشيرية وبالتالي بعد موت يسوع وقيامته (وبعد ارتداد بولس).

– يصرح يسوع في هذا الإنجيل أنه ولد في زمن بيلاطس البنطي، والذي يبدأ تاريخيًا في العام 26 بعد المسيح! وبهذا يناقض مختلف التواريخ التي يمكننا أن نستنتجها من المخطوطات الأخرى ومن رسائل القديس بولس.

– المؤلف يجهل أن "المسيح" هو مرادف لـ "كريستوس" ولذا من ناحية يسمي يسوع "يسوع كريستوس" ولكنه ينفي أنه المسيح – "مسيا" (الفصل 42)!!! (فليُسمح لي بالنكتة: حبل الكذب قصير، حبل الجهل أقصر!).

– يخلط المؤلف بين يسوع ويوحنا المعمدان فيضع على لسان يسوع الكلمات التي تُقال عن يوحنا المعمدان… في الفصل الثاني والأربعين يُسأل يسوع عما إذا كان المسيح، فينفي. يُسأل إذا كان أحد الأنبياء القدامي فينفي. فيقول له سائلوه: "من أنت؟ قل لنا لكي نحمل شهادة لمن أرسلنا" فيرد يسوع: "أنا صوت صارخ في كل اليهودية: ’أعدوا الطريق لرسول الله‘". كما ويضع كلمات أخرى ليوحنا على لسان يسوع، فيجعله يقول "أنه ليس أهلاً ليحل ربط حذاء رسول الله".

– ينفي النص كل ما يقوله العهد القديم عن عهد الله مع إبراهيم بأن يعطيه نسلاً من ابنه اسحق ويصرح أن وعد الله يتحقق في نسل اسماعيل.

– ويضع المؤلف على لسان يسوع اعترافًا بمحمد نبي المسلمين حيث يقول أنه شاء أن يرى يوم النبي المحمد فرآه وتهلل (وهذا تحريف لما يقوله يسوع عن ابراهيم في الفصل الثامن من إنجيل يوحنا، 8، 51). ويجعل يسوع يقول: "آه، يا محمد، الرب معك، وليجعلني أهلاً أن أحل سيور حذاءك، لأني إذا فعلت ذلك سأضحي نبيًا وصفيًا لله".

– يتحدث النص عن اليوبيل فيقول أنه يحدث كل مائة عام فيناقض سفر اللاويين (الفصل 25). هذا المفهوم لليوبيل يخون تأريخ الكتاب المتأخر. ففقط بعد عام 1300، في عهد البابا بونيفاسيوس الثامن، تم تقرير الاحتفال باليوبيل كل مائة عام. علمًا بأنه تم الرجوع للاحتفال كل 50 عامًا من البابا أكليمنضوس السادس (في عام 1343).

– تخون مقاطع عدة جهل المؤلف لجغرافية الأراضي المقدسة، فتبين أنه لا يمكن أن يكون الرسول برنابا. لا بل لا يمكن أن يكون مؤلفًا مر بالأراضي المقدسة.

– آدم وحواء (في الفصل الأربعين) يأكلون تفاحة. وهذا المفهوم يعود إلى الترجمة اللاتينية لسفر التكوين حيث لعب القديس أغسطينوس على التشابه بين كلمة "شر" وتفاحة" باللاتينية (malum). وعليه المؤلف يخون زمانه من خلال إشارة إلى مفهوم شاع في العصور التالية.

– يُظهر المؤلف في حديثه أنه يعرف فكر الشاعر الإيطالي "دانتي أليغييري" (1261 – 1321) وذلك لأنه يستعين بتصاويره في وصف الكثير من الحقائق الأخيرية.

– في الفصل الحادي والتسعين من الإنجيل المنحول يتحدث المؤلف عن "زمن الصوم الأربعيني" وهو زمن حدده المسيحيون في القرن الرابع بعد المسيح (وبالتحديد في مجمع نيقيا الأول، عام 325) وليس لهذا الأمر مقابل مماثل في التقليد العبري.

– الاستشهادات الآتية من العهد القديم لا ترتكز على النص العبري أو النص اليوناني بل على الترجمة "العامية" اللاتينية (فولغاتا – Vulgata) وهي الترجمة التي قام بها القديس هيرونموس وأنهاها بعد 15 عامًا من العمل في العام 405!

– هناك أيضًا أخطاء تاريخية فادحة. ففي الفصل الحادي والتسعين يتحدث المؤلف عن 600000 جندي روماني في اليهودية، رغم أن الوقائع التاريخية تقول لنا أن عدد كل الجيش الروماني في ذلك الزمان لم يكن يزيد على 300000 عنصر!

– وبالحديث عن الجيوش يزعم المؤلف بأنه كانت هناك ثلاثة جيوش في زمن يسوع بفلسطين القديمة، في كل منها 200 ألف جندي، علمًا انه لم يكن عدد سكان فلسطين كلها 200 ألف نسمة منذ 2000 عام، اضافة إلى أن الرومان كانوا يحتلونها ولذا كان مستحيلاً أن يكون فيها جيش نظامي إلا الجيش الروماني.

ما هذه التناقضات إلا بعض من كثير مما يتضمنه هذا الإنجيل المنحول. والمثير للاهتمام أن هذه التناقضات لا ترتبط فقط بالعهد القديم أو العهد الجديد أو جغرافيا وتاريخ زمان يسوع: المثير للاهتمام حقًا هو أنه يخالف وجهة نظر القرآن. الأمر الذي حدا ببحاثة مسلمين إلى رفضه ككتاب منحول وغير أصلي. سنستعرض في ما يلي رأي كاتب مسلم.

إنجيل برنابا المنحول يناقض القرآن أيضًا

أشهر المشككين بإنجيل برنابا وأصالته كان الكاتب المصري الراحل، عباس محمود العقاد، فقد كتب في جريدة "الأخبار" عدد 26 أكتوبر 1959 موضوعا عنه لخص تناقضاته بإيجاز حاسم.

وأهم ما كتبه العقاد، بحسب ما أورد موقع العربية.نت: "ان وصف الجحيم في انجيل برنابا يستند الى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد، وان بعض العبارات الواردة به قد تسربت الى القارة الأوربية نقلاً عن المصادر العربية".

وزاد العقاد وكتب: "ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم محمد رسول اللّه".

وأضاف أيضا أن أخطاء تكررت في هذا المؤلف المنحول "لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة من الكنيسة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن".

ومن السهل قراءة تناقضات "انجيل برنابا" مع القرآن فنراه يذكر مثلا أن هناك تسع سموات (بدل السبع) وعاشرها الفردوس.

كما يزعم – بحسب ما أفاد الموقع عينه – أن مريم العذراء ولدت المسيح من دون ألم، بينما يروي القرآن أنها شعرت بالمخاض الذي ترافقه الآلام.

هذا ويعتبر الكتاب محمد "مسيحًا" إلا أن الإسلام والقرآن لم يقل أبدًا أن محمد هو المسيح.

بعد أن دحضنا (وسخرنا!) من مكنون هذا الكتاب، سنتحدث في القسم المقبل من المقالة عن تأريخ هذا النص بحسب علماء التاريخ.

(يتبع)

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأب شربل رعد : القديس مارون: هل تعلم؟ (2) أين تقع منسكة القديس مارون؟

الأب شربل رعد : القديس مارون: هل تعلم؟ (2) أين تقع منسكة القديس مارون؟

هذا السؤال شغل بال الكثيرين من الباحثين. فمنهم مَن قال: في جبل البارداساغ في القورشيَّة، آخرون قالوا: في كفرنابو شمال حلب، وآخرون قالوا: في مغارة العاصي في لبنان.

لكن الأبحاث الأخيرة تثبت خلاف ذلك بالتمام. فمارون ليس من رهبان القورشيَّة، مع أنَّ  ثيودوريطس يضعه في مجموعتهم في الفصل الرابع عشر، وفي سيرته يقول بأنه هو الزراع لله هذا البستان النضر في القورشيَّة. فقد عاش مارون، على الأرجح، على تخوم أبرشيَّة قورش ضمن أبرشيَّة أنطاكية. وليس في كفرنابو لأنَّ مواصفاتها كموقع لا تتماشى مع ما حدَّده ثيودوريطس كوصف لمنسكة مارون، كونها تقع في وادٍ، كما أنَّه لم يُكتشف فيها بعد أي أثر لهيكل وثني. وليس في مغارة الراهب في لبنان المعروفة باسمه للأسباب عينها، ولأسباب غيرها لا مجال لذكرها وتعدادها. قبل الجواب، علينا وضع المعايير التي ترشدنا إلى ذلك.
ما هي المعايير التي تفيدنا إلى مكان تنسك مارون؟
 المعايير هي: أن يكون المكان رابية بني عليها هيكل وثني؛ أن يكون المكان بعيدًا عن الموصلات ليتلائم والحياة النسكيَّة أو النمط الذي عاشه مارون؛ أن يكون المعبد الوثني قد تحول إلى كنيسة؛ أن لا يكون في الموقع أي أثر لدير وإلا يكون قد دفن فيه.

هل تنطبق المعايير على هيكل قلعة كالوتا؟
 بالطبع نعم! فالمكان هو رابية، يعلو عن سطح البحر 560 مترًا. وكان قد شُيِّدَ على هذه الرابية هيكلٌ وثنيّ يعود إلى زمان الأشوريين؛ وبعده كان هناك هيكلٌ رومانيّ من زمان أنطونينو بيو، ويدعى هيكل "الآلهة الأقدمين". كذلك، هناك مسافة قريبة ما بين كالوتا ومدفن مارون في براد. كما أن المكان بعيد عن الطرق العامة وليس فيه أي أثر لدير أو مسكن رهبان. إذًا، فقلعة كالوتا هي مكان تنسك مارون، تقع شمال حلب وتبعد عنها حوالى 30 كلم و عن القورشيَّة 50 كلم. وهي ضمن نطاق أبرشيَّة أنطاكية، وقد تحولت إلى كنيسة في القرن الخامس.

 

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).