«الهدف من هذا النشاط هو كسر تقليد توزيع الهدايا»، كما يقول مؤسس الجمعية ورئيسها الأب شربل خشّان لـ«السفير»، معتبراً أن «التواصل المباشر الذي سينتج من هذا التبني بين مسيحيي البترون وجيرانهم العراقيين سيدفع بالبترونيين إلى تبني قضية مسيحيي العراق وحملها في أي بلد يتواجدون فيه، وذلك من دون أن ينتظروا سماع خبر أي تفجير إرهابي ليستنكروا ويدعموا إما عبر بيانات أو من خلال الاعتصامات».
«بعيد السلام استقبل السلام» تحت هذا الشعار الذي أرادته الجمعية المنظمة، انطلقت الباصات التي أقلت الأطفال من نقطتي التجمع في سن الفيل والفنار الثامنة والنصف صباح أمس، متجهة نحو صالون الكنيسة في قرية جران، حيث أقيم لهم عند العاشرة قداس ترأسه الأب خشّان. ونظراً الى عددهم الذي قارب المئة وخمسين، توزع الأولاد على مجموعتين وأقيم قداس آخر في التوقيت عينه في كنيسة مار شربل عبرين ترأس الذبيحة الإلهية فيه الأب يوحنا مارون مفرج، وهو أيضاً أحد أعضاء الجمعية.
«المفاجأة كانت في تجاوب الأهالي مع هذه الدعوة» يقول خشّان ويروي أن «عشرين قرية تشارك في هذا التبني، وهي عبرين، سمار جبيل، إجدبرا، بجدرفل، كفيفان، جران، مراح الزيات، مراح شديد، غوما، راشانا، تحوم، إده، تولا، بقسميا، كفرشليمان، حلتا، جبلا، عورا، حدتون وشبطين». ويضيف «أكثر من 350 عائلة بترونية طلبت منا أولاداً لتبنيهم في زمن الميلاد لكننا لم نستطع تأمين هذا العدد لأن الاتصال باللاجئين العراقيين يتم فرديا كونهم لا يعيشون في مجمع أو دير واحد، بل يتوزعون بين الفنار والحازمية وسن الفيل وغيرها من المناطق».
أعمار الأطفال تتراوح بين 8 و15 سنة، وبحسب الجداول التي حصلت عليها الجمعية من مكتب اللاجئين العراقيين في كاريتاس، فتواريخ دخولهم الى لبنان تتوزع على أعوام 2008، 2009 و2010، وتفيد المعلومات أيضاً بأن غالبيتهم دخلت لبنان في الأشهر القليلة الماضية من العام 2010.
بعد القداسين توزع الأولاد على العائلات بحسب اللوائح، وذهب كل واحد منهم لتمضية البرنامج الذي أعدته له عائلته الجديدة ليوم واحد.
واستضافت عائلة يوسف حنا باسيل في سمار جبيل ولداً واحداً أعدت بالتنسيق مع جاريها ميشال فارس (استضاف ولدين) ومارون الديك (استضاف ولداً واحداً)، برنامجاً مشتركاً بدأ بزيارة دير مار يوسف في جربتا حيث ضريح القديسة رفقا، ومن ثم دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان حيث يرقد القديس نعمة الله الحرديني والطوباوي اسطفان نعمه. طعام الغداء للأولاد الأربعة أرادته هذه العائلات في أحد المطاعم البترونية الذي يتميز أيضاً بباحته الخارجية التي تحتوي على مدينة ملاه. وبطبيعة الحال لم تغب هدايا العيد عن اليوم الميلادي.
الصورة لا تختلف كثيراً في منزل جوزيف ضرغام في غوما الذي استقبل أولاداً أيضاً، فاليوم الميلادي انطلق بجولة على كنائس المنطقة الأثرية تلاها غداء في المنزل، لينتقل بعدها الأولاد إلى كنيسة السيدة العذراء حيث أقامت لهم الشبيبة مسرحية من وحي العيد قبل أن يختتم «بابا نويل» النشاط ويوزع عليهم هداياه.
انتهى اليوم الميلادي البتروني مع أطفال العراق المسيحيين عند السادسة مساء، ويقول الأب خشّان: «إن هناك مشروعاً يقضي بتبني عائلة مسيحية بترونية لعائلة أخرى عراقية. كما تخطط الجمعية للتوصل الى جمع أكبر عدد من العائلات التي تستطيع أن تقدم شهرياً مبلغ حوالى 30 دولاراً لمساعدة مسيحيي العراق».