في 20 نيسان 2005، تصدّر خبر انتخاب البابا الجديد الصفحة الأولى من الصحف، وعنونت "النهار" الآتي: “راتسينغر الألماني المحافظ بابا انتقالي لرهانات كبيرة".
وتحت هذا العنوان ورد النص الآتي: الساعة 18:40 مساء امس بتوقيت روما، فتح الستار الاحمر لشرفة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، وأطل الكاردينال التشيلياني خورخي أوتورو ميدينا استيفيز ليبشر الحشود التي ملأت الساحة امامه بأن "لدينا بابا"، ثم يعلن بلغات عدة قرار المجمع المقفل انتخاب الكاردينال الالماني جوزف راتسينغر (78 سنة) زعيم التيار المحافظ في الكنيسة الكاثوليكية، بابا جديداً، الامر الذي يعكس رغبة "أمراء الكنيسة" في الحفاظ على النهج الصارم الذي اعتمده يوحنا بولس الثاني، وميلهم الى بابوية "انتقالية" بعد الفترة الطويلة التي امضاها البابا الراحل.
ويواجه البابا الجديد الذي اختار لنفسه اسم بينيديكتوس الـ 16، مهمات شاقة خلفاً لرجل استثنائي زحف العالم بزعمائه السياسيين والروحيين الى جنازته في الثامن من نيسان في الفاتيكان. فلئن استطاع كارول فويتيلا تعويض ضعف الكنيسة بالكاريزما الاستثنائية التي تمتع بها، يواجه البابا الجديد رهانات خطيرة مرتبطة خصوصاً بتراجع الدعوات الدينية ومنافسة الاديان الاخرى وتطور العادات. فعلى رغم المظاهر الخارجية، يبدو ان الكنيسة الكاثوليكية هي اضعف اليوم مما كانت مطلع بابوية يوحنا بولس الثاني قبل 26 سنة، ذلك ان الكاثوليك لا يعدون الا 17 في المئة من سكان العالم (في مقابل 17,75 في المئة عام 1978). وفي مجال الحوار مع الطوائف المسيحية الاخرى، يرث بينيديكتوس الـ 16 ملفاً حافلاً، فمنذ عودة الحرية الدينية في الامبراطورية السوفياتية السابقة، غالباًما يواجه الكاثوليك اتهامات من الكنائس الارثوذكسية الشرقية في اوروبا الوسطى بأنهم يسعون الى التبشير. ومع البروتستانت، لا تزال مشكلة رئاسة البابا قائمة.
وكان راتسينغر تولى منذ 1981 رئاسة "مجمع العقيدة والايمان" فعاقب المتمردين على تعاليم الكنيسة، ودعم يوحنا بولس الثاني في مقاومة الاصلاحات التي سعى اليها الليبراليون، ودعا الى الحذر في العلاقات مع الطوائف المسيحية الاخرى، كذلك، حض هذا الرجل الآتي من قارة خلت كنائس كثيرة فيها من المصلين، أوروبا الى اعادة اكتشاف جذورها المسيحية، معتبراً ان سعي تركيا الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي قد لا يتناسب وثقافة القارة (…).
وكان راتسينغر ألقى عظة مؤثرة في جنازة يوحنا بولس الثاني أتبعها بخطاب ناري الى الكرادلة قبل دخولهم المجمع السري، محذراً إياهم من الميول التي يرى انها تشكل خطراً على الايمان.
واعتبر انتخابه في يومين وخمس دورات اقتراع على الاكثر، احدى عمليات الانتخاب الأقصر في العصر الحديث. وهو البابا المنتخب الأكبر سناً منذ كليمان الثاني عشر عام 1730، في ما يبدو عاملاً ايجابياً للكرادلة الذين يسعون الى استيعاب الكنيسة ميراث يوحنا بولس الثاني.
وأفاد الخبير في الشؤون الفاتيكانية جون بيتر – بام أن الكرادلة وافقوا على تقويم راتسينغر بأن "يوحنا بولس واجه نظامين استبداديين، هما النازية والشيوعية، وأن ما يبقى هو ديكاتورية النسبوية".
ومع أجراس بازيليك القديس بطرس، والدخان الأبيض الذي تصاعد من مدخنة كنيسة "سيكستينا" في الفاتيكان، قرعت أجراس كنائس العالم من باريس الى كراكوف مروراً بمدريد وزغرب وهافانا، الشيوعية، احتفالاً بانتخاب بابا جديد، ورحب الزعماء السياسيون والدينيون بانتخاب الكاردينال المحافظ خلفاً ليوحنا بولس الثاني الذي كان يحظى بشعبية واسعة. ومع ذلك، لم يكن الجميع سعداء، فالأميركيون اللاتينيون مثلاًكانوا يتطلعون الى بابا من بلدانهم، "يعمل من اجل المحتاجين وحقوق المرأة".
ويواجه البابا الجديد الذي اختار لنفسه اسم بينيديكتوس الـ 16، مهمات شاقة خلفاً لرجل استثنائي زحف العالم بزعمائه السياسيين والروحيين الى جنازته في الثامن من نيسان في الفاتيكان. فلئن استطاع كارول فويتيلا تعويض ضعف الكنيسة بالكاريزما الاستثنائية التي تمتع بها، يواجه البابا الجديد رهانات خطيرة مرتبطة خصوصاً بتراجع الدعوات الدينية ومنافسة الاديان الاخرى وتطور العادات. فعلى رغم المظاهر الخارجية، يبدو ان الكنيسة الكاثوليكية هي اضعف اليوم مما كانت مطلع بابوية يوحنا بولس الثاني قبل 26 سنة، ذلك ان الكاثوليك لا يعدون الا 17 في المئة من سكان العالم (في مقابل 17,75 في المئة عام 1978). وفي مجال الحوار مع الطوائف المسيحية الاخرى، يرث بينيديكتوس الـ 16 ملفاً حافلاً، فمنذ عودة الحرية الدينية في الامبراطورية السوفياتية السابقة، غالباًما يواجه الكاثوليك اتهامات من الكنائس الارثوذكسية الشرقية في اوروبا الوسطى بأنهم يسعون الى التبشير. ومع البروتستانت، لا تزال مشكلة رئاسة البابا قائمة.
وكان راتسينغر تولى منذ 1981 رئاسة "مجمع العقيدة والايمان" فعاقب المتمردين على تعاليم الكنيسة، ودعم يوحنا بولس الثاني في مقاومة الاصلاحات التي سعى اليها الليبراليون، ودعا الى الحذر في العلاقات مع الطوائف المسيحية الاخرى، كذلك، حض هذا الرجل الآتي من قارة خلت كنائس كثيرة فيها من المصلين، أوروبا الى اعادة اكتشاف جذورها المسيحية، معتبراً ان سعي تركيا الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي قد لا يتناسب وثقافة القارة (…).
وكان راتسينغر ألقى عظة مؤثرة في جنازة يوحنا بولس الثاني أتبعها بخطاب ناري الى الكرادلة قبل دخولهم المجمع السري، محذراً إياهم من الميول التي يرى انها تشكل خطراً على الايمان.
واعتبر انتخابه في يومين وخمس دورات اقتراع على الاكثر، احدى عمليات الانتخاب الأقصر في العصر الحديث. وهو البابا المنتخب الأكبر سناً منذ كليمان الثاني عشر عام 1730، في ما يبدو عاملاً ايجابياً للكرادلة الذين يسعون الى استيعاب الكنيسة ميراث يوحنا بولس الثاني.
وأفاد الخبير في الشؤون الفاتيكانية جون بيتر – بام أن الكرادلة وافقوا على تقويم راتسينغر بأن "يوحنا بولس واجه نظامين استبداديين، هما النازية والشيوعية، وأن ما يبقى هو ديكاتورية النسبوية".
ومع أجراس بازيليك القديس بطرس، والدخان الأبيض الذي تصاعد من مدخنة كنيسة "سيكستينا" في الفاتيكان، قرعت أجراس كنائس العالم من باريس الى كراكوف مروراً بمدريد وزغرب وهافانا، الشيوعية، احتفالاً بانتخاب بابا جديد، ورحب الزعماء السياسيون والدينيون بانتخاب الكاردينال المحافظ خلفاً ليوحنا بولس الثاني الذي كان يحظى بشعبية واسعة. ومع ذلك، لم يكن الجميع سعداء، فالأميركيون اللاتينيون مثلاًكانوا يتطلعون الى بابا من بلدانهم، "يعمل من اجل المحتاجين وحقوق المرأة".
النهار