تابع الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان الأصداء التي أثارها بيان مجلس المطارنة الموارنة الأسبوع الماضي ولاحظ ما يلي:
1. إنّ كثافة الردود على "بيان المصارحة" عبّرت عن أهمية ما يعنيه مضمونه لدى جميع الجماعات اللبّنانية وشكّل بالتالي محطّة تاريخيّة في الحياة الوطنيّة اللبّنانية بما أعطاها من صدمة إيجابية دفعاً للحوار الحقيقي والصريح كما شكّل مثالاً للخطاب الإعلامي القائم على قيم الحقيقة والمكاشفة والجرأة في التعبير الحرّ عن الرأي والتمسّك بالثقة المتبادلة التي هي أقوى من أيّ سلاح.
2. إنّ معظم الردود السلبيّة على "بيان المصارحة" أكّدت إستمرار وجود "محّرمات إعلاميّة" ، فكريّة وسياسيّة في المجتمع اللبناني. وقد جاء البيان ليخرق هذه المحرّمات مقدّماً بذلك نموذجاً في السلوكيّة التي ينبغي الاقتداء بها في معالجة الشأن العام والقائمة على الجرأة وحريّة الرأي وكشف الحقائق، ما بعث في الرأي العام حالة إنتعاش جديدة من حريّة التعبير الممّهدة لأيّ حوار بنّاء.
3. إنّ قراءة متأنيّة لكلّ من الخطابين الأسقفي الماروني والرئاسي السوري تحملنا إلى استخلاص مبادئ مشتركة للحوار.
– وهذا يحتاج كما يقول الرئيس بشّار الأسد "إلى مواجهة جريئة حواريّة نتحدث فيها بصراحة عن نقاط ضعفنا وعن بعض العادات والتقاليد والمفاهيم". وهذا القول يلتقي مع ما جاء في بيان أصحاب السيادة المطارنة: " وهم (اللبنانيّون) يرون أنّه حان وقت المكاشفة في جوٍّ من الصدق والصراحة والأخوّة الحقيقيّة والاحترام المتبادل".
4. إستلهاماً من هذه النقاط المشتركة وانطلاقاً من مبادئ مواثيق الاتحاد الكاثوليكي للصحافة الداعيّة إلى توطيد القيم الإعلاميّة: حريّة التعبير، الحقيقة، تعزيز العدالة، المحبّة والسلام، ندعو إلى العمل من أجل تقديم حوافز الأمل والرجاء لأجيالنا الصاعدة، فيما المنطقة على موعد مع زيارة محتلمة لقداسة البابا الى دمشق وعلى عتبة الفيّة ثالثة تحمل في طيّاتها معاني جديدة للعلاقات ما بين الأوطان والشعوب، وكم بالأحرى بين بلدين شقيقين، مدعوّين لبناء حضارة عربيّة تكون نموذجاً في التعدّدية والتعايش للعالم المقبل.