الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان
مصرع عيراني وجبريل تهديد سافر للحريات وعجز امام قوة الارهاب
1. شكّل مصرع كل من المهندس اللبناني رمزي عيراني والفلسطيني جهاد جبريل في العاصمة اللبنانية بيروت صدمة لغالبية الشعبين اللبناني والفلسطيني، ليس فقط في طريقة تصفيتهما المأساوية ، إنما أيضاً في ما حملته من إشارات تهديد ضد الحريات الشخصية وأمن المواطنين، ومن لا مبالاة بعض المسؤولين المعنيين حيال نداءات الاستغاثة مدة اختفاء المهندس عيراني، كما من ضعفهم في التصدي لمرتكبي هذه الجرائم البشعة، التي يشعر معها كل مواطن ومقيم فوق الأراضي اللبنانية أنه أصبح من دون غطاء يحميه وأفراد عائلته وأصدقاءه.
ان مثل هذه الجرائم لا تكون معالجتها بالاستنكار فحسب، بل بالعمل الجدي لاكتشاف الفاعلين ومن وراءهم وتوسيع قاعدة الحريات العامة.
2. ان ما ضاعف من فداحة الحدث وشكّل صدمة ثانية كان مشهد جثة عيراني بالطريقة التي عرضت بها على الشاشات الصغيرة وعدسات المصوّرين. وكان الأحرى بوسائل الإعلام عدم نقل هذه المشاهد التي تخدم أغراض الجناة، نظراً لما تثيره من مشاعر الرعب في النفوس، والعجز أمام قوة الأرهاب.
3. وكانت الصدمة الثالثة المساجلة الاعلامية التي دارت بين بعض المسؤولين المستفيدين من موارد الهاتف الخليوي، فيما كان انطباع غالبية أبناء الشعب اللبناني ان بعض القابضين على زمام السلطة جلّ اهتمامهم مضاعفة ثرواتهم على حساب المصلحة العامة، في حين ان الأزمة الاقتصادية تتفاقم حدتها وتعاني الطبقات الفقيرة وشرائح المواطنين العريضة لتأمين الرغيف والضروري لسدّ رمق العيش.
ان هذا الواقع المؤلم يطرح أكثر من سؤال حول جدّية المسؤولين في معالجة قضايا الناس المصيرية، مما يواصل في تقديم صورة سيئة عن لبنان على عتبة الصيف والموسم السياحي. والغريب أن القيمين على الشأن العام في بلدانهم يبذلون ما بوسعهم لتحسين صورة بلدانهم من خلال وسائل الإعلام، فيما لا يبالي بعضهم في لبنان إلا بشؤونهم الخاصة على حساب المؤسسة العامة ومصالح الناس الذين باتوا لا حول لهم ولا قوة.