الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان:
تخصيص" قصر الاونيسكو" يهدد الثقافة اللبنانية لبنان وسوريا يحتاجان الى مزيد من الحريات الاعلامية
إعتبر الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان ان مشروع تخصيص "قصر الاونيسكو" في بيروت يهدد الثقافة اللبنانية كما تمنى ان يؤدي التنسيق اللبناني السوري في ميدان الاعلام الى مزيد من الحريات الاعلامية والاصلاح في البلدين. وجاء في بيان الاتحاد:
1- ان مشروع خصخصة "قصر الأونيسكو"،الذي تداولته وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة ، يحمل في طياته تهديدا خطيرا للثقافة اللبنانية ،اذ من شأنه ان يحول النشاط الفكري الى سلعة في خدمة رأس المال، والمثقفين الى موظفين في خدمة المؤسسات الرسمية ، والوطن الى شركة أو مجموعة شركات لا مكان فيها للمنابر الحرة التي تستدعيها الثقافةالاصيلة . الأمر الذي ينال من الدور الذي طالما اضطلع به لبنان في ان يكون منارة للفكر والاشعاع في محيطه العربي والاسلامي. والمستغرب ان يأتي هذا المشروع في وقت تسعى فيه منظمة الأونيسكو العالمية الى تعزيزالثقافات الوطنية و تعددها في وجه الهيمنة الأميركية والشركات العالمية.
فانطلاقا من مبدأ التعدد الثقافي الذي يفترض عدم اخضاع النتاج الفكري لقواعد السوق التجارية والنظرة المادية للانسان والعلاقات الاجتماعية، ونظرا لما يشكله هذا الموضوع من مساس بواحدة من أهم الثوابت الوطنية الفكرية والأجتماعية ، يدعو الأتحاد هيئات المجتمع المدني الى وعي خطورة هذا المشروع والتحرك للحيلولة دون تحقيقه .
2- تابع الاتحاد ما ورد في الصحف عن اجتماعات اللجنة الاعلامية اللبنانية السورية الذي شارك فيها وزير الاعلام اللبناني. ان الاتحاد اذ يشيد بالتعاون الاعلامي بين البلدين- كما تحدث عنه معالي الوزير ميشال سماحة- يتمنى ان لا يتم ذلك على طريقة ما بات معروفا لدى الرأي العام اللبناني وسواه من أشكال للتعاون على حساب لبنان ومبادئ الحريات الاعلامية التي نص عليها دستوره ومواثيقه ، وتعطيلا للدور الناشط الذي يضطلع به القطاع الخاص في لبنان.
لقد بات ثابتا ان الحرية الاعلامية هي عنصر رئيسي في التنمية، وهي اساسية في خدمة القضايا الوطنية، على عكس ما يزال سائدا في اعتقاد بعض أصحاب النظريات الكلية. لذا يبدو ملحاً في الدرجة الاولى تفعيل الاعلام الرسمي في لبنان وتطويره في سوريا نحو مزيد من الحرية كي يتمكن من أداء دوره الثقافي والمهني الفعّال، فضلا عن ضرورة دعم كل الوسائل الاعلامية في هذه المرحلة التي تقتضيها التحديات الراهنة المطروحة على كلا البلدين .
3- ان مقتل 51 صحافيا في العالم لعام 2003 ما يزال يذكر بالمخاطر التي تحيط بمهنة الصحافة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه على أهمية دور وسائل الاعلام في التعبير عن قضايا المجتمع ومراقبة أداء المسؤولين، بغية المساهمة في تقدّم المجتمعات وخدمة الشأن العام. لذا تبدو الصحافة اليوم، وأكثر من أي وقت، رسالة تفتقر في الدرجة الاولى الى اجواء من الحرية والثقة المتبادلة والمشاركة في القرار بين السلطة والرأي العام، بعيدا عن طبائع الاستبداد، كي تستطيع هذه الوسائل الحضارية القيام بدورها الايجابي.