الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان:
الانتقادات الموجهة ل"النهار" سياسية والدستور كفل الحريّات الإعلامية والخاصة
إستغرب الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان الحملة السياسية والإعلامية على صحيفة "النهار" بالنسبة إلى ما نشرته الصحيفة عن كارثة سقوط الطائرة في كوتونو. كما دان منع النائب فارس سعيد من القاء محاضرة في طرابلس. وجاء في بيان الاتحاد:
– تعرضت صحيفة النهار لانتقادات شديدة من قبل مراجع إعلامية وسياسية ونيابية بسبب مقالة للأستاذ جبران تويني عن كارثة الطائرة التي سقطت في كوتونو. فبدت هذه الانتقادات اقرب الى المواقف السياسية منها الى المهنية والمنحازة منها الى الحيادية. فحبذا لو لم يكتف المنتقدون بالإدانة وقدّموا معلومات تخدم الحقيقة عن الملف موضوع الخلاف. إحترامًا لأرواح الضحايا ومشاعر ذويهم ودفاعًا عن حقوقهم. فالرد العقلاني ينمُّ عن مسؤولية تبدّد الشكوك والملابسات التي ما زالت تحيط بتلك الكارثة الانسانية والمادية.
– كان من الاجدر، كي لا تبدو الردود بمثابة إدانات دفاعية، عدم العطف عليها بتهويل يلامس التهديد على مصير الصحيفة العريقة بتراثها الإعلامي، الأمر الذي يعني ممارسة ضغوط على الحريات الإعلامية التي كفلها الدستور وحمتها القوانين مع حقوق الجميع في الادعاء على أي وسيلة إعلامية إذا ما تجاوزت الحدود القانونية.
– إن حجم الكارثة التي أصابت لبنان بسقوط الطائرة المنكوبة يستوجب من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام و فئات الرأي العام إيلاء هذه الفاجعة المتعددة الابعاد الانسانية والوطنية والاخلاقية الاهتمام الأقصى، بحيث توضع الحقائق في نصابها الصحيح، فلا تلبث على غموضها كمثل بعض ما تشهده الساحة اللبنانية من قضايا يلفها التعتيم في وضح النهار. وذلك خدمة للحقيقة التي من واجب كل إعلامي صادق ونزيه الكشف عنها. وعمًا للعدالة التي يسعى كل مسؤول سياسي نبيل أو قضائي حيادي متجّرد لتحقيقها. بذلك تتكامل المسؤوليتان السياسية والإعلامية اللتان من شأنهما مراقبة ومحاسبة المتسبّبين بهذه الكارثة بإهمالهم أو بعدم مراعاتهم للشروط التقنية والقانونية والاخلاقية وإنزال العقوبة الملائمة بهم، لمنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
– يدين الاتحاد أيضًا منع النائب فارس سعيد من إلقاء محاضرة في طرابلس، لما في ذلك من إهانة لموقع النائب الذي يمثل الشعب اللبناني بكامله وليس شريحة معينة منه. كما يذكّر بأن مثل هذا التصرف يتناقض مع أبسط مبادئ الديمقراطية والعيش معًا وقبول الآخر، ويؤدي إلى إشاعة ثقافة الاستبعاد المستوردة، وتتناقض مع الضيافة التي هي من صميم القيم اللبنانية والعربية وتقاليد المدينة الفيحاء.