المرصد الإعلامي للكاثوليكي للصحافة:
أسئلة عن المجلس الوطني للإعلام
والاتفاقية بين الصحافيين اللبنانيين والسوريين
1- إن الموقف الذي اتخذه المجلس الوطني للإعلام من برنامج "بس مات وطن" يذكر بمواقفه السابقة من وسائل إعلام أخرى وتوصياته بالأقفال والمنع. إن من شأن هذا المنحى التهديدي أن ينعكس سلبيا على روح الحرية الإعلامية عامة فضلا عن الانعكاسات الاقتصادية على هذه الوسائل. كما أن المواقف المتشدّدة التي اتخذها بعض أعضاء هذا المجلس خلال اجتماعهم والتي تداولتها الصحف تدعو إلى القلق وتطرح مجددا ضرورة إعادة النظر في آلية تعيين أعضائه من أجل الحفاظ على مهنيته وحياده. هذا مع الإشارة إلى أن البرنامج المذكور إذا كان قد أخطأ في منحاه الأخير يعاقبه الجمهور برفض هذا التوجه وبخسارة مصداقية المحطة. وبالتالي لا حاجة إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات الرسمية.
2-يدين الاتحاد منع الزميل رشيد زين الدين رئيس مكتب الوكالة الوطنية للإعلام في عاليه من تغطية مناسبة دينية والقيام بعمله الإعلامي وذلك على يد مرافقي السفير الأميركي في لبنان.علمًا أنه لطالما تعرّض صحافيون لحوادث مماثلة على يد مرافقي سياسيين أو دبلوماسيين. إن هذه التصرفات تتعارض ودولة القانون وتنتهك كرامة الإنسان وكرامة الدستور والقوانين الضامنة للحريات الشخصية. فلا بد هنا من الإشارة إلى أن بعض المواكب السياسية والدبلوماسية في خلال تنقلاتها أو تواجدها في أماكن عامة، لا تقيم وزنا للمواطن ولا تحترم حقوقه المدنية والإنسانية.
3- إطّلع الاتحاد على "نص اتفاقية التعاون والاخوة" بين نقابة المحررين اللبنانيين واتحاد الصحافيين السوريين التي تم توقيعها في 19 الجاري في دمشق. إن الاتحاد مع تأكيد التزامه مبادىء الكنيسة في حق الإعلام والاستعلام وسواه من الحقوق الأساسية المتعلقة بالأفراد والدول، والتزامه أيضًا مواقفها المحلية من ضرورة قيام أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا في كل الميادين، يسجل الملاحظات التالية:
– إن بنية الصحافة السورية الرسمية او شبه الرسمية تختلف جذريا عن بنية الصحافة اللبنانية التي هي قطاع خاص. وبالتالي فان أدوارهما وآلية عملهما تختلف جذريا. ويرجو الاتحاد أن تتمكن الصحافة اللبنانية من إشعاع دورها وخبرتها التي كانت سبّاقة في العالم العربي، لا أن يُختزل هذا الدور إلى ما دونه واقعًا وطموحًا.
– شدّدت مقدمة الاتفاقية على دور الصحافة "في صناعة الرأي العام وتوجيه الجماهير وتحصين الإرادة الوطنية والقومية". إن هذا الهدف، على حسن نوايا واضعيه في الظروف الحالية، قد ينطوي على تطويع الصحافة تحت غطاء خدمة القضايا القومية. وهو لا ينجح في خدمتها من دون إعلام حر، إذ إن الموقف السياسي للصحافي هو خيار حرّ ومسؤول ولا يقوم بتوجيه سلطة تعتبر الصحافة قاصرة عن بناء الرأي العام الراشد الذي يُفترض أن يستوحي مواقفه من ضميره وثقافته ووعيه الحرّ والمسؤول لا من أي سلطة أخرى. وكل الأمثلة في العالم تؤكد على فشل الإعلام الرسمي وتوجه القرّاء نحو الإعلام الخاص المتحرر من الضغوط أيًا كانت مصادرها السياسية والمالية.
– غاب عن الاتفاقية الدور الرئيسي للصحافة وهو الدور النقدي وتقييم أداء السلطات. وهذا الدور أساسي من أجل ضمان حسن عمل المؤسسات وتنمية المجتمع وتقدمه. لذلك إن غياب هذا الهدف عن الصحافة يشكل خللاً في دورها بمعانيه الحديثة ورسالتها الصحيحة.