الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية (أوسيب لبنان)
يُشيد بالدور التاريخي الذي تؤدّيه وسائل الإعلام اللبنانية
في هذه المرحلة المصيرية والتاريخية التي يمر بها لبنان تضطلع وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها وانتماءاتها بدور تاريخي لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه القيادات السياسية لا بل قد يفوقه من خلال توجهها إلى ضمير الجمهور والرأي العام في سبيل الوحدة الوطنية، كما حصل في التغطية الإعلامية لجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وانعكاساتها، والتي جمعت اللبنانيين في وحدة المشاعر والمصير. إن الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية (أوسيب لبنان) إذ يحيي وسائل الإعلام اللبنانية على هذا الدور الوطني الكبير الذي تقوم به، يرى أن هذه المرحلة تستدعي أدق الانتباه إلى المسلمات الأساسية التي ترتكز عليها رسالتها الإعلامية، وهي:
1- الحرية والحقيقة متلازمتان: إن الدفاع عن الحريات العامة الفردية والاجتماعية، فضلا عن الحريات الإعلامية التي هي في أساس تكوين لبنان، هي واجب كل مواطن. ذلك أنّ لا حقيقة بدون حرية. لذا فإننا نعتبر الانتقادات التي وجهها الرئيس عمر كرامي للصحافة اللبنانية في الأيام الأخيرة، هي تنكّر لأهم ما يمتاز به لبنان الحر والديمقراطي واتهامات مجحفة تسيء إلى السلطة اللبنانية بقدر ما تسيء إلى الصحافة اللبنانية.
2- ألسيادة: لا يمكن للصحافة اللبنانية إلا أن تكون مع السيادة الوطنية والاستقلال، بذلك تسهم في قيام رأي عام يعمل في هذا الاتجاه. وقد لعبت الصحافة اللبنانية على مدى تاريخها دورًا أساسيًا في تحقيق استقلال الوطن وخاضت معارك هامة في وجه الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي من اجل ذلك، ولا يحق لأي سلطة أن تمنع هذا الدور.
3– التعايش: إن الصحافة تستطيع أن تجسد التعايش الوطني من خلال موضوعيتها وإبراز القيم المشتركة وعدم تضخيم الخلافات في وجهات النظر التي يمكن أن تقوم بين المجموعات المكونة للوطن. فما يتجلّى اليوم من وحدة وطنية في مواقف التيارات المختلفة تسهم في قيامة لبنان جديد، وعلى الصحافة أن تلقي الضوء عليه لجلاء القواسم المشتركة التي يُجمع عليها اللبنانيون.
4– السلم الأهلي: لقد دفع اللبنانيون ثمناً كبيرًا في الحروب المتتالية وعرفوا المآسي الكبرى التي تسبّبت بها الحرب. لذلك فإن السلم الأهلي أولوية، على الصحافة أن تحميه وتروّج له، مع التشديد على مبادئ الحوار وحرية الرأي وثقافة السلام.
مرة جديدة تثبت وسائل الإعلام اللبنانية جدارتها بالرسالة التي تحملها بمسؤولية وكفاءة مهنية عالية. ولعلّ أروع ما لمسناه في هذا الظرف العصيب تجسيدها طموح الشباب اللبناني التائق إلى بلد حر مستقل يعكس آمال الشعب بكافة طوائفه ومذاهبه وانتماءاته السياسية في دولة حديثة تضمن لهم مستقبلاً آمناً وزاهرًا، إذ إن المستقبل هو في يد المؤسسات القادرة على توفير أكبر قدر من الأمل والرجاء للأجيال الصاعدة.