الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية في لبنان (أوسيب لبنان):
قداسته واكب دومًا الصحافة ووسائل الإعلام
ويبقى مثالاً في الجرأة وقول الحقيقة
1- مع غياب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، تخسر وسائل الإعلام والاتصال مرشدًا وصديقاً واكبها طوال ولايته الحبرية عن قرب، وقد كان لاتحادنا العالمي الحظ الكبير إذ إنه حظي دومًا باهتمام قداسته ومشاركته في مؤتمرنا العام في روما عام 1980 واستقباله لنا خلال يوبيل الاتحاد في كانون الأول 2002، وبرسائله إلى مؤتمراتنا، وهذا ما ساعد الاتحاد في إطلاق مفاهيم القيم الإعلامية في العالم ودعمها ومساعدة الصحافيين ورجال الإعلام على القيام بدورهم على أفضل وجه.
2- إن الأخلاق الإعلامية والقيم الإنسانية هي عناصر أساسية في ممارسة الصحافة. وتبدو الحاجة إليها اليوم أكثر من أي يوم مضى، ذلك أن وسائل الإعلام تكاد تصبح مؤسسات صناعية-تجارية تبغي الربح والسلطة. وهذا ما ينبّه إليه قداسته في رسائله السنوية في مناسبة اليوم العالمي للإعلام.
3- ما انفكّ قداسته يشدّد في رسائله ال 27 السنوية بمناسبة اليوم العالمي للإعلام على أن تبقى وسائل الإعلام والاتصال في خدمة البشرية والإنسان، ويجب الاستفادة منها وتحاشي استخدامها السيئ الذي يضرّ بالقيم الإنسانية. ولقد أعطى المثال على ذلك في استخدامه وسائل الإعلام كأداة للسلام وللحرية والعدالة والمحبة، وهي القيم التي نذر نفسه من أجلها.
4- أعطى قداسته المثال خلال حياته على أهمية الالتزام بالشأن العام من أجل خير الإنسان، والالتزام تجاه أنفسنا من أجل أن نعطي الأفضل عندنا، فنبني ذاتنا ونساهم في بناء مستقبل الأجيال القادمة.
5- لقد لفتنا قداسته إلى أن العالم بحاجة إلى قيادة حكيمة وسلطة معنوية ترسم الدرب، لا سيّما في زمن العولمة وضياع معالم المجتمعات الخاصة والقيم التقليدية. وقد حاول من خلال حضوره الدائم ورسائله الإعلامية أن يكون ذلك الضوء الذي يبدّد الظلمة ويشدّ إزرنا لنكمل المسيرة.
6- إننا كصحافيين مدعوون اليوم إلى عملية تقويم لدورنا ورسالتنا ولمقاربة القيم التي نبّهنا إلى أهميتها قداسته لا سيّما خدمة الحقيقة. أما حياة يوحنا بولس الثاني ورحيله، فإنهما يبقيان المثال للصحافيين في الشجاعة والجرأة وقول الحقيقة، وتبقى تعاليمه ملهمة لأجيال المستقبل.