الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية (أوسيب لبنان)
الاعتداء على إذاعة صوت المحبةهو اعتداء على لبنان الحرّ والتعدّدي
بعد سلسلة الاعتداءات التي طاولت مناطق مجاورة للعاصمة منها تجارية وصناعية وسياحية وأمس الاعتداء على إذاعة صوت المحبة في يوم عيد شهداء الصحافة اللبنانية، يشكّل خطوة متقدمة في الإرهاب المبرمج الذي يمارس على اللبنانيين
1- ، خصوصًا أنه طال رمزًا من رموز لبنان ومؤسسة متقدمة في نشر ثقافة الإيمان والحوار بين الجميع.
2- لقد هدف الاعتداء إلى ضرب مجموعة من القيم التي يقوم عليها لبنان وطن الرسالة، وهي الحريات الإعلامية وحرية المعتقد والعبادة والرأي والفكر وسواها. إن التعرّض لهذه القيم يهدّد لبنان في دستوره وفي وجوده. لذلك فإن هذه الجريمة هي من أخطر ما يمكن أن يقع على لبنان وطن العيش المشترك بين الأديان والثقافات.
3- يشكّل هذا الاعتداء رسالة إلى وسائل الإعلام اللبنانية على تنوّعها بعد الدور الرائع الذي اضطلعت به في انتفاضة الاستقلال. من الواضح أن هذا الاعتداء الآثم يهدف إلى إثارة حالة من الرعب في وسط الإعلاميين اللبنانيين استمرارًا لحالة القمع الأمني المستديمة.
4- إن هذا الاعتداء يضع المسؤولين اللبنانيين أمام مسؤولياتهم، من رئيس الجمهورية إلى رئسي الحكومة ومجلس النوّاب والأجهزة الأمنية التابعة لهم، ويطرح السؤال مجدّدًا: من يحمي الحريات العامة في لبنان، من المؤتمن على أمن الناس وحقوقهم، ومن هو المسؤول عمّا يجري؟
5- يعتبر الاتحاد أن هذه الجريمة تجاوزت كل الخطوط الحمر، باستهدافها رمزًا من رموز الإيمان والتعايش.
6- جاء الاعتداء في نهاية يوم من البثّ المباشر خصصته إذاعة " صوت المحبة " لقضية المحتجزين في السجون السورية والإسرائيلية، وهي قضية إنسانية بامتياز من شأنها أن تهزّ كل الضمائر فهل المقصود بهذا الاعتداء طمس هذه القضية. إن هذا الاعتداء وإن أضامنا جميعًا لن يُسكت الأمهات عن المطالبة بأبنائهم، وكشف مصير المفقودين كما تقتضيه العدالة والروح الإنسانية.
7- إن وسائل الإعلام اللبنانية كافة لا تزال تشهد لحرية لبنان واستقلاله، وقد دفع مئات الصحافيين اللبنانيين من دمهم وحياتهم وحريتهم في سبيل وطنهم. وإن ما تعرّضت له إذاعة " صوت المحبة " هو استمرار لهذه الشهادة.
8- إن الاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية (أوسيب لبنان) يؤكّد قناعاته بأن لبنان هو بلد التعددية والحريات، ومن دون هذين العنصرين يفقد لبنان علّة وجوده. لذلك فهو يقف إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة على تعدّديتها السياسية والروحية والفكرية، ويطالب بتمكينها من العمل في جوّ من الحرية يسمح بالإبداع الثقافي، لما فيه خير لبنان وتقدّمه. وإن أي نهج سياسي في لبنان لا يدافع عن هذه القيم ولا يحاول حمايتها يؤخّر مسيرة لبنان الحضارية، ويفقد شرعيته ومكانته في ضمير اللبنانيين وضمير العالم.