وبدا على وجه البابا التأثر والتقدير لهذا الكاهن الذي كان في داخل الكنيسة التي فقدت العديد من الشهداء اثناء قداس الأحد السابق لاحتفال الكنيسة بعيد جميع القديسين، فيما بدأ التأثر والتواضع كذلك على وجه الكاهن الذي اصيب في تلك المجزرة بجروح بالغة واجريت له عدة عمليات جراحية تكللت بالنجاح الحمد لله. ومن بين عشرات الشهداء الذين قضوا في المجزرة الارهابية، استشهد كاهنان: الاب ثائر عبدال والاب وسيم صبيح.
وقد حظيت صورة البابا مقبّلا يد الاب قطيمي بتقدير وسائل الاعلام، وبخاصة على مواقع الفيسبوك التي نالت اعجاب الالوف وتعليقاتهم التي اشادت بالبابا فرنسيس وتواضعه، وكذلك بالأب القطيمي وشجاعته التي ترزم اتلى شجاعة الكنيسة في العراق الشقيق.
حماية الصحفيين: 2012 يعد أحد أسوأ الأعوام فيما يتعلق بحرية الصحافة
وقتل 70 صحفيًا أثناء تاديتهم عملهم، نصفهم في عمليات قتل عن عمد، وقفز عدد الصحفيين المحبوسين إلى 232 في عام 2012 من 179 في عام 2011، مما يعد رقما قياسيًا منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين تتبع عمليات سجن الصحفيين في عام 1990.
وقال روب ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، إن معظم الصحفيين الذين قتلوا وسجنوا كانوا صحفيين يعملون لحسابهم الخاص في مجال الأخبار المحلية التي تدور حول السياسة والفساد وذلك دون دعم من مؤسسات الأخبار الكبيرة.
وأضاف: "في كثير من الحالات، خاصة في ظل الأنظمة القمعية، لم يتم التحقيق في مقتل الصحفيين".
وقال ماهوني: "هذا الوضع يبعث برسالة مروعة لمجتمع الصحافة أنه إذا قتل أحد أفرادها لن يحدث شيء".
وأضاف: "ليس هناك تهديد للصحفيين الاستقصائيين المستقلين، خاصة في البلدان القمعية، أكبر من الإفلات من العقاب".
يُذكر أن معظم عمليات القتل العمد للصحفيين وقعت بالصومال، حيث لم يتم رفع قضية ضد جريمة قتل واحدة؛ وفي باكستان؛ والبرازيل اتي هي دولة ديمقراطية – وهو ما يعد أمرًا مثيرًا للدهشة.
وتابع ماهوني: "هذا البلد الذي سيستضيف كأس العالم ودورة الالعاب الاولمبية، إنه بلد مهم، لا يجب أن يكون هناك صحفيون يقتلون أثناء عملهم في مكان مثل البرازيل".
ووجدت لجنة حماية الصحفيين ان حرية الصحافة في ديمقراطيات أخرى تنخفض على نحو متزايد، وهذه الديمقراطيات هي: جنوب أفريقيا وإيطاليا والمجر، وهاتان الأخيرتان عضوتان في الاتحاد الأوروبي.
وقال ماهوني إنه يجب ألا يواجه الصحفيون بالدول التي تطبق فيها الديمقراطية بشكل فعال تحقيقا جنائيا والسجن نتيجة لما يكتبونه، بل ينبغي أن تتم تسوية دعاوى التشهير في القضايا المدنية.
ودعت لجنة حماية الصحفيين، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالنسبة للتهديدات التي يواجهها العديد من الصحفيين، الأمم المتحدة أن تدرج حرية الصحافة كحق أساسي من حقوق الإنسان في إطار قوانينها الخاصة بالبلدان النامية.
حماية الصحفيين: 2012 يعد أحد أسوأ الأعوام فيما يتعلق بحرية الصحافة
وقتل 70 صحفيًا أثناء تاديتهم عملهم، نصفهم في عمليات قتل عن عمد، وقفز عدد الصحفيين المحبوسين إلى 232 في عام 2012 من 179 في عام 2011، مما يعد رقما قياسيًا منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين تتبع عمليات سجن الصحفيين في عام 1990.
وقال روب ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، إن معظم الصحفيين الذين قتلوا وسجنوا كانوا صحفيين يعملون لحسابهم الخاص في مجال الأخبار المحلية التي تدور حول السياسة والفساد وذلك دون دعم من مؤسسات الأخبار الكبيرة .
وأضاف: "في كثير من الحالات، خاصة في ظل الأنظمة القمعية، لم يتم التحقيق في مقتل الصحفيين ".
وقال ماهوني: "هذا الوضع يبعث برسالة مروعة لمجتمع الصحافة أنه إذا قتل أحد أفرادها لن يحدث شيء ".
وأضاف: "ليس هناك تهديد للصحفيين الاستقصائيين المستقلين، خاصة في البلدان القمعية، أكبر من الإفلات من العقاب ".
يُذكر أن معظم عمليات القتل العمد للصحفيين وقعت بالصومال، حيث لم يتم رفع قضية ضد جريمة قتل واحدة؛ وفي باكستان؛ والبرازيل اتي هي دولة ديمقراطية – وهو ما يعد أمرًا مثيرًا للدهشة .
وتابع ماهوني: "هذا البلد الذي سيستضيف كأس العالم ودورة الالعاب الاولمبية، إنه بلد مهم، لا يجب أن يكون هناك صحفيون يقتلون أثناء عملهم في مكان مثل البرازيل ".
ووجدت لجنة حماية الصحفيين ان حرية الصحافة في ديمقراطيات أخرى تنخفض على نحو متزايد، وهذه الديمقراطيات هي: جنوب أفريقيا وإيطاليا والمجر، وهاتان الأخيرتان عضوتان في الاتحاد الأوروبي .
وقال ماهوني إنه يجب ألا يواجه الصحفيون بالدول التي تطبق فيها الديمقراطية بشكل فعال تحقيقا جنائيا والسجن نتيجة لما يكتبونه، بل ينبغي أن تتم تسوية دعاوى التشهير في القضايا المدنية .
ودعت لجنة حماية الصحفيين، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالنسبة للتهديدات التي يواجهها العديد من الصحفيين، الأمم المتحدة أن تدرج حرية الصحافة كحق أساسي من حقوق الإنسان في إطار قوانينها الخاصة بالبلدان النامية .
جائزة الصورة الصحافية العالمية لعام 2012: الأولى رجال يحملون جثتي طفلين في شوارع غزة
وجاء المصوران في وكالة "فرانس برس" فابيو بوتشياريللي وخافيير مانزانو في المركزين الثاني والثالث في فئتي التحقيقات الصحافية واحداث الساعة.
وكان بول هانسن التقط الصورة الفائزة في 20 تشرين الثاني 2012 في احد شوارع غزة. وهي نشرت في الصحيفة الاسوجية "داغنز نايهتر"، وتظهر مجموعة من الرجال يحملون جثتي طفلين في الثالثة والثانية من عمرهما ملفوفتين في الاكفان البيضاء لدفنهما.
وقتل الطفلان مع والدهما عندما دمر منزلهما في غارة اسرائيلية فيما اصيبت امهما ونقلت الى العناية الفائقة بأحد مستشفيات غزة.
وقال عضو لجنة التحكيم البيروفي مايو موهانا ان "قوة هذه الصورة تكمن في التناقض بين غضب المشيعين وبراءة الطفلين" مضيفاً "انها صورة لا تنسى".
وفاز الايطالي فابيو بوتشياريللي (32 سنة) والاميركي خافيير مانزانو عن تحقيقات مصورة للمعارك في حلب، ثاني المدن السورية.
ويظهر تحقيق "معركة "الموت" لبوتشياريللي معارضاً مسلحاً شاباً يحمل كلاشنيكوف على سطح منزل وآخر على أعلى سلم ويستعدان لالقاء قنبلة يدوية على موقع لجنود الجيش السوري تحت انظار رفاقهما في المعركة.
وقال المصور الايطالي "اشعر بالسعادة لفوزي مع صحافيين آخرين بينهم خافيير مانزانو بجوائز عن عملنا في سوريا ولتمكن الناس من رؤية مزيد من الصور لما يحدث هناك".
واضاف في تصريح "اريد ايضاً ان يتذكر الجميع الصحافيين الذين ماتوا هناك وهم يحاولون نقل ما يحدث".
ويظهر تحقيق خافيير مانزانو وهو بعنوان "حصار حلب" اثنين من المعارضين المسلحين يقومان بالحراسة داخل مبنى في حي كرم الجبل، يصوب احدهما سلاحه الرشاش الى هدف من خلال ثقب في الجدار وسط اشعة الضوء الخافت التي تخترق الغبار الكثيف الناجم عن القصف.
كما حصل المصور الفرنسي دوني روفر على الجائزة الثانية في فئة "الرياضة" عن سلسلة تحقيقات عن مصارعي السومو اليابانيين.
وكان على لجنة التحقيق المكونة من 19 مصوراً محترفاً الاختيار بين أكثر من مئة الف صورة في 18 فئة فاز فيها 54 مصوراً من 32 جنسية مختلفة من بين 5666 صحافياً من 124 جنسية.
وسيحصل الفائز الاكبر بول هانسن على عشرة آلاف أورو وآلة تصوير في حفل تسليم الجوائز الذي سيقام في نيسان المقبل في امستردام.
تصاعُد حاد في عدد الصحفيين القتلى في عام 2012 جراء النزاعات في سوريا والصومال
ومن بين القتلى نسبة قياسية من الصحفيين الذين ينشرون على الإنترنت. تقرير خاص للجنة حماية الصحفيين
تصاعدَ عدد الصحفيين الذين قتلوا بينما كانوا يؤدون واجبهم تصاعداً حاداً خلال عام 2012، فالحرب في سوريا، والعدد القياسي من جرائم القتل في الصومال، والعنف المتواصل في باكستان والازدياد المثير للقلق بجرائم القتل في البرازيل ساهمت جميعها في ارتفاع بلغت نسبته 42 بالمائة مقارنة بالعام الماضي في عدد الصحفيين القتلى. وتكبّد الصحفيون الذين ينشرون على شبكة الإنترنت خسائر فادحة أكثر من أي وقت مضى، كما ظلت نسبة الصحفيين المستقلين أعلى من معدلها التاريخي، حسبما توصلت إليه لجنة حماية الصحفيين في تحليلها السنوي.
بلغ عدد الصحفيين القتلى لأسباب مرتبطة مباشرة بعملهم 67 قتيلاً بحلول أواسط كانون الأول/ديسمبر، مما جعل عام 2012 أحد أكثر الأعوام دموية منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين الاحتفاظ بسجلات مفصلة في عام 1992. وكان العام الأسوأ لعدد الصحفيين القتلى هو عام 2009، إذ بلغ عددهم حينذاك 74 صحفياً قتلوا لأسباب مرتبطة بعملهم – وكان نصفهم تقريباً قد قتلوا في مذبحة جرت في إقليم ماغوينداناو في الفلبين. وتحقق لجنة حماية الصحفيين حالياً في ظروف مقتل 30 صحفياً آخرين خلال عام 2012 لتحديد ما إذا كانت أسباب وفاتهم مرتبطة بعملهم.
وجاءت سوريا وإلى حد بعيد البلد الأشد فتكاً بالصحفيين في عام 2012، إذ شهدت مقتل 28 صحفياً خلال المعارك أو أنهم استُهدفوا بالقتل من قبل قوات الحكومة أو قوات المعارضة. إضافة إلى ذلك، قُتل صحفي على الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا بينما كان يغطي النزاع السوري. وقد اقترب عدد الصحفيين القتلى على خلفية النزاع السوري من مستوى أكبر عدد خسائر سنوي مسجّل أثناء الحرب في العراق، إذ قُتل 32 صحفياً في كل من عامي 2006 و 2007.
قال الصحفي بوول وود، وهو مراسل محطة 'بي بي سي' في الشرق الأوسط والذي غطى حروباً عديدة، إن النزاع في سوريا "هو أصعب نزاع تغطيه المحطة". وقد سعت حكومة بشار الأسد إلى قطع تدفق المعلومات عبر منع دخول المراسلين الصحفيين الأجانب، مما أجبر وود وعدداً كبيراً من الصحفيين الدوليين إلى السفر سراً إلى سوريا لتغطية النزاع فيها. وقال وود، "لقد اختبأنا في شاحنات تنقل الخضار، وتعرضنا للملاحقة من الشرطة السورية – ثمة أشياء تواجهها عندما تغطي الأخبار بصفة سرية".
مع منع دخول الصحفيين الدوليين والسيطرة التي تفرضها الحكومة على وسائل الإعلام المحلية التقليدية، حمل المواطنون الصحفيون كاميرات ودفاتر وشرعوا في توثيق النزاع – وقد لقي 13 فرداً منهم على الأقل مصارعهم. وكان أحدهم، ويدعى أنس الطرشة، يبلغ من العمر 17 عاماً. وكان خمسة من المواطنين الصحفيين يعملون مع 'شبكة شام الإخبارية' التي تتخذ من دمشق مقراً لها، والتي استُخدمت لقطاتها المصورة على نطاق واسع من قبل المؤسسات الإخبارية الدولية.
قال بوول وود، "تبدو هذه الحرب بأنها أول حرب تُشن باستخدام يوتيوب، إذ تجد شخصاً يحمل سلاحاً آلياً وبجواره شخصين يحملان هواتف محمولة مزودة بكاميرات". وقال إن الصحفيين المحليين يواجهون الخطر من جميع الجهات، "لقد رأينا صحفيين موالين للنظام يُستهدفون من قبل الثوار – وهو أمر معروف. ولكن صحفيي المعارضة يقولون بأن النظام عازم على استهدافهم بوصفهم صحفيين".
من بين الصحفيين القتلى الصحفي علي عباس، رئيس قسم الأخبار المحلية في وكالة 'سانا' للأنباء التي تديرها الحكومة، وقد أعلنت جماعة إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن قتله. كما اغتيل الصحفي مصعب العبدالله الذي كان يعمل في صحيفة 'تشرين' اليومية التي تملكها الدولة، إذ أطلق عليه الرصاص في منزله عناصر من قوات الأمن السورية؛ وقال زملاؤه وأصدقاؤه إن السلطات علمت أنه كان يُرسل أخباراً وصوراً حول النزاع إلى مواقع إلكترونية مؤيدة للمعارضة.
وجاءت الأغلبية العظمى من الضحايا (94 بالمائة) على مستوى العالم هم من الصحفيين المحليين الذين يغطون الأحداث في بلدانهم، وهي نسبة تقارب معدلها التاريخي. قُتل أربعة صحفيين دوليين خلال عام 2012، وجميعهم في سوريا، وهم: الأمريكية ماري كولفن التي كانت تكتب لصحيفة 'صنداي تايمز' البريطانية؛ والمصور الفرنسي المستقل ريمي أوشليك؛ والمراسل الصحفي جيل جاكيه الذي كان يعمل مع محطة 'فرانس 2'؛ والصحفية اليابانية ميكا ياماموتو.
كلت الخسائر في الأرواح التي تُعزى إلى العمليات القتالية نسبة أعلى من مجموع الخسائر مقارنة بالأعوام السابقة، فقد كانت النيران المتقاطعة أثناء المعارك سبباً في ثلث الخسائر بين الصحفيين على مستوى العالم في عام 2012، أي ما يعادل ضعفي النسبة التاريخية. وكان حوالي نصف الخسائر في الأرواح في عام 2012 بسبب استهداف الصحفيين بالقتل، وهي تقل عن المعدل الذي بلغته خلال العقدين الماضيين والتي تبلغ 69 بالمائة. وكانت بقية الخسائر في الأرواح خلال عام 2012 ناجمة عن العمل في مهمات خطرة، مثل تغطية الاحتجاجات في الشوارع.
في الصومال، البلد الذي شهد تاريخاً طويلاً في قتل العاملين في الإعلام، كان عام 2012 هو العام الأشد فتكاً للصحفيين إذ قُتل 12 صحفياً وجميعهم استُهدفوا بالقتل. ولم تجرِ أية ملاحقة قضائية بخصوص أي جريمة قتل ذهب ضحيتها صحفي خلال العقد الماضي، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. ويقول صحفيون محليون إن هذا السجل من الإفلات التام من العقاب يمكن أن يُعزا إلى الضعف والفساد الذي يشمل المؤسسات مما يؤدي إلى تشجيع المزيد من عمليات القتل. كان الضحية الأولى في عام 2012 الصحفي حسن عثمان عبدي، المعروف بلقب "فانتاستك"، وكان مديراً لشبكة 'شبيلي' الأخبارية. وقد تعهد وزير الإعلام حينها، عبد القادر حسين، بإجراء تحقيق شامل في هذه الجريمة، ولكن بدلاً من ذلك فقدت شبكة 'شبيلي' ثلاثة موظفين آخرين في جرائم قتل جرت خلال العام.
هذه الخسائر الفادحة في الأوراح في الصومال تعود جزئياً إلى الطبيعة المعقدة والحساسة لمرحلة الانتقال السياسي، وإلى ميليشيا الشباب التي تم إخرجها تقريباً من العاصمة مقاديشو في عام 2011، وفقاً لما أفاد به محمد أودوا، نائب مدير المحطة الإذاعية المستقلة 'كولميا'. وقد أصيب عدة صحفيين من هذه الإذاعة في هجوم جرى في عام 2012. وقال أودوا للجنة حماية الصحفيين إن "جماعة الشباب كانت تخسر مناطقها وأُجبرت على الانسحاب من مناطق واسعة، لذا أرادت أن ترسل رسالة إلى العالم الخارجي بأنها ما زالت موجودة في العاصمة". وقد أعلنت جماعة الشباب مسؤوليتها عن أربعة على الأقل من جرائم قتل الصحفيين التي حدثت خلال عام 2012، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
كّل الصحفيون الذين ينشرون على شبكة الإنترنت أكثر من ثلث الخسائر في الأرواح خلال عام 2012، مما يمثل زيادة كبيرة مقارنة مع عام 2011 إذ بلغت النسبة حينذاك خُمس الخسائر، وتشكل النسبة هذا العام أكبر نسبة تسجلها لجنة حماية الصحفيين منذ بدأت عملياتها التوثيقية. وفي موازاة ذلك، انخفضت نسبة الصحفيين الذين يعملون في الصحافة المطبوعة والذين قُتلوا أثناء قيامهم بعملهم إلى حد أدنى قياسي بلغ 31 بالمائة. وخلال العقد الماضي، شكّل الصحفيون الذين يعملون في الصحافة المطبوعة أكثر من نصف الصحفيين القتلى. وبقية النسبة للخسائر في عام 2012 كانت من الصحفيين العاملين في المحطات الإذاعية والتلفزيونية.
بلغت نسبة الصحفيين المستقلين من الصحفيين الذين لقوا حتفهم في عام 2012 ثامنة وعشرين بالمائة، وهي تقارب النسبة التي تم تسجيلها في عام 2011 ولكنها تمثل ضعفي النسبة التاريخية. قُتل الصحفي الباكستاني المستقل مكرّم خان عاطف بالقرب من مسجد في شابكدار التي تبعد 15 ميلاً إلى الشمال من بيشاور، وكان يساهم بتغطية إخبارية إلى المحطة التلفزيونية الخاصة 'دنيا نيوز' وإذاعة 'ديوا' وهي خدمة إخبارية بلغة الباشتو تبثها إذاعة 'صوت أمريكيا' التي تمولها الحكومة الأمريكية. ورغم أن حركة طالبان أعلنت في كانون الثاني/يناير عن مسؤوليتها عن قتله، إلا أن التغطية المعمقة التي كان يوفرها هذا الصحفي بشأن النزاع في منطقة الحدود بين باكستان وأفغانستان سببت له عداوات كثيرة.
أتت باكستان البلد الأشد فتكاً بالصحفيين في عامي 2010 و 2011، وتراجعت مرتبتين على هذا التصنيف في هذا العام، ولكن عدد الصحفيين القتلى ظل مرتفعاً وبلغ هذا العام سبعة قتلى. وقد حدثت أربع من تلك الجرائم في بلوشستان وهي الأفقر من بين مناطق باكستان وشهدت عنفاً ممتداً بين الانفصاليين ومناهضي الانفصال وعدة جماعات إثنية وقبلية مختلفة إضافة إلى قوات الأمن وأجهزة المخابرات الباكستانية، وجماعات متحالفة مع حركة طالبان. وكان من بين الضحايا الصحفي عبد الحق بالوش مراسل تلفزيون 'إيه آر واي' والذي قُتل بالرصاص في أيلول/سبتمبر بيما كان يغادر نادي خوزدار للصحفيين، حيث كان يشغل منصب الأمين العام. ولم تجلب السلطات مرتكبي الجريمة لمواجهة العدالة، وهو ما يحدث تقريباً في جميع جرائم قتل الصحفيين في المنطقة وفي سائر أنحاء البلد.
قال مالك سراج أكبر، مؤسس ومحرر صحيفة 'ذا بالوش هال' وينحدر من بلوشستان ويعيش حالياً في أمريكيا، "يعود سبب الاستهداف المتكرر للصحفيين في بلوشسان إلى الحركة القومية، فهناك تمرد في جميع أنحاء إقليم بلوشستان ضد الحكومة. وحين يُقتل صحفي في خوزدار وتقف الحكومة مكتوفة الأيدي، فإن ذلك يكرّس ثقافة الإفلات من العقاب ويشجع استهداف الصحفيين في أماكن أخرى".
في البرازيل، قُتل أربعة صحفيين لأسباب ترتبط مباشرة بعملهم، مما يمثل أعلى خسارة في الأرواح تشهدها البلاد منذ ما يزيد عن عقد من السنين، ليصل عدد الصحفيين القتلى خلال العامين الماضيين إلى سبعة قتلى. وتحقق لجنة حماية الصحفيين في أربع جرائم قتل أخرى خلال تلك الفترة لتحديد الدوافع وراءها. وكانت البرازيل تاريخياً أحد أخطر البلدان للصحافة، وشهدت عدداً قليلاً من الخسائر في الأرواح خلال الفترة 2005 إلى 2010، مما يجعل الازدياد الأخير مثيراً للقلق بصفة خاصة للصحفيين المحليين.
قال غابرييل أليزوندو، مراسل قناة 'الجزيرة' في ساو باولو، "في المدن الصغيرة، يجري استهداف المدونين والكتاب الذين يعملون في الصحف الصغيرة والبوابات الإلكترونية والذين يكشفون عن الفساد. وعادة ما تكون السمات متشابهة: صحفي من مدينة صغيرة، يعمل في وسيلة إعلامية صغيرة، يتعرض للقتل".
كان من بين الضحايا في عام 2012 الصحفي ديكيو سا الذي كان يكتب في الشؤون السياسية لصحفية 'أو إيستادو دو ماراناو' كما كان يتقصى بشأن الفساد السياسي وينشر عنه في مدونته واسعة الانتشار 'دو ديكيو'. واعتقلت السلطات في مدينة ماراناو عدة مشتبه بهم، بمن فيهم القاتل المزعوم والعقل المدبر، وهم ينتظران محاكمتهما، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد تلقى ديكيو سا تهديدات متكررة بسبب تغطيته الإخبارية؛ وعادة يتلقى ما يقارب ثلث الصحفيين من ضحايا جرائم القتل في جميع أنحاء العالم تهديدات مسبقة قبل أن يلقوا حتفهم.
ثّقت لجنة حماية الصحفيين مقتل موظف إعلامي واحد في عام 2012، فقد قُتل محمد أمير الذي يعمل مع تلفزيون 'آيه آر واي' في الباكستان بينما كان يقود سيارة تقل طاقم إخباري لتغطية الاحتجاجات العنيفة في مدينة بيشاور في الشمال الغربي من باكستان.
بدأت لجنة حماية الصحفيين في عام 2003 بتوثيق مقتل موظفي الدعم الإعلامي كالمترجمين والسائقين والمعاونين. وقد وصلت الخسائر إلى 20 قتيلاً في عام 2007، كان 12 منهم في العراق. إن عدم وجود قتلى من العاملين الإعلاميين في سوريا، على الرغم من الخسائر الكبيرة بين الصحفيين، يعكس ظروفاً تميّز هذا النزاع والطبيعة المتغيرة لتغطية الأخبار. وإذ لم يتمكن المراسلون الصحفيون الدوليون من العمل علناً في سوريا اضطروا للاعتماد على النشطاء والمهربين للحصول على المساعدة بدلاً من المعاونين التقليديين. وفي الوقت نفسه، شرع مواطنون في تغطية الأخبار من الخطوط الأمامية وفي إنشاء مواقع إلكترونية ونشر مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت.
فيما يلي توجهات وتفاصيل أخرى برزت من التحليل الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين:
لا يزال يفصلنا أسبوعان عن نهاية عام 2012، ومع ذلك بلغت الخسائر في الأرواح خلال العام ثالث أعلى مستوى لها منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين الاحتفاظ بسجلات مفصلة. فقد وثقت لجنة حماية الصحفيين مقتل 74 صحفياً في عام 2009، و مقتل 70 صحفياً في عام 2007 الذي شهد عدداً كبيراً من القتلى في العراق.
ــ كانت أكثر ثلاثة موضوعات يغطيها الصحفيون القتلى خلال عام 2012 هي الحرب، والشؤون السياسية، وحقوق الإنسان.
ــ شكّل المصورون التلفزيونيون والفوتوغرافيون حوالي 35 بالمائة من الصحفيين القتلى في عام 2012، وهي نسبة أعلى كثيراً من النسبة التاريخية خلال العقدين الماضيين والتي تبلغ 20 بالمائة. وكان حوالي الثلثين من الصحفيين الذين قتلوا في سوريا يحملون كاميرات.
ــ في المكسيك، حيث شكّل العنف الإجرامي خطراً كبيراً على الصحافة، قُتل صحفي واحد بسبب عمله في عام 2012 وهو الصحفي المستقل أدريان سيلفا مورينو. إلا أن لجنة حماية الصحفيين لا زالت تتقصى الدوافع وراء خمس جرائم قتل خلال العام. وثمة تقصير شديد من جانب الحكومة المكسيكية في تنفيذ تحقيقات أساسية في معظم الحالات مما يجعل من الصعب على لجنة حماية الصحفيين تحديد دوافع القتل.
ــ تم التأكد من مقتل صحفي واحد لأسباب تتعلق بعمله في الفلبين، مما يمثّل أدنى خسارة في هذا البلد منذ عام 2007. كما قُتل صحفي واحد في روسيا أيضاً، ويدعى كازبيك جيكييف ويعمل مذيعاً في محطة 'في جي تي آر كيه' المملوكة للدولى، وقد قُتل بالرصاص في مدينة نالتشيك في شمال القوقاز. وقد احتل كلا البلدين مرتبة سيئة على مؤشر الإفلات من العقاب الذي وضعته لجنة حماية الصحفيين والذي يسلط الضوء على البلدان الذي يُقتل فيها صحفيون ويظل الجناة أحرارَ طلقاء.
ــ انخفض عدد الخسائر في الأرواح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستثناء سوريا، فقد تم تسجيل مقتل صحفيين اثنين لأسباب تتعلق بعملهما. ففي البحرين، قُتل مصور الفيديو المستقل أحمد إسماعيل حسن بعد أن صوّر تظاهرة تطالب بالإصلاح. وفي مصر، قتل المراسل الصحفي الحسيني أبو ضيف بعد أن أصيب برصاصة مطاطية في وجهه أطلقها شخص وصفه شهود عيان بأنه من مؤيدي جماعة الأخوان المسلمين.
ــ لم تسجل لجنة حماية الصحفيين أي وفاة مرتبطة بالعمل بين الصحفين في العراق، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2003. وقد قُتل 151 صحفياً في العراق لأسباب مرتبطة بعملهم، ومعظمهم خلال الفترة بين العامين 2003 إلى 2008. وما زالت لجنة حماية الصحفيين تحقق في مقتل ثلاثة صحفيين عراقيين في عام 2012 لتحديد ما إذا كانت وفاتهم مرتبطة بعملهم.
ــ سجلت تنزانيا أول حالة قتل لصحفي بسبب عمله منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين بالاحتفاظ بسجلات مفصلة في عام 1992. فقد قُتل الصحفي داودي موانغوسي أثناء مواجهة مع الشرطة خلال اعتقال صحفي آخر، وكان موانغوسي يعمل مع المحطة التلفزيونية الخاصة 'القناة العاشرة' كما كان يرأس نادياً محلياً للصحافة.
ــ وثّقت لجنة حماية الصحفيين مقتل صحفي سجين ومراسل صحفي رهن الاعتقال. فقد توفى المدون الإيراني الناقد ستار بهشتي بعد أربعة أيام من اعتقاله بتهمة "العمل على تقويض الأمن الوطني". وقال سجناء كانوا مع الصحفي القتيل إنه تعرض للتعذيب أثناء احتجازه في سجن إيفين. وفي كولومبيا قُتل المراسل الصحفي المستقل غوليرمو كواريز ديلغادو بعد إدخاله إلى المستشفى إثر إصابة تعرض لها عندما اعتقلته الشرطة بينما كان يغطي احتجاجات في الشوارع.
ــ البلدان الأخرى التي سجلت فيها لجنة حماية الصحفيين مقتل صحفيين لأسباب مرتبطة بعملهم هي نيجيريا والهند والإكوادور وتايلاند وبنغلاديش وإندونيسيا وكمبوديا.
ــ إضافة إلى الصحفيين الذين لقوا حتفهم في سوريا لأسباب ترتبط بعملهم والذين يبلغ عددهم 28 صحفياً، وثقت لجنة حماية الصحفيين حالات أربع صحفيين آخرين قُتلوا في ظروف غير واضحة. كما تتقصى لجنة حماية الصحفيين تقارير حول مقتل عدد من الأفراد وصفتهم جماعات محلية بأنهم مواطنون صحفيون. وفي هذه الحالات، لا تتوفر حتى الآن سوى تفاصيل ضئيلة غير أسماء الضحايا.
بدأت لجنة حماية الصحفيين بجمع سجلات مفصلة حول جميع حالات قتل الصحفيين منذ عام 1992. ويقوم موظفو لجنة حماية الصحفيين بالتحقيق بصفة مستقلة للتأكد من ظروف كل حالة. وتعتبر اللجنة حالة قتل الصحفي بأنها مرتبطة بعمله عندما يكون موظفو اللجنة متأكدين إلى حد معقول بأن الصحفي قُتل كانتقام مباشر على عمله/عملها؛ أو في تقاطع نيران أثناء عمليات قتالية؛ أو بينما كان يغطي مهمة خطرة.
إذا كانت دوافع القتل غير واضحة، ولكن يوجد احتمال بأن الصحفي قتل لأسباب تتعلق بعمله/عملها، فإن لجنة حماية الصحفيين تصنف الحالة بأنها "غير مؤكدة" وتواصل التحقيق فيها. ولا تتضمن القائمة التي تضعها اللجنة أولئك الذين يلقون نحبهم جراء المرض – كما حدث لمراسل صحيفة 'نيويورك تايمز' آنتوني شديد الذي أصيب بنوبة ربو بينما كان يغادر سوريا بصفة سرية – أو جراء حادث سيارة أو طائرة إلا إذا كان الحادث ناجماً عن عمل معادي. وثمة منظمات صحفية تستخدم معايير مختلفة وتشير إلى أرقام أعلى من الأرقام التي تعلن عنها لجنة حماية الصحفيين.
تحتفظ لجنة حماية الصحفيين بقاعدة بيانات حول الصحفيين الذين قتلوا لأسباب تتعلق بعملهم خلال العام 2012، وهي تتضمن تقارير قصيرة حول كل ضحية إضافة إلى تحليلات إحصائية. كما تحتفظ لجنة حماية الصحفيين بقاعدة بيانات حول جميع الصحفيين الذين قُتلوا منذ عام 1992. وستنشر لجنة حماية الصحفيين في بدايات كانون الثاني/يناير قائمة نهائية بأسماء الصحفيين الذين لقوا مصرعهم خلال عام 2012.
الصورة نقلا عن مركز حماية وحرية الصحفيين
الكاردينال توران: ميزانيّة الحوار بين الأديان لعام 2012
كانت أهمّ حدث لعام 2012.
بالنسبة للكاردينال الفرنسيّ، فإن المسألة التي احتلّت المركز الأول في عمل وزارته، هي "الحوار مع الإسلام". فقال: "للأسف الشديد، إن بعض الأقليات الضّالة، والتي تستغلّ الدين من أجل استخدام العنف، وتسعى لفرض الشريعة الإسلاميّة على الجميع دون استثناء، حتى بالعنف، تشكّل خطراً كبيراً على المجتمع، والعالم بأكمله، وتجعل الحوار بين الأديان مستعصياً. يكفي التفكير بوضع مصير الجماعات المسيحيّة في دولتين مثل باكستان أو نيجيريا. لا شيء ولا أحد يبرر تجاوزات كهذه. للأسف، إن وزن الأصوليّة يكاد يجعل الحجم الدينيّ والروحيّ للإسلام طيّ النسيان".
الرحلة "غير العاديّة" إلى لبنان
في إشارة إلى رحلة بندكتس السادس عشر إلى لبنان (من 14 إلى 16 سبتمبر 2012)، لم يتردّد الكاردينال عن القول: "لقد كانت بلا شكّ حدثًا غير اعتياديّ. إنشاء جوّ وديّ، قام بتعزيزه رجال الدين المسلمين في البلاد، قد سمح للبابا بإعادة التأكيد على التزام الكنيسة الكاثوليكيّة بمواصلة الحوار القائم على الإحترام الكامل. بالإضافة إلى الحدث الاستثنائي والمدهش، وهو اعتراف محاوريه المسلمين بأن المسيحيّين في الشرق الأوسط، وبالأخص في لبنان هم مصدر غنى".
ثم أكّد على أسلوب بندكتس السادس عشر في الحوار: "تشكّل تعاليم بندكتس السادس عشر منارة لنا. إذ أنه، على سبيل المثال، خلال جلسة 21 ديسمبر في المحكمة الرومانيّة، تحدّث في خطابه عن العلاقة بين الحوار والحقيقة، وبين البشرى والارتداد".
تحدّث الكاردينال توران عن حدث آخر مهمّ في المجال ذاته: "من بين الأحداث المهمّة التي حصلت في الأشهر الماضية، لا يمكن أن نتغاضى عن المركز الدوليّ للحوار بين الأديان والثقافات للملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي تمّ افتتاحه في فيينّا، في 26 نوفمبر الماضي. إنه مركز رغبت به ومولته المملكة العربيّة السعوديّة، وهو عبارة عن مؤسسة دولية غير حكوميّة- أسستها المملكة العربيّة السعوديّة بالتعاون مع النمسا واسبانيا- وحيث أن الكرسي الرسولي مشارك بصفته المراقب الأساسيّ".
تابع الكاردينال توران مؤكداً على أن: "هذه المنظمة تشكل قناة جيّدة للحوار، ونحن نأمل بأن تتمكن من تعزيز التفاهم المتبادل بين المؤمنين، ولكنها أيضاً مناسبة بالحالات التي لا يتمّ بها احترام وحماية حريّة الرأي والدين".
حوار من أجل المصلحة العامّة
أمّا بما يتعلّق بزياراته الخاصّة، قال الكاردينال توران بأن زيارة نيجيريا "ذات أهميّة خاصّة" (23-31 مارس2012). فقد قال:"تمكنت من الاستنتاج بأن النيجيريين يريدون البقاء معاً، رغم الاختلافات بين الشمال والجنوب. إنني أحتفظ بذكريات حول مدرسة تقنيّة، موجودة في منطقة أغلبيتها إسلام، مديرها كاهن كاثوليكيّ، وهي تستقبل حواليّ الثلاثين شابًا يعملون في الخشب. إن العلاقة بينهم كانت لي بمثابة دليل عن مدى أهميّة الحوار بين الأديان وكم أنه بنّاء للجميع. ويظهر هؤلاء الشباب أنه رغم الوضع الراهن يمكن العيش والعمل معاً!".
وأضاف الكاردينال: "للأسف الشديد، لقد شاهدنا مواقف غير مشجّعة. أفكّر بمصر، على سبيل المثال، كيف أنها بلاد بتغيّر كامل. ولقد انقطع هذا العام الحوار مع الأزهر بسبب قرار شركائنا المسلمين. وبما يتعلّق بنا، سنظلّ على قولنا بأن أبوابنا مشرّعة للحوار الصريح والمحترم".
أمّا لتحديد هاتين الصفتين، قال: "يجب أن نضع أمام أعيننا البعد الروحي لكل ديانة. ومن المهمّ ألا نسمح للجوانب الإجتماعيّة أو السياسيّة بأن تنسينا هذا البعد. إني أدرك بأن العديد من الكاثوليك، رغم رغبتهم بالحوار مع المؤمنين الآخرين، يفقدون شجاعتهم أمام ما يحيط بهم. من الصعب، على سبيل المثال، نسيان أنه خلال كل خمسة دقائق يتمّ قتل مسيحيّ بسبب ايمانه. يجب رفض أعمال وحشيّة كهذه. إن حالات كهذه قد تدفع بالمؤمنين للتعمّق بمعتقداتهم الخاصة وشهاداتهم، في وسط عنف كبير، ولكي تعزّز جميع الأديان الأخوّة. بهذا المعنى إن الأديان هي موارد للمصالح المشتركة".
برنامج سنة الإيمان
هذا ما يشجّع الحوار الذي تلتزم به الكنيسة: "الكنيسة الكاثوليكيّة، من ناحيتها، تبقى ناشطة في حوارها مع الأديان، مع الإسلام ومع الديانات الشرقيّة والتقليديّة".
وأخيراً، أشار الكاردينال توران بأن الحوار بين الأديان يشكل جزءًا من أعمال سنة الإيمان: "خلال سنة الإيمان هذه سنلتزم بتنشيط إيماننا المسيحيّ، من خلال التعرّف بشكل أفضل على مضمونه وأن نقترح بالكلام وبالفعل، رسالة يسوع المسيح. وبما أننا في بداية عام جديد، أي بلحظات التمنّي، أعيد كلام البابا المقتبس عن كلام المسيح: "تعالوا وسوف ترون!". نصلي للمسيح حتى تكون الكنيسة رغم الفقر شبيهة ببيته. ونصلي حتى نتمكن من القول دائماً باقتناع "نحن نملك ما ينتظره العالم أجمع، يسوع المسيح، ابن الله الحقيقيّ والرجل الحقيقيّ".".
نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب / زينيت.
التقرير السنوي الثاني لمرصد الإعلام الأردني عن انتهاكات حرية الإعلام عام 2012
وبحسب التقرير السنوي الثاني لمرصد الاعلام الاردني في مركز القدس للدراسات السياسية، عن الانتهاكات الواقعة على حرية الاعلام لعام 2012، فان الزيادة الحاصلة في عدد الاعتداءات، تعكس جرأة الاعلاميين في الكشف عن الانتهاكات التي يتعرضون لها وتوثيقها. اضافة الى استمرار النهج المتعمد في استهداف الحريات الاعلامية الذي تمارسه جهات عدة.
وأكد التقرير انه رغم ارتباط علو السقف الاعلامي بانطلاق الحراك الشعبي المطالب بتحقيق اصلاحات سياسية ومحاربة الفساد عام 2011، الا ان الانتهاكات الواقعة على حرية الاعلام ومحاولات احتوائه، زادت للحد من مواكبته لهذا الحراك.
يذكر أن فريق عمل مرصد الاعلام الاردني، قام برصيد الانتهاكات وتوثيقها وفق منهجية علمية اعتمدت على حصر الانتهاكات على حرية الصحافة والاعلام وجرى تصنيف الانتهاكات ضمن منهجية شاملة وضعتها لجنة مختصة من مرصد الاعلام الاردنين وتنطوي على تسعة أنواع من الانتهاكات. وجدير بالذكر ان بعض الانتهاكات المرصودة من قبل فريق عمل المرصد قد دخلت في اكثر من تصنيف حسب معايير المرصد.
ويظهر التقرير السنوي استمرار ظاهرة الاعتداء الجسدي والتهديد وسوء المعاملة للصحافيين، واحتلت المرتبة الاولى في سلم الانتهاكات، إذ سجل العام الماضي 33 حالة اعتداء وتهديد وسوء معاملة، مقارنة مع 45 حالة عام 2011، وأرجع التقرير تراجع عدد حالات الاعتداء الجسدي والتهديد التي تعرض لها صحافيون، الى عدم تسجيل حالات اعتداء جماعي على الصحافيين كما حدث في العام 2011 في اكثر من مناسبة.
وجاء في المرتبة الثانية التدخلات الحكومية والامنية بما مجموعه 29 انتهاكا مقارنة مع 13 انتهاكا جرى رصدها عام 2011.
وحل المنع من النشر والتداول في المرتبة الثالثة إذتم تسجيل ثماني حالات في هذا الاطار مقارنة مع 10 حالات رصدت عام 2011، ومن المتوقع ان تكون حالات المنع من النشر والتداول أكثر من تلك المرصودة بسبب عدم التبليغ عنها.
وفي اطار الضغوط الادارية التي مارستها بعض المؤسسات الاعلامية على منتسبيها، سجلت خلال العام 2012 سبعة انتهاكات تتضمن حالات نقل وفصل تعسفي لصحافيين وتوجيه انذارات كيدية في عدد من المؤسسات الاعلامية.
بانوراما 2012… عام حافل … كنسياً بقلم الأب رفعت بدر
ومن ضمنها المكوّنات الدينية التي تسهم هي كذلك بتنمية المجتمع والنهوض به إلى مراتب متقدمة، وفي مختلف النواحي.
إلاّ أنني أترك الحديث في الشؤون السياسية والاقتصادية، لنمنح الفرصة لذوي الاختصاص بهذين الشأنين الهامين. وأتحدث عن عام 2012 من الناحية الكنسية أي ما يتعلق بالمسيحيين، في العالم وإقليمياً ومحلياً لدينا في الأردن، مسلطاً الضوء على بعض القضايا الرئيسية التي حصلت على الساحات الثلاثة.
1) عالمياً: كانت زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى المكسيك وكوبا علامة مميّزة، وجرت بالطبع على مدار العام احتفالات كبيرة ومكثفة، ومن الأمور المميّزة أنّ اللغة العربية تم اعتمادها رسمياً في لقاءات البابا الأسبوعية وصار يُطلق عبر أحد مساعديه رسالة باللغة العربية، إلى جانب لغات رئيسية معتمدة في الفاتيكان. وكذلك تحيي الكنيسة الكاثوليكية في العالم مرور خمسين سنة على المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي قاد أكبر جهد اصلاحي وانفتاحي للكنيسة في العالم، الأمر الذي دعا البابا الى اعلان هذه السنة (من اكتوبر 2012 الى نوفمبر 2013) سنة الايمان، وما زالت ببدايتها، ولدينا المجال للابداع في إحيائها في كل مناطق العالم.
وقد تعرّضت هذه الدولة – الفاتيكان – الصغيرة جغرافياً والممتدة في أطراف الأرض روحياً إلى مواقف صعبة، من خلال نشر كتاب بعنوان "صاحب القداسة" تبعاً لتسريبات كان يقوم بها أحد خدم البابا ويدعى باولو جابرييلي، وجرت إجراءات قانونية وأودع في السجن. إلا أن البابا وقبيل الاحتفال بعيد الميلاد بادر إلى زيارته والحديث معه وعفا عنه وأخرجه من الحبس. صورة ذكرّتنا بجلوس البابا يوحنا بولس الثاني عام 1982 إلى جوار من حاول اغتياله وعفا عنه.
عالمياً كذلك تم اختيار جوزتين ويلبي لخلافة رئيس الأساقفة روان وليمز في رئاسة الكنيسة الأنجليكانية التي يتبعها أكثر من مليون شخص في العالم. وسوف يتسلم مهامه الرسمية في الحادي والعشرين من آذار المقبل.
عالمياً كذلك كان إطلاق مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، حدثاً تاريخياً.
2) اقليمياً، جرت العديد من المؤتمرات والحوارات المتعلقة بأوضاع المسيحيين في الشرق، وذلك بسبب وضع المخاوف والتحليلات السلبية حول مستقبل الحضور المسيحي في ظل ما يُسمى بالربيع العربي وصعود الجماعات الدينية إلى الحكم. إلاّ أن أحداثاً جرت وقادها المسيحيون العرب ببراعة بالغة.
ففي السابع عشر من آذار، شارك العالم والكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأحزان برحيل البابا شنودة الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية، وأثار رحيله المخاوف نظراً للتوقيت الدقيق في حياة مصر، إلاّ أن حكمة الأنبا باخوميوس قد قادت السفينة إلى بر الأمان، فكان يوم الرابع من تشرين ثاني حدثاً مميزاً في حياة الكنيسة وفي حياة الأنبا تواضروس الذي كان يُحتفل يومها بعيد ميلاده الستين فإذا به ينتخب في النهار ذاته البابا الثامن عشر بعد المئة كرأس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتم تنصيبه رسمياً بحضور وفود مدنية ودينية من مختلف أنحاء العالم صباح الأحد الثامن عشر من تشرين ثاني.
إقليمياً كذلك فُجع العالم صباح الخامس من كانون أول، برحيل البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس، والمعروف عنه حكمته ورجاحة رأيه ودعوته للوحدة بين مختلف كنائس الشرق، وفي السابع عشر من الشهر ذاته، تم انتخاب البطريرك يوحنا اليازجي رأساً جديداً للكنيسة العربية الأرثوذكسية في سوريا ولبنان والعالم. وفي العراق جرى حدثان هامّان وهما أولاً إعادة تدشين كنيسة سيدة النجاة في بغداد في الرابع عشر من كانون أول، بعدما تعرضت قبل سنتين إلى واحد من أبشع الأعمال الإرهابية. وكذلك تم الإعلان عن استقالة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك الكلدان، والذي عمل على تهدئة النفوس والضمائر، في أصعب أوقات العراق الحديث.
إقليمياً كذلك كان الحدث الأبرز زيارة البابا بندكتس إلى لبنان، والتي سبقتها تحليلات وسؤالات ومحاذير وتكهنات بإلغاء الزيارة، إلاّ أنهّا جرت وبسلاسة تامة، وعبّر اللبنانيون كلهم، ومعهم كل الوفود العربية والعالمية، عن حفاوة الاستقبال ودقة التنظيم، وكان الحدث المركزي في الزيارة توقيع البابا لوثيقة الإرشاد الرسولي الخاص بالمسيحيين في الشرق الأوسط، بعنوان: "شركة وشهادة" وبين فيه "أن الشرق الأوسط بدون، أو بعدد قليل من المسيحيين ليس شرقاً أوسطياً". ولقد حظي الإرشاد الرسولي باهتمام عالمي، نظراً لحساسية اللحظة التي يعيشها الشرق الأوسط، وتفاقم معضلة الهجرة التي تؤثر على جميع سكانه، وبالأخص المسيحيون منهم. وبعد الزيارة التي دامت ثلاثة أيام، عيّن البابا بندكتس، بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية، بهدف تدعيم المسيحيين.
إقليمياً كذلك، شاركت المراكز الإعلامية في المؤتمر الأول الذي عقد في بيروت برعاية المجلس الحبري لوسائل الإعلام، وكان الهدف منه تنسيق الجهود الإعلامية لدى الكنائس في الشرق الأوسط من أجل توحيد الصوت وتعزيز الحضور الفاعل والمؤثر على الساحات العربية.
3) وفي الشأن المحلي جرت العديد من المبادرات والأحداث ونذكر منها إحياء رحلة الحج السنوية إلى موقع المعمودية – المغطس، بمشاركة جموع غفيرة، وإحياء أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين بصلاة جمعت مختلف الكنائس في كنيسة يوحنا دي لا سال في جبل الحسين. وكذلك إحياء أسبوع الوئام بين الأديان في مختلف المناطق وعبر المؤسسات الروحية والحوارية. وهو الأسبوع الأول من شباط في كل عام.
وفي شباط عينه عيّن البابا بندكتس السادس عشر المطران مارون لحّام نائباً بطريركياً جديداً للاتين في الأردن، خلفاً للمطران سليم الصايغ الذي تقاعد لبلوغه السن القانوني بعدما خدم الكنيسة في الأردن لمدة ثلاثين سنة متواصلة وأسس العديد من المراكز التي تعنى بالشؤون الروحية والثقافية والإنسانية.
وفي الخامس والعشرين من نيسان، جرى الحدث الأبرز كنسياً على الساحة الأردنية، وهو الإطلاق الرسمي للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بهدف تعزيز الحضور المسيحي وسبل العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وكذلك تشجيع السياحة الدينية وتغطية للأخبار الكنسية، وحضر الاحتفال بطريرك القدس فؤاد الطوال ووزير الإعلام راكان المجالي، وعدد من الرسميين المدنيين والكنسيين. وتزامن هذا الإطلاق مع إطلاق مكتب فضائية نورسات في الأردن، وهي الفضائية التي تبث من بيروت، وتعنى بشؤون المسيحيين العرب ودورهم التاريخي، وعلاقات الشراكة والتعاون مع أخوتهم المسلمين. وكذلك تم إطلاق موقع أبونا الالكتروني بحلته الجديدة، وشعاره إعلام من أجل الإنسان. وفي ذات السياق تم افتتاح مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط برعاية الأمير غازي بن محمد.
وقد شارك المركز الكاثوليكي بالعديد من المؤتمرات المحلية والعالمية، مسلطاً الضوء على مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات لدى كافة مكوّنات الشعب الأردني الواحد، وجرى تعاون وثيق بين المركز والمراكز المعنية بالحوار وبالأخص المعهد الملكي للدراسات الدينية. وممّا تم تنظيمه التقديم الرسمي للإرشاد الرسولي في مركز الحسين الثقافي بحضور السفير البابوي المطران جورجيو لينجوا ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد السلام العبادي، وعدد كبير من الأساقفة ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وجمع كبير من المدعوين.
محلياً كذلك، أكملت الجامعة الأمريكية انطلاقتها للسنة الثانية على التوالي، وهي تابعة للبطريركية اللاتينية، وتسير بتوجيهات وزارة التعليم العالي. وكذلك احتفلت الشبيبة المسيحية في الأردن باليوبيل الفضي بتأسيس الأمانة العامة لها مصممة على توجيه النصح والإرشاد للشباب الأردني المسيحي نحو مزيد من العطاء داخل المجتمع والوطن وللكنيسة. وكذلك تم تدشين كنيسة جديدة للبطريركية اللاتينية في العقبة وتحمل اسم "نجمة البحر". ومن الجدير بالذكر رسامة أول فوج من الشمامسة الدائمين في الأردن، الأمر الذي شجع على مزيد من التعاون بين الإكليروس والعلمانيين.
ومحلياً كذلك قامت مؤسسات خيرية عدة بتقديم يد العون والمساواة للإخوة اللاجئين من سوريا، ونذكر هنا بالأخص جهود مؤسسة الكاريتاس الأردنية التي تقدم خدماتها للجميع بدون تمييز.
محلياً كذلك، تم تكليل الجهود والمبادرات المحلية، ومع قرب انتهاء هذا العام، بالزيارة الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى مدينة الحصن للتهنئة بعيد الميلاد، زيارة حملت دلالات كبيرة، حيث عمّقت الشعور بالمواطنة والمساواة، وهما أساسان لا يستغنى عنهما في رحلة بناء المجتمعات الحديثة تعزيزاً للديمقراطية واحترام كرامة الإنسان.
هنيئاً لنا هذا المثل، انه درس وعبرة، ليس للداخل الأردني بل لكل دول الجوار والعالم.
عن أبونا
العالم : 2012 العام الأكثر دمويّة في تاريخ الإعلام
وصنف التقرير البلدان «الأكثر فتكاً» بالصحافيين، لتتصدر سوريا القائمة، ويليها الصومال، وباكستان، والمكسيك، والبرازيل. وصنّفت المنظّمة تركيا كـ «أكبر سجن للصحافيين في العالم»، تلتها الصين، وإريتريا، وإيران، وسوريا أيضاً. وباستثناء آسيا والأميركيتين، لحظ التقرير انخفاضاً في حالات الاعتقال والاختطاف عن العام 2011.
استحوذ الإعلام البريطاني على الحدث في ميدان الميديا عالمياً، خلال العام 2012. ولعلّ هذا العام الذي ودعناه، كان العام الأسوأ في تاريخ «هيئة الإذاعة البريطانية» «بي بي سي»
التي خطفت الأضواء بفضائها، بعدما اهتزّت أروقة القناة إثر الكشف عن قيام المقدم التلفزيوني الراحل جيمي سافل بالتحرش والاعتداء على أطفال في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حين كان لا يزال في ذروة شهرته. وفي غمرة التعثّر في تداعيات الفضيحة والتحقيقات القضائية حولها، وقعت القناة في أزمة ثانية سببها تقرير عُرض في برنامج «نيوز نايت» يتضمّن اتهامات لسياسي بريطاني سابق بارتكاب اعتداءات جنسية بحق أطفال، تبيّن بعدها أنّها خاطئة. وعلى إثر ذلك قدّم مدير عام «بي بي سي» جورج انتويسل استقالته بعد 54 يوماً على توليه المنصب وذلك بسبب «الخطأ المهني الفادح» الذي وقعت به القناة والانتقادات الحادة التي وجّهت لها.
وعادت هذا العام فضيحة التجسس على الهواتف في بريطانيا لتبرز إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد صدور «تقرير ليفيسون» حول «ثقافة وممارسة أخلاقيات الصحافة». والتقرير هو حصيلة تحقيق رسمي بدأ في صيف 2011 نتيجة للفضيحة نفسها التي أدت إلى إغلاق أكبر الصحف البريطانية «ذا نيوز أوف ذا وورلد»، وطالت مالك الصحيفة روبرت مردوخ. هذا الأخير بقي أكثر الشخصيات الإعلاميّة إثارةً للجدل، بسبب قراراته المفاجئة، إذ أغلق صحيفة «ذا دايلي» الرقمية بعد فشلها بجذب المشتركين، وتكبّد شركته العملاقة «نيوز كوربورايشن» خسائر مالية كبيرة. وفي منتصف العام 2012، وإثر تداعيات الفضائح الإعلاميّة المتتالية، قرّر مردوخ تجزئة إمبراطوريته، «نيوز كورب» إلى شركتين، مجموعة «نيوز انترناشونال» التي تخدم قطاع نشر الصحف الذي يديره في بريطانيا، ومجموعة «نيوز كوربوريشن» المربحة والمتمركزة في الولايات المتحدة والتي تشمل قطاع الترفيه المرئي، وتشمل قنوات «فوكس». ومع تدهور صحّة مردوخ وسمعته، برز اسم ابنته إليزابيث، كالوريثة المحتملة الأوفر حظّاً، لخلافة والدها.
الإعلام الأميركي من جهته، كان مشغولاً بالانتخابات، شغله عنها إعصار «ساندي»، وبعده مجزرة مدرسة «كونيتيكات» الابتدائية. من جهة ثانية توجّهت الأنظار نحو قناة «أن بي سي» الأميركيّة بعد خبر اختطاف رئيس قسم المراسلين في القناة ريتشارد إينغل في سوريا، مع اثنين من فريق عمله في 13 كانون الأول ليفرج عنهم بعد 5 أيام في ظل تضارب المعلومات حول الجهة الخاطفة. على الرغم من أنّ قناة «أن بي سي» روّجت إلى أن إينغل وفريقه اختطفوا على يد مسلحين موالين للنظام السوري، مما عرّضها لانتقادات واسعة اتهمتها بطمس الحقائق.
وطالت التحوّلات الأبرز الفضاء الالكتروني في الولايات المتحدة، بعدما تخلّت مجلّة «نيوزويك» كلياً عن طبعتها الورقيّة لتصدر على الشبكة حصراً، بعد 80 عاماً من صدورها. كما قررت أكثر من 360 مطبوعة أميركيّة، منها «ذا واشنطن بوست» تقديم محتواها الالكتروني مقابل بدل مادي مع نهاية العام الحالي.
في سياق آخر، لم يكن الإعلام الغربي غائباً عن الحراك الذي يشهده الشارع العربي، مع تفاوت المساحة وطريقة التعاطي في كل وسيلة إعلامية وفقاً لسياستها التحريرية أو لقربها من موقف حكومتها الرسمي تجاه هذه الأحداث. وكان للفيلم الوثائقي حصته من هذه التغطية التي طالت قضايا مثيرة للجدل في الشارع العربي. فعرّضت قناة «كانال بلاس» الفرنسية وثائقياً للمخرج بول موريرا بعنوان «الجنس والسلفيون والربيع العربي»، كذلك عرضت قناة «بي بي سي» وثائقياً بعنوان «شاشة للرئيس» والذي يسلّط الضوء على ما يجري في كواليس الإعلام الرسمي السوري وكيفية تعاطيه مع أحداث الأزمة السورية.
لبنان : مـاذا شـاهد اللبنـانيـون فـي الـ 2012؟
وبيّنت الدراسة، أنّه على الرغم من زيادة عدد الفضائيات العربيّة، بقي اهتمام الجمهور اللبناني أكبر بالشاشات المحليّة، خصوصاً في وقت الذروة، بين السابعة مساءً، والحادية عشرة ليلاً.
وبحسب أرقام «إيبسوس ستات»، حصدت «المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» المرتبة الأولى لناحية المتابعة على الصعيد المحلّي، بنسبة بلغت 35,2 في المئة، تلتها «الجديد» بنسبة 30,8 في المئة، والـ«أم تي في» بنسبة 25,7 في المئة، و«أو تي في» بنسبة 22,9 في المئة، و«المستقبل» بنسبة 16,9 في المئة، و«المنار» بنسبة 13 في المئة، و«أن بي أن» بنسبة 11 في المئة، و«تلفزيون لبنان» بنسبة 9 في المئة. وعلى صعيد المتابعة فضائياً، تبرز الإحصائيات بأنّ وقت الجمهور اللبناني يتوزّع بنسبة 52,8 في المئة على الشاشات الفضائية، في حين يتوزّع الوقت الآخر على باقي المحطّات المحليّة بنسبة 14 في المئة لـ «أل بي سي»، و11,4 في المئة لـ «الجديد»، و7,3 لـ «أم تي في».
أكثر البرامج التي حظيت باهتمام الجمهور، اختلفت بين محطّة وأخرى، إذ تصدرت حفلة انتخاب «ملكة جمال لبنان» نسبة المشاهدة على «أل بي سي»، و«طاحون الشرّ» على «الجديد»، و«ما في متله» على «أم تي في»، و«لاقونا ع السـاحة» على «أو تي في»، «فلّينة» على «المسـتقبل»، و«الغـالبون 2» على «المنار»، و«مـع جمانة» على «أن بي أن»، و«المعلّمة والأسـتاذ» على «تلفزيون لبنان».
مركز صحفيون متحدون : ملف خاص .. الإعلام فى عام 2012
وانكسارات انعكست على الإعلام المصرى بشقيه الخاص والرسمى هذا العام، ليبدو متخبطا فى أحيان، وأحيانا أخرى يكون مستهدفا من السلطة الحاكمة أيا كانت سواء المجلس العسكرى أو الرئيس محمد مرسى.
نكسات عديدة تعرضت لها الفضائيات الخاصة هذا العام بدأت مع وقف برنامج معتز مطر على قناة مودرن حرية أثناء خروجه لفاصل، وتوقف البرنامج فجأة على الهواء، وكان المجلس العسكرى وقتها يدير شؤون البلاد، وترددت أنباء عن أن معتز تلقى تهديدات وأوامر بوقف البرنامج، وبعدها لم يظهر البرنامج للنور على القناة، وانتهت علاقة معتز بالقناة نهائيا، واستمر التضييق على القنوات الفضائية فى ظل الحكم العسكرى للبلاد وتصاعد أسهم الإسلاميين الذين قاموا بتهديد أكثر من قناة فضائية، كان أولهم قناة ON TV التى وصل إلى رئيسها ألبير شفيق خطابا من إحدى الجماعات الإسلامية تهدده باستهداف المذيعين وخطفهم، وعقب انتخاب محمد مرسى رئيسا للجمهورية كانت الفراعين أكثر القنوات حدة وهجوما على الرئيس المنتخب، حيث كان الهجوم بقيادة صاحب المحطة توفيق عكاشة الذى عرف بهجومه المستمر على الثورة والثوار وانحيازه الشديد للمجلس العسكرى والمرشح السابق للرئاسة أحمد شفيق، ولكن عقب فوز مرسى بكرسى الرئاسة تحولت دفة هجومه ضد الإخوان المسلمين والرئيس شخصيا، وكانت القناة عرضة فى أكثر من مرة للإغلاق للعديد من الأسباب، ولكن مع تصاعد حدة الهجوم من عكاشة تم غلق القناة بتهمة إهانة الرئيس والتحريض على الفتنة وفى الخامس والعشرين من سبتمبر الماضى قامت مجموعات من الألتراس باقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى وقناة مودرن، وتم منع برنامج شوبير من الظهور لأكثر من يوم كذلك برنامج مدحت شلبى «مساء الأنوار» بسبب سياسة مقدمى البرامج فى تقديم برامجهما وتعارضها مع الألتراس وهجومهما الشديد عليهم.
ولكن تأتى أكبر نكبات الإعلام فى عام 2012 بقطع البث عن قناة دريم بحجة أنها تخرج من خارج أسوار مدينة الإنتاج الإعلامى، برغم أن استوديوهات دريم تبعد أمتارا قليلة من مدينة الإنتاج، الأمر الذى تضامنت معه معظم الفضائيات، ولم تنته مشكلات الإعلام الخاص لهذا الحد ولكنها استمرت لتصل لحد الاستقالات على الهواء مباشرة، وهو ما حدث مع الإعلامى خيرى رمضان حينما ألغيت حلقته مع المرشح السابق حمدين صباحى وقيل وقتها إنها بسبب ضغوط على القناة ليعترض رمضان على ذلك ويعلن استقالته على الهواء قبل أن يعود لها مرة أخرى بحوار لنفس الضيف. وحظيت مدينة الإنتاج الإعلامى بنصيب من الهجوم حيث تعرضت مؤخرا لحصار من قبل «أولاد أبوإسماعيل» وبإيعاز من الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بسبب ما أسموه بتطهير الإعلام واستمر الحصار لأكثر من أسبوعين، وعلى الرغم من تلك العثرات الإعلامية للإعلام الخاص ومدى الضغوط التى يتعرض لها من قبل الإخوان المسلمين كنظام حاكم، فإن عام 2012 أبى أن يرحل دون أن يترك لنا نقطة واحدة إيجابية تتمثل فى باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»، والذى أصبح بمثابة فاكهة البرامج بأسلوبه الساخر، وانتقاده اللاذع للإخوان والسلفيين، وكذلك من الرئيس مرسى، الأمر الذى جعله يحظى بنسبة مشاهدة ضخمة وغير مسبوقة.
سياسات ماسبيرو كما هى.. لكن بـ«حجاب»
مر عام 2012 على التليفزيون المصرى وكأن شيئا لم يحدث، فالتغير الذى تمناه الكثيرون فى المبنى لم يتعد ارتداء بعض المذيعات للحجاب فقط وظهورهن فى نشرات الأخبار، ولكن تظل نفس السياسات قائمة رغم اختلاف الأسماء، فبرحيل أسامة هيكل تولى أحمد أنيس، وعقب تشكيل الحكومة بقيادة هشام قنديل، تم تعيين صلاح عبدالمقصود وزيرا للإعلام، وهو الذى قوبل باستياء شديد ليس لأنه ينتمى لجماعة الإخوان فقط بل لأنه ليس من الأبناء الشرعيين للمبنى العريق.
المتأمل فى حالة البلاد بعد الثورة ومدى المطالب الفئوية التى طفحت على السطح يدرك جيدا أن ماسبيرو لا يمكن أن يخلو من هذه الاحتجاجات، حيث يضم بداخله أكثر من 45 ألف عامل ما بين إداريين وبرامجيين وفنيين، وتزايدت حدة الوقفات الاحتجاجية داخل مبنى ماسبيرو منذ بداية الثورة وحتى الآن، ولكن أغلب هذه الوقفات تكون للمطالبة إما بزيادة الأجور أو صرفها إن وجدت، وهو ما خلق حالة من الارتباك داخل أروقة المبنى وبالأخص فى مكاتب المسؤولين، حيث تم تغيير القيادات أكثر من مرة نتيجة الاعتذارات والخوف من المسؤولية.
ورغم أن تطهير ماسبيرو كان من أهم الأهداف لثورة يناير فإن العاملين بالمبنى يؤكدون أن أيام أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق كانت أفضل بكثير مما يشهده التليفزيون حاليا من تردى الأوضاع سواء كانت المهنية أو المادية.
ومع تعيين صلاح عبدالمقصود وزيرا للإعلام بدأت بوادر الأخونة تظهر على الساحة الإعلامية من حيث اختيار الضيوف والتضييق على المذيعين، كذلك احتكار تليفزيون الحكومة لإعلانات وزارات الدولة من خلال صوت القاهرة، وهو ما أحدث نوعا من القطيعة بين التليفزيون الرسمى والقنوات الفضائية، كل هذا يأتى مع تصريحات الوزير أنه آخر وزير إعلام ستشهده مصر لندخل بعدها فى مرحلة مجلس الإعلام الوطنى. ومع ذلك لم تشفع وعود وزير الإعلام بالحفاظ على المهنية والحيادية له عند كثير من المذيعين، حيث بدأ التمرد يضرب فى المبنى على يد مجموعة ممن يحملون لواءات المعارضة فى الاتحاد، وكان أولهم الإعلاميتين بثينة كامل وهالة فهمى اللتين تهاجمان الإخوان فى برامجهما بالتليفزيون المصرى، ومع تحويلهما للتحقيق بدأ الكثير من زملائهما فى التضامن معهما، وتبع ذلك وقفة احتجاجية لمجموعة من المذيعين والمذيعات أمام المبنى بعنوان لا لتكميم الأفواه يعترضون فيها على سياسة إدارة المبنى ومنع بعض الضيوف والتضييق عليهم، كذلك قدم بعض القادة عقب أحداث الاتحادية استقالتهم اعتراضا على الطريقة التى تدار بها البلاد.
ومؤخرا اتخذ على سيد الأهل رئيس القناة الأولى بالاتفاق مع رئيس قطاع التليفزيون شكرى أبوعميرة بوقف واحد من البرامج المهمة على القناة الأولى وهو «ستوديو 27» لإبعاد عدد من مقدميه، منهم الإعلاميون عاطف كامل وكامل عبدالفتاح بسبب تمردهما على أخونة المبنى.
خبراء: أسوأ عام للإعلام الخاص والحكومى ولابد من مجلس وطنى لإدارته
أجمع مجموعة من الإعلاميين وخبراء الإعلام على أن الإعلام المصرى فى العام 2012 تعرض لضغوط وممارسات لم تحدث له فى ظل نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حيث بدأت تغلق قنوات وتصادر صحف ويتم التعدى على إعلاميين بعد ثورة نادت فى شعارها بالحرية.
الإعلامى نصر القفاص قال لـ«اليوم السابع» إن عام 2012 مر بحدثين فى منتهى الخطوة أولهما تأميم الصحافة المصرية من جانب مجلس الشورى، وتعيين أضعف من يمكن أن يتولوا مسؤولية تحرير صحيفة ومجلة، ثم بعدها تعيين رؤساء مجلس الإدارات لهذه الصحف، أما المحاولة الثانية فتتمثل فى محاولة هدم القضاء المصرى فى عملية غير مسبوقة تتجلى فى محاصرة المحكمة الدستورية والنيابة الإدارية.
وأشار القفاص إلى أن الإعلام الخاص والقضاء استطاعا أن يقفا وقفة حقيقية ضد الإخوان المسلمين، على الرغم من الحرب الشرسة التى يتعرضان لها من قبل النظام الحاكم.
الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، قال إن الإعلام هذا العام تعرض للعديد من الانتكاسات ويمكن اعتباره عاما كبيسا على الإعلام المصرى، فبعد ثورة 25 يناير ازدادت القنوات الفضائية والصحف الخاصة بشكل غير مسبوق وسط حالة من الانفلات، وراحت القنوات الفضائية تلعب دورا سياسيا لصالح السياسيين، وبالتالى حدث نوع من الصراع الذى جاء على حساب الموضوعية والمهنية.
وأضاف الشريف: عند وصول الإخوان لسدة الحكم عصف النظام بحرية الإعلام وبدأ الإعلاميون يتعرضون للمساءلة وغلق القنوات الفضائية وبالأخص التى تخالف رؤية النظام، كذلك وصل الإعلاميون للمحكمة بتهمة انتقاد الإخوان، وأشار الشريف إلى أن القنوات الدينية قامت بتحويل مسارها وهدفها الرئيسى، وهو الدعوة إلى أمور الدين وتحولت إلى أداء دور سياسى أدى لاهتزاز صورة رجال الدين، الذين أصبحوا يتطاولون على من يخالفهم الرأى مثل الفنانين والإعلاميين.
وأضاف الشريف أن مواد الدستور المتعلقة بالصحف والإعلام لم تعبر عن حرية التعبير والرأى، ونجد أنها تنص على إمكانية حبس الصحفيين وهو ما كانت المعارضة وقت مبارك تنادى بإلغائه، فكلما كان الواقع قويا أصبح الإعلام قويا، ونحن الآن نعيش حالة من المرض انعكست بطبيعة الحال على الإعلام.
الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: لا يمكن أن نصف ما مر به الإعلام فى هذه السنة، ولكن يمكن أن نقول إنه تأثر كثيرا بالانقسامات السياسية وغابت عنه البوصلة التى كان يعتمد عليها، كذلك غابت الرؤية الحكومية وتصاعدت حدة القنوات المتطرفة فى الوقت الذى بدأنا فيه نرى ظواهر إعلامية جديدة تتمثل فى الإرهاب الفكرى للممارسة الإعلامية أهمها حصار مدينة الإنتاج، موضحا أن هذا العام كان به نواة جيدة لمجلس الإعلام الوطنى تمثلت فى لجنة تقييم الأداء الإعلامى فى انتخابات الرئاسة الماضية، وأضاف العالم أنه إذا كان عام 2011 قد شهد حالة من الارتباك فهذا العام أصبح الارتباك مزمنا.
الإعلامى والصحفى محمد الغيطى قال معلقا عما مر به عام 2012 من أحداث إعلامية: إنه يعتبر أسوأ عام يمر علينا لما يحدث فى الإعلام الخاص، وهو لم يحدث منذ نشأته والسبب فى ذلك هو الرغبة فى احتكار الحقيقة.
وأضاف الغيطى أن هذا الإعلام كان نافذة للإخوان المسلمين ليعبروا عن حريتهم فى القنوات والصحف الخاصة، وشدد الغيطى على أن ما حدث لمدينة الإنتاج الإعلامى يعد إهدارا للاستثمارات يحدث على مرآى ومسمع من قادة الحرية والعدالة.
واختتم الغيطى حديثه بأننا بحاجة إلى مجموعة من القوانين لضمان حرية الإعلام والإعلاميين، رغم أن هذه القوانين ستصطدم بمواد الدستور، وعلى الإعلاميين فى الفترة المقبلة أن يتكاتفوا ويدافعوا عن حريتهم خوفا من أن تدخل مصر نفقا مظلما.
الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام سابقا، قالت إن العام الذى يتعرض فيه الإعلاميون للضرب والاغتيال والاعتداء والضغوط يعد عاما إعلاميا سيئا من الدرجة الأولى، ولم يحدث فى التاريخ ما يراه الإعلام حاليا، وأضافت عبدالمجيد أن ماسبيرو الآن يشهد حالة من الارتباك بسبب الوقفات الاحتجاجية والاستقالات الجماعية.
وللخروج من المأزق الإعلامى الحالى قالت عبدالمجيد لابد من توحد الإعلاميين، وأن ينتقدوا أنفسهم ذاتيا ويعترفوا بأخطائهم وأن يضعوا ميثاق شرف، فلابد من وجود ضمانات للإعلاميين ليتمكنوا من تأدية دورهم فى نزاهة، الأمر الآخر هو ضرورة خوض معركة فى العام المقبل من أجل إنشاء هيئة أو مجلس وطنى، الذى سيدير الإعلام فى مصر المرحلة المقبلة فلابد من الضغط لتفعيل هذا القانون.
نقلا عن اليوم السابع
ميلاد 2012: لا تتخذوا الحرية ذريعة للتفلّت من القوانين بقلم المطران الياس كفوري
هو ارتضى بلطف منه ان يتبنانا، بالرغم من خطايانا، وان يرفعنا على الصليب ويقدمنا قربانا على مذبح الرب، كما قدم ذاته. لنستحق بذلك ان نكون "شركاء الطبيعة الإلهية".
هذا من جهته هو اما من جهتنا نحن البشر الخطأة فما هو المطلوب؟ المطلوب هو ان نؤمن بابن الله، كما قال الاعمى منذ مولده. واذا آمنا نتبرر كما قال بولس الرسول. إذاً ايماننا هو الاساس في عملية خلاصنا: "ان استطعت ان تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن". (قال لقائد المئة).
الميلاد دعوة الى الارتفاع الى العلاء. دعوة الى التأله. دعوة الى السلام. "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة".
اما في الشأن العام، فاننا نعبر عن الاسف لاستمرار الازمات المعيشية والمشاكل الامنية التي تؤثر في الاستقرار في المنطقة. يؤسفنا ان تكون الحرية مهددة في بلد الحريات. لبنان لا يستطيع ان يعيش من دون الحرية. حرية الرأي حرية المعتقد. الحرية الشخصية، "حرية ابناء الله" بيد ان للحرية حدوداً وضوابط اولا "حرية ابناء الله" تعني ان يتصرف الابن ضمن حدود المحبة والاحترام للأب. فكما ان الاب لا يريد الاذى ولا يضمر الشر لولده (اذا سألك ابنك خبزا لا تعطه حجرا وان سأل سمكة لا تعطه حية (متى 9/7) لذلك يجب ان يحافظ الابن على الاحترام الكامل لأبيه، ضمن حدود المحبة البنوية. لا يوجد في اعتقادي ابن لا يحب اباه. واب لا يحب ابنه. هذا من باب المستحيلات. كل شيء عندنا (في الكنيسة) قائم على المحبة. المحبة تعطي كل شيء (بولس).
فيا اعزائي، لا تتخذوا الحرية ذريعة للتفلت من القوانين والضوابط. ومن المؤسف جدا الفلتان الموجود في لبنان. مخالفات وتجاوزات من كل حدب وصوب. اود ان اوجه نداء الى اللبنانيين الاعزاء: حافظوا على بلدكم طبقوا القوانين (ولو كان البعض منها قديما تجاوزه الزمن). اعطوا الصورة الصحيحة عن المجتمع اللبناني المنفتح والحضاري والذي يحب الضيف ويكرمه. لا تشوّهوا هذه الصورة بتصرفات رعناء، لا ترضي إلا شهواتكم ورغباتكم. وتسيء الى إخوتهم في الوطن.
فلنأخذ من صاحب العيد قدوة ومثالاً لنا ولنسر على دربه في الطريق الضيق الذي يؤدي الى الخلاص. هذا يتطلب منا تضحيات. يتطلب بذل الذات من اجل الآخرين. "اخلى ذاته آخذاً صورة عبد" فلنكن على مثاله رسل سلام في هذا العالم وليس رسل حرب ما بال الناس لا يتكلمون عن السلام. ما بال الدول تحاول ان ينهش بعضها بعضاً. لم تعد تقيم اعتباراً لحقوق الانسان. الناس يقتلون كالعصافير من حولنا ولا من يحرّك ساكناً. من المسؤول عن كل هذا القتل؟ وكل هذا التهجير، وكل هذا الظلم؟ ولد المسيح ليعطي العالم السلام (أول كلمة تفوّه بها بعد القيامة كانت "السلام لكم. سلامي أعطيكم". وُلد ليرفع الظلم عن الناس ويأتيهم بالعدل والكرامة.
"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة". لماذا لا نحقق هذا الدعاء في حياتنا اليوم. اين السلام في القدس والاراضي المحتلة، التي تشهد ظلماً يفوق كل تصور على مرأى ومسمع العالم كله. أليس في هذا دينونة لكل مؤمن؟
أين السلام في دول الشرق الأوسط التي تشهد المجازر والتعدي على الحرمات وامتهان كرامة الانسان كل يوم؟ أين دول العالم التي تؤمن بحقوق الانسان؟ وكانت قد وضعت لها شرعة في الأمم المتحدة. لماذا لا تطبّق هذه الدول ما وضعته من شرائع؟ أهي القوة التي تمنع ذلك؟ هل هي شريعة الغاب التي تحكم العالم عوض شرعة حقوق الانسان".
أين السلام في العالم؟ إرادة الله ان يحل السلام في العالم. فهل نحن ضد ارادة الله؟ حاشا! فلنطبّق هذا الدعاء. "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة".
في هذا الميلاد غصة وفرحة. الغصة هي بسب انتقال البطريرك اغناطيوس الرابع الى الاخدار السماوية. والفرحة هي بانتخاب البطريرك الجديد، صاحب الغبطة يوحنا العاشر. نأمل ان يكون عهده مليئاً بالخير والعمل والسلام. نشكر الله على ذلك.
“ها أنا آتي إليك كطفل صغير لكي تستطيع أن تقبلني وتحبني” عظة البابا ليلة عيد الميلاد 2012
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
يلمس جمال هذا الإنجيل مرارا وتكرارًا قلبنا- هذا الجمال هو بهاء الحقيقة. حقيقة أن الله جعل نفسه طفلا صغيرا، لكي نستطيع أن نحبه، وكطفل صغير يلقي نفسه بثقة بين أيدينا، ويلمسنا من جديد. فكأنه يقول: أنا أعرف أن بهائي يخيفك، وأنك تبحث عن إثبات نفسك أمام عظمتي. ها أنا آتي إليك كطفل صغير لكي تستطيع أن تقبلني وتحبني.
تؤثر بي دائما كلمات الإنجيلي التي تقول بأنه لم يكن لهما موضع في المضافة. فيطرح السؤال نفسه، ما كانت الأمور لتؤول إليه لو أن مريم ويوسف طرقا بابي: هل سيكون هناك مكان لهما؟ ومن ثم، نتذكر بأن يوحنا الإنجيلي قد شرح هذه الفكرة عن عدم وجود موضع لهما في المضافة فقال: "الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يوحنا 1، 11). وهكذا، تصبح المسألة الأخلاقية التي تختص بوضع الأشخاص المشردين، والمهاجرين أساسية أكثر: هل لدينا حقًّا مكان لله عندما يسعى للدخول عندنا؟ هل لدينا الوقت والمكان له؟ ألا يمكن أن يكون الله من نرفض استقباله؟ هذا يبدأ من حقيقة أنه ليس لدينا الوقت له. كلما أمكننا أن نتحرك بسرعة، كلما أصبحت الطرق التي تساعدنا على توفير الوقت فعالة أكثر وقلّت أيضًا أوقات فراغنا.
وما مكان الله؟ المسألة المتعلقة به لا تبان أبدًا طارئة. فنحن لا نملك وقت فراغ له. ولكن الأشياء تأخذ منحى عميقًا أكثر. هل يملك الله فعلا مكانا في تفكيرنا؟ أساليب تفكيرنا منظمة بطريقة أنه في العمق لا يجب عليه أن يتواجد. على الرغم من أن الله يظهر وكأنه يطرق على باب تفكيرنا، فلا بد أن تبعده عنه بعض الأفكار. لكي يعتبر التفكير منطقي عليه أن يكون مبنيا على إلغاء "فرضية الله." لا يوجد مكان له. حتى في أحاسيسنا وإرادتنا لا مكان له. نحن نريد أنفسنا. نحن نريد الأشياء الملموسة، والسعادة المعاشة، ونجاح مشاريعنا الشخصية ونوايانا. نحن "ممتلئين" كليًّا من أنفسنا، لدرجة أنه لا يبقى مكان لله.ولذلك لا يبقى مكان للآخرين، وللأطفال، وللفقراء، وللغرباء. انطلاقا من واقع عدم وجود موضع لهما في المضافة يمكننا أن نعي ضرورة دعوة القديس بولس لنا: "تبدلوا بتجدد عقولكم" (رومة 12، 2). يتحدث بولس الرسول عن التجديد وعن انفتاح تفكيرنا؛ يتكلم بشكل عام عن الطريقة التي نرى بها العالم وأنفسنا. إن الارتداد الذي نحن بحاجة اليه، يجب أن يطال حقا أعماق علاقتنا مع الواقع. فلنصل الى الرب لكيما نصبح مدركين لوجوده، ولنسمع كيف يطرق سرًّا ولكن بإصرار على باب شخصنا وإرادتنا. فلنصل له لكي يخلق في أنفسنا مكانا له، ولكي نستطيع أن نتعرف اليه في أولئك الذين يظهر وجهه لنا من خلالهم: في الأطفال، والأشخاص الذين يعانون، والأشخاص المهجورين، والمهمشين، وفي فقراء هذا العالم.
أود أن اتأمل معكم حول عبارة ثانية من نص الميلاد: نشيد التسبيح الذي أنشده الملائكة بعد ولادة المخلص: "المجد لله في العلى والسلام في الأرض للناس أهل رضاه". إن الله ممجد، الله نور نقي، روعة الحقيقة والمحبة. هو طيب، هو الخير الحقيقي، الخير بامتياز. نقلت الملائكة التي تحيط به ببساطة أولا فرح معاينة مجد الله. نشيدهم إشعاع للفرح الذي ملأهم. يمكننا أن نسمع في كلماتهم، إن جاز التعبير، شيء من نغمات السماء. هنا لا يوجد أي سؤال ضمني حول الهدف، توجد ببساطة السعادة التي غمرتهم إذ عاينوا بهاء حقيقة الله النقي ومحبته. نحن نود أن يلمسنا هذا الفرح: الحقيقة موجودة. الخير النقي موجود. النور النقي موجود. الله طيب وهو القدرة العليا، فوق كل القدرات. يجب على هذا أن يكون سبب فرحنا هذه الليلة، مع الملائكة والرعاة.
يرتبط السلام على الأرض بين البشر بمجد الله في أعالي السماوات. حيث لا نمجد الله، وحيث يكون الله منسيًّا أو منفيًّا، لا يوجد سلام. مع ذلك، اليوم، تدعم عدة تيارات سائدة العكس: الأديان، بخاص الديانة التوحيدية، ستكون سبب العنف والحروب في العالم؛ ينبغي أولا تحرير البشرية من الأديان، لكيما يولد السلام؛ ستكون الديانة التوحيدية، الإيمان بالإله الواحد ظلمًا، وسببا للتعصب، لأنها بحسب طبيعتها ستفرض على الجميع تحت غطاء الحقيقة الواحدة. صحيح أنه في التاريخ، كانت الديانة التوحيدية بمثابة ذريعة لعدم التسامح والعنف. صحيح أنه يمكن لديانة أن تمرض وبالتالي تصل الى معارضة طبيعتها الأعمق، عندما يظن الإنسان أنه يجب عليه أن يأخذ على عاتقه هدف الله، جاعلا الله كجزء من أملاكه الخاصة. علينا أن نكون يقظين إزاء هذه التشويهات التي تمس بالمقدس. إذا برز في التاريخ سوء استخدام للدين لا يمكن إنكاره، فمن غير الصحيح أن رفضنا لله يُحل السلام. إذا انطفأ نور الله، تنطفئ معه كرامة الإنسان الإلهية، فلا يعود إذا على صورة الله التي يجب أن نكرمها في كل شخص، في الضعيف، في الغريب، وفي الفقير. إذا نحن لم نعد إخوة وأخوات، أولاد الآب الأوحد، متصلين بعلاقة متبادلة من خلاله. ما أنواع العنف التي تظهر إذا، وكيف تسحق الإنسان أخيه الإنسان، لقد رأينا ذلك بكل قسوته خلال القرن الماضي. فقط إن لمع نور الله على الإنسان وفيه، وإن فقط أراد الله كل إنسان وأحبه، حينها فقط، مهما كانت حالة بؤسه، تكون كرامته مصانة. في ليلة الميلاد جعل الله نفسه إنسانا، كما أعلن النبي أشعيا: الطفل المولود هنا هو "عمانوئيل"، الله معنا (راجع أشعيا 7، 14). وخلال هذه القرون كلها، لم يساء استخدام الدين فحسب، بل لطالما أتت قوى مصالحة وخيرة من جديد من الإيمان بالله الذي جعل نفسه إنسانا. في ظلمات الخطيئة والعنف، أدخل هذا الإيمان شعاعا منيرا من السلام والخير لا يزال يلمع.
وهكذا، المسيح هو سلامنا، وقد أعلن السلام للبعيدين وللقريبين (أفسس 2، 14. 17). فكيف لا نصلي له في هذا الوقت: نعم يا رب، أعلن لنا أيضًا السلام الآن، للقريبين وللبعيدين. حوّل اليوم أيضًا السيوف الى سكك (أشعيا 2، 4)، ولتحل المساعدات للمحتاجين بدل أسلحة الحرب. أنر الأشخاص الذين يمارسون العنف باسمك، لكي يفهموا عبثية العنف ويتعرفوا الى وجهك الحقيقي. ساعدنا لكي نصبح بشرًا "من أهل رضاك" بشرا على صورتك، وبالتالي أهل سلام.
ما إن انصرف الملائكة حتى قال الرعاة في ما بينهم: فلنذهب الى بيت لحم ولنر هذه الكلمة التي تجسدت لأجلنا (راجع لوقا 2، 59). يروي الإنجيلي أن الرعاة ذهبوا بعجلة الى بيت لحم (2، 16). كان يدفعهم فضول مقدس ليذهبوا ويروا هذا الطفل الصغير في مذود، الذي قال عنه الملاك بأنه المخلص، المسيح، الرب. والفرح الكبير الذي تحدث عنه الملاك لمس قلوبهم، وأعطاهم أجنحة.
تقول لنا ليتورجية الكنيسة اليوم، فلنذهب الى بيت لحم. تترجم باللاتينية Transeamus أي "العبور"، إذهبوا الى هناك، تحلوا بجرأة الخطوة للعبور، هذه الخطوة التي من خلالها نخرج من عادات تفكيرنا وحياتنا، ونتخطى العالم المادي لنصل الى الأساس، بعده، نحو الله، الذي من ناحيته أتى الى هنا، نحونا. نود أن نصلي للرب، لكي يعطينا القدرة لنتخطى حدودنا، وعالمنا؛ ليساعدنا كي نلتقي به، بخاصة عندما يضع نفسه في سر الإفخارستيا بين أيدينا وفي قلبنا.
فلنذهب الى بيت لحم: هذه الكلمات متحدين مع الرعاة نقولها بعضنا لبعض، لا يجب علينا أن نفكر بالعبور الكبير نحو الله الحي، بل أيضًا بمدينة بيت لحم الملموسة، بجميع الأماكن التي عاش بها الرب، وعمل وتألم. فلنصل في هذا الوقت للأشخاص الذيين يحيون اليوم ويتألمون. فلنصل من أجل إحلال السلام فلنصل لكي يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا حياتهم في ظل سلام الله الأوحد والحرية. كما فلنصل أيضًا للبلدان المجاورة، للبنان، وسوريا، والعراق، والبلدان الأخرى: لكي يحل السلام. لكي يستطيع مسيحيو هذه البلاد التي تأسس فيها إيماننا أن يستمروا بالعيش؛ فليبن المسيحيون والمسلمون معا بلادهم في سلام الله.
ذهب الرعاة على عجل. فضول، وفرح مقدسان دفعا بهما لذلك. نحن نادرا جدا ما نسارع الى أشياء تتعلق بالله. اليوم لا يشكل الله جزءًا من الوقائع الطارئة، فنحن نظن أن الأشياء المتعلقة بالله يمكنها الانتظار. ومع ذلك، هو الحقيقة الأسمى، هو الأوحد الذي يحمل الأهمية الكبرى. لماذا لا يدفعنا الفضول لنذهب نحن أيضًا ونرى ونتعرف الى ما يريد الله أن يقوله لنا؟ فلنصل له لكي يلمسنا فضول الرعاة وفرحهم المقدس في هذا الوقت، ولنذهب بفرح الى بيت لحم نحو الرب، الذي أتى اليوم أيضًا إلينا. آمين.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
“تايم”: ماركو لونغاري من وكالة “فرانس برس” أفضل مصور في 2012
وكتبت مجلة "تايم" تقول: " في العام 2012، وفي الشرق الاوسط انتقل عمله من كونه ملفتا الى كونه لازما لا غنى عنه. فعمله أساسي في فهم التقلبات التي شهدتها المنطقة خلال تلك الفترة".
وقال ماركو لونغاري: "لا شك في مسابقات التصوير لأني شخص يروي قصصا ولست مشاركا في مسابقة".
وأضاف "انه انتصار لرؤية معينة للتصوير سمح بها باتريك باز (المسؤول الاقليمي لقسم التصوير لمنطقة الشرق الأوسط في وكالة ("فرانس برس") عندما ترك لي حرية العمل وفق اسلوبي".
وصرح ماركو لونغاري: "في الصور أعتقد ان ثمة حاجة الى ادخال رأي المؤلف بشكل ملتزم وشخصي أكثر. هذا ما تبحث عنه الصحف والمجلات".
وغطى ماركو لونغاري لوكالة "فرانس برس" النزاعات الرئيسية في الاعوام الاخيرة من الربيع العربي في دول عدة الى الهجوم الاسرائيلي الاخير على غزة مرورا بالحرب في جورجيا.
جائزة جبران تويني 2012 للرسام السوري علي فرزات
اختير فرزات تقديراً لمساهمته في حرية التعبير والتزامه فضح تجاوزات السلطة عبر رسومه الكاريكاتورية، رغم الاعتداء الذي تعرّض له. وسوف يتسلّم الجائزة في بيروت في احتفال غداً الثلثاء عشيّة الذكرى السابعة لاغتيال جبران تويني الذي استشهد في انفجار سيارة مفخّخة في بيروت العام 2005.
وتُكرِّم الجائزة سنوياً شخصية في مجال الإعلام تُظهر تحلّيها بالقيم التي جسّدها تويني، أي التمسّك بحرية الصحافة، والشجاعة، والقيادة، والطموح، ومعايير إدارية ومهنية عالية. وقد أصبح فرزات، بفضل تفانيه الشديد في فنّه وعمله كأداة لتوسيع حدود حرية التعبير في سوريا ودول أخرى، من أبرز الشخصيات الثقافية في العالم العربي.
وقال فرزات الذي غادر سوريا بعد تعرّضه لاعتداء عنيف من عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى قوات الأمن التابعة للدولة في آب 2011 وإصابته بكسور في يدَيه لثنيه عن متابعة عمله: "هذه الجائزة تعني لي الكثير كفنّان، فهي دليل على أن صوتي قد سُمِع. وتمنحني أيضاً الثقة بأنني أسير على الطريق الصحيح، وبأن أفكاري ومثلي العليا تصل إلى الناس".
أضاف: "أريد أن أشكر جميع من دعم ترشيحي لجائزة جبران تويني. وأعرب عن تقديري الشديد للعمل الرائع الذي يقوم به الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء وجريدة "النهار" في النضال من أجل صحافة حرّة ومن أجل الحق في حرية التعبير".
ويعمل فرزات في مجال الكاريكاتور منذ ما يزيد عن أربعة عقود، وفي رصيده آلاف الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في صحف سورية وعربية ودولية، منها صحيفة "الموند" الفرنسية. ونال العديد من الجوائز الدولية منها جائزة الأمير كلاوس المرموقة التي تمنحها هولندا "للإنجازات في الثقافة والتنمية". وفي عام 2011، تقاسم مع ناشطين عرب آخرين في "الربيع العربي" "جائزة ساخاروف لحرية الفكر" التي يُقدّمها البرلمان الأوروبي.
وبعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد في عام 2001، وما أعقبها من ليبرالية محدودة وُصِفَت بـ"ربيع دمشق"، أسّس فرزات صحيفة مستقلّة هي الأولى من نوعها في سوريا منذ العام 1963. وقد اعتمدت جريدة "الدومري" على التمويل الذاتي وجمعت بين الرسومات الكاريكاتورية الساخرة والتقارير الانتقادية عن الفساد وغياب الكفاءة لدى المسؤولين، وواظبت على الصدور طيلة عامَين قبل أن تحتجب جرّاء الضغوط الحكومية والصعوبات المادّية والرقابة.
ومع اشتداد الانتفاضة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، أصبح فرزات أكثر مباشرةً في رسومه الكاريكاتورية التي ينتقد فيها النظام، لا سيما الشخصيات الحكومية. وقال في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" في آذار 2012 عن الانتقادات المتنامية له من الفصائل الموالية للحكومة: "وُلدت لأكون رسّام كاريكاتور، كي أعارض، وأختلف مع النظام الذي يرتكب… أموراً سيئة. هذا ما أفعله".
وقال الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأخبار عن اختياره للفائز بجائزة جبران تويني: "الطرافة اللاذعة التي يتحلّى بها علي فرزات والتزامه الشديد فضح تجاوزات السلطة جعلا منه مصدر تبكيت قوياً للحكّام الديكتاتوريين والأنظمة الفاسدة في مختلف أنحاء العالم العربي. فقد أصبحت رسوماته الكاريكاتورية أيقونات للمقاومة، ورموزاً كونية عن حرّية التعبير يتردّد صداها في مختلف أنحاء العالم. هذه الجائزة شهادةٌ لشجاعته وعزمه على الوقوف في وجه القمع كشخصية قيادية في جيل لا يهاب رفع الصوت ضد الظلم".
اما الشهيد جبران تويني، فكان شخصية فريدة في الاتحاد العالمي للصحف لمدة تناهز العشرين عاماً، وكان عضواً أساسياً في لجنة حرية الصحافة التابعة للاتحاد، وعضواً في مجلس الإدارة لأكثر من عقد، ومشاركاً دائماً في البعثات إلى المناطق التي تتعرّض فيها حرية التعبير للقمع، وكان مستشاراً وداعماً على الدوام للمسؤولين في المنظمة عن شؤون حرية الصحافة والحريات في العالم العربي. وقد أطلق الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء وآل تويني الجائزة لتشجيع الناشرين والمحرّرين الشجعان والصحف الحرة والمستقلة في العالم العربي.
وقالت رئيسة مجلس إدارة "النهار" نايلة تويني: "إنه لشرف كبير لنا أن فرزات وافق على تسميته للجائزة. قناعاته هي قناعاتنا. ونضاله ليس غريباً عنا. إنه يجسّد حرية التعبير وقيَم الصحافة الحرة، فرغم الاعتداء الهمجي الذي تعرّض له لم يستسلم. على العكس، واصل مسيرته لأن المبادئ التي يؤمن بها مهمّة جداً له، تماماً كما هي مهمّة للعالم الحر بأسره. وهي مهمّة أيضاً لنا في "النهار"، وقد دفع جبران تويني حياته ثمناً لها".
ويمثّل الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (WAN-IFRA) الذي يتّخذ من باريس في فرنسا، ودارمشتات في ألمانيا، مقرّاً له، ويملك فروعاً في سنغافورة والهند وإسبانيا وفرنسا والسويد، أكثر من 18000 مطبوعة، و15000 موقع إلكتروني، و3000 شركة في ما يزيد عن 120 بلداً. مهمّته الأساسية هي الدفاع عن حرية الصحافة وتشجيعها، وتعزيز الصحافة النوعية، والنزاهة التحريرية، وتطوير أعمال مزدهرة.
نوايا صلاة البابا لشهر ديسمبر 2012
وأخرى للصلاة من أجل الرسالة: يسوع نور العالم، ليحلّ المسيح على العالم أجمع عبر النور الساطع من بيت لحم وينعكس على وجه الكنيسة.
لقد اقترح الأب فيديريك فورنوس، مدير "إرساليّة الصلاة" في فرنسا والمنسّق في كلّ أوروبا، واحدة من الصلاة الجامعة التي طرحها البابا بندكتس السادس عشر لشهر ديسمبر المقبل.
أمّا العنوان الذي اختاره فهو التالي: "المهاجرين: فرصة لمن يستقبلهم!".
زينيت
غزة 2012: الاعلام الأجنبي تحرّر من الاحتلال
أرخى بظلاله على الوجود والأداء الإعلامي الأجنبي في القطاع. ولعل ما قاله مراسل شبكة «أن بي سي» الأميركية في غزة أيمن محيي الدين أول من أمس خير دليل على هذا التحوّل الجديد: «إنها دينامية مختلفة تماماً».
يوضح المراسل المصري الأميركي أنّ تغطية العدوان اليوم تختلف تماماً عما كانت عليه قبل أربع سنوات بسبب «السماح للصحافيين بالدخول، والانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي». في عام 2008، لم يتمكّن مراسلو وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول إلى القطاع بسبب إجراءات المنع الإسرائيلية، وقد بقي محيي الدين وحيداً هناك برفقة مراسلة «الجزيرة» الإنكليزية شيرين تادروس. وفي الوقت الذي كانت فيه المنافسة خجولة بين الثنائي أثناء تغطية عملية «الرصاص المصبوب»، فقد واجها يومها معضلة أساسية في عملهما الميداني: «لا نستطيع أن نكون في كل مكان في الوقت نفسه». لكنّ أعداداً هائلة من المؤسسات الإعلامية «هبطت» على غزّة خلال الأيام الماضية، إذ «لا شيء يضاهي أهمية وجودنا على الأرض»، يقول محيي الدين للـ«هافينغتون بوست». لكن، ماذا عن الـ«نيوميديا» وانتشار ظاهرة «صحافة المواطن»؟ لا يعتمد الصحافيون على المعلومات التي يقدمها المواطن على مواقعهم الخاصة، بل دخلوا هم في اللعبة «الافتراضية». تويتر هو نجم الساحة بلا منازع. السرعة التي يوفرها الموقع جعلته ملجأ أساسياً للجسم الإعلامي. ويعتبر القصف الذي تعرّض له أخيراً «برج الشروق» الذي يضم مكاتب إعلامية عدة في القطاع أبرز مثال على ذلك، إذ سارع الصحافيون إلى كتابة التغريدات فور وقوعه.
مدير مكتب «هيئة الإذاعة البريطانية» في الشرق الأوسط بول داهانار مثلاً غرّد كاتباً: «إسرائيل استهدفت مبنى يتضمن الكثير من المكاتب الإعلامية. أنا أقف أمامه وهو يحترق». وبعد دقائق، عرض رئيس المراسلين الأجانب في «أن بي سي»ريتشارد أنغل صورة للمبنى المستهدف، مذيلةً بتعليق يشرح أنه يحتوي على تلفزيون مؤيد لـ«حماس». أما كبيرة المراسلين الدوليين في «سي. أن. أن» أروى دامون، فأكدت في تغريدة مقتل شخص وجرح خمسة آخرين في الغارة.قبل أربع سنوات، لم تكن غارة إسرائيلية واحدة لتحدث كل هذا الصخب في صفوف الإعلاميين الأجانب الذين كانوا بالكاد يشاهدون بعض الدخان المتصاعد وهم على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع القطاع. غير أن العدوان الأخير على غزة يثبت يوماً تلو آخر أنّه فرض واقعاً إعلامياً مختلفاً لا يركّز فقط على الأكاذيب الإسرائيلية بل ينبّه إلى أنّ في فلسطين شعباً يُقتَل!
نادين كنعان / الأخبار
نشاطات اليوم التاسع لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
النشاط الأول : لقاء بعنوان “الطفل والفقر” شارك فيه المديرة العامة لمؤسسة الرؤية العالمية في لبنان أنيتا دلهاس فان دايك ، جمعية الحركة الاجتماعية (ايمان العجمي)،جماعة رسالة حياة(الأخت لينا ماريا ديب) قدمت اللقاء الاعلامية ماغي عون .
رحبت فان ديك بالمشاركين والحضور لافتة الى أن 28% من سكان لبنان يعيشون حالة الفقر. وإن الأطفال هم غالباً ضحايا الفقر والاساءة والعمالة .
ورأت العجمي في كلمتها أن للفقر آثار سلبية على الأطفال ، لأنه عندما يكون المجتمع فقيراً يذهب الدخل القومي الى اطعام الأفواه الجائعة فلا تتحقق التنمية العادلة . كما ان الفقير لا يفكر بالعلم والثقافة فتنتهك حقوق التعليم بسبب الفقر ويضطرون للعمل فيصبحون أُميين ويتعرضون للقيام بأعمال شاقة ، من هنا يظهر هذا التلازم بين الفقر والأمية ، فالفقر يؤثر على العقل البشري والابداع ، فالتغذية غير السليمة للطفل تؤثر على نموه العقلي فتنتهك حقوقه لناحية الحصول على الغذاء وحقه في التسلية واللهو . وأشارت الى أن حقوق الطفل تتعرض للانتهاك بسبب الفقر لناحية الصحة والمسكن غير اللائق وتعرضه للاستغلال … وختمت بأن الجمعية تعمل على حماية الأطفال من النزول الى العمل بسِن مبكرة وتأمين حق التعليم والتوجيه المهني .
وأكدت الأخت ديب أن الفقر ليس عيباً ، سائلة بأنه طالما موجود أين تكمن مخاطره ؟ هذا الخطر الذي يطال الانسان الفقير ويعيش العوز الى الصحة والتعليم …يحتاج الى التواصل مع الآخر، هذا الخطر يؤدي الى انحرافات عديدة . ولفتت الى أن أن جماعة رسالة وحياة تستقبل كل انسان لديه حاجة لا سيما الأطفال المرفوضين من المجتمع إن من عائلتهم أو بسبب الطلاق أو حديثي الولادة . ولفتت الى أن الجمعية تؤمن في بيت الاستقبال المأوى والتعليم بالرغم من عدم وجود أوراق ثبوتية للاطفال لأسباب عدة . كما تؤمن لهم المدرسة والطبابة والمتابعة النفسية وتدريبهم على الاستقلالية وحماية ذواتهم وتوعيتهم وتنمية مواهبهم الى أن يحين الوقت لبطلان السبب الذي أتوا بسببه الى الجمعية . وركزت على ضرورة الحب الذي يؤمن استمرارية الحياة .
وانطلقت الاعلامية عون من خبرتها لتقل بأن الطفل يولد انما لا يكِّون فكرة مسبقة عن الوضع سواء الاجتماعي أو الاقتصادي الذي ينتظره.وتحدثت عن احصاءات تُبرز الوضع المأساوي للأطفال إذ هناك أكثر من مئة ألف طفل عامل في بيع السجائر والصحف والعلكة وجمع النفايات والتسول ، 67% منهم تتراوح أعمارهم بين 7و15 عاماً ، وهم يأتون من ضواحي بيروت وطرابلس أو من المخيمات ، 73% منهم يأتون من عائلات بوالدين،5% من والدين مطلقين و18% هم من الأيتام . يعملون من 10 الى 11 ساعة يومياً وما يجنونه بعد أن يقتطع منه رب العمل 69% يذهب الى عائلاتهم .وأشارت الى دراسة أجرتها الجامعة الأميركية بعنوان “وجه الفقر الانساني في لبنان”كشفت عن أن المقاربة التي تستند الى ضمان الوصول الى الخدمات والدعم أو تحسين سبل العيش والدخل لا تكفي وحدها للتصدي للفقر وأن الهيكلية الطائفية والمذهبية للمجتمع اللبناني لا تسمح بحصول حراك اجتماعي . وختمت “نحن بحاجة الى صرخة لاعطاء الطفل حقه بطفولة كريمة، والأطفال مسؤوليتنا جميعاً علّ من يسمع يفهم ويتحرك”.
النشاط الثاني : ندوة بعنوان “الاعلام المسيحي الرقمي التحديات والحلول” شارك فيها مسؤول اللجان المختصة في أوسيب لبنان جوزيف خريش ، المحاضر في الجامعة اليسوعية الأب فادي المير ومدير عام تلفزيون المحبة الأب جان بو خليفة وأدارها منسق فرع الاعلام الالكتروني في أوسيب لبنان عاصي أبي نادر.
رحبّ الأستاذ أبي عاصي بالمشاركين منوهاً بأهمية مناقشة هذا الموضوع ، ثمّ قدّم الأستاذ خريش مداخلة تمحورت حول تحديات الاعلام الالكتروني المسيحي واقتراح الحلول . ودعا الى اعتماد لغة خاصة يفهمها المرسل والمرسل إليه لتأمين التواصل الأفضل. وتحدّث باسهاب عن تطور الرسالة الاعلامية بوجوهها المختلفة الى حين الوصول الى الشبكة العالمية العنكبوتية . وأشار الى أن البشرية مرّت بثلاث مراحل : الانسان الصانع، الانسان العاقل أي العارف ومرحلة الألفبائية أي مرحلة بيتاغور والكتابة التي اعتبرت مركز حياة الانسان انما خضعت لتغييرات عديدة منذ الثمانينات . ولفت الى أن الكرة الأرضية أصبحت كائناً حياً بفضل الوسائل التكنولوجية من خلال السرعة والتفاعل واللامكان الجغرافي والراهنية في اللحظة عينها واختصار المسافة والوقت … من هنا أدركت الكنيسة أهمية هذه الوسائل بوصفها ثمرة الابداع البشري ومنحها المكانة الملائمة لها في رسالتها كأم ومعلمة من خلال التعاليم والممارسة. واستشهد بالمونسنيور Di falco leandri الذي اعتبر الانترنت الساحة حيث يلتقي كل الناس ليخبر كل فرد قصته ، واذا كان الفرد غائباً عن هذه المساحة كأنه غير موجود . ورأى أن بنية العائلة تتغير نتيجة التغييرات التي تحصل على كل المستويات ، والثورة لم تعد قادرة على التعبيّر عن التغيير السريع الحاصل . وطرح سلسلة من الأسئلة لتعميق البحث : ماذا نفهم بالاعلام الرقمي ؟ وماذا يشكل من أهمية بالنسبة للمرحلة التاريخية الراهنة من تاريخ الاتصال البشري والحضارة الانسانية ؟ ماذا نعني بالجيل الرقمي ؟ ما هي خصائص الاعلام او الاتصال الرقمي؟ كيف يبدو مشهد وسائل الاعلام المسيحية الرقمية في لبنان( المواقع الالكترونية) في موازاة وسائل الاعلام التقليدية ؟ كما في مقارنته مع الوسائل الخاصة بجهات اخرى مدنية ودينية ؟ ما هي ابرز التحديات التي يواجهها الاعلام بصورة عامة ، والاعلام المسيحي بصورة خاصة ، وبالتالي الحلول ، او مسارات الحلول ، التي يمكن اقتراحها من اجل ان يستعيد هذا الاعلام المسيحي رسالته في خدمة الانسان ، موضوع فداء المسيح ، كما في خدمة كلمة الله التي هي كلمة ايمان ورجاء ومحبة؟
ولخص التحديات والحلول في محاور أساسية : هوية وسائل الاعلام ،الجمهور المتلقي، مضمون وسائل الاعلام ، الراي العام ، مواكبة التطور التقني والاجتماعي ، الصورة عن الذات وشروط الانخراط في مغامرة الاعلام الرقمي .
وبدأ الأب المير كلمته بآية من الانجيل(يوحنا17 : 21-11) ليقل بأن هدف الانترنت بالنسبة للأشخاص الملتزمين الذين يعملون في هذا الاطار هو تعزيز الايمان بيسوع المسيح عند الفئات المتلقية . وعدد مخاطر الانترنت بـ : تفشي الايديولوجيات الخطيرة والمسيطرة من قبل عالم الشر(الطلاق، الشذوذ الجنسي، العنف…)، الانجذاب السمعي-البصري الجارف للشبيبة والطفال ، غياب حدود قانونية واضحة ومطبقة(السرقة،الاباحية…)، غياب الضوابط في التواصل التفاعلي الافتراضي (انتحال شخصيات،التحرش الجنسي،السرقة…)، ابتلاع التقاليد والقيم الخاصة على صعيد الدين والعائلة والوطن، عدم معرفة التحليل الصحيح وتمييز المعلومات والوقوع بحالة ضياع بين الحقيقة والضلال والادمان على عالم افتراضي والغاء العالم الشخصاني والاجتماعي الواقعي .
ورأى أن مواجهة هذه المخاطر تتجلى في : رسائل البابوات التي تركز على أهمية الحضور المسيحي في عالم الانترنت ، التنشئة على علم الحصانة في عالم الانترنت (البحث ومعرفة التمييز بين الخير والشر وتحليل صدقية المواقع)، زرع ايديولوجيات المسيح في عالم الانترنت أي التعمّق اللاهوتي في تعاليم الكنيسة، القرار بالدخول الى عالم الانترنت يتطلب التنشئة السليمة للعمل في هذا العالم التكنولوجي ، ضرورة الانترنت في البيت والمدرسة مع وضع قوانين حماية داخلية ذاتية وخوض استراتيجية رسولية تفاعلية ومنتجة في هذا العالم لنكون رسلاً فاعلين في عالم الانترنت المبشرين بيسوع .
وتحدث الأب أبو خليفة عن تحديات الأنجلة الجديدة ووسائل الاتصال الحديثة قائلاً : إننا مدعوون لاستعمال وسائل الاتصال وبناء ثقافة مسيحية تخدم الأجيال الصاعدة، مؤكداً أن “ليس كل ما نراه بريئاً”لذلك ينبغي ايجاد الطرق المناسبة لقبول الاخر والاستفادة من كل أنواع التكنولوجيا لتقديم يسوع وهذا يتطلب من الخبراء في الكنيسة أن يعملوا على ايصال الرسالة بالطريقة الفضلى. ورأى أن الشبيبة اليوم تعيش أمام الشاشة سواء الهاتفية أو التلفزيونية لذلك ينبغي معرفة لغة هذه الوسائل لمخاطبتهم بلغة المسيح . وإن الكنيسة دخلت الى المواقع الالكترونية على مختلف وجوهها لخلق التفاعل والتشارك بخبرات الحياة لوضع العقل التقني في خدمة العقل الروحي وايصال رسالة يسوع المسيح . هذا ما طرح تحدياً جديداً وذهنية جديدة ، لذلك دعا الى الوجود ضمن هذا العالم الافتراضي لايصال يسوع من خلاله ، وطالب الجهات المعنية برصد الأموال لنشر الكلمة الحقة و”وضع ذواتنا وقلبنا وأموالنا في خدمة التشاركية لتربية العقل الناقد وعيش الرسالة من خلال الصوت والصورة وما يتبعهما” .
ثمّ سلّم الاستاذ أبي عاصي الجوائز للفائزين في المسابقة التي نظمها “تجمع المواقع الالكترونية المسيحية”.
النشاط الثالث : لقاء وفاء وتكريم للخوري سيمون الزند لمناسبة الذكرى العاشرة لعبوره وتكريم الفنان ريمون جبارة.
ويتضمن برنامج اليوم السبت سلسلة من النشاطات : مشاغل ميلادية للأولاد ما دون الثانية عشرة من العمر ، لقاء بعنوان “الأطفال ذوي الحاجات الخاصة”يشارك فيها المسؤولة عن برنامج الدمج المدرسي في سيزوبيل أنطوانيت أبي رزق ، رئيسة اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس ، من المركز التربوي للبحوث والانماء مارتا تابت ، ويرأسها الاعلامي طوني بارود . توقيع كتاب “رسالة امبراطورية الانسان” للمحامي يوسف جعجع ، أمسية شعرية وغنائية مع الأطفال الموهوبين وتكريمهم ، رسيتال مع جوقة رنمّ بقيادة نبيل ملكي يشارك فيه الطفل جوليان عزام والطفلة رفقا القلعاني(فئة الغناء)، الطفلة كلارا خليفة(فئة الشعر)، الطفلين أندرو واسبري آنج أندراوس(فئة العزف والتلحين) ويقدمه الاعلامية رانيا زهرا. ندوة بعنوان “ادارة العمل التطوعي في الجماعات المسيحية” يشارك فيها مدير معهد التنشئة والتدريب ربيع رزق . رسيتال ميلادي بعنوان”ولد المسيح… هللويا” يقدم خلاله باقة من الغاني الميلادية والرقصات التعبيرية من اعداد روبير شكيبان وثانوية راهبات الوردية المنتزه.
هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
نشاطات اليوم الثامن لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
النشاط الأول : لقاء بعنوان “الأطفال في ظل النزاعات المسلحة”حاضر فيه كل من المسؤولة التنفيذية في جمعية الحركة الاجتماعية فيروز سلامة ، الدكتورة سنى حمزي من مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف، السيدة دعد ابراهيم من حركة السلام الدائم وأداره الوزير السابق سليم الصايغ .
رحب الوزير الصايغ بالمشاركات منوّهاً بأن عنوان اللقاء اشكالية عالمية ولبنانية في الوقت ذاته ، ورأى انه في لبنان “نرتبط باتفاقية حقوق الطفل الذي وقّع عليها لبنان العام 1997 وهو ملتزم بها ، كما وقّع على البروتوكول الاختياري الخاص بالنزاعات المسلحة انما المفارقة في عدم اعتماده في مجلس النواب لأن حق الدفاع عن النفس في لبنان اشكالية بحد ذاتها ، إذ يتمّ تعبئة الأطفال وقولبة عقولهم لاشراكهم في النزاع ما يتنافى ذلك مع كل الأعراف والديانات والقوانين … ولفت الى انه في لبنان ينص المرسوم 8987 على تحظير استخدام الأحداث قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة في الأعمال التي تشكل خطراً على صحتهم أو سلوكهم الأخلاقي ، لكن العبرة في التطبيق.
ثمّ تحدثت فيروز سلامة عن البروتوكول الاختياري الذي وقّع عليه لبنان مركزة على ما اعتبرته تغرة لناحية تحديد مرحلة الطفولة بعمر الخامسة عشرة . وشرحت مفاهيم الحركة الاجتماعية التي تعمل على المواطنة والتغيير السياسي والاجتماعي والانتماء الوطني … وأشارت الى النشاطات التي يتمّ تنظيمها في الأندية والمدارس الرسمية للتوعية على ضرورة تفادي النزاع المسلح عند الأطفال وما له من انعكاسات سلبية على مسيرتهم الحياتية . ولفتت الى مشروع الجمعية الذي انطلق منذ ثلاث سنوات وهو التوعية على النزاع المسلح وكيفية ترجمته عملياً لعدم استدارج الأطفال الى الشوارع . ورأت الحل في وعي الأطفال هذه المشكلة واطلاق حقيبة تربوية بعنوان “سامي ليش انا” التي هي بمثابة صرخة لئلا “نعيد ما عشناه ” وتربية جيل ينتمي الى الدولة اللبنانية .
وأشارت الدكتورة سنى حمزه الى أن 50% من الأطفال هم ضحايا النزاع المسلح ، كما أن هناك ما يُقدّر بنحو 20 مليون طفل يجبرون على الفرار من ديارهم بسبب النزاعات وانتهاك حقوق الانسان ومات اكثر من مليوني طفل كنتيجة مباشرة للنزاعات المسلحة خلال العقد الماضي وأُصيب ما لا يقل عن 6 ملايين طفل بعجز دائم أو جراح خطيرة . وتحدثت عن الأطفال في النزاعات وحالات الطوارئ والاضطرابات التي تتسبب ما بعد الصدمة وأنواعها وصفاتها وردات الفعل عند الأطفال والعوارض النفسية والجسدية وردات الفعل الخاصة بالمراهقين .
ولفتت دعد ابراهيم الى أثر العنف المسلح على تربية الأطفال إن كان تسلحاً فردياً أو جماعياً واستقطاب الأطفال واستغلالهم سياسياً لتحقيق مآرب معينة . وتحدثت عن آثار العنف على الأطفال . ورأت ضرورة تدريب المجتمع المدني وانتشار الوعي للتصديق على البروتوكول الاختياري ويصبح ساري المفعول ، مؤكدة بأن الولد هو عرضة لكل الحروب الناتجة في العالم لذلك ينبغي تحكم الأسرة والأهل والمدرسة والمجتمع والوزارات بالصورة التي تنقل مشاهد عنفية تصبح مألوفة عند الأطفال لتكرارها في وسائل الاعلام . ورأت ضرورة العمل مع الولد لتأمين بنية نفسية والتخفيف من الحدة وتقبّل الاخر . ودعت الى تأليف هيئة لمراقبة السلاح في العالم وانشاء شبكة دولية لتجارة السلاح بهدف تنظيمه والحد منه .
النشاط الثاني : لقاء بعنوان “الطفولة المبكرة”شارك فيه رئيس الهيئة اللبنانية لحقوق الطفل الدكتور برنار جرباقة ممثلاً بالدكتور زكي غرّيب ، صاحبة حضانة Bebes calins ريتا عبود ، رئيسة دائرة الأم والطفولة في وزارة الصحة باميلا منصور وأداره نقيب أصحاب الحضانات المتخصصة في لبنان شربل أبي نادر الذي رأى أن “البداية الآمنة والصحية والسليمة للطفولة هي ضمانة لرفاهية الأطفال والمجتمع على السواء”، لافتاً الى أن في مرحلة الطفولة المبكرة “تكتسب تدخلاتنا وبرامجنا أهمية كبيرة لأنها تطبع شخصية الطفل وتؤثر على نموه وتفانيه في بقية مراحل العمر، وفي هذه المرحلة الحاسمة بالنسبة للطفل يمكننا تجنب العثرات والمشاكل والأمراض وتعزيز فرص السلوك الصحي المناسب”.
ثمّ تحدث الدكتور غرّيب عن نقاط عدة عند الأطفال من الذكاء والتركيز والملاحظة وغيرها ، لافتاً الى التربية في البيت والمدرسة والجامعة والجمعيات والأحزاب … التي تطبع شخصية الطفل . وركز على دور العقل في اختيار ما يريده في الوقت الذي يركز فيه على حدث معين ، ما يعطي لهذا الحدث الأهمية عن غيره ما يُقال بأن الشخص يركز على هذه النقطة متناسياً ما يدور حوله من أخبار ثانوية . ولفت الى أن الذاكرة هي بمثابة مكتبة المعلومات التي تُستعمل عند الحاجة ، مشدداً على ان للطفل مكونات تجعله شخصاً واعياً يعرف ماذا يختار من حوله ، ويتأقلم مع وضعه ، إذ أنه يتعلم أشياء حتى لو نحن لا نريده أن يتعلمها.
وعرضت باميلا منصور شروط الترخيص لفتح واستثمار دور الحضانة الخاصة في لبنان والآلية التي تتمّ بها وشروط البناء والمراقبة والاجراءات الادارية … وتحدثت باسهاب عن المرسوم الرقم 4867 الذي تتوفر فيه المعلومات الدقيقة الواضحة والمحددة بشأن تنظيم هذه الدور على انها مؤسسات للرعاية المتكاملة. وتمنت اعتماد منهج انمائي للأطفال لتنمية شخصيتهم جسدياً وفكرياً ونفسياً واجتماعياً …
النشاط الثالث : إحياء أمسية شعرية تكريمية بعنوان “25 سنة على غياب مؤسس الحداثة ومجلة شعر في لبنان الشاعر يوسف الخال “شارك فيها الشعراء عبدو لبكي والياس زغيب ورحاب الحلو وأنطوان جبارة.
ويتضمن برنامج اليوم الجمعة سلسلة من النشاطات منها لقاء بعنوان “الطفل والفقر” يشارك فيها المديرة العامة لمؤسسة الرؤية العالمية في لبنان أنيتا دلهاس فان دايك ، جمعية الحركة الاجتماعية (ايمان العجمي)،جماعة رسالة حياة(الأخت لينا ماريا ديب) ويقدم اللقاء الاعلامية ماغي عون . ندوة بعنوان “الاعلام المسيحي الرقمي التحديات والحلول” يشارك فيها منسق فرع الاعلام الالكتروني في أوسيب لبنان عاصي أبي نادر ، مسؤول اللجان المختصة في أوسيب لبنان جوزيف خريش ، المحاضر في الجامعة اليسوعية الأب فادي المير ومدير عام تلفزيون المحبة الأب جان بو خليفة. لقاء وفاء وتكريم للخوري سيمون الزند لمناسبة الذكرى العاشرة لعبوره وتكريم الفنان ريمون جبارة. هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
أوسيب لبنان
قسم الإعلام
نشاطات اليوم السادس لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
طاولة مستديرة حول الجامعة اللبنانية : تقييم و”وضع الاصبع على الجرح”
مطالبة بدعم الجامعة الوطنية وابعادها عن زواريب السياسة واستعادة دورها الريادي
بعد ترحيب من الدكتور طعمة بالمشاركين والحضور قال :”تبقى الجامعة اللبنانية رغم العثرات والانتقادات البوابة الكبرى أو أقله احدى البوابات التي يدخل منها شباب لبنان معترك صناعة مستقبلهم ومستقبل وطنهم وعالمهم العربي” . ورأى أنها “عابرة للمناطق والطوائف والطبقات الاجتماعية والايديولوجيات وهي مساحة التلاقي والانفتاح على الاختلاف “، مؤكداً أنها “مؤتمنة على تحقيق مبدأ ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص لكل أبناء الوطن . والكل مجمعون على الدور المركزي الذي أدّته وتؤديه هذه الجامعة في تحقيق التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية”، لافتاً الى أن الجامعة اللبنانية تنوء تحت ثقل مركزيتها والشباب في المناطق النائية عاجزون عن الوصول اليها وأصحاب القرار مقيدون بمركزيتهم خائفون من اللامركزية. وسأل : هل تقدم الجامعة الوطنية لأبنائها الشباب الأفضل؟ كاشفاً أنها أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية عالية ،هي قضية هي رمز وهي ميزان يكشف مقدار الصحة والعافية في كيان الوطن ومستقبله. ولفت الى أن هذه الطاولة المستديرة سترد على تساؤلات عدة حول الجامعة اللبنانية ومستقبل شباب لبنان ، واستشراف رؤية لغدها واستخلاص عِبَر من تاريخها الى الكلفة في التعليم الجامعي وما يتمّ الجني منه واستجلاء صورة هذه الجامعة بما لها وما عليها .
سنو:ابعادها عن زواريب السياسة
وسأل الدكتور عبد الرؤوف سنو في ورقة بحثه : كيف نحافظ على هذا الصرح ونوفر له الدعم ، فالمطلب الاول هو استعادة الجامعة الى بيئتها الوطنية وابعادها عن زواريب السياسة . تراجعت بسبب السياسة الحزبية فأصبحت جامعات من دون هوية لبنانية ، فالفروع أصبحت مذهبية ولن تستقيم هذه الجامعة إذا لم تعد الى هويتها . فهي تحتاج الى جهود لاستعادة دورها الريادي واعتماد مناهج جديدة ، مشيراً الى بعض فروعها الذي لم يستوعب النظام الجديد لعدم فهمه لفلسفتها وإما لعدم وجود الكفاءة وإما لسبب التعطيل … كل هذا أفرّغ الجامعة من مضمونها . إن الجامعة اللبنانية تقدم المعرفة وتنمي القدرات الفكرية وهذا يتطلب اعادة النظر في المناهج لا سيما على مستوى الدراسات العليا التي تحتاج الى نخب طلابية ولا الى أعداد هائلة كما هو حاصل اليوم . وأشار الى أن نسبة 0,2 %فقط تُخصص من الناتج المحلي الذي يصرف على البحث العلمي في لبنان مقابل 5% في اسرائيل . كما حلّت الجامعة الأميركية في المرتبة الثامنة لترتيب الجامعات بينما الجامعة اللبنانية حلّت في المرتبة الثامنة والثلاثين .
وسأل : كيف ننهض بهذه الجامعة ولا يُخصص من موازنتها إلا 3% للبحث العلمي فيها . والجدير بالذكر أن أهم أهدافها هو رفد الكفاءات الى المجتمع وكيف ذلك وهي لا تتطلع الى حاجات سوق العمل لإعداد الطالب المنافس للذي يتخرج من الجامعات الخاصة . وتحدث عن نسب التخرج التي لا تعكس سوى الاكتظاظ في الكليات التي لا تتطلب امتحانات دخول ، ما جعل الفروع الطائفية تتسابق الى تخريج الطلاب لأهداف عديدة ما أدّى الى تدني المستوى ، هذا عدا عن فقر المكتبات ما يدفعنا الى المطالبة من جديد بانشاء المكتبة الوطنية . ولفت الى أن الجسم الاداري في الجامعة بحاجة الى التحديث والتطوير والاستعانة بمتخريجي الجامعة .
وقال في الجامعة : “إنها مؤسسة وطنية حقيقية ينبغي أن تقوم بالبحث العلمي لأهداف فكرية ابداعية من ناحية ولتلبية حاجة المجتمع من ناحية أخرى . وأن يكون الأستاذ المتفرغ طواعية وليس بالاكراه ، إنها بحاجة الى خطة وطنية للبحث العلمي وتحديد كوتا للطلاب الأجانب لئلا يشعر الأستاذ بأنه يحاضر في جامعة أجنبية” . وختمّ “نريدها حقاً حرماً وطنياً قوياً من أجل الشباب وكل لبنان” .
مراد: تحديد الأزمة وشروط النهوض بالجامعة
وطرح الدكتور محمد مراد في ورقته البحثية اشكالية حول إن الجامعة اللبنانية تتطور على قاعدة أزمة. وحدد أزمة الجامعة بمستويات أربعة: الأول : تلازم تطورها مع قطاع الخدمات المهيمن في الاقتصاد اللبناني، الثاني: ارتباطها بتوسع التعليم الرسمي، الثالث : غياب التخطيط الهادف إلى التوازن بين اتجاهات التخصص الجامعي وسوق العمل، الرابع : غياب المشروع الوطني اللبناني العام الذي يربط جدلياً بين المؤسسات والدولة الناجحة.
وفنّد هذه المستويات موضحاً آثارها على هذه المؤسسة الوطنية :
1- الجامعة وقطاع الخدمات : أظهر قطاع الخدمات حاجته إلى توفير كادرات تعمل في اطار عدد من المؤسسات السياحية والإدارية والمصرفية وغيرها. إلا أن التطور الذي عرفته الجامعة على هامش قطاع الخدمات لم يكن بالنسبة لها دليل عافية، بل عكس حالة مرضية حقيقية .
2- إرتباط الجامعة اللبنانية بتوسّع التعليم الرسمي: أن الشهادة التي تمنحها الجامعة عند التخرج مازالت حتى اليوم، تعطى تحت اسم “الاجازة التعليمية” مما يؤكد الغاية الاساسية التي أنشئت من أجلها الجامعة أي الايفاء بحاجات التعليم الرسمي الثانوي بشكل خاص. من هنا، فإن أية خطة تهدف إلى إعادة النظر في الوضع الجامعي، عليها، وقبل كل شيء، أن تعيد النظر جذرياً بواقع التعليم الرسمي والخاص بكل مراحله، لما لهذا التعليم من تلازم وثيق الصلة والتأثير في واقع الجامعة اللبنانية نفسها.
3- اتجاهات التخصص الجامعي وسوق العمل: عكست الجامعة اللبنانية، منذ نشأتها، اتجاهات الأكثرية الساحقة من الفئات الشعبية، التي رأت أن مستقبلها يكمن في ترسيخ دعائم الاستقلال الوطني على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لقد جاءت الجامعة كرد فعل على الارستقراطية العليا من أصحاب الامتيازات الموروثة . لذلك، انبرت “نخبة السلطة” لمحاربة أي توجه يهدف إلى تعزيز الثقافة الوطنية، من خلال تهميش الجامعة اللبنانية، والابقاء على دور هزيل لها مقصور على الامور الاتية : تقديم ثقافة نظرية غير متكافئة مع حاجات سوق العمل ، تخريج دفعات من الطلاب سنوياً الى سوق البطالة أكثر منهم الى سوق العمل، تغييب الجامعة وتهميش دورها في عملية البناء الوطني، التراجع المخيف في مستوى الجامعة واختلال بنيتها الادارية والتعليمية والانتاجية .
وخلص الى شروط النهوض بالجامعة:
أولا: إنشاء هيئة تخطيط جامعية مختصة ونزيهة تقوم بإعداد الدراسات والخطط الهادفة إلى تفعيل دور الجامعة وانتظام التكافؤ بين انتاجية المعرفة الجامعية مع حاجات المجتمع اللبناني حاضراً ومستقبلاً.
ثانياً : تعزيز ديمقراطية الجامعة لجهة انهاء الاحتكار الميليشوي المسيطر عليها إدارة وهيئة نقابية وتعليمية.
ثالثاً : إعادة النظر جذرياُ في بنية المناهج الجامعية وجعلها أكثر استجابة لمتطلبات التحديث والمعاصرة، ومواكبة التطور العلمي، ليس في مجاله النظري فقط، إنما في مجال تحويل العلم إلى معارف في الانتاج.
رابعاً : توفير كل ما من شأنه أن يساعد على البحث والتطوير من توفير امكانيات مادية، وإنشاء مراكز أبحاث متخصصة .
وختمّ “الجامعة اللبنانية مازالت تمثل معقد الرهان الأكبر في صناعة مداميك البنيان الوطني الحقيقي. لذلك فإن عملية استنهاضها وتجديدها باتت ضرورة وطنية ملحة ينبغي تجنيد كل الطاقات وتوفير كافة الوسائل من أجلها. إنه التحدي الذي يواجه كل لبنان – الوطن، لبنان – الدولة المدنية الديمقراطية، لبنان – الرسالة الحضارية المتوهجة دائماً في التاريخ”.
أبو شقرا: ملاحظات على مشروع تقييم الجامعة
وانطلق الدكتور رمزي أبو شقرا في مداخلته من مشروع تقييم الجامعة اللبنانية الذي جرى في العام 2003 والذي كانت له مساهمة فيه . وقدم محاور بُنيت عليها مشروع تقييم الجامعة. ورأى أن العلاقة بين الجامعة اللبنانية والوطن علاقة جدلية وجدلية بامتياز وبمقدار ما تساهم هي في بنائه يساهم هو في بنيانها وحدد هذه العلاقة بنقاط عدة منها على سبيل لا الحصر:
1- تحديات حقيقية تواجه الجامعة .
2- المواطنية وبناء المواطن .
3- الموازنة بين العدد والنتيجة (القدرة على استيعاب الطلاب والامكانيات المتوفرة).
4- ربط الجامعة بسوق العمل مباشرة عبر المؤسسة الوطنية للاستخدام .
5- تضييق المساحة بين الطبقات العلمية في الجامعة لأن الطبقية قائمة، والبحث المتميز موجود انما هناك نظرة طبقية للآخرين .
6- ضخ الشهادات من دون كفاءات ومهارات .
7- السهر على موضوع لغة التعليم أو اللغات ، إذ ان ورقة تقييم الجامعة لم تُشر اليه إلا بأسطر قليلة .
8- تجميع أو تفريع الجامعة ، وهي مشكلة سياسية بامتياز ، إذ من الضروري الاصغاء الى الأصوات المخلصة التي تتطالب بصهر المواطنية من خلال صهر الحياة الجامعية بروحها الحقيقية حيث التدرب الصبور على الحجاج والخطاب البرهاني والحوار القائم على الاصغاء .
9- متى يلتقي الشباب اللبناني اذا لم يلتقوا على مقاعد الدارسة الجامعية وفي حرم الجامعات .
10 -العلاقة مع الجامعات الأخرى ، ومن الصعب تحقيق الناحية المادية ، وهناك قرار ألزم أساتذة التفرغ بالتخلي عن التعليم في الجامعات الخاصة ، كيف تتكّون هذه المادية وكيف تكون احتضانية مساعدة ومواكبة وتكّون انفتاحاً، لا سيما ان الجامعة اللبنانية لا تحمل عُقداً من أي أحد ، خرّجت قيادات انما ننسى ما في الذاكرة .
11- منح التعليم للمتفوقين ، أي المطالبة باعادة المنح في الجامعة .
12- لا ديمقراطية في الوطن اذا لم نكتسب بناء خطوات الديمقراطية في الجامعة والسهر على التعليم وإزالة الحواجز بين مراحل التعليم كافة .
13- الجامعة اللبنانية دماء خاسر ورهان خاسر ، كلما ظنّ الرابح مدعوماً سياسياً فانه رابح ، السقف العالي ضرورة حيوية ولا يرتفع السقف إلا بأهله .
14- الحياة الجامعية الصحية تؤسس لحياة نقابية سليمة وحياة حزبية حقيقية ويلي ذلك صراع سياسي راقٍ بمفهومه الحقيقي والأكثر تحقيقاً لمصالح المجتمع . السياسة نزلت الى درك يجب أن ترتفع منه من جديد للتطلع الى الغد .
15- الجامعة اللبنانية تساهم في البطالة المقنعة في لبنان . الطلاب لا يجدون عملاً ، فكيف نعالجه ؟ بالتخطيط طبعاً وردم الهوة بين ما هو نظري وما هوعملي أي بين الدراسات النظرية والتعليم المهني .
16- الاهتمام بالمتعلم في المدرسة (من خلال كلية التربية) فهي قضية خلافية .
17- الوطن يذوّب الطائفية ويسمو بالروح الى الديانة الحقيقية ، فذابت المواطنية وسُفحت .
18- لا لصورة جامعة الفقراء في لبنان ، تصور قائم عند الكثير ، ينبغي تغيير هذه الذهنية لأنها قبيحة جداً . فالجامعة قائمة على أساس التفوق .
19- النخبوية في العلم لا تتعارض والديمقراطية في طلب العلم ، التعلم حق للجميع وعندما تأتي لحظة الامتحان والمساءلة عندها يُعطى للطالب كل الامكانيات ورفده بالمعلومات ومن حق الأستاذ أن يسأله ماذا تعلم . الديمقراطية بأن يحصل الطالب على شهادة فهذا خطأ مميت بل أن يكون جديراً بهذه الشهادة .
20- الوطن بحاجة الى تاريخ ومن يكتب تاريخه . الجامعة تاريخ أساسي . ونعم لجامعة حقيقية فيها المهارات القيّمة .
حجار: ايجابيات وسلبيات والمسؤولية على الاعلام والجامعة
وألقى الصحافي غسان حجار مداخلة تطرق فيها الى الجامعة من ناحية والاعلام عموماً من ناحية أخرى، ورأى أن “بعض التعامل الاعلامي مع الجامعة ظالم وتحكمه الانانيات والمصالح ، لكن المسؤولية لا تقع دوماً على الاعلام لأن صورة الجامعة غير ناصعة وواقعها أليم خصوصاً أن أساتذتها الذين يدرسون في الجامعات الخاصة يضطرون التزام الوقت والمقررات في تطبيق حرفي ودقيق فيما يتبدل هذا الواقع في الجامعة اللبنانية”.ولخص ايجابيات الجامعة اللبنانية بخمس نقاط والسلبيات بخمس أيضاً ، في الايجابيات :
– الجامعة اللبنانية حاجة ضرورية وهي التي تؤمن ديمقراطية التعليم العالي في لبنان .
– حققت أفضل النتائج العلمية في كليات يُشهد لها .
– في الجامعة خيرة الأساتذة وتستعين بهم الجامعات الخاصة وهم قادرون على رفع المستوى الى أعلى الدرجات .
– إن بعض أبنية الجامعة خصوصاً المدينة الجامعية في الحدث تفوق أهمية احرام جامعات خاصة تستأجر مبنى من هنا ودكاناً من هناك .
– إن طلاب الجامعة معظمهم من الأكثر كفاءة ومن المكافحين للعلم ويمكن الاعتماد عليهم .
أما السلبيات فهي :
– الجامعة اللبنانية لا تحقق أفضل النتائج في كليات كثيرة بسبب الترهل في ادارتها وسوء أداء بعض أساتذتها الذين يضمونون استمرارهم بفضل الدعم السياسي .
– إن سوء الادارة يقود الى تدني المستوى ، إذ تعتمد في امتحان الدخول علامة متضاربة بين فرع وآخر في الكلية ذاتها .
– اهمال الجامعة للغات الأجنبية .
– عدم ضبط عمل الأحزاب في الجامعة اللبنانية بما يسيء الى صورتها حيث تتحول الفروع مرتعاً لأحزاب من لون معين فتحرم الاخرين التعلم فيها بل تصبح غالباً مركزاً للمناوشات إن لم نقل الصراعات ويصبح الهروب منها هدفاً .
– إن الصورة السيئة للجامعة في الاعلام مسؤول عنها أهل الجامعة أنفسهم إذ بخلافاتهم وتنافسهم السلبي على المواقع يسربون اخباراً وفضائح تسيء الى صورتهم وهذا ما لا يجرؤ على القيام به أساتذة في الجامعات الخاصة .
هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
نشاطات اليوم الخامس لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
ندوة بعنوان “الطفل والاعلام” : تشجيع الأطفال على التشاركية في برامجهم
تواصلت نشاطات “المهرجان المسيحي الحادي عشر” الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) بعنوان “الطفولة” في قاعة مار الياس-انطلياس .
عُقد لقاء بعنوان “الاعلام والطفولة” شارك فيه الاعلاميتان ليليان اندراوس ورانيا بارود ورئيس دار النشر Descartes زياد معربس وأدارها الأستاذ أنطوان أبو رحل .
رحبّ الأستاذ أبو رحل بالمشاركين منوهاً بأهمية “إعطاء برامج الأطفال مكانة في وسائل الاعلام” ،لافتاً الى أن ما “تبثه وسائل الاعلام يؤدي وظيفة تربوية يندرج في مستواه بين العادي والسيء والرديء” . ورأى أن “اعلام الأطفال بحاجة الى مناهج مبتكرة يضعها اختصاصيو تربية وخبراء في تنمية الطفل ومنتجون محليون لتشجيع الأطفال على ثقة ايجابية بالنفس واكتساب حب المعرفة والعلم” .
ورأى أن مشكلة الاعلام والطفل “لا تكمن في الطفل عندنا بل هي لدى الأدباء والمعدين وصانعي هذا الاعلام والمدرسة ولدى كل من له علاقة بعالم الطفل وخاصة بعد شيوع الاعلام الالكتروني وطغيان الجانب التكنولوجي والتطور العلمي المعرفي لدى الأطفال ، إذ باتوا يرفضون الكثير من القصص الخيالية لمعرفتهم بالتكنولوجيا الأكثر تطوراً مما يقدم اليهم” ، مشيراً الى أن نتيجة ذلك “ما يتلقاه الأطفال يواجهونه بالسخرية لذا يفترض أن يتمتع اعلاميو وأدباء الأطفال بثقافة أكثر شمولاً مما كانت عليه وصولاً الى اختراق خيال الطفل ومجاله الذهني لخلق رابط جديد بدلاً من القديم من أجل ربطه بمصادر المعرفة الصحيحة والمتقدمة في عصر نقف فيه يومياً بل كل ساعة على جديد ومفيد” . وعرض تجارب برامج الأطفال في الدول الأروربية والعربية ولبنان ليستنتج “أي برامج نقدم للاطفال في لبنان ؟”
ثمّ تحدثت الاعلامية ليليان اندراوس عن العلاقة بين الاعلام والطفل ، مشيرة الى أن “هذا الطفل يبدأ بالتواصل الاعلامي وهو جنين في شهره السادس ، يعني أن ما تتلقاه أمه يصله هو أيضاً ، وعند الولادة يصبح التواصل بشكل غير مباشر عن طريق الأم أو الأب ، وبعد ثلاث سنوات تكبر مساحة التواصل من خلال دور الحضانة وغيرها ومن عمر سبع الى عشر سنوات يتطور اعلامياً ويصبح صالحاً للتلقي والتعبير في آنٍ” .
ولفتت الى مواد اتفاقية حقوق الطفل 12و13و17 التي تنص على حقوق الطفل في التعبير ووسائل الاعلام التي ينبغي أن تخصص مساحة للاطفال ، مشيرة الى “التغرات التي تعيق تنفيذ هذه المواد بأمانة لأن غالبية برامج الأطفال تحكي عنهم بدلاً من أن يعبّروا هم عن أنفسهم” .
ورأت أن تأثير الاعلام على الطفل يندرج بنسبة 80% سلباً و20% ايجاباً ، ولفتت الى دراسة طبية أُجريت حول الطفل أظهرت أن الألعاب الالكترونية أكثر تأثيراً على نمو الدماغ وتُبعد عنه الخيال والابداع. معتبرة “ان المجتمع الاعلامي سطحي واستهلاكي في تعاطيه مع الأطفال”، وطالبت بتخصيص مساحات أكثر للأطفال والاهتمام بهم لتحقيق أمنياتهم ونشر الأخلاقيات .
وتحدثت الاعلامية رانيا بارود عن اتفاقية حقوق الطفل مبيّنة أن الاتفاقية تتحدث عن الاعلام لا سيما أن الطفل يقضي يومياً أربع ساعات وأكثر امام شاشة التلفزيون ولا من حسيب أو رقيب على ماذا يتلقى من الاعلام . ورأت أن البرامج التي تورد عن الأطفال تندرج في سياق اخبارية وغير اخبارية واعلانية . وفنّدت بأن البرامج الاخبارية إما عاجزة وإما تنطوي على اثارات (انطباع غير متوازن عن الطفل، ضحية أو شخص خطير ، أي خرق خصوصيته وهذا ممنوع في اتفاقية حقوق الطفل) والبرامج غير الاخبارية تحكي عن الطفل وتعكس تربية تقليدية ، أي أنها لا تأخذ رأي الطفل ولا التوقيت الزمني مناسب ولا وقت محدد للاطفال . وبالنسبة للبرامج الاعلانية هناك خرق لاتفاقية حقوق الطفل لناحية استخدامه في الاعلان بهدف التسويق أو جمع التبرعات . ورأت أن ما يُقدم للطفل من برامج الكرتون أو ما شابه بغالبيته يشكل اختراقاً لاتفاقية حقوق الطفل لما تحتوي على أعمال عنفية . وطالبت بايجاد قانون يحمي الطفل في الاعلام.
وتحدث رئيس دار النشر Descartes زياد معربس عن تجربته في مجال اصدار مجلات متخصصة للاطفال ، معتبراً أن صحافة الطفل تُسهم في تشكيل شخصيته . ولفت الى انشاء قسم من فروض العطلة الصيفية على الكمبيوتر لأن هذا الأخير أصبح يُشغل اهتمام الأطفال وذلك لتحفيزهم وتنمية الطاقات الابداعية وغيرها .
كما كرّم الاتحاد السيدة ديزيريه فرح لمساهمتها في تقديم برامج الأطفال بتقديم من الاعلامي ميلاد حدشيتي.
ويتضمن برنامج اليوم الأربعاء : لقاء بعنوان “الأطفال في ظل النزاعات المسلحة”يحاضر فيه كل من المسؤولة التنفيذية في جمعية الحركة الاجتماعية فيروز سلامة ، الدكتورة سنى حمزي من مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف ، السيدة دعد ابراهيم من حركة السلام الدائم . طاولة مستديرة مع جمعية أصدقاء الجامعة اللبنانية تحت عنوان ” الجامعة اللبنانية ومستقبل شباب لبنان” يشارك فيها كل من الدكاترة عبد الرؤوف سنو ، رمزي أبو شقرا ، محمد مراد والصحافي غسان حجار .
هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
أوسيب لبنان
قسم الإعلام
نشاطات اليوم الرابع لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
ندوة “البيئة الأسرية والرعاية البديلة” لتعاون الوزارات المختصة والجمعيات الأهلية
نشاطات اليوم الثالث لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
لقاء حول التواصل والجماعة بين محور الكلمة والصورة وأمسية موسيقية
تواصلت نشاطات “المهرجان المسيحي الحادي عشر” الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) بعنوان “الطفولة” في قاعة مار الياس-انطلياس لا سيما منها لقاء مع أسرة تلفزيون SAT 7 KID S وعرض لفيلم “قد الدني كلها” الجديد ، توقيع كتاب “الميتيورا الأديرة المعلقة تاريخ وتراث” ،
بداية لوحة راقصة مع فرسان العدرا- عين علق ثمّ رحبت مساعدة المسؤول في الجماعة التعليمية – فرقة مار الياس انطلياس ميشلين زين بالحضور ، وقالت في الطفولة إنها “كنز بين يدي الأهل والمربين والأساتذة والمعلمين ، نراهم جميعاً يغارون على تقديم الأفضل والأنسب لهذه الطفولة لأنها وعد الحياة ومستقبلها وبدونها لا استمرارية للحياة”، مؤكدة أن هذه الطفولة “لا تريد منا إلا أن نتعلم كيف نحبّها ، يعني أن نعمل إرادة الله لا ارادتنا ، فننظر اليها على أنها الحاضر بين أيدينا فنحبها حالاً وفي اللحظة الحاضرة وأنها المستقبل والآتي ، فنرغب في أن تعيش بكرامة وفي جو مليء بالمحبة والفرح “. ورأت ان “حضور كل واحد منّا وحضانته لتلك الطفولة يساعدان بطريقة صحيحة ومستقيمة لا سيما في مجتمع بات يتخبط بالأنانية والفردية والمادية والدمار، وها نحن أمام تحديات كبيرة منها الطفولة الى أين؟ “.
وقدّمت زوين رولا فغالي التي أعطت شهادة حياة أظهرت خلالها وجود المسيح في مسيرتها الحياتية .ثم مايا الحاج عشقوتي التي قالت فيها :”الأمومة بطاقة دعوة موجهة لكل فتاة منّا تجد فيها الحلم والفرصة لتحقيق رغبتها الطبيعية في الخلق والعطاء ، ومايا صارت نَعمها نِعماً وفاضت فرحاً وقداسة “.
وقالت زوين في أستاذ المدرسة أنطوان الحلو الذي قدّم شهادة حياة “إن محبته لهذه الجماعة واندفاعه الرسولي في خدمتها جعلاه يعمل بجهد ومثابرة على احياء الفكر فيها ، وبث روح النشاط والتجديد في لقاءاتها ، هادئاً في تعاطيه مع الأعضاء ومحترماً آراء الآخرين . إنه مسؤول جاد ، رصين،صاحب اطلاع، يخدم الجماعة بكل فرح وعطاء”. وكانت له مداخلة حول الطفولة والتواصل بيّن خلالها نمط التواصل بين الأهل والأولاد والصعوبات التي تؤدي أحياناً الى انقطاع هذا التواصل فيحصل الخلل .
وألقى المحامي ميشال الفغالي كلمة في الطفولة “نزرع بزيرات صغيرة فنحصد أشجاراً باسقة . أطفالنا اليوم بنقاء قلوبهم وبساطة تفكيرهم هم أمانة بين أيدينا للغد الذي نتمناه مشرقاً لهم وللبنان ، فلنضع في هذه الأرض الصالحة قيماً انسانية تثمر انساناً يُتقن حب الانسان الآخر واحترامه “. ثم قدّم المربية مي أبي راشد التي قدّمت شهادة حياة قائلاً فيها :”التزمت حياة الفرح والسلام بالمصالحة مع يسوع المسيح ، تشهد للمسيح بالقول والفعل ، عشقته ونذرت نفسها له ، أهلّت الكثيرين ليكونوا مسيحيين وحياتها شهادة صادقة لايمانها المسيحي “.
ونظّم تجمع المواقع الالكترونية المسيحية في لبنان مسابقة في التنشئة المسيحية عبر الانترنت وفاز فيها جوني بو شعيا .
ويتضمن برنامج اليوم الاثنين : لقاء بعنوان “البيئة الأسرية والرعاية البلدية” يشارك فيها كل من رئيس دار العناية الأب نقولا صغبيني، المديرة الوطنية لجمعية قرى الأطفالSOS فيفيان زيدان ، الدكتورة جنان الخوري ويديرها رئيسة مؤسسة الأب عفيف عسيران الوزيرة السابقة منى عفيش شويري . تكريم برنامج KAZADOO الذي يُقدم على شاشة الـOTV ومجلة حضانة الطفل- زحلة . هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
أوسيب لبنان
قسم الإعلام
أمسية موسيقية مع الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الأوركسترالية Le Bam بمشاركة 55 عازفاً من عمر 12 حتى 18 سنة ، إلى لقاء مع الجماعة التعليمية المسيحية CEC بعنوان “التواصل والجماعة بين محور الكلمة والصورة” تخللته كلمات وشهادات حياة وتقديم لوحة فنية راقصة .
نشاطات اليوم الثاني لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس
ندوات حول حقوق الطفل ولقاءات تثقيفية وترفيهية وتواقيع كتب
النشاط الأول : مهرجان ترفيهي ثقافي للأطفال من تنظيم جمعية نبض الشباب Groact .
النشاط الثاني : لقاء بعنوان “أهمية مشاركة الأطفال” حاضر فيه كل من رئيس جمعية “لنا المستقبل” جان مخول ، المدير العام لـ”جمعية الشبان المسيحية” جوزف عواد وعن الحركة الرسولية العالمية للأولاد “ميداد” كاميليا حداد أبو عاصي، أدار اللقاء مديرة المنظمة السويدية لرعاية الأطفال في لبنان ربى خوري .
تحدث بداية جان مخول عن مفهوم المشاركة وهي فعل طوعي تسمح للأطفال والشباب بالتعبير عن القضايا في مختلف المستويات التي تهمهم وتسمح باتخاذ القرارات بشأنها ، مشيراً الى أن هذا المفهوم تطور بعدما تبنّت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وتعتبر أهم وثائق الأمم المتحدة ولبنان وقّع عليها العام 1989 وهي المظلة للعمل مع الأطفال . ورأى أن مفهوم المشاركة يشجع العمل الديمقراطي عند الأطفال ، وهي ضرورية لاتخاذ القرارات وفق القدرات . ولفت الى أن المجتمع اللبناني يحتاج الى زرع بذور نوعية لأن المجتمع بخطر، وإن الاتفاقيات لا تكفي وحدها بل تشارك المجتمع ليجد كل شخص مكانه . وشدد على أن ميادين المشاركة تشمل البحث العلمي ، تطوير السياسات العامة ، الأحداث والمؤتمرات ، مجموعات الضغط … وأشار الى المشاريع التي تختصر مستويات المشاركة(تخطيط ، تنظيم…) ، أماكن حدوث المشاركة (مؤسسات تربوية ، مؤسسات اعلام ، مؤسسات أهلية …). وطالب البلديات بإعطاء مساحة للأطفال لتحقيق المشاركة لأن الطفل قيمة انسانية بحد ذاتها .
بدوره أكد المدير العام لـ”جمعية الشبان المسيحية” عواد أن الحديث عن مشاركة الأطفال يبقى ناقصاً بحقهم ما لم يتمّ تغييراً جذرياً في طريقة التعاطي مع هذه المشكلة لتصبح قضية وطنية تتبناها الدولة الى جانب مؤسسات المجتمع لايجاد الحلول وتكثيف الجهود والتعاون والتنسيق مع مختلف الوزارات المعنية، معتبراً أنها تنمي لدى المشاركين الثقة بالنفس والقدرة على التعبير وتحسين قدراتهم على تنظيم الأفكار… وانخراطهم في العملية الديمقراطية وممارستها .وتحدث عن مشروع برلمان الأطفال الذي سيكون معبّراً عن آرائهم وتطلعاتهم ، لأن الأطفال بحاجة الى المعرفة حول حياتهم والمواضيع التي تؤثر عليهم والى استثمار طاقاتهم وقدراتهم والاستفادة منها لخلق بيئة مؤاتية لمشاركتهم .
وقال :”حبذا لو يسائل الأطفال الجميع من الأهل والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين والروحيين عن حقهم بالعيش بحرية وبروح السلم والاستقرار والكرامة والمساواة ، هذه الحقوق التي كرستها جميع المواثيق الدولية لا سيما حقوق الطفل ” .
ثمّ عرضت كاميليا حداد دراسة أجرتها ميداد بعنوان “حقك تعرف حقك، وواجبك تخبر عنو” لأطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و12 سنة .أظهرت من خلالها أن 79 % من الأطفال يعرفون اتفاقية حقوق الطفل. ولفتت الى أن المنهاج التربوي الجديد يسمح للولد بالتعبير أكثر انما هناك بعض المدارس الذي لا يلتزم ، وكذلك في الكنيسة ينبغي الاصغاء اليه ومعرفة رأيه ، وفي النشاطات الفنية والثقافية أيضاً لأن عدد الجمعيات ضئيل وينحصر في العاصمة . وتطرقت الى الألعاب التربوية المستوردة التي لا يستطيع الأولاد الحصول عليها لثمنها المرتفع ، أماكن اللعب ، حقوقهم في التوجه الى الأندية ودور الجمعيات الأهلية . ورأت أن الولد أو الطفل هو قادر على تحديد احتياجاته وتقييم واقعه وتقديم اقتراحاته التي يراها مناسبة على مستوى الفرد والعائلة والمجتمع والدولة والوطن بل أكثر من ذلك، كما نؤمن ونختبر، فهو أيضاً شريك في العمل لأنه قادر على صنع التغيير الايجابي في محيطه .
النشاط الثالث : ندوة بعنوان “القيادة في الكتاب المقدس” من اعداد معهد التنشئة والتدريب في رابطة الأخويات لبنان ، حاضر فيها مدير سابق للمعهد جو خوري وركّز على خمس ميزات : كل قائد في الكتاب المقدس عنده دعوة ، الرب اختار القائد ، تواصل دائم مع الله والتعاون بالروح ، الهدف من القيادة هو اعلان بشرى الملكوت والتواضع . وذكّر بسبعة مبادئ : الكفر بالذات ، الخدمة ، الحزم والحذر ، الوحدة مع الذات ، التواصل العميق ، عدم مراعاة الناس والثبات .
النشاط الرابع : ندوة حول كتاب “نضالنا”– حركة القديس بولس – رسالة محبة، شارك فيها الدكتور سليم بطاني ، الأخ جاد شبلي عن المطران جورج اسكندر، الدكتور ميشال بو شعيا ، الاستاذ ناجي فاخوري ، الأم دانييلا حروق . تضمن الكتاب التعريف بالحركة وأهدافها وروحانيتها ونشاطاتها . ويذكّر الكتاب بأنها حركة رسولية علمانية تسعى دائماً الى تحسين قدراتها الرسولية والى أن تنمو كمّاً ونوعاً .
النشاط الخامس : أمسية شعرية بعنوان “الأجداد الشعراء يكتبون للأحفاد وبوجودهم” شارك فيها الشعراء جورج مغامس ، ريمون عازار ، الياس خليل والنقيب أنطوان السبعلاني .
وتقديراً لعطاءاتها في مجال الكتابة للأطفال كرّم الاتحاد مجلات تُعنى بالأطفال منها هللويا ونور ومجلة فرسان العذراء لرابطة الأخويات ، وقدم الاتحاد لها دروعاً تكريمية .
النشاط السادس : وقّع الشاعر أسعد جوان كتاب ” الحرديني ايدين الصخر” الذي يتضمن تراتيل وقصائد روحية .
أما برنامج اليوم الأحد فيتضمن : لقاء مع أسرة تلفزيون SAT7 KID S وعرض لفيلم “قد الدني كلها” الجديد ، توقيع كتاب “الميتيورا الأديرة المعلقة تاريخ وتراث” ، لقاء مع الجماعة التعليمية المسيحية CEC بعنوان “التواصل والجماعة بين محور الكلمة والصورة” ، أمسية موسيقية مع الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الأوركسترالية Le Bam يتخلل البرنامج مشاركة 55 عازفاً من عمر 12 حتى 18 سنة .
هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
نشاطات اليوم الأول لـ”المهرجان المسيحي الحادي عشر 2012″ في انطلياس
تنوعت نشاطات اليوم الأول لـ”المهرجان المسيحي الحادي عشر” الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان) بعنوان “الطفولة” في قاعات دير مار الياس-انطلياس ، لتتناول قضايا مختلفة تُعنى بالطفولة إنما من زوايا مختلفة :
النشاط الأول : لقاء بعنوان “حماية الأطفال” شارك فيها كل من مديرة البرامج في جمعية “دارالطفل اللبناني”(AFEL) أمال فرحات باسيل ومديرة مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب سوزان جبور والدكتورة جاكلين سعد (أخصائية في علم النفس الاجتماعي) من جمعية العناية بأطفال الحرب .
تحدثت باسيل عن الوقاية والحماية التي تقوم بها جمعية “دار الطفل اللبناني” للأطفال الناتجة عن سوء المعاملة (وهي متنوعة وعديدة) للانخراط في مجتمعهم من جديد . ولفتت الى ضرورة تمكين الأطفال لتخطي المشاكل والصعوبات واحداث تغيير في المجتمع لأن طفل اليوم هو لبنان الغد ، مركزة على الوساطة والحوار وحاجات الطفل التي تختلف تبعاً للمجتمعات . وأشارت الى أن للطفل حاجات نفسية وعاطفية ، فمن حقه أن يعيش بأمان في كنف عائلة ، وأن يتمتع بمواكبة يومية من الأهل ، هو بحاجة الى ضوابط وحدود وتفاعل داخل الأسرة لينمو بطريقة سليمة وثقة بالأعمال التي يقوم بها . ورأت أن الطفل قد يتعرض لسوء معاملة إن في العائلة أو المدرسة أو المجتمع ، فهو عرضة في هذه المؤسسات لمشاكل ناتجة عنها قد تتجلى بعنف جسدي ونفسي أو غيره . ودعت الى تعزيز قدرة الأهل لبناء بيئة آمنة للطفل وتأمين الحماية لأي نوع من الاعتداء والحد من مخاطر سوء المعاملة عن طريق النصائح واعتماد الحوار والتواصل والاتفاق على أسس تربوية داخل المنزل …
بدورها عرّفت الدكتورة سعد عن جمعية “العناية بأطفال الحرب” وأهدافها وطرق عملها مع الأطفال وعدد الحالات التي تمّ متابعتها والتي تبلغ 110 إناث و66 ذكور أي ما مفاده 176 حالة ناتجة عن سوء المعاملة للطفل . وحددت سوء المعاملة بأربعة أنواع : العنف النفسي والعنف الجسدي والعنف الجنسي والحرمان الكبير . ويتمّ معالجة هذه الحالات بطرق عدة منها على سبيل المثال لا الحصر من خلال الرسم ، العلاج السلوكي ، العلاج التحليلي، العلاج المعرفي، العلاج بواسطة القصة… مشيرة الى أن العلاج ضمن نطاق العائلة ينحصر بالعلاج التحليلي والسلوكي والمعرفي . وتناولت الصعوبات التي تواجهها الجمعية لا سيما الافتقار الى الأمكنة التي ينبغي أن تأوي الأطفال القاصرين لأن وجودهم ضمن بيئة معينة (البيت مثلاً) قد يجعلهم عرضة لتكرار سوء المعاملة تجاههم . وتطرقت الى كيفية التعامل مع مكاتب حماية الأحداث التي تقوم بأعمال على قدر الامكانيات المتوفرة إنما ليست كافية نظراً لعدد الحالات الذي يتعرض لسوء المعاملة. ولم تغفل الحديث عن خصوصية الجمعية لناحية العلاج النفسي الذي قد يتطلب أربع جلسات لتخلص الفرد من مشكلته .
وعبّرت مديرة مركز “ريستارت” في كلمتها عن مدى الاستخفاف بالطفولة التي تعتبر الحجر الأساس في بناء الأوطان ، متسائلة عن الموانع التي تعيق تطبيق الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الأطفال علماً أن لبنان موقّع عليها . وشددت على أن أطفال لبنان هم في دائرة الخطر لنواحٍ عدة منها بسبب غياب القانون وتنفيذه ، وتقصير اتحاد حماية الأحداث نظراً لامكانياته البشرية والمادية المحدودة ، إذ لا يستطيع تغطية حاجات الأطفال من جوانب مختلفة . ولفتت الى أن الدول التي تتمتع باقتصاد قوي تستطيع حماية أطفالها ، فكيف بلبنان الذي يعتبر اقتصاده معدوماً فهذا يعني أنه لا يؤمن الحماية لأطفالنا ، منتقدة بحماسة : “أية طفولة في العالم تحمل سلاحاً وهي شريكة في النزاعات المسلحة كما يحصل في وطننا ؟ أين نحن من اتفاقيات حقوق الطفل التي تنص على عدم الاساءة للاطفال كما ولا يجوز ادخالهم في النزاع المسلح ؟ أين نحن من البروتوكول الاختياري الذي وقّع عليه لبنان العام 2002 في ما خص عدم اشراك الأطفال في النزاع المسلح” أسئلة عديدة طرحتها علها تجد أجوبة إن تمّ التداول والبحث بها في المجتمع .
النشاط الثاني : ندوة بعنوان “مهارات التواصل من الكتاب المقدس” أعدّها معهد التنشئة والتدريب في رابطة الأخويات في لبنان وحاضر فيها نائب مدير المعهد ريمون خوري .
النشاط الثالث : أمسية شعرية بعنوان ” 50 سنة على غياب عملاق الزجل اللبناني خليل روكز” شارك فيها كل من الشعراء روبير خوري، رفيق بولس ، جهاد جوان ، الياس أبو راشد، ايلي ضاهر ، عماد زين شعيب ومارون الحاج . وسلمّ رئيس أوسيب لبنان الأب طوني خضرا حفيدة الشاعر المكرّم ماريانا روكز درعاً تقديرياً لعطاءت الشاعر التي مرّ عليها 50 عاماً ولا تزال متجسدة في الفكر الابداعي .
النشاط الرابع : توقيع كتاب ” لم نعد صغاراً” للدكتورة مهى جرجور .
النشاط الخامس : تكريم ثلاث مؤسسات اعلامية تعطي لبرامج الأطفال مساحة كبيرة : إذاعة صوت المحبة، تلفزيون tele lumiere وتلفزيون Sat 7 . وقدّم الأب خضره دروعاً تقديرية باسم الاتحاد لكل من أندريه منيّر (Sat7)وريتا عودة(tele lumiere) وخليل فرام (صوت المحبة).
أما برنامج اليوم السبت فيتضمن : مهرجان الأطفال الترفيهي من تنظيم جمعية نبض الشباب Groact ، لقاء بعنوان “أهمية مشاركة الأطفال” يشارك فيه كل من مديرة المنظمة السويدية لرعاية الأطفال في لبنان ربى خوري، رئيس جمعية لنا المستقبل جان مخول ، المدير العام لجمعية الشبان المسيحية جو عواد وعن الحركة الرسولية العالمية للأولاد ميداد كاميليا حداد أبو عاصي . ندوة وتوقيع كتاب “نضالنا”– حركة القديس بولس – رسالة محبة، يشارك فيها الدكتور سليم بطاني ، المطران جورج اسكندر، الدكتور ميشال بو شعيا ، الاستاذ ناجي فاخوري ، الأم دانييلا حروق . ندوة بعنوان “القيادة في الكتاب المقدس” من اعداد معهد التنشئة والتدريب في رابطة الأخويات لبنان . أمسية شعرية بعنوان “الأجداد الشعراء يكتبون للأحفاد وبوجودهم” يشارك فيها الشعراء أنطوان رعد ، جورج مغامس ، ريمون عازار ، الياس خليل والنقيب أنطوان السبعلاني . توقيع كتاب ” الحرديني ايدين الصخر” تراتيل وقصائد روحية للشاعر أسعد جوان وتكريم مجلتي هللويا ونور .
هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءٍ.
قسم الإعلام
جائزة الشجاعة الصحافية 2012: أسماء الغول مراسلة سكايز بين الفائزات
والغول، التي تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، صحافية وناشطة تكتب منذ سنوات في قضايا سياسية واجتماعية في مدينتها غزة، اذ تركز في كتاباتها على الحقوق المدنية للفلسطينيين في المدينة، والثمن الذي يدفعه المواطن العادي بسبب الانشقاقات السياسية بين القوى السياسية هناك، ما أدى الى تهديدها بالقتل، واعتقالها وضربها مرات عدة من الأجهزة الأمنية في حكومة غزة.
وتشاركت الغول الجائزة مع الصحافية الأثيوبية ريوت ألينو، وهي كاتبة عمود في جريدة "Feteh" والتي لم تتمكن من الحضور للولايات المتحدة لتسلم جائزتها، اذ انها تقضي عقوبة السجن بعدما اتهمتها السلطات بالمشاركة في أعمال تخريبية إثر كتاباتها المعادية للحكومة الأثيوبية، والصحافية الاذربيجانية خديجة اسماعيلوفا، وهي مراسلة لراديو "أوروبا الحرة" وتخصصت في كشف قضايا الفساد التي تقوم بها الطبقة العليا في بلدها وتلقت العديد من التهديدات بالقتل إلا أن ذلك لم يمنعها من استكمال دورها الصحافي وأداء وظيفتها.
كما تسلمت الصحافية الباكستانية زبيدة مصطفى جائزة الاستحقاق عن مشوارها الصحافي بعد تاريخ تجاوز الثلاثين عاماً في الصحافة الباكستانية، أسهمت خلاله في فتح الطريق للمرأة في العمل في مجال الاعلام. وتعد زبيدة أول امرأة باكستانية تعمل في مجال الصحافة.
وفد من المنظمة الدولية للاعلام وصل الى بيروت للمشاركة في دورة “الاولمبياد الاعلامي الدولي 2012”
وكان في استقبال الوفد في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت ممثل المنظمة الدولية للاعلام في الشرق الاوسط ميشال السرغاني، رئيس مجلس امناء "نادي الشرق لحوار الحضارات" المحامي انطوان شختورة ورئيس النادي الزميل ايلي السرغاني واعضاء النادي.
وتحدث شختورة في المطار عن اهمية هذا الحدث الذي سيشهده لبنان، فقال: "اننا نعتز بهذه الخطوة التي تجعل الانظار تتجه نحو لبنان في هذه المرحلة خصوصا ان هذه الدورة الاعلامية والرياضية تعكس الصورة الحضارية للبنان، لما يتمتع به هذا البلد من مميزات سياحية وثقافية واعلامية، تجعلنا دائما نعمل يدا واحدة كلبنانيين من اجل اضفاء الواقع اللبناني الحضاري الاصيل الذي يجمع دائما بين كل اللبنانيين".
بدوره، أشاد دوجردان بدور لبنان و"نادي الشرق الحورا الحضارات" على دورهم الريادي في مجال تسهيل التواصل بين الحضارات والشعوب، لا سيما ان لبنان هو من ابرز البلدان على الخريطة السياحية بامتياز، وتربطه بأوروبا وشعوبها تقاليد وعادات وثقافات مشتركة من شأنها ان تعزز وتوطد التواصل والاحترام لهذا البلد ولشعبه الذي طالما عودنا على الخروج من المحن كطائر الفينيق، والذي يبرز دوره دائما في التلاقي وتخطي كل الصعوبات التي تواجهه، لكي يؤكد دائما انه وطن المحبة والسلام والتعايش بين جميع ابنائه".
وختم: "نشكر لبنان ممثلا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رعايته هذه الدورة كما نشكر "نادي الشرق لحوار الحضارات" وكل من ساهم في العمل على انجاح هذا الحدث الاعلامي والرياضي آملين ان يحقق الاهداف المرجوة منه على الصعيد السياحية والثقافية والاعلامية والرياضية".
المهرجان المسيحي الحادي عشر 2012 تحت عنوان “الطفولة”
بقلم الأستاذ جوزف خريش
الأطفال "زينة الدنيا"، واكليل الشيوخ"، ورمز الحياة الهانئة التي تتوق النفس البشرية الى بلوغها في هذه الدنيا وفي الآخرة. السيد المسيح رأى في الأطفال صورة أهل الملكوت. "حضن الأطفال ووضع يديه عليهم وباركهم" (مرقص 10/16).
وقال الى من حاولوا إبعادهم عنه: "دعوا الأطفال، ولا تمنعوهم أن يأتوا الي، فإن لأمثال هؤلاء ملكوت السموات" (متى19/14).
الطفولة ليست مرحلة من العمر، بل حالة روحية، كم يفتقر اليها عالمنا المعاصر الغارق في صخب المادية، والعنف والثرثرة، واللامبالاة؟
ليست الطفولة بحاجة الى حماية وحسب، بل الى فهمها وادراك سرّها بحيث ان حكمة الله التي غالباً ما تخفى على الكبار والعظماء تظهر في طيبة الأطفال ووداعتهم.
في خطوة جديدة اراد القيمون على "المهرجان المسيحي" (المعرض المسيحي للإعلام سابقاً) أن يضيفوا الى صيغته السابقة لمسات جديدة أملتها التجربة، للمزيد من التكيّف مع متطلبات الجمهور ورغبة الشركاء في التجدّد والتقدم.
لذلك حلت تسمية "المهرجان المسيحي" محل المعرض السابق، من دون ان تلغيه، بل تضعه في اطار أوسع وإن لم تختلف الأهداف الأساسية: إيجاد ساحة للتلاقي والحوار واقتراح الحلول حول قضية رئيسية من قضايا الإعلام والثقافة في علاقتها مع حياة الإنسان المعاصر.
ما هي الأسباب الموجبة لهذه التظاهرة الثقافية والإعلامية، وما هي أبرز خطواتها؟
1- لقد فرض موضوع "الطفولة" نفسه لهذه السنة، استكمالاً لسلسلة العناوين السابقة: العائلة، المرأة، الشباب…
2- التجاوب مع نداءات قداسة البابا المتكررة هذه السنة والأعوام السابقة لحماية الطفولة، التي تتعرض حقوقها للكثير من الإنتهاكات والإعتداءات الناجمة عن ثقافة الإستهلاك والمتعة والمادية المعادية للحياة والإنجاب وقدسية الطفولة.
1- استلهام المبادىء وتطبيق التوصيات التي صدرت في الأعوام السابقة عن المجلس الحبري للإتصال والإعلام، وخصوصاً ما صدر عنه هذه السنة في ختام المؤتمر الذي عقد برعايته ومشاركته في بيت عنيا – حريصا، في نيسان 2012 فضلاً عن الرسالة الخاصة التي كان قد وجهها قداسة البابا في اليوم العالمي للإعلام سنة 2007 تحت عنوان: "الأطفال ووسائل الإعلام: تحد للتربية ".
2- الرغبة في إعادة القاء الضوء على المبادىء التي كانت قد أقرتها اتفاقية حقوق الطفل، في هيئة الأمم المتحدة عام 1989، والتي انضم اليها لبنان وكان له بشأنها عدة محاولات من أجل تعديل التشريعات اللبنانية في ضوئها. مع الأمل بألا تتوقف تلك المحاولات بل ان نجد لها الصيغ القانونية العادلة والخطوات السريعة والملائمة لمواجهة مشكلات الطفولة المتزايدة في لبنان.
3- الرغبة في مشاركة "المجلس العربي للطفولة والتنمية" الذي أعلن عن اقامته منتداه الرابع هذه السنة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية في لبنان وسواها من الشركاء من لبنان وخارجه.
البرنامج والنشاطات:
على مدى عشرة أيام من 8 ولغاية 18 تشرين الثاني 2012 يحاول المهرجان المسيحي أن يقدم أياماً احتفالية، يشارك فيها جمهور واسع من الصغار والكبار. يتخللها الى معرض وسائل الإعلام التقليدية، الكتب والمجلات الصحفية، الأسطوانات والكمبيوتر وشبكة الإنترنت، السينما والمسرح، الموسيقى والرسم… ألعاب وندوات تعقد حول قضايا الطفولة والإعلام: تأثير وسائل الإعلام على الأطفال، تنشئة الأطفال على وسائل الإعلام الحديثة، العلاقة بين التربية والتعليم ووسائل الإعلام. تعاون العائلة والمدرسة والدولة والمجتمع الأهلي في حماية حقوق الأطفال.
يتطلّع "المهرجان المسيحي" الى أن يكون تلك الساحة التي يتم فيها لقاء شخصي بين الأطفال والكبار في أجواء من الفرح والبهجة. انه لقاء ما بين الأجيال حيث يستطيع الصغار أن يتعرفوا على ثقافة الإعلام وتراثها، ويعيشوها في ما بينهم ومع الكبار، وحيث الكبار يجدون ما يتعلمونه من الصغار: براءة، ووداعة، وطيبة، وعفوية صادقة: قيم يفتقدها عالمنا المعاصر!!!.
مسؤول اللجان المختصة في أوسيب لبنان
الأستاذ جوزف خريش
موضوع المهرجان المسيحي الحادي عشر 2012
المهرجان المسيحي الحادي عشر 2012
8 – 18 تشرين الثاني 2012 – أنطلياس
الموضوع : الطفولة.
الشعار: "دعوا الأطفال ولا تمنعوهم…"
الأطفال "زينة الدنيا"، واكليل الشيوخ"، ورمز الحياة الهانئة التي تتوق النفس البشرية الى بلوغها في هذه الدنيا وفي الآخرة. السيد المسيح رأى في الأطفال صورة أهل الملكوت. "حضن الأطفال ووضع يديه عليهم وباركهم" (مرقص 10/16).
وقال الى من حاولوا إبعادهم عنه: "دعوا الأطفال، ولا تمنعوهم أن يأتوا الي، فإن لأمثال هؤلاء ملكوت السموات" (متى19/14).
الطفولة ليست مرحلة من العمر، بل حالة روحية، كم يفتقر اليها عالمنا المعاصر الغارق في صخب المادية، والعنف والثرثرة، واللامبالاة؟
ليست الطفولة بحاجة الى حماية وحسب، بل الى فهمها وادراك سرّها بحيث ان حكمة الله التي غالباً ما تخفى على الكبار والعظماء تظهر في طيبة الأطفال ووداعتهم.
في خطوة جديدة اراد القيمون على "المهرجان المسيحي" (المعرض المسيحي للإعلام سابقاً) أن يضيفوا الى صيغته السابقة لمسات جديدة أملتها التجربة، للمزيد من التكيّف مع متطلبات الجمهور ورغبة الشركاء في التجدّد والتقدم.
لذلك حلت تسمية "المهرجان المسيحي" محل المعرض السابق، من دون ان تلغيه، بل تضعه في اطار أوسع وإن لم تختلف الأهداف الأساسية: إيجاد ساحة للتلاقي والحوار واقتراح الحلول حول قضية رئيسية من قضايا الإعلام والثقافة في علاقتها مع حياة الإنسان المعاصر.
ما هي الأسباب الموجبة لهذه التظاهرة الثقافية والإعلامية، وما هي أبرز خطواتها؟
1- لقد فرض موضوع "الطفولة" نفسه لهذه السنة، استكمالاً لسلسلة العناوين السابقة: العائلة، المرأة، الشباب…
2- التجاوب مع نداءات قداسة البابا المتكررة هذه السنة والأعوام السابقة لحماية الطفولة، التي تتعرض حقوقها للكثير من الإنتهاكات والإعتداءات الناجمة عن ثقافة الإستهلاك والمتعة والمادية المعادية للحياة والإنجاب وقدسية الطفولة.
1- استلهام المبادىء وتطبيق التوصيات التي صدرت في الأعوام السابقة عن المجلس الحبري للإتصال والإعلام، وخصوصاً ما صدر عنه هذه السنة في ختام المؤتمر الذي عقد برعايته ومشاركته في بيت عنيا – حريصا، في نيسان 2012 فضلاً عن الرسالة الخاصة التي كان قد وجهها قداسة البابا في اليوم العالمي للإعلام سنة 2007 تحت عنوان: "الأطفال ووسائل الإعلام: تحد للتربية ".
2- الرغبة في إعادة القاء الضوء على المبادىء التي كانت قد أقرتها اتفاقية حقوق الطفل، في هيئة الأمم المتحدة عام 1989، والتي انضم اليها لبنان وكان له بشأنها عدة محاولات من أجل تعديل التشريعات اللبنانية في ضوئها. مع الأمل بألا تتوقف تلك المحاولات بل ان نجد لها الصيغ القانونية العادلة والخطوات السريعة والملائمة لمواجهة مشكلات الطفولة المتزايدة في لبنان.
3- الرغبة في مشاركة "المجلس العربي للطفولة والتنمية" الذي أعلن عن اقامته منتداه الرابع هذه السنة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية في لبنان وسواها من الشركاء من لبنان وخارجه.
البرنامج والنشاطات:
على مدى عشرة أيام من 8 ولغاية 18 تشرين الثاني 2012 يحاول المهرجان المسيحي أن يقدم أياماً احتفالية، يشارك فيها جمهور واسع من الصغار والكبار. يتخللها الى معرض وسائل الإعلام التقليدية، الكتب والمجلات الصحفية، الأسطوانات والكمبيوتر وشبكة الإنترنت، السينما والمسرح، الموسيقى والرسم… ألعاب وندوات تعقد حول قضايا الطفولة والإعلام: تأثير وسائل الإعلام على الأطفال، تنشئة الأطفال على وسائل الإعلام الحديثة، العلاقة بين التربية والتعليم ووسائل الإعلام. تعاون العائلة والمدرسة والدولة والمجتمع الأهلي في حماية حقوق الأطفال.
يتطلّع "المهرجان المسيحي" الى أن يكون تلك الساحة التي يتم فيها لقاء شخصي بين الأطفال والكبار في أجواء من الفرح والبهجة. انه لقاء ما بين الأجيال حيث يستطيع الصغار أن يتعرفوا على ثقافة الإعلام وتراثها، ويعيشوها في ما بينهم ومع الكبار، وحيث الكبار يجدون ما يتعلمونه من الصغار: براءة، ووداعة، وطيبة، وعفوية صادقة: قيم يفتقدها عالمنا المعاصر!!!.
مسؤول اللجان المختصة في أوسيب لبنان
الأستاذ جوزف خريش
قمة ابو ظبي للاعلام 2012
وستناقش جلسات قمة 2012 على مدار ثلاثة ايام كيفية تنمية المهارات الرقمية ورعاية المواهب والاهتمام بكل وجهات النظر في عالم صناعة الاعلام والحوار ما بين الشرق والغرب.
وتسعى الجلسات الحوارية الى الكشف عن القوى التي تتولى مسألة تكوين الواقع الاعلامي والتعرف على مصادر ابتكار جديدة خارج نطاق المراكز الاعلامية التقليدية في الغرب.
وقال خلدون خليفة المبارك رئيس قمة ابو ظبي للاعلام ان قمة 2012 ستتيح فرصا فريدة لكل الحاضرين لتبادل الرؤى وتركز على اهتمامنا بالمواهب المحلية من خلال استحداث سلسلة من الصفوف التعليمية وورش العمل.
إشعاع كلمة الحقّ إطلاق شهر الرسالات العالمي لسنة 2012
أعلن خلاله عن رسالة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر لليوم العالمي للرسالات السادس والثمانين، تحت عنوان:"مدعوون لجعل كلمة الحق متألقة"، وعن برنامج الاحتفالات الخاصة بهذا اليوم، شارك في المؤتمر: رئيس اللجنة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في لبنان المطران ميخائيل أبرص، ورئيس الهيئة الكاثوليكيّة للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط، الأب كلود ندرا، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضره الأباء: مدير البرامج في إذاعة صوت المحبة الأب جان عقيقي، الأب حنا داغر، الاب جان لويس لانغو، والأب وراطان كزانجيان، والعديد من المهتمين والإعلاميين.
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران بولس مطر، شاكراً الإعلاميين على تغطيتهم للحدث التاريخي الذي تجلى بزيارة قداسة البابا بنديكتس السادس عشر إلى لبنان خصوصاً وأن قداستة رأى أن هذه التغطية مميزة ومحترفة.
وقال "مدعوون لجعل كلمة الحق متألقة" دعوة أطلقها قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، بمناسبة اليوم العالمي للرسالات السادس والثمانين، ونحن ما زلنا نعيش حالة الفرح الداخلي، والسلام الذي نفحَهُ قداسة البابا على أرضنا، نتأمل وجهه الباحث أبداً عن سلامٍ مفقودٍ في منطقتنا، وباسم يسوع يصرخ: "ثقوا لا تخافوا، أثبتوا على كلمة الحق، عودوا إلى جذوركم، إلى اصالتكم المشرقيّة، كونوا شرفاء في العيش معاً، في افراحكم وأحزانكم، كونوا رواد الفكر والنهضة، انعتقوا من كل ما يعيق طموحكم، أنتم أهل الأرض، مع إخوانكم في الخلق، فلا تستقيلوا من دوركم ومسؤولياتكم".
أضاف: "إن يوم الرسالات العالمي، هو نقطة مفصلية في رسالة الكنيسة والدور الرسالي يجب أن يتفعّل في هذا الشرق".
وختم بالقول: "من خلال الإرشاد الرسولي الذي تركه لنا قداسة الحبر الأعظم وكلنا ثقة أنكم كمسؤولين عن الرسالات، تقومون بهذا الدور بمحبةٍ وخدمةٍ متفانية، وإننا إذ نتمنى لكم النجاح في رسالتكم".
ثم قدم الأب بول كرم رسالة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر لليوم العالمي للرسالات السادس والثمانين، مع الملصق المشترك الذي يوزّع على كافة الأبرشيّات والمدارس والجامعات الكاثوليكيّة من أجل تفعيلها مع المؤمنيين في الرعايا والمدارس والجامعات. وقال:
«مَدعوون لجعل كلمة الحق متالّقة » بهذه العبارة يحثُّنا قداسةُ البابا بنديكتُسُ السادسَ عَشَرَ على الإحتفال باليوم العالمي السادس والثمانين للرسالات الذي يتضمّن مغزى خاص في الذكرى الــــ 50 لإعلان القرار المجْمعي "إلى الأُمَم" (Gentes Ad) للمَجْمَع الفاتيكاني المسكوني الثّاني، وافتتاح سنة الإيمان، مع انعقاد الجمعيّة الخاصّة لسينودس الأساقفة حول الكرازة الجديدة، وللتّأكيد مجدداً على إلتزام الكنيسة بشجاعة وحماسة أكبر في "الرِسالة إلى الأُمَم" لإعلان الإنجيل إلى أقاصي الأرض.
تابع: "تسعى كلُّ الأبرشيَّاتِ والرعايا والمؤسّسات التربويّة والجامعات الكاثوليكيّة في لبنان خلال شهر تشرين الأوّل من كلّ عام، إلى تفعيلِ اليومِ العالَميِّ للرسالاتِ بروحِ المحبَّةِ والعطاءِ والتّضامن الحسّي والعملي عبر جمع الصواني والتبرّعات".
أضاف: "أما ميزة هذه السنة فتتجلّى بتجسيد روح التعاون مع اللجان الأسقفيّة خاصة الهيئة الكاثوليكيّة للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط بشخص رئيسها حضرة الأب كلود ندره، الراهب اللبناني الماروني. والميزة الثانية لهذا العام والتي تُصادف نهار الأحد 21 تشرين الأوّل 2012، فهي تتطويب سبعة قدّيسين جُدُد من قِبَل قداسة البابا، تزامناً مع انعقاد الجمعيّة الخاصّة لسينودوس الأساقفة حول موضوع "التبشير الجديد" (7-28 تشرين الأوّل 2012). هؤلاء القدّيسون الجُدُد، سيكونون باكورة قدّيسي "سنة الإيمان" (11 تشرين الأوّل 2012 – 24 تشرين الثّاني 2013)".
وختم بالقول: "إننا بعد الزيارة التاريخيّة لقداسة البابا إلى لبنان منذ أيّام، نسأل الله أن يساعدنا ويقوّينا جميعاً على استثمار مضمون الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" من أجل خير المسيحيّين في هذا الشرق".
ثم كانت كلمة الأب بول ندره جاء فيها: "الكرازة الجديدة بالإنجيل" تشكّلُ دعوة هامّة للمسيحيّين ولغير المسيحيّين. فللمسيحيّين تهدفُ هذه الدعوة إلى تثبيتهم في الأيمان ودعوتهم لعدم التراجع، ولعدمِ الوقوعِ في شَرَكِ الإحباطِ المُنافي للرّجاء؛ وإلى التعمّق في إيمانهم معلنينَ الربّ يسوع مخلّصًا وفاديا، عبر أساليب وطرق تحاكي واقع مجتمعاتنا اليوم.
تابع: "ولغير المسيحيين لكي يدخلوا في حوارٍ أساسه القيم والشركة والوحدةُ في حريّة البنوة لله الواحد، لأنّنا جميعنا قد خُلقنا على صورةِ الله، فيلتقوا بالذي قال: "جئت لتكون لهم الحياة وتكون لهم أوفر" (يو 10:10).
أضاف: رسالة "الكرازة بالإنجيل" هي عمل الكنيسة، وبصورة خاصة عملكم أنتم أيّها الإخوة والأخوات معلّمي ومعلّمات التعليم المسيحي وقد تقلّدتم هذه المهمّة من الكنيسة لكي تُبشّروا باسم المسيح وتُعلنوا ملكوت الله الحاضر والآتي في آنٍ معًا".
وختم الأب ندرة "الكرازة بالإنجيل" لها اساليبها ووسائلها الخاصة لكي تكون فعاّلة وجذابة ومنتجة. قبل كلّ شيء تقوم على الانقياد لنعمة الرّوح القدس، الذي ينوّر الأنسان، ليفهم ويميّز ما يريده الله منه وليس ما يُريده هو نفسه.
ثم كانت كلمة المطران ميخائيل أبرص جاء فيها:
"بهذه المناسبة، أود أن أنبّه الجميع أن التعليم المسيحي ليس هو تلقين معلومات الديانة فقط، بل هو أعمق من ذلك بكثير، هو عيش نمط حياةٍ مسيحية، مرتكزٍ على الإيمان والأخلاقيات، وعلى معلميه، أن يحيوا هذا النمط ويكونوا بذلك مثالاً حيّاً لطلابهم ولكافة من حولهم في المدرسة والمجتمع. وكل واحدٍ منا، حتى ,إن لم يكن معلماً للتعليم المسيحي، مدعو إلى عيش هذه الحياة وتعليم الآخرين، طلاباً أو غير طلاب، عن طريق المثل، لتبدو كلمة الحق أكثر تالقاً".
"وتمنى سيادته على أكبر عدد ممكن من المسيحيين وخصوصاً الذين يهتمون بالتعليم المسيحي، المشاركة بقداس الإرسال، لرفع الصلاة معاً، طالباً منه "أن يبارك هذه السنة المدرسية الجديدة وأن يساعد معلمي التعليم المسيحي ليقوموا بواجبهم على أكمل وجه وأن يفتح أذهان التلاميذ ليستوعبوا أكثر ويفهموا عقائد ديانتهم وأخلاقياتها ويعيشوا بموجبها وأن يهب المرسلين القوة والعزيمة والصبر لمتابعة دورهم الرسولي في كافة البلاد التي يخدمونها وأن يُظهر دورهم الفعّال".
وختم بالقول: "ميزة قداس هذه السنة، تتجلى بإحتفال صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، والذي خلاله يسّم غبطته معلّمي التعليم المسيحي والعاملين في الحقل الرسالي والرسولي، مهمة التكليف الرسمي للإنطلاق برسالة التعليم". ودعا "الرئيسات والرؤساء ومديرات ومدراء المدارس الرسمية والخاصّة والآباء والراهبات ومعلّمي ومنشطي التعلّيم المسيحي والأساتذة وطلاب المدارس الكاثوليكيّة ووسائل الإعلام إلى قداس اقتتاح شهر الرسالات، الجمعة 28 أيلول 2012، السادسة مساءً في الصرح البطريركي – بكركي، وقد أعطي هذا القداس شعاراً "مدعوون لجعل كلمة الحق متألقة".
بعد هذا توجد حياة المعلّم الصادقة والمملوءة من الحياة الالهية "القداسة" لكي تستطيع أن تُؤثر إيجابياً بالتلميذ لتكون مطابقة حقيقية بين القول والفعل، بين الكلام والحياة "… تعلّموا مني فأني وديع ومتواضع القلب…" (مت 11: 29). كان الرب يسوع يعمل ويعلّم: "… أما الذي يعمل ويعلم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات" (مت 5: 19؛ مر6: 30).
هناك ضرورة لندخل إلى ذواتنا ونقوم بفحص ضمير جدّي وتأمل عميق لأننا كلّنا قد ضللنا وابتعدنا عن ربنا وعن تعاليمه وخاصة عن وصيته الجديدة التي أعطاها دستوراً للذين يتبعونه: "احبوا بعظكم بعضاً…؛ بهذا يعرفون أنكم تلاميذي إذا كنتم تحبون بعضكم بعضاً". أين تواضعنا؟ أين وحدتنا؟ أين محبتنا الصميمة والشاملة لألهنا الذي أحبنا وبذل إبنه الوحيد من أجلنا؟ اين محبتنا لبعضنا البعض؟ (يو3: 16؛ 13: 1؛1بطر1: 22؛ يو 13: 34). هذه المحبة المتبادلة ، اساس التبشير، كانت تجلب الناس إلى المسيح وإلى الله (يو13: 35).
كان السينودس السابق عن كلمة الله وهذا مهم جداً للأنجلة الجديدة: عيش الكلمة قبل التبشير بها، لتكن هذه الكلمة نوراً لعيوننا ولعقولنا وتصبح برنامجاً لمسيرتنا وهي ستنور المعلم والتلميذ وتكون واقعية و عملية تقود الكنيسة ورعاتها. إنها كلمة الحياة تُحيي من يتعلق بها، تجعل حضور المسيح بيننا حقيقة تلده في كنائسنا، ما عدا الأفخارستيا، لأننا باسمه نجتمع فهو حاضر بيننا يقوينا ويقودنا… المهم أن نتعلق به.
هناك انتشار مستمر لعقلية تُنقّص من أهمية الدين معتبرة إياه من الزمن الغابر، يجب أن يُهمل لأن لا فائدة منه ولكونه عائق للتقدم الأجتماعي والعلمي في العالم.. وهناك اللامبالاة القتالة وعدم الأهتمام الصامت مقابل متطلبات الأيمان، هذا هو الألحاد المقنّع. إنه إلحاد عملي، إن هذا الألحاد المعاصر قد انتشر في كل المجتمعات، هناك شعور منتشر للشك في القيم الدينية، وعدم التديّن الناتج من الأكتشافات العلمية ومن التقدم المادّي ومن المشاكل والأختلافات التي نشأت في الكنيسة.. كل هذا أثّر سلبياً على إيمان المسيحيين البسطاء وعلى الذين كان لهم إيماناً سطحياً، ومحيطياً وتقليدياً.
عدم الأهتمام لفقدان الأيمان. إنه التراجع عن المسيحية ولهذا على الكنيسة أن تدرس الواقع والأسباب لهذه الحالة لكي تحمل الرسالة الأنجيلية ثانية إلى هؤلاء الأشخاص وهذا هو التبشير الجديد للمؤمنين الذين فقدوا إيمانهم، وبعده أن تُعلن البشرى السارة لجميع البشر.
هناك أسباب كثيرة ومتنوعة حملت كثيراً من المؤمنين إلى التراجع في الأيمان. ومن بين هذه الأسباب الجمود والرتابة التي كانت تتسم بها حياة المسيحيين في الكنيسة، والبعد الذي كان موجوداً بين الكنيسة والمجتمع الذي هو في حالة التقدم المادي والعلمي.
كثير من المسيحيين بقوا مغلقين في أنظمة وصيغ خارجية وقاسية ونظرية ومعقدة، هكذا استمرت حياتهم القاحلة والبعيدة عن العالم الذي يعيشون فيه، هكذا وُلد فيهم رد فعل سلبي دفعهم إلى التحرر من كل شيء وإلى عدم الأهتمام في الدين والأيمان، فعوض أن يكونوا شهوداً للمسيح ولأنجيله لكي يحملونه حيثما يعيشون، اصبحوا حجر عثرة وعلامة الشك والتديّن الفارغ وهكذا اظهروا عدم اخلاصهم وعدم مطابقة حياتهم لما يكرزون به. هناك، خاصة، تفشّي للاّ أخلاقيات التي تُحطم القيم الأنسانية وتوصل بكرامة الأنسان إلى الحضيض.
اسباب أخرى لهذا التدنّي الديني تستحق الذكر وهي التمدن السلبي وزيادة الهجرة والضياع المستمر وتغيير العمل والمحيط وزيادة الحاجات الجسدية بحيث يتشتت فكر الأنسان ويتعلّق بالماديات، ثم وسائل الأعلام التي تعمل سلباً لمحو كل ما يتعلق بالأيمان وزرع كثير من الأمور المضرة بالأيمان للمراهقين والشباب.
إن الشاهدة الأولى لهذه الأنجلة هي العائلة ولهذا يجب أن تُبشّر ويزرع فيها الايمان القوي وبكل قناعة لكي توصل هذا الأيمان لأولادها. ثم يأتي دور الكنيسة التي تحقق هذه الرسالة بواسطة كهنتها ورهبانها وراهباتها ومكرسيها ومكرساتها ومعلمو ومعلمات التعليم المسيحي فيها. على شرط أن يتهيّأوا جيداً لهذه الرسالة المهمة جداً في حقل الأنجلة الجديدة. وبعد ذلك يأتي دور المدرسة التي تبني فوق ما أُسّس سابقاً من العائلة والكنيسة.
إنه واجب الكنيسة أن تكرز بالأنجيل ليس فقط للذين لا يعرفون المسيح ولكن خاصة للذين عرفوه ثم فقدوه، أو إنهم على وشك أن يفقدوه. إن أعضاء المسيح الحقيقيين يجب أن يعيشوا في حالة الرسالة المستمرة والتي لا يمكن أن تتحقق بدون معرفة عميقة للمسيح ولوصاياه، هكذا فقط يمكن أن يكونوا متناسقين متفقين مع الأسم الذي يحملونه. "أن يعملوا ويحفظوا كلما أمرهم المسيح" (مت28: 20) وبهذا سيتّضح بأن تبّاع المسيح ليسوا من هذا العالم، وان كانوا يعيشون فيه.
إن المحيط العالمي في خطر جسيم بأن يفرغ من القدسية، من المبادئ والقيم الدينية، ولهذا على الكنيسة بأسرها بأن تأخذ وعياً بذاتها وتقدم نفسها كعلامة الخلاص الحقيقية بين البشر، فعليها أن تحمل البشرى السارة لأبنائها وغيرهم من الذين لا يمارسون الأيمان.
إن مسؤول الأنجلة الجديدة هي الجماعة المسيحية بأسرها، كما كان المسيحيون الأوائل. إنهم جميعاً ومعاً، يزرعون الأنجيل بين البشر في حياتهم اليومية. إن الجماعة الخورنية بجميع تنظيماتها وبمختلف وسائل الرسالة، كقوة واحدة مجدَّدة وديناميكية يمكنها أن تخلق محيطاً جديداً وتحقق تكريس الجماعة وتنمية إيمانها وتحريك افرادها للبحث عن المسيح.
هذا هو واجب الأساقفة، كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور حول: "عمل الأساقفة الراعوي" (عدد13).
إن حالة الأنجلة الجديدة عندنا، مع محاولات الكنيسة المستمرة، لا تُبشر بالخير، هناك ضعف وتقهقر مستمر بسبب الظروف الأمنية والهجرة وعدم ثبات المؤمنين والأكليروس، وأحياناً ما يُسبب هذا هو مثلنا الغير الصالح للمؤمنين، وعدم تماسكنا ولكوننا لا نعمل معاً وتباعدنا وزيادة الأنقسامات بيننا.
الرب يحفظ الكنيسة ويُرجعها إلى قوّتها السابقة وحياتها الأيمانية الحارة لتصبح شعلة ومثالاً ونوراً للجميع
كلمة البطريرك في المؤتمر الصحفي حول زيارة قداسة البابا للبنان 2012
بندكتوس السادس عشر إلى لبنان، وهو في زيارة راعوية وتاريخية عبر لبنان إلى بلدان الشرق الأوسط. فنقول أهلاً وسهلاً بنائب المسيح على الأرض، خليفة بطرس الرسول، راعي الكنيسة الكاثوليكية الجامعة؛ أهلاً برسول السلام إلى هذا الشرق العربي المُعذّب: أهلاً بحامل الإرشاد الرسولي "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة"! القلوب والأرض مستعدّة بشوق لاستقبال الحبر الأعظم.
يأتي قداسة البابا إلى لبنان زائراً رسوليّاً لجميع بلدان الشّرق الأوسط، التي تمثّلت في جمعيّة سينودس الأساقفة الخاصّة بمسيحيّي هذه البلدان، عندما انعقدت في روما في شهر تشرين الأوّل 2010. لقد اختار شعاراً لزيارته كلمة الربّ يسوع: "سلامي أعطيكم"، محدِّداً هكذا الغاية من الزيارة: السلام في الشّرق الاوسط.
2. اختار لبنان، لأنّه أرض لقاء وسلام، لا أرض تنافر وعنف وحرب، بفضل العيش المشترك المنظّم دستوريّاً، بين المسيحيّين والمسلمين، على أساس الميثاق الوطني 1943. التقت المسيحيّة والإسلام في لبنان بالإتّفاق على جعله دولة مدنيّة ديموقراطية، تفصل بين الدين والدولة، وتحافظ على الإجلال الكامل لله، وشريعته الإلهيّة الموحاة والمطبوعة في الطبيعة البشرية؛ دولة تتميّز بالديموقراطية والحريات العامّة، ولا سيّما حرية التعبير والرأي والعبادة والضمير، وباعتماد الشّرعة العالميّة لحقوق الإنسان؛ دولة ذات نظام متوسّط بين النظام الديني التيوقراطي المعتمد في بلدان الشّرق الاوسط، والنظام العلماني الفاصل بين الدولة والله المعتمد في بلدان الغرب؛ دولة توافق مسيحيّوها ومسلموها على عدم تبعيّتها في إلى أيّ بلد في الشّرق أو في الغرب، وبالتّالي دولة حيادية تلتزم قضايا السلام والعدالة وحقوق الشعوب، من دون انخراط في أحلاف ومحاور إقليميّة ودولية.
3. زيارته إلى لبنان دعوة إلى اللّبنانيين لكي يحافظوا على وطنهم الذي قال عنه سلفه الكبير الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني أنّه "أكثر من بلد! بل هو رسالة ونموذج للشّرق وللغرب". ودعوة إلى شعوب الشرق الأوسط للسير في خطّ الديموقراطية والعيش معاً على قاعدة التنوّع في الوحدة. ودعوة إلى الأسرة الدولية للخروج من منطق صراع الاديان والثقافات، ومن وضع الله وشريعته خارج الحياة الإجتماعية والوطنية، لئلّا تخلو من القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية، فتتغلّب المصالح السياسية والإقتصادية على خير الشعوب والدول، وتفقد العولمة قيمة التضامن والتعاون والترابط الآيلة إلى السلام العادل والشامل في الأسرة البشرية. إنّنا في المناسبة ندين بشدّة الإساءة للإسلام ونبيّه في الفيلم المخزي "براءة المسلمين" ونعتبره إساءة لجميع الأديان. ونأسف لما أوقعت المظاهرات الإحتجاجية من ضحايا في بعض المدن العربية. ونطالب بسحب هذا الفيلم، واعتماد الأسلوب الأفضل لإيقاف هذه الإساءة.
4. زيارته دعوة إلى السلام في شرقنا الذي تسود فيه حالياً لغة الحديد والنار، ولغة العنف والحرب، فيما اختاره الله لتحقيق سرّ التجسّد الإلهي والفداء، ولإعلان إنجيل السلام والأخوّة بين الناس. السلام في الأرض المقدّسة بحلّ النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، والإسرائيلي – العربي؛ السلام في البلدان العربية بالتعاون بين شعوبها وحكّامها في إجراء ما تحتاج إليه من إصلاحات سياسية وإقتصاديّة وإجتماعية، بالحوار والتفاهم، وبنبذ وسائل العنف والحرب، لكي تسير في خط الحداثة والعولمة والحريات العامّة وحقوق الإنسان؛ السلام في الشّرق الأوسط بمساعدة الإسلام واليهودية على خطو خطوة المسيحية، بفصل الدين عن الدولة، لكي تتأمّن الديموقراطية وقيمها الأخلاقية، وقبول الآخر المختلف، واعتماد قاعدة التنوّع في الوحدة. لا يمكن التكلّم عن إحلال الديموقراطية في أنظمة دينية تيوقراطية، ولا يمكن أن يتحقّق السلام الإجتماعي والسياسي في مثل هذه الأنظمة، لكونها لا تسمح بالحريات العامّة، ولا تعتمد شرعة حقوق الإنسان. السلام بين المسيحيين والمسلمين، لأنّ مصيراً واحداً يجمع فيما بينهم، وثقافة واحدة يبنونها معاً، ورسالة مشتركة يؤدّونها للشرق وللغرب.
5. زيارة قداسة البابا دعوة إلى مسيحيّي الشّرق الأوسط، ليعيشوا في شركة الإتّحاد بالله والوحدة فيما بينهم ومع جميع الناس، وليؤدّوا الشهادة للمحبة وللقيم الإنجيليّة في هذا الشرق، وليلتزموا في إنماء بلدانهم المشرقية، إنماءً شاملاً، وهم في هذه البلدان، لا أقليات، بل مواطنون أصليّون عمرهم فيها ألفا سنة، ومواطنون أصيلون طبعوا ثقافات بلدانهم بقيم المسيحية، جيلاً بعد جيل، وكانوا في أساس نهضتها الثقافية والإقتصادية والعلمية.
إنّ الحضور المسيحي في بلدان الشرق الأوسط يعطيها هوية ومعنى، ويؤدّي فيها رسالة الجسر الحضاري بين الشرق والغرب: يعرّف الشرق بحقيقة المسيحية، ويعرّف الغرب بحقيقة الإسلام. وثمّة قول مأثور: "الحارة من دون نصارى خسارة".
زيارة البابا دعوة إلى هؤلاء المسيحيين المشرقيين لترسيخ وجودهم التاريخي في لبنان والشرق الأوسط، وللتفاعل الحضاري مع محيطهم، وللعمل يإيمان وقوّة على حفظ هذا الوجود ودوره ورسالته. فلا حضور من دون رسالة.
6. نحن نعتبر أن دعوة قداسة البابا بندكتوس لعقد سينودس خاصّ بمسيحيي الشرق الأوسط مبادرة نبويّة، وأنّ الإرشاد الرسولي، الذي سيوقّعه غداً الجمعة 14 ايلول الموافق عيد ارتفاع الصليب، هو من العناية الإلهية، لأنّه يتضمّن ما يقوله الروح لكنائس الشرق الأوسط. والكلّ عنصرة جديدة من أجل "ربيع حقيقي" في البلدان الشرق أوسطيّة، تحقّقه المسيحية والإسلام إذا التقيتا حقّاً. هذا التلاقي وحده، دون سواه، كفيل بإيجاد الحلول لأزمات هذا الشرق. فلا بدّ لذوي الإرادات الطيبة مسؤولين محليّين وإقليميين ودوليين، من أن يلقوا السلاح جانباً، ويوقفوا دوّارة العنف والتفجير والحرب، ويجلسوا إلى طاولة الحوار المخلص المتجرّد والمسؤول، جاعلين منه مائدة الحقيقة والعدالة والمحبة والسلام.
إلى هذه المائدة يدعو قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، بزيارته الثلاثية الأيّام إلى لبنان، لاعتباره بوّابة تلاقي المسيحية والإسلام في هذا المشرق. حقّق الله هذه الأمنيات، وعشتم جميعاً! وعاش البابا بندكتوس.
جائزة السلام “باكس كريستي” الدولية لعام 2012 تعود إلى المطران أونايكان
كما أورد البيان أنّ المطران جون أومايكان هو "من مشجّعي التفاهم بين المؤمنين من مختلف الأديان وذلك من خلال الحوار في أفريقيا وخصوصاً في بلده نيجيريا".
من خلال هذه الجائزة، تعترف باكس كريستي الدوليّة "بجهوده الكبيرة والمثابرة لتحقيق العدالة والسلام والحوار بين الأديان".
علاوة على ذلك، إنّ مساعدي مدير باكس كريستي الدواية، السيدة ماري دينيس من الولايات المتحدة، والأسقف كافن داولنغ من راستنبرغ في جنوب أفريقيا، قد هنّأوا المطران "على الدور المهم الذي لعبه في بناء جسور بين المسيحيين والمسلمين في نيجيريا وخارج البلاد".
تجدر الإشارة إلى أنّ المطران جون أونايكان هو رئيس أساقفة كاثوليكي لأبرشية أبوجا منذ 1994، وهو مساعد رئيس مجلس الرؤساء الدينيين في أفريقيا و ديانات للسلام كما أنّه مساعد مدير مجلس الديانات في نيجيريا.
زينيت