عالم الأطفال بلا حدود، يرسمون يومياتهم، ويفيضون بمواضيعهم على هموم الكبار. يلوّنون ما يحبون وما يرفضون. فلا بأس أن يتخطوا أعمارهم وبساطتهم ويدخلوا حيّز الإبداع، وها هم يصيبون بالدهشة، ليس أهاليهم فقط، بل أساتذتهم والفنانين ونقاد الفن، مرة بسبب عفويتهم الفاتنة، التي تعيدنا إلى طفولتنا وبراءة كانت فينا ذات يوم، ومرة أخرى بسب تركهم الملائكة خلفهم وإطلاق شياطينهم في مساحة اللوحة.
الفن بالنسبة إلى الطفل قد يتخطى اللعب واللهو، ويدخل في مجال التركيز والشطارة وإنتاج ما يتميز عن الآخرين… هذا ما شاهدناه في أعمال بينالي بيروت
الدولي الثالث لرسوم الأطفال، النشاط الدولي الأبرز لوزارة الثقافة اللبنانية، بل يكاد يكون الوحيد، وقد افتتح أمس في قصر الأونيسكو، ورأينا أنه يزداد أهمية واستقطاباً سنة بعد سنة. فإذا كان المعرض الذي أقيم منذ عامين في قصر الأونيسكو ضمّ خمسمئة رسم، فإن معرض هذا العام ضمّ 805 رسوم، على أن المسألة، بالطبع، ليست بالكم، لكن هذا التزايد يجد تفسيره في تزايد الإقبال على المشاركة في البينالي، فلا نستغرب إذا علمنا مثلاً أن تركيا وحدها أرسلت إلى الوزارة 800 رسم، عرض منها 250، كما عرض من بلغاريا 88، إلى جانب لوحات من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأرمينيا، حتى بلغ عدد الدول المشاركة 21 دولة عربية وأجنبية، أما لبنان فشارك بـ23 مجموعة بلغت 167 لوحة من مدارس مختلفة في بيروت والمناطق.
واضح أن الطلب على هذا المعرض بات أوسع، ولو توسعت مشاركة المدارس اللبنانية أكثر لتحسنت نوعية الأعمال المقدمة، إذ بدا أن المستوى العام للبنانيين المشاركين ليس بأهمية ما جاء من دول مشاركة مثل تشيكيا أو سواها، ولعل توسيع الدعوة وتنظيمها أكثر قد يحفّز المدارس والمدرسين على الاهتمام بمادة الرسم أكثر. ومع هذا لم يمنع ذلك لبنان من حصد جائزتين ذهبيتين من أصل ثلاث، إذ فاز عيسى لوباني (عن الفئة العمرية 10ـ 14)، كما فازت جنى نصر الله عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين راحت الذهبية الثالثة (عن الفئة العمرية 5ـ 9) للتشيكية أغيتا بيكانوفا.
الأطفال «الفنانون» خاضوا في كل المدارس الفنية، فالمتجول في المعرض الذي يحتل قاعتي الأونيسكو (لمدة خمسة أيام)، وقد عُلّق على عجل كما يبدو، يشاهد كل المدارس الفنية التي يخوضها الكبار، من الواقعية التمثيلية إلى التجريد، مروراً بالانطباعية والسوريالية والتعبيرية، ولا غرابة بعد ذلك أن نشاهد لوحات تكعيبية. فالأطفال يعطون مما ينهلون من أساتذتهم، وإن كان لبعضهم اجتهاد أو شرود جميل عن حدود التلقي.
قد تكون طفولة اللوحة أو الرسم مقياساً، بل هي شرط أساسي لدى لجنة التحكيم التي تشكلت من جوزيف أبو رزق، فيصل سلطان، عماد أبو عجرم، عادل قديح، ديما رعد وحسن يتيم، إلا أن الأطفال يتأثرون بمشاهداتهم وأفكار أهلهم وأساليب أساتذتهم، وليس من السهل إيجاد الرسم الطفولي الصافي، وإن بذلت اللجنة جهداً في إلغاء مشاركة الأعمال التي يبرز فيها تدخل أو مساعدة.
يطرأ في بالنا ونحن نتنقّل بين مجموعات الدول أن نتأكد من حضور الهويات في الرسوم، فلا بأس أن نراها عائمة في بعضها، أو غائبة ومنفتحة على المشترك العالمي في بعضها الآخر. لكن لا بد أن ننتبه إلى حضور العلم اللبناني في عدد لا بأس به من الرسوم اللبنانية، التي لا بد أنها تأثرت بالتظاهرات المليونية.
الافتتاح الذي كان برعاية وزير الثقافة سليم وردة ممثلاً بمدير عام الوزارة عمر حلبلب، قدمته منسقة البينالي ديما رعد ورئيس قسم المسرح والسينما غسان أبو شقرا، ووزعت فيه 16 جائزة، تسلمها التلامذة اللبنانيون بأنفسهم، أما الجوائز العربية والأجنبية فتسلمها سفراء ودبلوماسيون.
الدولي الثالث لرسوم الأطفال، النشاط الدولي الأبرز لوزارة الثقافة اللبنانية، بل يكاد يكون الوحيد، وقد افتتح أمس في قصر الأونيسكو، ورأينا أنه يزداد أهمية واستقطاباً سنة بعد سنة. فإذا كان المعرض الذي أقيم منذ عامين في قصر الأونيسكو ضمّ خمسمئة رسم، فإن معرض هذا العام ضمّ 805 رسوم، على أن المسألة، بالطبع، ليست بالكم، لكن هذا التزايد يجد تفسيره في تزايد الإقبال على المشاركة في البينالي، فلا نستغرب إذا علمنا مثلاً أن تركيا وحدها أرسلت إلى الوزارة 800 رسم، عرض منها 250، كما عرض من بلغاريا 88، إلى جانب لوحات من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأرمينيا، حتى بلغ عدد الدول المشاركة 21 دولة عربية وأجنبية، أما لبنان فشارك بـ23 مجموعة بلغت 167 لوحة من مدارس مختلفة في بيروت والمناطق.
واضح أن الطلب على هذا المعرض بات أوسع، ولو توسعت مشاركة المدارس اللبنانية أكثر لتحسنت نوعية الأعمال المقدمة، إذ بدا أن المستوى العام للبنانيين المشاركين ليس بأهمية ما جاء من دول مشاركة مثل تشيكيا أو سواها، ولعل توسيع الدعوة وتنظيمها أكثر قد يحفّز المدارس والمدرسين على الاهتمام بمادة الرسم أكثر. ومع هذا لم يمنع ذلك لبنان من حصد جائزتين ذهبيتين من أصل ثلاث، إذ فاز عيسى لوباني (عن الفئة العمرية 10ـ 14)، كما فازت جنى نصر الله عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين راحت الذهبية الثالثة (عن الفئة العمرية 5ـ 9) للتشيكية أغيتا بيكانوفا.
الأطفال «الفنانون» خاضوا في كل المدارس الفنية، فالمتجول في المعرض الذي يحتل قاعتي الأونيسكو (لمدة خمسة أيام)، وقد عُلّق على عجل كما يبدو، يشاهد كل المدارس الفنية التي يخوضها الكبار، من الواقعية التمثيلية إلى التجريد، مروراً بالانطباعية والسوريالية والتعبيرية، ولا غرابة بعد ذلك أن نشاهد لوحات تكعيبية. فالأطفال يعطون مما ينهلون من أساتذتهم، وإن كان لبعضهم اجتهاد أو شرود جميل عن حدود التلقي.
قد تكون طفولة اللوحة أو الرسم مقياساً، بل هي شرط أساسي لدى لجنة التحكيم التي تشكلت من جوزيف أبو رزق، فيصل سلطان، عماد أبو عجرم، عادل قديح، ديما رعد وحسن يتيم، إلا أن الأطفال يتأثرون بمشاهداتهم وأفكار أهلهم وأساليب أساتذتهم، وليس من السهل إيجاد الرسم الطفولي الصافي، وإن بذلت اللجنة جهداً في إلغاء مشاركة الأعمال التي يبرز فيها تدخل أو مساعدة.
يطرأ في بالنا ونحن نتنقّل بين مجموعات الدول أن نتأكد من حضور الهويات في الرسوم، فلا بأس أن نراها عائمة في بعضها، أو غائبة ومنفتحة على المشترك العالمي في بعضها الآخر. لكن لا بد أن ننتبه إلى حضور العلم اللبناني في عدد لا بأس به من الرسوم اللبنانية، التي لا بد أنها تأثرت بالتظاهرات المليونية.
الافتتاح الذي كان برعاية وزير الثقافة سليم وردة ممثلاً بمدير عام الوزارة عمر حلبلب، قدمته منسقة البينالي ديما رعد ورئيس قسم المسرح والسينما غسان أبو شقرا، ووزعت فيه 16 جائزة، تسلمها التلامذة اللبنانيون بأنفسهم، أما الجوائز العربية والأجنبية فتسلمها سفراء ودبلوماسيون.