قد في المركز الكاثوليكي للاعلام ظهراليوم مؤتمر صحافي اعلن خلاله برنامج تطويب مؤسسة رهبانية الوردية الام ماري الفونسين دانيال غطاس، في حضور رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي، ورئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبده أبو كسم،
رئيس قسم الصحافة في المركز الكاثوليكي للإعلام الأب يوسف مونس، والمسؤول عن فرع التلفزيون والسينما الأب سامي بو شلهوب، والنائبة العامة والمندوبة الإقليمية لرهبانية الوردية الأخت بيبيان زكريا، والأم الرئيسة العامة السابقة لراهبات الوردية الأم جيزال حرب، ورئيسة مدرسة الوردية في برج حمود الاخت رومانا بو طنوس.
بداية تحدث الأب عبده أبو كسم فرحب بالحضور وقال:"تطل علينا نجمة من السماء، تزرع الرجاء في نفوسنا، وتحمل شعلة المحبة الممزوجة بالرحمة والألم والشهادة منذ فجر المسيحية حتى يومنا هذا، ونحن نغلب بالذي أحبنا. يفتقدنا الأب الإله بنعمة قديسيه وطوباويه، ومن يعلم ماذا يريد الله منا في هذا الشرق؟ الرسالة؟ على مثال بنات الأم ماري الفونسين دانيال غطاس مؤسسة راهبات الوردية؟ يزرعن الورود أينما حللن، في البشارة، والتعليم، والطب ليخففن عن الناس آلامهم وما أكثرها هذه الأيام".
اضاف:" ماذا نعرف عن رهبانية الوردية؟ كيف ومتى ولماذا تأسست؟ ما هي رسالتها وتطلعاتها؟ ولماذا أعلن البابا الأم ماري الفونسين دانيال غطاس طوباوية؟ وما هي الاحتفالات التي ستقام لهذه المناسبة؟ سوف تجاوب النائبة العامة والمندوبة الإقليمية لرهبانية الوردية الأخت بيبيان زكريا عن كل هذه التساؤلات، فلها الكلام وأهلا وسهلا بكم جميعا.
الاخت زكريا
ثم تحدث الأخت بيبيان زكريا وقالت:" بتاريخ الثالث من تموز 2009، صادق قداسة البابا بنديكتس السادس عشر على إعلان الأم ماري ألفونسين دانيل غطاس مؤسسة رهبانية الوردية المقدسة، طوباوية. وحدد احتفال التطويب يوم الأحد الواقع فيه الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2009 الساعة العاشرة والنصف في بازيليك سيدة البشارة في الناصرة. يسعدنا لهذه المناسبة، العطية من الرب لكنيسته جمعاء، أن نرحب بكم وبجميع وسائل الإعلام التي تمثلون، ونشكركم على تلبيتكم الدعوة إلى هذا المؤتمر في المركز الكاثوليكي للاعلام الذي يحضن كل القضايا الكنسية ويهتم للشؤون الوطنية ويتابع عن كثب الأمور الإنسانية والذي نرجو له قوة المثابرة ونعمة البقاء في نشر كلمة الحق برعاية صاحب السيادة المطران بشارة الراعي وبإدارة الخوري عبدو أبو كسم".
اضافت:" بعد التقدم بطلب دعوة إعلان ألام ماري ألفونسين طوباوية وقديسة سنة 1986، صادق عليها مجمع دعاوى القديسين بتاريخ 9 تموز 1987. وبعد إعداد التقارير اللازمة حول ممارسة الفضائل المسيحية بطريقة بطولية، أعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في الخامس عشر من شهر كانون الأول 1994 الأم ماري ألفونسين مكرمة قائلا: "لقد ثبت حقا أن أمة الرب ماري ألفونسين دانيال غطاس من رهبانية الوردية المقدسة والشريكة في تأسيس الرهبانية قد مارست بطريقة بطولية الفضائل الإلهية: الإيمان والرجاء والمحبة، في اتصالها بالله وفي علاقتها مع القريب كما مارست ذلك بطريقة بطولية الفضائل الرئيسية كلها: الفطنة والعدل والقناعة والقوة والفضائل المرافقة لها. ويكتسب هذا الإعلان مفاعيله العادية".
وتابعت:" وبعد ان أثبت مجمع دعاوى القديسين صحة الأعجوبة التي حصلت بشفاعة الأم ماري ألفونسين، صادق البابا بنديكتس السادس عشر على إعلانها طوباوية في 3 تموز 2009، وحدد احتفال التطويب يوم الأحد الواقع فيه الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2009 الساعة العاشرة والنصف في بازيليك سيدة البشارة في الناصرة.وإن اختيار الثاني والعشرين من تشرين الثاني موعدا للأرض مع السماء بإعلان الأم ماري ألفونسين طوباوية وفي مدينة الناصرة بالذات وفي كنيسة البشارة، له أكثر من مدلول ومعنى:
1- من الناصرة حيث انطلقت بشارة العهد الجديد، تعود من الناصرة أيضا إلى عالمنا بشرى جديدة: أن الله لا يزال يحب شعبه ويؤمن به ويقدم له من أبنائه وبناته من يجسد الحب الذي حملته عذراء الناصرة في أحشائها، هذا ما جسدته الأم ماري ألفونسين في رسالتها على الأرض. الأم ماري ألفونسين مريمية بامتياز، وهي التي قالت:
"قدمت ذاتي ذبيحة تامة لكل ما تريده مني العناية الإلهية، لا بأس من عذابي أنا ذبيحة الوردية".
2 – أما اختيار كنيسة البشارة مكانا لإعلانها طوباوية، فليس من قبيل الصدفة، إذ إن انتقال الأم ماري ألفونسين من هذه الحياة إلى الحياة الحقة تم في عيد البشارة في الخامس والعشرين من آذار 1927.
3 – ولاختيار 22 تشرين الثاني مدلول أيضا في حياة الأم ماري ألفونسين. هو الأحد الأقرب إلى عيد ميلادها الثاني أي عمادها في 19 تشرين الثاني 1843 الذي فيه نالت الشركة مع الله الثالوث والكنيسة، وحملت مشعل الرسالة وجسدتها من خلال الرهبنة التي أسستها لخدمة التعليم وتثقيف الفتيات ونشر الإيمان جاعلة من السبحة الوردية مدرسة لحياتها بالمثابرة على تلاوتها والتأمل في أسرارها. فاستحقت أن نحتفل بعيد ميلادها الثالث: طوباوية في السماء.
فاحت رائحة قداسة الأم ماري ألفونسين وهي على قيد الحياة، فلقبت بالراهبة القديسة، وازداد انتشار عطر قداستها بعد كشف السر الذي كتمته طوال حياتها، وهو أن رهبانية الوردية المقدسة هي مشروع العذراء مريم الذي ائتمنتها عليه وسلمتها خطوطه العريضة من خلال ترائياتها لها.
تحققت الرؤى وبات لنا رهبانية لسلطانة الوردية، مشرقية اللون عديدها اليوم 259 راهبة منتشرات في ثماني دول يؤدين الرسالة في 61 مركزا. وأنجز المشروع بمساعدة المؤسس الأب يوسف طنوس يمين الذي اختارته العذراء مرشدا ومساعدا للأم ماري ألفونسين.
كانت ألام ماري ألفونسين واثقة كل الثقة بالعناية الربانية. وكثيرا ما كانت تلتجئ إلى مريم البتول، فكانت تنال بواسطتها النعم الكثيرة الخارقة التي كانت توجه النفوس إلى الله. لقد كان حبها لله نبع سعادتها الداخلية وسبب سكينتها الخارجية، وقوتها في المحبة، وصبرها على العذاب، وسبب عطفها على الجميع وسبب ثباتها في خدمة القريب.
وقد علمت بكل ترحاب وطيبة خاطر التعليم المسيحي ووصايا الله والكنيسة وحثت على إكرام مريم العذراء سلطانة الوردية وأحبت الفقراء والمرضى واليتامى والمساكين والمعذبين. وكانت تلميذة جديرة بمعلمها الإلهي، مستعدة دوما لخدمة الآخرين مهما سبب لها الآخرون من مضايقات.
قدس الله عائلاتنا ورهبانياتنا وأرسل عملة قديسين للخدمة في حقله الواسع. نستشفع العذراء والأم ماري ألفونسين لأجل سلامكم الداخلي ولأجل تربية صالحة للجيل الجديد، والثبات في الإيمان المسيحي لعائلاتنا، ولأجل منح الحكمة في خدمة المصالح العامة لرؤساء أوطاننا، ولأجل نعمة الإستقرار والهدوء لشرقنا الحبيب.
ثم اعلنت برنامج احتفال التطويب والإحتفالات المواكبة له. وقالت:
"باسم الأم إيناس اليعقوب الرئيسة العامة لرهبانية الوردية المقدسة وباسم مجلسها الإستشاري وباسم الراهبات، ندعوكم جميعا للمشاركة في:
1 – قداس التطويب: الأحد 22 تشرين الثاني 2009 الساعة العاشرة والنصف في بازيليك سيدة البشارة في الناصرة برئاسة ممثل قداسة البابا بندكتس السادس عشر المونسنيور أنجلو أماتو وبمشاركة البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين ولفيف من الأساقفة والكهنة .
2 – قداس شكر: السبت 28 تشرين الثاني 2009 الساعة الرابعة في كنيسة سيدة الوردية – ماميلا – القدس، يترأسه بطريرك القدس للاتين البطريرك فؤاد الطوال.
3 – قداس شكر: الأحد 6 كانون الأول 2009 الساعة الرابعة بعد الظهر في بازيليك سيدة لبنان – حريصا، يترأسه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.
4 – قداس شكر: الجمعة 11 كانون الأول 2009 الساعة الرابعة بعد الظهر في كنيسة قلب يسوع الأقدس – تلاع العلي – الأردن، يترأسه المطران سليم الصايغ.
5 – ريسيتال: الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010 الساعة الخامسة بعد الظهر.
تحيي جوقة الرهبنة رسيتالا مريميا ألفونسينيا على مسرح ثانوية راهبات الوردية – جبيل. الدعوة مفتوحة للجميع.
بدءا من 7 كانون الأول 2009، تعرض وتكرم ذخيرة من رفات الأم ماري ألفونسين في لبنان في كنيسة الوردية في ثانوية راهبات الوردية – المنصورية للتبرك وطلب النعم والشفاعة للزائرين.
وختمت :فقكم الله في رسالتكم الإعلامية، نشكركم مجددا، سهل الرب لكم الأهداف السامية الإنسانية التي من أجلها تناضلون.
حياة الأم ماري ألفونسين
– أبصرت النور الأم ماري ألفونسين "سلطانة" في مدينة القدس في 4 تشرين الأول 1843.
– ولدت للحياة الجديدة بسر العماد في 19 تشرين الثاني 1843.
– دخلت مدرسة راهبات القديس يوسف للظهور لتتعلم أصول القراءة والكتابة. وما كادت تتم الرابعة عشرة من عمرها حتى سمعت صوت المعلم يدعوها لاتباعه في الحياة الرهبانية، فلبت النداء، بعد أن ذللت الصعاب ورفض والدها، بصلاتها وإماتاتها.
– وفي 30 حزيران 1860 اتشحت بالثوب الرهباني في رهبانية القديس يوسف للظهور واتخذت اسم الأخت ماري ألفونسين.
– في عام 1862 أبرزت نذورها الأولى على الجلجلة وبدأت رسالتها بالتعليم المسيحي وتأسيس الأخويات للبنات والسيدات، وكانت تنتقل بين القدس وبيت لحم.
– بدأت تظهر لها الأم السماوية في بيت لحم بين السنوات 1874-1876 عدة مرات، وطلبت إليها تأسيس "رهبانية الوردية".
– بمساعدة المؤسس الخوري يوسف طنوس يمين نالت عام 1880 الإذن بالإنفصال عن رهبانية القديس يوسف للظهور والبقاء في منزلها الوالدي.
– تابعت تأسيس الرهبانية وهي لا تزال في منزلها الوالدي بشوق للالتحاق فيها متلية على مرشدها الأب يوسف طنوس يمين مؤسس الرهبانية أقوال العذراء لها وتوجيهاتها.
– بعد ثلاثة أعوام التحقت بالرهبانية الجديدة وفي 6 تشرين الأول 1883 اتشحت بثوب سيدة الوردية فاحتفظت باسمها الرهباني "الأخت ماري ألفونسين"، وفي 7 آذار 1885 أبرزت النذور الأولى.
– خدمت الأم ماري ألفونسين في الرهبنة مدة 42 سنة، تنتقل من مكان إلى آخر، ملبية الطاعة والخدمة بمحبة، تعمل في الإرساليات ومدارس البطريركية اللاتينية.
– أمضت سني شيخوختها بالهذيذ بصلاة الوردية الدائمة تحقيقا لرغبة العذراء.
– توفيت برائحة القداسة في 25 آذار 1927 في عين كارم وهي تتلو البيت الرابع عشر من السبحة، سر انتقال العذراء إلى السماء.
– بعد موتها أخذ النور العجيب ينجلي تدريجيا، وشاعت معرفة حقيقتها وعلاقتها المتينة بمريم العذراء، وبأنها المؤسسة الأولى التي انتدبتها العذراء لتأسيس رهبانية الوردية بمساعدة الخوري يوسف طنوس يمين، وقد تركت لنا مخطوطين ثمينين.
الاب مونس
أخيرا تحدث الأب يوسف مونس فشكر رهبانية الوردية على عطاءاتها وتمنى من الطوباوية ماري الفونسين أن نتنشل لبنان من هذا البئر السياسي العميق.