إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ممثلاً برئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي معرض الاعلام المسيحي الثامن في دير مار الياس انطلياس، الى جانب مدعوين غصت بهم القاعة أتوا للمشاركة في هذه الحدث الاعلامي الاجتماعي الذي يحتاج اليه مجتمعنا اليوم .
حضر حفل الافتتاح ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري النائب هادي حبيش، ممثل وزير الاعلام الدكتور طارق متري الاستاذ اندريه قصاص، ممثل وزير الطاقة جبران باسيل الأستاذ غابي جبرايل، ممثل وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي العميد أسعد مخول، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي العميد الركن الياس حبيب، ممثل قائد الدرك العميد انطوان شكور النقيب ايلي مخايل .
كما شارك في حفل الافتتاح السفير البابوي في لبنان المونسنيورغبريال غاتشا، المطران ميشال قبرص ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، الاب غيفونت ممثلا بطريرك الارمن الارثوذكس آرام الاول،ً راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج أبو جودة ، الأب قسطنطين نصار ممثلاً المتروبوليت الياس عودة ، الأب نعمان دكاش ممثلاً الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الاباتي بولس تنوري ، رئيس دير مار الياس إنطلياس الأب جوزف عبد الساتر، النائب ابراهيم كنعان ممثلا رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، مارون مارون ممثلا النائب ستريدا جعجع، فادي غصن ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، الاستاذ رفيق شلالا، ، طوني طعمه ممثلا غرفة تجارة وصناعة وزراعة زحلة والبقاع،ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات روحية وسياسية واعلامية وتربوية واجتماعية.
النشيد الوطني افتتاحاً ، ثم تقديم من الإعلامية رانيا بارود التي شددت على دور بولس الرسول “الإعلامي الأول الذي حمل الكلمة بين الناس”. ورأت أن “ما فعلهبولس الرسول يضع كل الإعلاميين أمام استحقاق إحترام رسالتهم”، معتبرة أن “لكل إعلامي حسابا مضاعفا”.
وبعدما قدم الممثلان ميراي بانوسيان وميشال أبو خليل مقتطفات من مسرحية “أم طعان وسوزان”ألقى رئيس الاتحاد الأب طوني خضره كلمة أكد فيها على “أن الدور الاساسي لوسائل الاعلام هو خدمة الحياة والتواصل وتقريب المسافات بين الشعوب والقلوب لا زرع التفرقة “، لافتاً الى “أن العلاقة بين وسائل الاعلام والعائلة تعتريها ، مع الاسف ، سلبيات عديدة منها: ظهور أشكال جديدة من الامراض الاجتماعية والنفسية ، ومنها الادمان على الكومبيوتر والالعاب الالكترونية التي تروج للعنف والاباحية وثقافة الموت ، بدلا من أن تكون ادوات للحوار والترفيه السليم”.
وقال :” إن معرضنا الثامن هذا يتميز هذا العام بلمسات خاصة، وذلك لغنى برامجه وتنوعها ، تمليها فرادة عنوانه العام ” وسائل الاعلام والعائلة”، وتذكيها حساسية المعضلات المطروحة على الساحتين العالمية والوطنية بالنسبة لهاتين المفردتين، فضلا عن التجاوب الحار الذي عبّر به منظمو المعرض والمشاركون فيه من مختلف القطاعات والمناطق وبعض البلدان المجاورة عن حبهم واندفاعهم في إنجاح هذا النشاط الثقافي والرسولي معا “، مشيراً الى أن اكثر من حافز حمل المنظمين الى اختيار هذا العنوان. هي اولا الدعوة الى التفكير بالتحديات التي تواجه العائلة في لبنان كما في العالم امام ثورة وسائل الاعلام والاتصال والتقنيات الحديثة التي بدلت اساليب التربية ومضامينها، وفرضت واقعا ثقافيا واجتماعيا جديدا أخرج جيلا رقميا لم نعرف بعد كيف نتواصل معه. فماذا بقي من العائلة التقليدية مع ظاهرة العولمة بكل ابعادها من خلال الانترنت والهواتف المحمولة بنوع خاص، اضافة الى الاف الفضائيات وكيف يمكن لنا ان نستعمل هذه التقنيات لجمع العائلة وليس لتفككها واضمحلالها ؟
ولفت الى أن المعرض سيلقي الضوء على أوجه عديدة من وجوه العلاقات السلبية والايجابية في العلاقات بين العائلة ووسائل الاعلام. وهي نقاط طالما كانت خلال السنة الفائتة والحالية عناوين لأكثر من لقاء ووثيقة في المنابر العالمية والمحلية ومنها خصوصا رسالة الحبر الاعظم في مناسبة “اليوم العالمي لوسائل الاعلام” حيث دعا الى أن توضع هذه التقنيات في خدمة العائلة . ولنعلم أن هناك كاتدرائيات جديدة يجب بناؤها على الشبكات العالمية. وأن ثورة هذه الشبكات وشيكة، لأنها شبيهة بثورة المطبعة التي أحدثت حركة الاصلاح والحركة المضادة لها ” في اوروبا والعالم . هذا الصوت النبوي يصلنا من أعلى منبر مسيحيى في العالم، يتضمن صرخة حارة موجهة الينا جميعا، من أجل جعل وسائل اعلامنا ادوات لتكوين الجماعات لا لهدمها ، للتواصل لا العدائية والمقاطعة .
وسأل الأب خضره : أين وسائل اعلامنا في لبنان اليوم من هذا الدور الرسولي؟ اين هي الرؤية في ذلك عند معدي البرامج ومسؤولي المواقع الالكترونية وعند الاهالي؟ هل نحن على قدر هذه التحديات والتحولات؟ ، متمنياً أن يكون “هناك كاتدرائيات جديدة وكثيرة يجب بناؤها فكونوا معنا ايها الاعلاميون والمربون والمثقفون والوالدون لانجاز البناء” .
ثم تحية الى عائلة الرحباني وتقديم درع تكريمي تسلمه عن العائلة الياس الرحباني الذي أكد أن هذا الفن أصبح سفرة في الحياة نحو اللانهاية ، ووجه تحية الى الأخوين الرحباني اللذين أعطيا الموسيقى الفكر والعطاء بعداً آخر .
قصاص : العائلة هي حجر الزاوية في المجتمع
وألقى الأستاذ اندريه قصّاص كلمة وزير الاعلام الاستاذ طارق متري أكد فيها أن العائلة تأتي في صلب الاهتمامات، لانها حجر الزاوية في الهرم المجتمعي. فالعلاقة بين الاعلام والعائلة بما ترمز اليه في تكويناتها الاسرية علاقة جدلية مستمرة. فبقدر ما تقوى العلاقة بينهما وتتكامل ادوارهما بقدر ذلك تنمو القيم الانسانية وتتفاعل، على رغم التحديات والصعوبات، وهي كثيرة جدا. وان بدأت التاثيرات آلاتية الينا من الخارج تلامس بعضا من اعلامنا ، الا انه لا يزال اعلاما واعيا ، قياسا الى ما نشهده عبر ما اصبح متوافرا، فوضويا، من وسائل التقاط في كل بيت ، مقدرا للقيم الانسانية دورها في تحصين المجتمعات من بدع كثيرة ومفاهيم تناقض بتكوينها الايديولوجي المبادىء التي يرتكز اليها مجتمعنا اللبناني الذي لا يزال يقدّس العائلة ويعتبرها اساسا لبناء مستقبل واعد.
وجزم ان هاجس كل واحد منا ان تبقى العائلة اللبنانية بمفهومها الشمولي بعيدة عما هو غريب عنها والا تتفشى فيها عدوى التفكك والانحلال تحت عناوين شتى.
الراعي : التربية على حسن استعمال وسائل الاعلام
وأكد المطران الراعي في كلمته أن تأثير وسائل الاعلام على العائلة موضوع شائك، فوسائل الاعلام تؤثر تأثيراً عميقاً على مستخدميها ولاسيما الفتيان والشباب، عاطفياً وعقلياً، اخلاقياً ودينياً. كما ولها دور مهمّ في حياة العائلة وعاداتها، وتربية الاولاد. وتنطوي في الوقت عينه على اخطار، اذا سرّبت ايديولوجيات هدّامة، او رؤية منحرفة بشأن الحياة البشرية والعائلة والدين والاخلاق، او برامج لا تحترم كرامة الانسان الحقّة ومصيره. وتشكّل وسائل الاعلام مجالاً لتهرّب الوالدين من مسؤوليتهم في تربية اولادهم اذ يجدون في هذه الوسائل ما يلهي اولادهم، فيما المطلوب منهم ايجاد وسائل ترفيهية اخرى اكثر فائدة للتثقيف الروحي والاخلاقي، وللتدريب الجسدي، واعطاء قيمة للوقت الحرّ، ولشحذ الطاقات وتثميرها.
ورأى ان من حق العائلة ان تحظى بمساعدة وسائل الاعلام في تأدية واجباتها وتحقيق غاياتها. فكل نتاج اعلامي لا يحترم كرامة الشخص البشري، ولاسيما كرامة المرأة وقدسية الحب الزوجي وثنائيته وديمومته، انما هو اعتداء على العائلة نفسها وعلى حقوقها الاساسية. ومن حق العائلة على الوسائل الاعلامية المسيحية ان تقدّم لها برامج موحاة من ثقافة الانجيل تعطي معنى للحياة والوجود واحداث الحياة اليومية وظروفها، وتساعدها على قراءة علامات الازمنة. ومن حق العائلة ان توآزرها وسائل الاعلام في تكوين ضمير مستقيم ومثقّف، قادر على التمييز بين ما هو خير وشر، حق وباطل، عدل وظلم، وعلى تقييم الامور بالمناقبية والاخلاقية .
وتمنى ختاماً “تربية الاهل والشباب على حسن استعمال وسائل الاعلام والانترنت والمواقع الالكترونية بروح التمييز النقدي المسؤول والواعي. حماية براءة الاطفال واحترام ضمائر مستخدمي وسائل الاعلام، بالتعاون بين الجمعيات الاهلية والمنتجين الاعلاميين . موآزرة الاهل في واجب تربية اولادهم من قبل المسؤولين على وسائل الاعلام والسلطات العامة. فلا يُترك الاهل لوحدهم في مواجهة رسالتهم التربوية الخطيرة “.وأخيراً ، عرض فيلم قصير عن عائلة الصغبيني (أكبر عائلة مسيحية في لبنان ) التي منحها الاتحاد درعاً تكريميا”.
السبت 28-11-09
معرض الاعلام المسيحي حول “وسائل الاعلام والعائلة “في يومه الثاني
ندوة “حقوق الطفل مستقبل الغد ” وعروض مسرحية وتكريم عائلات
أطلّ اليوم الثاني من معرض الاعلام المسيحي الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان باشراقة تميزت بسلسلة من النشاطات المتنوعة أبرزها مسرحية “صيف 840 ” لمنصور الرحباني في استعراض سينمائي مسرحي قدمته Music Group وعقد ندوة حول “وسائل الاعلام في سبيل بناء ثقافة السلام : حقوق الطفل مستقبل الغد ” نظمتها اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام . حاضر فيها كل من الأمين العام لمجلس الطفولة الدكتور ايلي مخايل ، مدير قناة سات 7 في لبنان الأستاذ ناجي داوود ، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم ، وأدارها الأب يوسف مونس .
بعد كلمة تقديم من الأب مونس الذي اعتبر الطفولة “المدماك الأساسي في بناء ثقافة السلام” تحدث الدكتور مخايل عن الاعلام في ظل اتفاقية حقوق الطفل التي انضم اليها لبنان العام 1990التي ترتكز على أربعة مبادئ ألا وهي الحق في البقاء والنمو، عدم التمييز ،المشاركة والتعبير ومصلحة الطفل الفضلى . ورأى ان للاعلام دور كبير في تكوين شخصية الفرد وسلوكيته ، ويتعاظم دوره اكثر في عصر التقنيات الحديثة ، حيث ان الطفل وحسب احصاءات جرت مؤخراً يجلس امام التلفزيون بمعدل أربع ساعات يومياً ، من هنا له علاقة اساسية مع الطفل تقوم على الجاذبية التي يجب أن توازيها المسؤولية ، وضوح الرسالة ، الحرية التي توازيها الرقابة والضبط ، حيث لا يمكن عرض بعض المواد الاعلامية التي تطال الحرية الشخصية للطفل وعدم المس بها ، التسلية والترفيه لها وقتها ومكانتها انما يجب ان نعي دور الثقافة بحكم المسؤولية التوعوية . ولفت الى ان اهمية الاعلام تقوم على انها مصدر معلومات للطفل في تنمية الشخصية والمواهب ، تشجيع الفكر النقدي ، احترام الآخر ، تعزيز الهوية الثقافية ، تبني قيم التسامح والحوار والمساواة ، مشيراً الى ان دور الاعلام هو اعطاء معلومات عن الوقاية والبيئة والصحة ، انما “نفتقد في الاعلام اليوم الى المادة التنموية واحترام حقوق الانسان في وقت ينبغي كسر النظرة الدونية للطفل المهمش” . وعدد بعض النقاط التي يفترض تحقيقها : مبدأ مشاركة الأطفال في العمل الاعلامي ، المشاركة في الاعداد وتقديم البرامج وتأمين مساحة لهم للتعبير. وطالب باحترام عقل الطفل ، ابتكار مبادرات غير تقليدية ، منهجية التفاعل الايجابي ومصلحة الطفل الفضلى …وتقديم مادة منسجمة مع هويته الثقافية والاجتماعية التي يعيش فيها .
أبو كسم :بناء ثقافة السلام
ألقى الأب أبو كسم مداخلة جاء فيها : ” تلعب وسائل الاعلام دوراً هاماً في بناء ثقافة السلام في المجتمعات والمدارس والجامعات ، لذا يقع على عاتق هذه الوسائل مسؤولية كبيرة في ابراز أمرين ألا وهما “تظهير الواقع المرير والأخطار الكبيرة التي تهدد الأطفال في هذه المجتمعات والبلدان ، وتأليب الرأي العام العالمي ضد أشكال الفقر والعنف التي يتعرض لها الأطفال في العالم “. وركز على نقطتين أساسيتين : الاولى هي دور وسائل الاعلام في ابراز المخاطر والمشاكل التي تتعرض لها الطفولة والثانية مسؤولية وسائل الاعلام في بناء ثقافة السلام . وسأل : ما هو دور المؤسسات الاعلامية المسيحية التابعة للكنيسة في الدفاع عن الأطفال ؟ هل ما زالت أمينة لتعاليم الكنيسة ؟ أين يكمن دورها في الدفاع عن العائلة والقيم وحقوق الطفل ؟ ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه هذه الوسائل لتحصين العائلة في مواجهة التحديات الحديثة والعنف والجنس وخلق ظروف ملائمة تساعد الأطفال على التنشئة السليمة ؟
وقال :”لتحقيق السلام المنشود لمستقبل أطفالنا يجب على وسائل الاعلام ان تسعى ومن خلال برامجها وكتاباتها للعمل على نشر مفهوم المساواة والعدالة بين أبناء المجتمع المتعدد الواحد ، وتظهير صورة الشريك الآخر بالعمق مما يسهل عملية الانفتاح والحوار والمشاركة بين أبناء المجتمع الواحد . وان تنادي بتأمين حقوق الطفل في اطار العدالة والمساواة والحق في الحياة والنمو وحق الحماية وحق المشاركة . من هنا يأتي دور الاعلام الذي يجب ان يعمل من أجل التغيير الاجتماعي من خلال الدفاع عن الحقوق ، لكن للأسف ينحصر دور هذه الوسائل في نقل الخبربدلاً من بناء ثقافة السلام والمطالبة بالدفاع عن حقوق الانسان ونشر الأخبار وايصالها الى أصحاب القرار بشكل حقيقي “، مشدداً على ضرورة “توعية الأهل وتدريبهم على اجراء الرقابة الذاتية على أولادهم ، خاصة في ما يتعلق بشبكات الانترنت ، ويجب تربيتهم على اقامة علاقة مصارحة مع أهلهم وخلق جو من الثقة “.
ورأى ان ثقافة السلام تستلزم عزماً وشجاعة وتجرداً وتصميماً يتحدى الصعوبات وربما يستلزم السير عكس الواقع الحياتي . ان وسائل الاعلام مدعوة الى ان تمارس دورها بشجاعة في نشر الأخبار والبرامج التي من شأنها ان ترفع الانسان وتعزز قيمته ، وأن تبتعد عن تسويق العنف والجنس والبدع …وأن تبرز كل ما يدعو الى الحوار بين الشعوب ويدعم مسيرة السلام في العالم .
داوود :حقوق الطفل تستحق الجهد
وسأل الأستاذ داوود في مداخلته : هل لأطفالنا في عالمنا هذا حقوق ؟ كيف يتم تفسير هذه الحقوق وحمايتها في عالم تسيطر عليه وسائل الاعلام التي يعيش الأطفال فيها ومعها وتؤثر على تواصلهم وعلاقاتهم مع الآخرين . تبقى الاختلافات كثيرة حول نوعية هذه الحقوق ، أي في ما يختص بوسائل الاعلام لقد تم استعمال حقها في حرية التعبير كالفيتو الوحيد ضد أي محاولة لتحسين وتطوير المعلومات التي يتعرض لها الأطفال على الدوام عبر وسائل الاعلام هذه ولو بطريقة غير مباشرة . وانما يجب ان تكون المصلحة العليا للطفل من أولويات الأهل وكل من يقوم باتخاذ قرارات مهمة تؤثر على حياتهم ، كما ان حقوق العائلة في تربية أطفالهم وتوجيههم على الطريق الصحيح يجب ات تُحترم وان تدعم” .
ورأى ان العلاقة الحميمة بين الأهل والأطفال يجب ان تدعم بكل قوة من قبل وسائل الاعلام ، لكن لم يتم بذل جهد كبير لإعلام الأهل عن نتيجة ومساوئ تعرض أولادهم لمشاهد العنف والجنس وغيرها ، لافتاً الى ان “بعض البرامج والأفلام والمواقع الالكترونية يمكن ان تكون مفيدة ومؤذية في الوقت نفسه” .
وختم “نحن كوسائل اعلام مدعوون جميعاً الى تخطي ضعفات الماضي والمبادئ القديمة لمواكبة سلطة وقوة اقناع الوسائل الاعلامية . ومن واجبنا ان نضطلع أكثر بدورنا في نشر ثقافة السلام وثقافة حقوق الطفل عبر الأساليب الملائمة واعتبار قضايا حقوق الطفل تستحق كل جهد واهتمام “.
تكريم عائلة كيروز
وعند المساء ، كرّم الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان عائلة مطانيوس منصور كيروز من بلدة دير الأحمر البقاعية ، إذ بلغ عدد أفرادها 16 ولداً . افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية للاعلامي جان نخول أشار فيها الى أنهما معاً “أسسا العائلة الأولى ولم تخلُ البداية من بعض المرارة ، لكن المسيرة استمرت وها هم اليوم أبناء الحياة يملأون الأرض ، بينهم الرسام والنحات والمعلم وعالم الآثار وخبير الاقتصاد والكومبيوتر… ارتضت العائلة ان تكون مشتلاً للرجال ولربات البيوت ومدرسة للإيمان ومصدراً للتفاني” .
وكانت كلمة للأب طوني خضره عدد فيها مزايا العائلة اللبنانية التي تكبر بالحب والحنان ، وتربو على التلال لتكون منارة ، وفي السهول لتكون مقالع قوية في وجه التحديات الصعبة . وألقت ابنته البكر هيام كيروز كلمة باسم العائلة شكرت فيها الاتحاد على هذه اللفتة في تكريم العائلات ، وكلمة لابنه الأصغر سناً طالباً من الله ان يرعى أهله بالمحبة ودوام الصحة ليقدم اليهم ما يستطيع القيام به تجاههم . وسلم الأب خضره العائلة درعاً تقديرياً .
الوردية والطوباوي ألفونسين
لراهبات الوردية جناح خاص تكلل بصور الطوباوية ماري ألفونسين (تمً تطويبها الأحد الفائت في الناصرة)، هذه المؤسسة الدينية التي تكبر بالصلاة والرجاء أصبح لها اليوم 22 مركزاً و90 راهبة يزرعون الأمل والفرح في مختلف أنحاء العالم ، ورسالتهم تقوم على : التعليم الديني ، تربية وتعليم ، استشفاء ، فنون جميلة، بيت الراحة ، شؤون اجتماعية ، خدمة الرعايا ، شؤون اجتماعية…وإن أساس روحانيتها الثبات في الصلاة ، التضحية المستمرة ، البساطة ، خدمة القريب ، التعاون الأخوي …كما ان رهبانية الوردية تعمل مع الشعوب العربية والاسلامية في أكثر من ستين مركزاً في العالم لنشر تعاليم المحبة التي نحن بحاجة اليها خصوصاً في أيامنا الحاضرة .
برنامج اليوم : رابطة الأخويات في ” يوم عائلة الأخويات” تقيم خلاله نشاطات دينية وتكريم اعلاميين يساهمون في خدمة الشباب والعائلة ورسيتال ديني وقداس الهي يرأسه المطران شكرالله نبيل الحاج . ندوة حول :” العائلة مربية على القيم المسيحية والانسانية ” وتكريم لعائلة وديع مرشد خضره .
أنطلياس 29-11-09
معرض الاعلام المسيحي حول “وسائل الاعلام والعائلة “في يومه الثالث
ندوة العائلة مربية على القيم الإنسانية و رسيتالات موسيقية و تكريم إعلاميين وعائلات .
تميز اليوم الثالث من معرض الإعلام المسيحي الذي ينظمه الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة –لبنان بكثافة النشاطات التي تجلت بيوم طويل لرابطة الاخويات من كل لبنان بنشاطاتها الموسيقية والفكرية وتكريم إعلاميين ، كما كانت ندوة بعنوان العائلة مربية على القيم المسيحية والإنسانية من إعداد اللجنة الأسقفية لشؤون العائلة و الحياة، إلى تكريم كبرى العائلات اللبنانية .
في اليوم الثالث من معرض الإعلام المسيحي إحتفلت رابطة الأخويات في لبنان في يوم عائلة الأخويات من خلال عدد من النشاطات الدينية وتكريم إعلاميين يساهمون في خدمة الشباب والعائلة. بدأ النهار بإطلاق صلاة الأخوية بمشاركة مرشدي الأخويات، اللجنة الإدارية وعدد من اللجان الإقليمية وفروع للأخويات. لقاء فرسان العذراء جمع عدداً كبيراً من الأطفال حيث قدّمت في خلاله جيزال هاشم زرد مقتطفات من أهم أعمالها المسرحية. أما برنامج بعد الظهر فقد استهلّ برسيتال ديني وطني مع جوقة “عائلة أخويات مار تقلا سد البوشرية”. وحدث الإحتفال الإعلامي كان تكريم “إعلام العائلة” بحضور مرشد الأخويات في لبنان المطران شكرالله نبيل الحاج، مرشد رابطة الأخويات الأب سامي شلهوب، رئيس الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان الأب طوني خضره وعدد كبير من الكهنة، الراهبات وأعضاء من عائلة الأخويات. أحيا الإحتفال إبن العائلة الإعلامي يزبك وهبي وكانت كلمة لرئيس رابطة الأخويات السيّد إيلي صفير الذي شددّ على أهمية هذه المناسبة وأطلقها سنوية يتمّ في خلالها تكريم الإعلام الذي يعنى بالعائلة والإنسان عامةً كما أعلن عن إنشاء المكتب الإعلامي الجديد لرابطة الأخويات. أما المكرّمون فهم : غسان حجار عن” نهار الشباب”، ديزيريه فرح عن برنامج “نحنا لبعض” ( المؤسسة اللبنانية للإرسال)، ريتا عودة عن برنامج ” الو ريتا”.(تليلوميير) والأب جان أبو خليفة عن برنامج ” المنسيين” (إذاعة صوت المحبة). إختتم النهار بقداس إلهي ترأسه سيادة المطران شكرالله نبيل الحاج في كنيسة مار الياس انطلياس.
“العائلة مربية على القيم الانسانية والمسيحية”
كما تخلل اليوم الثالث ندوة من إعداد اللجنة الاسقفية لشؤون العائلة والحياة تحت عنوان “العائلة مربية على القيم الانسانية والمسيحية” حاضر فيها رئيس اللجنة المطران انطوان نبيل عنداري والمونسنيور جوزف معوّض والدكتور أنطوان طعمة والدكتورة ماري خوري وأدارت الندوة الزميلة هيام أبي شديد المطران عنداري تحدّث عن تنشئة العائلة على المواطنية الحقة والمبادئ والقيم والفضائل الإنسانية .ومما قاله :” العائلة ،المولودة من الإتحاد الحميم للحياة والحب المؤسّس على الزواج،هي المكان الأول لبنيان العلاقات بين الأشخاص .إنها المكان الملائم الذي يولد فيه الإنسان ويكبر ويتلقى المبادئ الأولى حول الحقيقة والخير ،ويكشف ماهية الحب وكيف يجب أن يحبّ ويحب. إنها الجماعة الطبيعية الأساسية لاختبار الشراكة بحيث يعبر الطفل من مرحلة “الأنا” إلى مرحلة “نحن”، ويرى أباه وأمه يتبادلان الحب والعطاء في مناخ عاطفيّ طبيعيّ سليم.”
وعن تربية العائلة على القيم الاخلاقية شدد الأب معوّض على دور العائلة في نقل هذه القيم من خلال التربية على الضمير الناضج والمحبة المتجردة واحترام الحياة منذ بدايتها حتى الوفاة واحترام الكرامة الانسانية المتأصلة في خلق الله له على صورته ومثاله .وعن الصعوبات التي تواجه العائلة في نقل هذه القيم أشار إلى التقنيات العلمية من أجل الحياة بطريقة غير مقبولة اخلاقياً .
الدكتور طعمة طرح سؤالاً أساسياً:علام نربي العائلة اجتماعياً وثقافياً ؟ والجواب ضرورة تربية العائلة على احترام الاختلاف وحق الأخر في الوجود .وعن التربية الذاتية طرح شعار:” أن نربي يعني أن نعلم من نربيه الإستغناء عنا “.
وحلم بعائلة تربى على وعي قيمة الذات الحرة القادرة على التفكير الشخصي وتقرير المصير.إلى الإرتباط بالأخرين في تعاون مسؤول على عيش الشراكة وإحترام الإختلاف مصدراً للتنوع في الوحدة والاصغاء إلى الكنز المكنون في كل إنسان بطاقات إبداعية في الفكر والفن وتطوير الحياة .
وفي الختام تحدثت الدكتورة خوري عن :” النمو المتوازن والتربية على المناعة ” وطرحت 11 شرطاً لتحقيق هذا النموّ : محبوبية غير مشروطة ،شعور بالامان والحماية ،ثبات المرجعية واستقرارها ،قيمة وكرامة بذاته ولذاته ، اصغاء وتفهم وتعاطف ،بناء علاقات مغنية ومفرحة ،ممسألة الذات ،التمكن من المبادرة ،نماذج حية متكيفة وسعيدة ،التعبير عن الذات ومشاركة الآخرين وقيام بانجاز وتحقيق الذات بحرية .
تكريم عائلة خضره
وفي ختام الندة ، كرّم الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان عائلة وديع مرشد خضره من بلدة صفره البقاعية ، إذ بلغ عدد أفرادها 13 ولداً . افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية للاعلامي جان نخول .ثم كانت كلمة للفنان نافذ وديع خضره عدد فيها مزايا العائلة اللبنانية القديمة والتقاليد الباركة ثم قدم المطران عنداري مع الأب خضره إلى العائلة درعاً تقديرياً .
أنطلياس 30-11-09
معرض الاعلام المسيحي “وسائل الاعلام والعائلة” في يومه الرابع
تواقيع كتب وتكريم عائلة نفاع ونشاطات أخرى ضاقت بها قاعة المسرح
تتواصل نشاطات معرض الاعلام المسيحي الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان حول “وسائل الاعلام والعائلة “لليوم الرابع على التوالي في دير مار الياس – انطلياس . ويستقطب اهتمام الزوار لا سيما الذين يهتمون بشؤون العائلة لما يتضمن من ندوات متخصصة تعالج مواضيع تهم المجتمع اللبناني من كافة جوانبه إن من الناحية الأخلاقية او الاجتماعية وإن لناحية تأثير وسائل الاعلام على التربية البيتية .
حفل هذا اليوم الطويل بسلسلة من النشاطات أبرزها توقيع كتابين الأول للصحافي اسكندر شديد بعنوان “الدفاتر ” لماريا فالبورتا والثاني للشاعرة ليال عون بعنوان “وباتت رماداً” ، عرض مسرحية “صيف 840” من تنظيم Music Group ، وتكريم عائلة نفاع المشهورة بصناعة الأجراس وتركيبها .
ندوة “وباتت رماداً “بدأت بكلمة من ميشلين زوين قالت فيها :” عاشت الكاتبة التناقض في الحياة فجسدته واقعاً بكلمات طبعت فيها رؤيتها الفلسفية بين الخير والشر ، بين الصداقة والحب ، بين المراهقة والنضوج وبين الموت والقيامة “.وأضافت :” عاشت هذا الصراع الذي جعلها تثور وتنتفض تتألم وتقاوم لتنتصر في النهاية بروحها الشفافة وحبها لله وتوقها السامي نحو الارتقاء “.
وألقى رئيس اتحاد الشعر اللبناني الشاعر يوسف أبو خليل قصيدة عبّر فيها عن جمالية الشعر عند الكاتبة وقال :” …شعرك حلو وطيّب الو نفحات | عبقت بطيب الطيب نفحاتو | كتابك بطياتو حمل آيات | تاريخ للتاريخ كلماتو | وكتبت سطورو بنورها اللحظات | وكلّل جبين الشعر صفحاتو| . وجاء أيضاً في قصيدته …”كتبتي الحقيقة عن وفا وايمان | وعليت على براج الدني عتابك | من المستحيل تسخري الوجدان | لكل كلمة بتعملي حسابك |”…
ثم ألقى الشاعر فادي فياض قصيدة بعنوان ” رماد وجمر ” تحدث فيها عن جمالية الصور الشعرية عند الكاتبة . وكان للشاعرة ماري بطرس خليفة قراءات شعرية رومنسية متمردة رافقها على العود عازف الناي طوني مرعب .
أما الشاعر ريمون شبلي فتحدث عن اللغة والطموح والنغمية والصورة ، معتبراً ان “اللغةُ كلمةٌ في تركيبٍ يجسّدُ الفكرةَ صورةً – منغّمةً تغدو أسلوب راسمِها خاصًّا به، أو في مُناخِ غيرِه، او مقلّدًا مَن سبقَه قديمًا أو حديثًاً”. وقال في ليال “الشّابّةُ الثّائرةُ، الصّادقةُ، المؤمنةُ، العاشقةُ الحرّيّة، المرهفةُ الانفعال، قد انْتقَت كلماتِها من الواقعِ المألوفِ المصفّى النّقيِّ “.
وختاماً ألقت الشاعرة عون كلمة تحدثت فيها عن الظمأ وعن البذور التي تتغذى من كرم تنطق به التربة ، من اشعة تمخضت بها ثقافة من كانوا منارة لمخيلتها وقوة لجهلها ، من هواء ، من أثير تحلق فيه حرة بجناحين يصقلان شخصية أجيال ويضخان التربية من عروقها .وقدمت البذور التي باتت اليوم كلمات على الورق . فتوقيع الكتاب في جناح الاتحاد .
تكريم عائلة نفاع المشهورة بصناعة الأجراس وتركيبها
تكريم عائلة نفاع عن صناعة الأجراس كان مميزاً بأهمية هذه الصناعة اللبنانية ومكانتها بين الصناعات التي تُعد تراثية والتي لا تزال تواكب التطور عن كثب . قدمت هذه العائلة الاعلامية جاندراك أبي ياغي التي رأت أن صوت الجرس كان لسنوات غابرة “هو الذي يرشد الآتي الى القرية من بعيد” ، مشيرة الى ان صناعة الأجراس تنحصر بعائلة نفاع التي حافظت على هذا الارث الجمالي الديني وتحمل كنزاً ثميناً يتمثل بهذه الأمانة .
ولفت رئيس الاتحاد الأب طوني خضره الى أن صوت الجرس كان أهم وسيلة اعلام قديماً ، للإعلان عن خبر ما في القرية . وان أجراس القرى اليوم لا تزال تُقرع بفضل آل نفاع من بيت شباب .
وألقى جيرار جان نفاع كلمة باسم العائلة تميزت بالرقة والدفء الى هذه الصناعة قائلاً :” الجرس حرفة ، فن ، تعب ودقة ، انتقلت مع الأيام من الجد الى الأب ومن الأب الى الابن ، حلقة تدور مع مرّ السنين ، لتستمر ويضاف عليها عجلة التطور التي شملت تسريع صب الأجراس وقلة المخاطر وشملت تعدد طرق استعمال الجرس من زنود الشباب الى كبسة الزر فالتحكم عن بعد . وشكر الاتحاد على تكريمه وتشجيعه للصناعات الللبنانية الحرفية ، متمنياً زرع الأمل الذي يعطي الاندفاع والاستمرار في الحفاظ على هذا النوع من الصناعات .
جامعة البلمند
لجامعة البلمند مشاركة نوعية في المعرض هذا العام ، تقدم البيت اللبناني القروي القديم ، هو كناية عن أدوات منزلية او تلك التي كانت تستعمل في الزراعة او الصناعة او المهن الحرفية . يضم مجموعة كبيرة من أثاثات المنزل التي لم تعد تستخدم اليوم .هذا المتحف هو نتاج عمل سنتين من التجميع والتوثيق والترتيب قامت به ” لجنة التراث والتقاليد الشعبية ” في جامعة البلمند وحرصت أن يأتي المتحف تعبيراً عن ذاكرة لبناينة تجسدت في قطع وآلات وأثاثات استخدمها أجدادنا وآباؤنا وأزاحتها التكنولوجيا الحديثة . هذا المتحف يروي للزوار قصة علاقة اللبناني بأرضه وقريته .
يستمر المعرض الى السادس من كانون الأول ، وعلى لائحة نشاطاته اليوم برامج ثقافية ترفيهية وتواقيع وندوة بعنوان” العائلة بين قساوة القوانين ومجانية السر” وأخرى بعنوان “برنامج ألفا” الذي يستخدم في الرعايا لتقوية الايمان المسيحي واكتشاف معنى الحياة