بهذا المعنى، إنّ الكهنة هم مدعوون الى "الأبوّة الرسولية، الأبوّة الروحية… من أجل إعطاء الحياة، أي أن يصبحوا أباء".
في صباح يوم 26 حزيران، وفي خلال القداس الإلهي الذي احتفل به في بيت القديسة مارتا، أعلن البابا عن "رغبة الأبوّة"، المغروسة في أعماق كلّ شخص. وقد أورد راديو الفاتيكان مقتطفات من عظته.
أبٌ يدافع عن أولاده
"عندما لا يشعر الرجل بهذه الرغبة، فإنّ شيئًا ما ينقصه أي هناك خطب في الأمر": "لكي يصبح الرجال كاملين وناضجين، عليهم أن يشعروا بفرح الأبوّة".
وهذا لا يستثني "العازبين" منهم: "إنّ الأبوّة هي إعطاء الحياة للآخرين، إعطاء الحياة، إعطاء الحياة… بالنسبة إلينا، إنها الأبوّة الرسولية، الأبوّة الروحية: وإنما هي فعلُ إعطاء الحياة، أي أن نصبح آباء".
إن كانت الشجرة طيبة "فإنّ ثمارها تكون طيبة أيضًا": وشدّد البابا قائلاً: "لا تكونوا مثالاً سيئًا أمام الآخرين" مشيرًا الى "أنّ الطابة هي بملعبهم".
لقد أعطى صورة إبراهيم الذي تلقى وعد النسل فقدّم تضحية الحيوانات من أجل أن يحمي في القراءة الأولى الطيور (تك 15: 1-12): "إنّ ذلك لمؤثّر أن أرى رجلاً في عمر التسعين يحمل عصا بيده، إنه يذكّرني بالأب الذي يدافع عن عائلته وأولاده".
من دون أبوّة، الحياة هي نصف حياة
إنّ أبوّة الكهنة هي تمامًا كالآباء تنحصر في ثلاث "أيقونات": "أيقونة إبراهيم الذي يرجو أن يحظى بطفل، أيقونة إبراهيم الذي يدافع عن عائلته حاملاً العصا بيده وأيقونة سمعان الشيخ في الهيكل عندما تلقّى حياة جديدة: قام بليتورجيا عفوية، ليتورجيا الفرح… وعليكم يغدق الرب اليوم الكثير من الفرح".
حثّ البابا الكهنة على أن يسألوا الله هذه "النعمة": "أن يكونوا آباء. أن يكونوا آباء. نعمة الأبوّة، الأبوّة الرعوية، الأبوّة الروحية. لدينا الكثير من الخطايا… وإنما ألاّ نحظى بأولاد وألاّ نكون آباء هو أشبه بأن لا تكون الحياة وصلت الى ذروتها: كما لو أنّ الحياة توقّفت عند نصف الطريق.
تمامًا مثل شعب الله يدعون الكهنة "أيها الأب، أيها الأب، أيها الأب…"، إنّ الربّ "يريدهم هكذا آباء، حاظين بنعمة الأبوّة الرعوية". ولكنها "نعمة يهبها الربّ لنا".
أبوّة كاردينال
حيّى البابا الكاردينال سالفاتوري دي جيورجي الذي كان حاضرًا يحتفل بسنواته الستين من الكهنوت: "لا أعلم ماذا فعل العزيز سالفاتوري" وإنّما "أنا واثق بأنه كان أبًا" مشيرًا بيده الى الكهنة الذين كانوا يحيطون به.
ومن جديد، كرّم البابا في خلال المقابلة الكاردينال: "أنظروا الى خدمته للكنيسة: ستون عامًا من الكهنوت وأربعون منها مكرّسة للأسقفية! إنها خدمة جميلة قام بها بقلب الأب، بطيبة الأب، وبهذا القلب الأبوي، قام بالكثير من الخير من أجل الكنيسة".
وأضاف البابا في القداس هذا الصباح ممازحًا "لقد رسم مجموعة صغيرة من الكهنة. مجموعة صغيرة: كانوا أكثر من ثمانين شخصًا! تخيّلوا كم شخص رسم: فلنشكره على كلّ ما قام به من أجل الكنيسة".
نقلته الى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية