وعدد من ابناء الجالية اللبنانية والكهنة.
ومن المطار توجه غبطته والوفد الى كنيسة سيدة لبنان في بورتيه الليغرو حيث ترأس قداسًا احتفاليًا شاركت فيه جماعة "عماّوس" التي تحتقل بذكرى أربعين سنة على تأسيسها.
وفي عظته هنأ البطريرك الجماعة منوّها بعملها بكل النشاطات التي تقومون بها روحيًا واجتماعيًا. وتطرق الى قضية اختتطاف المطرانين اليزجي وابراهيم، وقال: "في هذا الاسبوع احتفلت الكنيسة الأورثوذكسية الانطاكية بعيد الشعانين ودخلت اسبوع الآلام وهي تحتمل في هذه الايام الام الحرب وهي حزينة لخطف المطرانين بولس اليازجي مطران حلب، شقيق غبطة البطريرك يوحنا العاشر والمطران يوحنا ابراهيم من الكنيسة السريانية الارثوذكسية. وبرجاء كبير تستعد كنيستهم للفصح وهم في الخطف. فباسم الانسانية نطلب اليوم تحرير المطرانين وكل المخطوفين. ولا شك ان الاسقفين يضمّان الامهما الى آلام يسوع المسيح، انهم يدركون ان آلامهم هي آلام الفداء، آلام الصليب.
نوجه نداءنا الى كل من له علاقة مع الخاطفين باسم حقوق الانسان ومن اجل كرامة الانسان، ان يساهم بتحريرهم، وفي هذا الزمن المقدس الذي تعيش فيه كنيستهم زمن الالم، ان يخافوا الله وان يحترموا إرادته العليا فوق كل الشعوب. فخطف أسقفين لا علاقة له بالقضايا السياسية المتنازع عليها، ومن "بورتيه الليغرو" نناشد الاسرة الدولية وقف الحرب والقتل والارهاب والعنف في منطقة الشرق الاوسط." واضاف: "اذا كان حب لله في قلب كل مسؤول في الكنيسة وفي العيلة وفي المجتمع، ساد السلام فلا احد يستطيع ان يعيش مسؤوليته اذا لم يكن في قلبه حب لله، ولذلك سأل سمعان بطرس ثلاث مرات اتحبني؟ وبطرس اجاب جواب القلب والعقل: "نعم يا رب"، ويسوع سلمه ثلاث مرات البشرية التي افتداها بدمه. لا يعتقد احد منا ان هذا الإنجيل لا يخصه، فكل واحد منا عنده مسؤوليته، الكبار والشباب والصغار، لذلك نلتمس من الله ان يسكب الروح القدس في قلب كل واحد منا كي تمتلىء قلوبنا حبا له، فنحب اخوتنا ونزرع سلامه حيثما كنا.
بعد ذلك زار غبطته النادي اللبناني حيث اقيم له استقبال حاشد القيت خلاله كلمات عدة. وفي كلمته قال الكردينال الراعي: "بفرح كبير نفتتح زيارتنا الى البرازيل من بورتو الليغري، نحييكم مع كل من سبققكم لما حققتموه من نجاح في هذا البلد ونقدر اليوم كم تعبوا كي يحققوا ذواتهم بالوصول الى القمم. احيي البرازيل التي ساعدتكم على تحقيق ذواتكم وقد ساهمتم بنموها على كل الاصعدة. لذلك نقول لكم من كل القلب شكرًا. نحن في لبنان نفاخر فيكم ونعتز لأنكم تعرّفون المجتمع البرازيلي الى لبنان ولو كان معظمكم ربما لم يزور لبنان. انتم سفراء لبنان نتمنى لكم دوام التقدم والنجاح لأنكم ترفعون اسم لبنان عاليا. الكنيسة تبعت أبناءها الموارنة لان الكنيسة مؤلفة من تراث وتقاليد مختلفة، ودورنا كهنة ورهبانا ان نساعد الموارنة كي يعرفوا تقليدهم حتى يغنوا المجتمع البرازيلي. كل واحد منا يختلف عن الاخر ولأننا متنوعين فهذا غنى في البشرية. اشكر كاهن الرعية الذي عليه ان يعلم الموارنة تقليدهم وتراثهم وتاريخهم. وانا اشدد على هذا الامر لان النظام قائم على التوازن الديمغرافي في لبنان. يجب ان تضمنوا شيئا لكم في لبنان. اشكر النادي لأنكم تذكّرون بقيم لبنان، ليس فقط بالحمص واللبنة والكبه، انما بانفتاح اللبنانيين على العالم والعيش الواحد مع المسلمين، فلبنان يختلف عن كل الدول العربية بديمقراطيته وبنظامه المتميّز. نحن شعب حر محب لحقوق الانسان وكرامته، لذلك عندنا حضارة وثقافة خاصة طبعت ذهنيتنا ورافقتنا الى كل مكان. انتم حافظتم على التقاليد ولكن يجب نقل هذه الثقافة الى الأجيال الجديدة التي ستتابع الطريق. وختم: أنا شخصيا اشكرالله مليون مرة انني لبناني احمل حضارة عمرها ٧ ملايين سنة.
وكان البطريرك الراعي وقبيل مغادرته عاصمة الاورغواي صباحا قد قام بزيارة مفاجئة الى وزير الخارجية اللبناني السابق فؤاد نفاع ضو زوجته في مقر إقامتهما في دار الراحة في مونتيفيديو. وكان لقاءا مؤثرا للغاية، افصح خلاله نفاع عن رغبته ونيته العودة الى لبنان وقضاء شيخوخته فيه. وبعدها التقى غبطته عائلة مراد، وهي عائلة لبنانية تنتمي الى الهجرة الحديثة الى الاورغواي، وبعض أبنائها لا زالوا يتكلمون اللغة العربية بطلاقة. وقد حضروا من مختلف المدن البعيدة في الأوروغواي منها على مسافة ٧٠٠ كم كي يلتقوا بالبطريرك. واعربوا عن فرحهم باللقاء واكدوا ان هذه الزيارة عمّدتهم بالقوة والعزم وجعلتهم مرتبطين اكثر واكثر بكنيستهم وبوطنهم. من جهته نوه البطريرك الراعي بتضامن هذه العائلة معربًا عن سروره للقاء فروعها وابنائها مشدداً على الروح العائلية التي تجمعهم وعلى اندفاعهم لخدمة الوطن والكنيسة، كما لفت غبطته الى وجوب صون العائلة اللبنانية التي هي الضمانة الاساسية لحفظ القيم والاخلاق وحسّ المسؤولية.
زينيت