أحيت نقابة الصحافة اللبنانية و"مركز رياض طه الثقافي" الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لاستشهاد نقيب الصحافة رياض طه في احتفال اقيم مساء السبت الماضي في "قاعة الأسد" بالمركز الثقافي في الهرمل، في حضور ممثل رئيس الجمهورية قائمقام البقاع الغربي نافع المقداد،

ممثل رئيس مجلس النواب الوزير غازي زعيتر، ممثل رئيس الحكومة قائمقام راشيا دياب سلوم، ممثل وزير الاعلام الزميل انطوان عطاالله، النائب السابق سعود روفايل، ممثل قائد الجيش العقيد مصطفى بولاد، ممثل السفارة الايرانية علي مرتضاي، مفتي الهرمل الشيخ علي طه، رئيس بلدية الهرمل مصطفى طه وفاعليات.

بعد النشيد الوطني وكلمات تعريف وترحيب، القى عطاالله كلمة باسم الوزير طارق متري استهلها ناقلاً استنكاره جريمة الاغتيال النكراء التي استهدفت طه وكل الجرائم والتعديات التي استهدفت الجسم الصحافي، ثم قال: "(…) رياض طه استشهد كبيراً في الصحافة اللبنانية وزادها إكباراً. إنه صاحب مدرسة في النضال والوطنية والخلقية المهنية. سقط شهيد حري الرأي والموقف. وقد درجت نقابة الصحافة ممثلة بشخص نقيبنا الحبيب الاستاذ محمد بعلبكي، ومركز رياض طه الثقافي على ألا يتركا المناسبة تمر دون التوقف عند تاريخ رجل مفعهم بالتضحية والبطولة، جاء الى مهنة المتاعب بطيبة أهالي منطقة الهرمل وإبائهم. دفعته أصالته وغيرته على بلده وحرقته على احتراقه الى الجهاد في سبيل وحدة اللبنانيين ومحاولة رأب الصدع بين المتنازعين في عز صراعاتهم. لكن سعيه الوفاقي ومقاومته الظلم بالقلم والكلمة قابلتهما يد الغدر بأهدار دمه الطاهر. قتله الرصاص لكنه لم يمت، بل انضم الى قافلة طويلة من شهداء الصحافة الأبرار الذين يذخر بهم تاريخ لبنان وصحافته الحرة".
أضاف: "التضحيات الكبيرة للصحافة اللبنانية هي الأساس في الارتقاء بلبنان الى موقع ريادي في المنطقة العربية، وتحوله موئلاً للحريات في الشرق. إلا أن للحرية ثمناً تعوّد اللبناني أن يدفعه من دمه. وقد دفعه الشهيد رياض طه وأمثال من الصحافيين اللبنانيين قتلاً  واغتيالاً، ودفعته دور الصحف بأنواع شتى من الضغوط والتعديات والتخريب. وما ادخر الصحافيون ومؤسسات الاعلام يوماً على مذبح الوطن، بل كانت كل التضحيات ترخص ذوداً عن الحرية والسيادة والاستقلال، فما أرهبهم نفي ولا إبعاد ولا احتلال. وما أخافهم اغتيال أو مشانق تعلق للأحرار أو ترهيب لكل من أنشد الحرية وتغنى بها.
تاريخ الشهيد رياض طه جزء غال من تاريخ الصحافة اللبنانية، عابق بروح الحرية وبصولات النضال لإيصال الكلمة الحرة الى اللبنانيين الأحرار. وكلنا يدرك الدور المحوري للصحافيين اللبنانيين في المحطات الاستقلالية وبناء الاستقلال او الدفاع عنه. فمع كل محطة نجدهم في خضم الحدث. وهذا ما جعل الصحافة اللبنانية تتخطى مفهوماً تقليدياً كأنها مجرد مهنة أو حرفة، لتمارس دوراً متقدماً باعتبارها منتدى سياسياً ووطنياً يصنع مستقبل لبنان (…)".

وبعد وثائقي عن مسيرة رياض طه وجهاده في سائر حقول النشاط السياسي والاعلامي والاجتماعي وأبرز محطات حياته الحافلة، ألقى مستشار نقابة الصحافة الزميل فؤاد الحركة كلمة باسم النقيب محمد بعلبكي قال فيها: "اذا كانت الكلمات تعجز عن الوفاء لمكانة النقيب الشهيد رياض طه، فإن الواجب العمل على أن تبقى هذه الذكرى حية في النفوس والعقول. فقد أعطى الراحل الصحافة الكثير وترك لها تراثاً مبدعاً في مجال الصحافة الانسانية. ولعله من المفيد أن تخصّص الصحافة اللبنانية جائزة سنوية قيّمة باسمه لتخليد ذكراه وتشجيع المبدعين واصحاب القدرات الاعلامية على الانتاج والابداع. إن ذكرى رياض طه ستبقى ما دام في لبنان رجال أحرار يتابعون رسالة الحرية التي قدّمنا على مذبحها أغلى التضحيات والقرابين".

وألقى نجل صاحب الذكرى السيد جهاد طه كلمة باسم "مركز رياض طه الثقافي" جاء فيها: "لقد علمتنا الكثير الكثير يا شهيد الكلمة الحرة والحرية والكرامة، علمتنا ان الالتصاق بالمبادئ يزداد تصلباً كلما ازددنا تحرراً، علمتنا الانفتاح ونبذ التقوقع ودفعتنا الى المناقشة بالحجة والمنطق، فنقنع او نقتنع بما يمليه المنطق والعقل. هذا العقل الذي سأل عنه الإمام علي عليه السلام بقوله: "بي هذا الذي انعمت عليه بالعقل، فماذا حرمته، والذي حرمته العقل فماذا وهبته؟". دفعتنا الى قبول الاختلاف والاكتساب من كل التجارب التي تمر بها. انت القائل: "لقد تعلمت ان اخرج من كل هزيمة بنفسية المنتصر، اذ ان كل تجربة تمر بنا تزيدنا قوة ونستخلص منها العبر اذا ما عولجت بالعقل". علّمتنا أن الحرية هي من قدسيات الانسان، وانما بقدر ما تكون مقدسة عليها أن تكون مسؤولة، وان الحرية دون المسؤولية هي فوضى عارمة تتنافى معها كل تلك القدسية. وأنت الذي اتخذت طوال عمرك شعاراً مفاده "ان حرية الصحافة ليست خاصة بمهنة بل هي حرية الناس، حرية الشعب، الذي ينبغي أن يعي قضيته ويطلع على شؤون بلاده فلا يساق الى مصيره معصوب العينين".
ثم وضعت أكاليل على ضريح النقيب الراحل.
ووردت الى الاحتفال برقية تعزية من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أشاد فيها بمزايا الشهيد.

جريدة النهار 27.07.2009

اختتم المؤتمر التاسع والعشرون للمنظمة العربية للمسؤولين عن القبول والتسجيل في الجامعات بالدول العربية. وعقدت أمس ثلاث جلسات، تمحورت حول ثلاثة مواضيع: الاستغناء عن المعاملات الورقية، السياحة التعليمية، وحوسبة عمليات التسجيل.

ترأس الجلسة الأولى الدكتور ميشال نجار وكانت البداية مع البحث المقدم من قبل د. محمد بطي الثاني الشامسي من أكاديمية شرطة دبي (الإمارات) بعنوان «التحول من التعليم المهني الى التعليم الجامعي» الذي شدد على أهمية التعليم الجامعي مقارنة مع التعليم المهني. تلاه بحث بعنوان «الاستغناء عن المعاملات الورقية في القبول والتسجيل» مقدم من محمود صدقي الخصاونة من جامعة جرش الأهلية ـ الأردن.
وترأس الجلسة الثانية الدكتور كميل نصار، وقدم الدكتور شريف شهاب من جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان بحثاً بعنوان «العملية الورقية في مكتب القبول والتسجيل ودورها في ظل التطور». من ناحيته، شدد وليد شاتيلا من جامعة بيروت العربية (لبنان) في بحثه على فوائد الاستغناء عن المعاملات الورقية في معاملات القبول والتسجيل.
وعالج د. معين سلامة من الجامعة الأميركية في بيروت (لبنان) كيفية استعمال طريقة المعاملات الورقية في المعاملات الجامعية.
ترأس الجلسة الثالثة الدكتور وليد مبيض، وقدم د. رائد حسين داود الحجار ود. أحمد عبد المجيد مطر المبحوح من جامعة الأقصى (فلسطين) بحث بعنوان «برنامج مقترح لحوسبة عمليات عمادة القبول والتسجيل الكترونياً بجامعة الأقصى بغزة»، عرضا فيه لمحة عن الجامعة وعمادة قبولها والخدمات المقدمة. ثم تناولا البرنامج المُحَوْسب المعتمد وإيجابياته.
وقدمت ندى أحمد عمري من جامعة الجنان (لبنان) مداخلة عنوانها «السياحة التعليمية»، عرفت فيه مفهوم السياحة عامة وشرحت لمفهوم السياحة التعليمية، مقوماتها، أهميتها والخطط المقترحة لتفعيلها.

جريدة السفير 02.04.2009

رأى رئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم أن الجامعات مسؤولة الى حد كبير عن السلم والحرب وعن العلم والجهل، داعيا الى عقد قمة عربية تخصص للجامعات ودراسة التحديات التي تواجهها.

وتحدث سالم في المؤتمر التاسع والعشرين للمنظمة العربية للمسؤولين عن القبول والتسجيل في الجامعات بالدول العربية، والذي عقد بدعوة من جامعة البلمند التي تترأس الدورة الحالية للمنظمة، برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، ممثلة بالمدير العام للتعليم العالي د. أحمد الجمال، في فندق لوميريديان ـ كومودور في بيروت حيث شارك نحو 25 مؤسسة جامعية، إضافة إلى جمعيات تربوية وجهات رسمية، من 13 دولة عربية، تتّبع هذه الجامعات كلها نظامًا أكاديميًا يكرّس للقبول والتسجيل هيئة خاصة وعمادة مستقلة تهتم بشؤون قبول الطلاب وتسجيلهم. ولما كان لهذا الجانب أهمية كبرى في مجال العمل الأكاديمي، شُكّلت هذه المنظمة على الصعيد العربي لتوحيد النظرة والمنهجية وتنسيق الجهود لما فيه مصلحة التعليم العالي في منطقتنا العربية.
وأوضح رئيس المنظمة الدكتور وليد مبيّض لـ«السفير» أن المؤتمر يعقد كل عام في بلد، فبعد مصر يعقد في بيروت بضيافة جامعة البلمند. وأمل أن تعزز الأوراق المرفوعة من المشاركين المزيد من التعاون بين الجامعات أعضاء المنظمة، وأن يضاف إلى موضوع تبادل الخبرات موضوع تقوية العلاقات الأكاديمية من خلال اتفاقيات وبرامج أكاديمية مشتركة، ومنها على سبيل المثال برنامج التبادل الطلابي. وقال «سنسعى لتحسين وضع التعليم، وترك الحرية للفكر في الجامعة، التي لا تقوم على التلقين بل على التعليم، وأن تعمل كل جامعة على بناء هوية الطالب، أولا في الانتماء الى بلده، ثم الى محيطه العربي».
وأشار الى أنه سيرفع الى المؤتمرين توصية، بتوقيع اتفاقيات تعاون بين الجامعات الأعضاء للتبادل الطلابي، لما في ذلك من تبادل في المعرفة، واستفادة في معرفة الآخر.
بدأ المؤتمر بتقديم من عريف الاحتفال د. أسامة جدايل، أشار رئيس المنظمة د. مبيّض الى أنه ستقدم في المؤتمر أربع وعشرين ورقة عمل في ست جلسات على مدى يومين، تتمحور حول مواضيع مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعملية القبول والتسجيل، ومنها: السياحة التعليمية، الاستغناء عن المعاملات الورقية، التحول من التعليم المهني إلى التعليم الجامعي، وارتباط هذا التحوّل بعملية التوجيه المهني، التعلم عن بعد، ومعادلة الشهادات الأجنبية.
وتمنى الأمين العام للمنظمة مساعد عبد الكريم الدخيل أن يكون المؤتمر موفقًا ومثمرًا «نتبادل فيه الآراء، ونستفيد من الخبرات في ما بيننا والأبحاث التي سيتمّ تناولها، وإنها لفرصة طيبة أن نطلع على ما تقوم به جامعاتنا بالدول العربية في تهيئة شباب أمّتنا العربية، وهم شباب المستقبل وتزويدهم بالعلم والمعرفة».
أسئلة سالم
وبدأ رئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم بتساؤل وصفه بالعنيف، «هل الجامعة مسؤولة عن نوعية الحضارة التي ستقوم في منطقتنا؟ هل الجامعة مسؤولة عن الطبقة السياسية الإدارية في بلداننا؟ هل الجامعة مسؤولة عن القرارات الكبرى في المنطقة؟ والجواب عندي هو نعم، وبكل ايجابية، سواء أكانت تمارس هذا الدور أم لا».
ورأى أن الجامعات العاملة في لبنان، كانت مسؤولة عن الحرب الداخلية التي شلّت الوطن لعقدين من الزمن، ذلك أن المتحاربين كانوا من بين متخرجيها، ولم يستوعبوا ما في التعليم العالي من قيم التسامح والإيمان، ورحابة الحوار، وعمق في المحبة، وتفهم المواطنة الحقّة. فقد انزلقوا نحو الولاءات الضيقة، وبالغوا فيها جهلاً، فكان ما كان.
وقال «إذا نظرنا إلى العالم العربي ككل، فهو لم يزل في انطلاقته الأولى. وأمامه الكثير من التحديات. فالأمية عندنا هي من بين الأعلى في العالم، وتكنولوجيا الاتصالات في التعليم العالي عندنا غير متوافرة، والبحث العلمي الأصيل قد يكون معدوماً، والفكر النقدي نادر في كل المراحل الابتدائية، والثانوية والجامعية، ولا يزال نهج الحفظ والترداد، سيد الموقف. ويدل آخر تصنيف للجامعات أن جامعتين عربيتين (الملك عبد العزيز والملك فهد في السعودية) فقط هما من بين أهم 300 جامعة في العالم».
ودعا سالم لأن يحتل التعليم العالي أولوية اهتمامات العالم العربي، «لأنه يعد الأجيال القادمة، ويحدد مبادئها، وقيمها، ومنهجيتها في العمل. وهذه الأجيال ستتبوأ مواقع متقدمة في المجتمع فتصبح أعضاء في حكومات، رؤساء شركات، ومؤسسي أحزاب، ومشرفين على الجمعيات المدنية على أنواعها».
وختم ان «الجامعات في العالم العربي تحتاج كلها إلى اهتمام خاص يستدعي قمة عربية خاصة لدرس أوضاعها، وإمكاناتها، وتقويتها، وذلك على ضوء تطلعاتنا نحو المستقبل الذي نريده لأنفسنا ولأولادنا».
بعد الكلمات، قدم الدخيل درع المنظمة للحريري، وتسلمه نيابة عنها د. الجمال، ثم سلم الدخيل د. سالم درع المنظمة، وبدوره قدم سالم للدخيل درع الجامعة، ثم باشر المجتمعون جلسة الإجراءات وانتخاب لجنة الصياغة، ولبّوا دعوة رئيس جامعة البلمند إلى الغداء، ثم انتقلوا جميعًا إلى الشمال لزيارة حرم جامعة البلمند.
ويلتئم المؤتمر عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، وتعقد ثلاث جلسات تتمحور حول موضوعات: التزوير في الشهادات وطرق الوقاية منها، معادلة الشهادات، التوجيه المهني، التعلّم من بعد.

عماد الزغبي- جريدة السفير 31.03.2009

ودعت روسيا الثلثاء بطريرك موسكو وكل الروسيا اليكسي الثاني الذي أعاد النفوذ الى الكنيسة الارثوذكسية بعد سبعين سنة من الالحاد الشيوعي، وذلك خلال مأتم رسمي مهيب شارك فيه اركان الدولة. ومن المقرر انتخاب خلف له خلال مجمع مقدس ينعقد في 28 كانون الثاني و29 منه.

ووقف كهنة بأثوابهم السود جنباً الى جنب مع مسؤولين روس في كاتدرائية المسيح المخلص التي اكتظت بالمؤمنين في جنازة استمرت ست ساعات قبل دفن الجثمان في ناووس رخامي في كاتدرائية الظهور الالهي.
وفي تأبينه الراحل، ذكر أسقف سمولنسك وكالينينغراد المتروبوليت كيريل بأن اليكسي الثاني الذي اختير بطريركاً عام 1990 قبل سنة من سقوط الاتحاد السوفياتي "ورث كنيسة ضعيفة نتيجة عقود من القمع". وقال: "اليوم يترك لنا كنيسة أخرى. لم تعد كنيسة ضعيفة وعاجزة (…). لقد أدرك ملايين الناس ان لا حقيقة بشرية من دون حقيقة الهية".
وفي مؤشر واضح لاستعادة هذه الكنيسة نفوذها، برز حضور الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اللذين حمل كلاهما شمعة وشاركا في الصلاة. وفي نهاية المراسم، انحنيا كل بدوره فوق النعش المفتوح وقبلا تاج الراحل.
وشارك في المأتم أيضاً رؤساء صربيا بوريس تاديتش وبيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو ومولدافيا فلاديمير فورونين وارمينيا سيرج سركيسيان، الى الرئيس الاوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
وتوفي اليكسي الثاني الجمعة عن 79 سنة، وترك وراءه كنيسة ارثوذكسية في خضم النهضة: فالاديرة والكنائس تنتشر  بسرعة، والروس يجاهرون مجدداً وبقوة بايمانهم. وعاد الدين ليكون احد اركان الهوية الوطنية بعد الفراغ الذي تركه انهيار النظام السوفياتي. كذلك، تقربت الكنيسة من الكرملين خلال عهدي الرئيسن بوريس يلتسين (1990 -1999 ) وبوتين (2000 – 2008).
وطوال ست ساعات، ملأت التراتيل والصلوات اجواء الكاتدرائية ذات القبة المذهبة التي أعيد بناؤها بكل أبهتها في التسعينات بعدما كان الزعيم السوفياتي الراحل جوزف ستالين فجرها وامر ببناء حوض سباحة مكانها.
وأحاطت بالنعش باقات من الورد الابيض، وغطي وجه اليكسي الثاني بغلالة بيضاء.
ورأس الجنازة المتروبوليت كيريل (62 سنة)  الذي يعتبر الاوفر حظاً في خلافة اليكسي الثاني. ومع ذلك، شعر منتصف القداس بتوعك، واضطر الى الابتعاد عن المذبح مرتين، الامر الذي يمكن أن يثير تساؤلات عما اذا كان قادراً على تولي الخلافة.
 وحضر ممثلون للكنائس الارثوذكسية الاخرى، بينهم البطريرك المسكوني برتلماوس الاول.  وحضر من الفاتيكان الكاردينال الفرنسي روجيه اتشيغاراي ورئيس المجلس البابوي لتشجيع وحدة المسيحيين الكاردينال وولتر كاسبر وأسقف لندن ريتشارد تشارترز، ومن ايران آية الله علي تسخيري.
وتحت المطر، نقل النعش الى كاتدرائية الظهور الالهي في موسكو، ودفن اليكسي الثاني في مدفن تحت الكنيسة بناء على وصيته، بعيداً من الكاميرات وفي حضور رجال دين وحدهم.
 وبناء على طلب الرئيس الروسي، توقفت البرامج الترفيهية الثلثاء في محطات التلفزيون، في مؤشر اضافي  للموقع الذي استعادته الديانة الارثوذكسية في الدولة الروسية بعد الحقبة السوفياتية.
وعين المتروبوليت كيريل، المسؤول عن قسم العلاقات الخارجية في البطريركية والذي يتمتع بنفوذ كبير، السبت "حارسا للعرش" خلال مجمع لاساقفة روسيا.
وأبلغ أمس الى الصحافيين  أن "السينودس سينعقد في 28 كانون الثاني و29 منه… وفي 30 و31 منه سنحضر تنصيب البطريرك، وفي الاول من شباط سيتم تنصيبه".
 ويرى البعض أن المتروبوليت كيريل، كما البطريرك اليكسي الثاني، لم يكونا ليصلا الى هذين المنصبين الرفيعين لو لم يتعاونا مع جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق "كي جي بي". ولكن من شأن انتخاب كيريل بطريركاً ان يساهم في  تقريب الكنيسة الارثوذكسية والفاتيكان، بعد سنوات من التوتر في ظل حبرية البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، لاتهام الارثوذكس الكاثوليك بالتبشير. الا ان الخبراء لا يعلقون آمالا كبيرة على هذه المسألة.

(و ص ف، أب) – جريدة النهار 11.12.2008

{mosimage}تحتفل الكنيسة اليوم في 29 أيلول من كل عام، بعيد ميخائيل وجبرائيل ورفائيل، رؤساء الملائكة.
أما عن معاني أسمائهم:
جبرائيل: جبروت الله او قوة الله.
رافائيل: الله الشافي.
ميخائل: من مثل الله.
موقع أبونا الأردن 29.09.2008

تحدث الأب الأقدس عن رسالة الشماس فيلبس في السامرة حيث "عمّ تلك المدينة فرح عظيم" (أع 8/8) وهي عبارة لا تفصح عن فكرة أو مفهوم لاهوتي بل تتكلم على حدث مكاني غيّر مجرى حياة الأشخاص إذ "كانت الجموع تصغي بقلب واحد إلى ما يقوله فيلبس"، وبسبب قبولهم البشرى أجرى الله على يده المعجزات "وشُفي كثير من المقعدين والمرضى".
هذه هي رسالتكم أيضا، قال البابا للشمامسة، أن توصلوا الإنجيل إلى كل الناس فيعرفوا ويختبروا فرح المسيح ويعمَّ الفرح كل مدينة. أن تعلنوا وتشهدوا للفرح، هو نواة رسالتكم المركزية. ويسمي بولس الرسول سفراء الإنجيل ويدعوهم خدام الفرح، حين كتب إلى أهل كورنتس: "بل نحن نعاونكم على فرحكم، فأنتم على الرجاء ثابتون" (1 كور 1/24). فيجب أن يضطرم نار الإنجيل في داخلكم وأن يحلّ فرح الرب فيكم، تابع البابا، فتكونوا هكذا معاونين على فرح الآخرين.
وشدد البابا على الأهمية التعبيرية لوضع يد الأسقف على رأس المدعوين للكهنوت إذ إنه عمل جوهري من الرتبة الطقسية وهو علامة غير منفصلة عن الصلاة وامتداد صامت لها، أنه وقت وجيز ومفعم بالغنى الروحي. وأثناء هذه الصلاة الصامتة، يتم اللقاء بين حريتين: حرية الله الفاعلة عبر الروح القدس وحرية الإنسان.
ولفت الحبر الأعظم إلى الحركة الثالوثية التي دفعت الروح القدس والابن ليستقرا في التلاميذ، وقال إن يسوع صلى للأب كي "يهب لكم مؤيدا آخر يكون معكم للأبد، روح الحق"، المدافع والمعزي، لأن يسوع هو المؤيد والمدافع الأول عن الإنسان ضد المغرض أي الشيطان. إن لم يحبب أحد يسوع ويحفظ وصاياه، يُستثنَ من الحركة الثالوثية فينطوي على ذاته ويفقد القدرة على قبول الشركة مع الله. وسأل الكهنة الجدد ألا ينسوا كلمة يسوع ووصيته وألا يضيعوها في مسيرتهم، فالمسيح يشركهم اليوم بكهنوته.
وردد البابا على مسامع الكهنة الجدد ما جاء بلسان بطرس في رسالته الأولى: "كرّموا الرب يسوع في قلوبكم. وكونوا أبدا مستعدين لأن تردوا على من يطلب منكم دليل ما أنتم عليه من الرجاء" (1 بط 3/15). وقال لهم: "وطدوا علاقة المحبة الشخصية مع المسيح، محبة صافية وكبيرة، فريدة وشاملة، حيث فيه تحيا وتتنقى وتستنير وتتقدس كل العلاقات الأخرى". وأمل البابا في ختام عظته أن يتحول رجاء الكهنة الجدد الثابت على الإيمان إلى رجاء خاص بهم، فيغدوا شهودا دائمين له وحاملي حكمة وسخاء، ودعاء وأقوياء، محترمين مقتنعين.

إذاعة الفاتيكان- 27.04.2008