رفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفضا مطلقا الثلاثة: عدم انتخاب رئيس للجمهورية، المثالثة، أي تعديل للدستور، ورفض الشك بأي كان في النيات المستترة، ولكنه قال “هوّي بيعرف حالو”.
رفع الراعي لهجته مساء أمس، في “مطعم المركز الوطني للنبيذ” في أديلايد في أوستراليا في ضوء ما وصل اليه من معطيات عن إرجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة الرابعة عشرة ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة في 19 تشرين الثاني المقبل.
واضاف: “لبنان لا يمكن أن يكون إلا تعدديا وديموقراطيا ووفاقيا، ومركزا للعبادة لدى الجميع، انه وطن الحريات العامة وحقوق الانسان، لبنان رسالة للشرق والغرب، على عكس ما يعيشه العالم العربي من حرب على قبول الآخر والتعددية. إن لبنان متأثر بالازمة في الدول العربية، وهو يعيش صراعا سياسيا سنيا شيعيا ونشكر الله لأن هذا الصراع ليس عسكريا بين الطرفين.
لقد مر الشهر الخامس من دون رئيس للجمهورية، ونوابنا الكرام لم ينتخبوا ولم يحصل نصاب. “بدّن عصا – كما قال الخطيب قبل قليل؟ إيه بدن عصا. ما بدن ينتخبوا رئيس؟ هلق العصا”. هناك نيات سيئة وسأقول ما هي. ان مجلس النواب مجبر على عقد جلسات يومية. لا أفهم لماذا لا يجتمع وأنا أقولها لتصل. لماذا الدعوة كل شهر او كل ثلاثة أسابيع أو كل اسبوعين او اسبوع؟ والبرهان ان الجلسة (أمس) تأجلت. ليس ممكنا أن أقبل، باسم كل شعبنا اينما كان الذي يتحدث عن نيات مستترة لعدم انتخاب رئيس. لا أريد الشك بأحد، فهو يعرف حاله.
كذلك أسمع بين الحين والآخر كلاما على المؤتمر التأسيسي، هذا يعين انهم يريدون أن “يدقوا” بالمسيحي. كذلك يتحدثون عن طائرة بثلاثة جوانح، أي المثالثة، ونحن نقول إن هذا كله ضد الدستور والميثاق المعلن سنة 1943. هذا مخالف للدستور وطعنة للبنان إذ يطالبون بكل ذلك ونحن نستعد بعد ست سنوات لاحياء الذكرى المئوية لاعلان لبنان الكبير.
وطلب من الجمهور الاستعداد للتصفيق وقال: “أقول من هنا اننا نرفض رفضا مطلقاً عدم انتخاب رئيس ونرفض المثالثة ونرفض أي تعديل للدستور” وعلا تصفيق خاد.
وحضر الاحتفال التكريمي القنصل الفخري للبنان في أديلايد الياس النمر ومعتمد مشيخة العقل الشيخ منير عز الدين وشخصيات، وحشد من أبناء الجالية، وبدا الحضور الدرزي لافتا بينهم. والقى السيد ايلي بركات (رحمة) قصيدة، اثارت تصفيقا شديدا، وفيها:
ويا بطرك الشرق، ومعو انطاكيا
هيدي العصا لـ عالباب اصحا تنسيا
انت وراجع… ضلّك مكبّش فيا
في ناس بي لبنان صعبة تنحصا
ناس بـ بيع وشراية مخصصا
ورح يكتبها التاريخ اكبر مجرصة
بدّا خبيط بـ هالعصا
تـ يضلّ في لبنان.
ثم تحدث المطران انطوان شربل طربيه وأكد ان المسيحيين يريدون الهوية، وهم يريدون المحافظة عليها وكان الراعي زار صباحاً دير مار شربل للرهبانية المارونية الأنطونية في ملبورن حيث ترأس صلاة الصباح يعاونه المطرانان انطوان شربل طربيه وبولس صياح والرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي داود رعيدي والأباتي إيلي ماضي والمدبر جورج صدقة والخوري عبده أبو كسم، والأب ايلي نخول ورئيس الدير الأب إدمون اندراوس الذي ألقى كلمة عدّد فيها الأعمال التي حصلت في الدير منذ توليه رئاسته قبل 17 عاماً، وتمنى للرئيس الجديد الذي يخلفه بعد أسبوعين الأب شارل حتي الذي كانت له كلمة ثناء على الأب اندراوس ورحب بالبطريرك الراعي والحضور. كذلك ألقى الأباتي رعيدي كلمة، وردّ البطريرك بكلمة أثنى فيها على أعمال الرهبانية في بلدان الانتشار، ثم طلب الصلاة لراحة نفس المطران منصور حبيقة الذي تبلغ نبأ وفاته من بكركي.
وقدم الأب حتي صليباً مثبتاً على قطعة خشب اوسترالي نادر إلى الراعي.
مأوى مار بولس
ومن دير الرهبانية الأنطونية الى مدرسة الراهبات الأنطونيات، حيث استقبلته رئيسة المدرسة الأخت دعد قزي والراهبات والأساتذة وتلامذة المدرسة الذين اقاموا حفلة منوعات من رقص وأغانٍ. وألقت الأخت قزي كلمة رحبت فيها بالراعي والوفد المرافق وأثنت على عمل المطران طربيه.
ثم إلى مأوى مار بولس للعجزة الذي تشرف عليه الراهبات الأنطونيات، واستقبلتهم الراهبات برئاسة رئيسة الدير سلام معوض. وبارك الراعي العجزة وترأس صلاة على نيتهم.
وألقت الأخت معوض كلمة تحدثت فيها عن مراحل بناء المأوى ونزلائه وجنسياتهم، ومنهم لبنانيون وعرب واوستراليون وأوروبيون بمعظمهم ايطاليون.
وردّ الراعي بكلمة بارك فيها نشاط المأوى والراهبات والموظفين العاملين فيه.
أديلايد
ومن دير مار بولس الى كنيسة سيدة لبنان في ملبورن حيث كان احتفل بالصلاة مساء الثلثاء (وورد في “نهار” أمس خطأ ان القداس اقيم في كنيسة مار مارون).
ومن كنيسة سيدة لبنان حيث كانت ترويقة سريعة مع كاهن الرعية الأب جوزف طقشي وأعضاء لجنة الوقف، انتقل الراعي إلى أديلايد في ولاية ساوث اوستراليا المحطة الثالثة في زيارته الأوسترالية، ومن المطار إلى كنيسة مار مارون حيث ترأس صلاة الشكر يعاونه المطرانان طربيه والصياح والمونسنيور مرسيلينو يوسف والأب طوني سركيس والأب طوني فخري وكاهن الرعية الأب لويس سعد. وكانت ترتيلة “يا أم الله” ألقاها أحد كبار الجالية بصوت جهوري.
وحضر القنصل اللبناني الياس النمر وعدد من وجوه الرعية. كذلك حضر الوفد المرافق للبطريرك من “المؤسسة المارونية للانتشار” روز شويري وفادي رومانوس وريتا غصن وهيام بستاني، ونائب رئيس “المؤسسة البطريركية العالمية للانماء الشامل” سليم صفير ومدير المؤسسة الأباتي ايلي ماضي وعضو مجلس الأمناء فيها الياس بعينو، ووفد من لبنانيي سيدني ضم أنور حرب وطوني خطار وتوفيق كيروز.
وفي السادسة ترأس قداساً احتفالياً في كاتدرائية سان فرنسوا غزافييه للاتين، وهي كاتدرائية يعتمدها الموارنة في احتفالاتهم الكبرى. وشارك في القداس حشد كبير من أبناء الجالية وألقى عظة دينية، ثم دعا المنتشرين الى تسجيل قيودهم في القنصليات وإلى الصلاة من أجل السلام في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدسة. كذلك صلى لراحة نفس مطران زحلة للموارنة منصور حبيقة.
وحضر المطران أوكيلي ممثلاً رئيس الأساقفة ويلسن الذي غاب بداعي المرض، والمطران بوركنا. وأدت الخدمة جوقة رعية مار مارون بقيادة الأب هوفيك بودقيان الأنطوني.
عودة إلى سيدني
وصباح اليوم يعود الراعي الى سيدني لمتابعة جولته في ولاية نيو ساوث ويلز، وهي الولاية التي تضم العدد الأكبر من اللبنانيين.