تقسّم الكنيسة إلى قسمين: مبنى الصلاة المركزي من القرن الـ 18، والقسم القديم الذي بَقي بحالة جيدة من القرن الـ 12، الذي يمكن الوصول إليه من خلال معبر مقوّس مرصوف من الداخل ببلاط عثماني. نجد في القبو منبرا مرتفعا وخلفه المنبع الذي تتدفّق منه مياه العين من فوق الكنيسة، عبر الكنيسة إلى السبيل الذي يقع في دوّار مريم، المشهور أيضا باسم "بئر مريم". كُتبت على الجدران عبارة تتحدّث عن البشارة والعين. في المكان الذي يبدأ فيه الرواق، نجد بئر ماء مرتفعة لتسهيل استعمالها على الحجّاج الذين يأخذون المياه المقدّسة من هنا. وتقع لوحة البشارة فوق المذبح.
بُنيت الكنيسة بالمواصفات التي تتميز بها الكنائس الأرثوذكسية في الجليل: بناء مكثف يذكّرنا بالقلاع. تقسّم إلى قاعة مركزية وجناحين، ومن فوق برج أجراس مربّع. يختفي المذبح من وراء حاجز خشبي مزخرف (ايقونسطاس) أهداه تاجر يونانيّ غنيّ للكنيسة في عام 1767. الحاجز المصنوع من الخشب مزخرف بنقوش يونانية نموذجية، تذكّرنا بالموجودة في كنيسة الميلاد في بيت لحم وفي دير مار سابا في صحراء يهودا.
من وراء ايقونسطاس، قرب المذبح، نجد أيقونات قديمة كثيرة، لكن تاريخها وأصلها غير معروفين بدقّة. بعض الأيقونات أهداها للكنيسة الحجّاج الروس، الذين كانوا يزورون المكان كثيرا في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
المسكوبية، مركز الحجّاج الروس، تقع بجوار الكنيسة. زخرفت الكنيسة من جديد في عام 1977 من قبل فنّانين من رومانيا، نظراً لأن الزخرفات السابقة لم تصمد في وجه الزمن. زخرفات الكنيسة تَصِف، من بين ما تصف، بشارة الملاك جبرائيل لـ مريم قرب العين.
في باحة الكنيسة قاعة للطائفة الأرثوذكسيّة في المدينة، وهي تستعمل لتبادل التعازي، ولعقد الاجتماعات المختلفة لأبناء الطائفة.
على السائح ان يقوم ايضا بزيارة قصيرة إلى كنيسة "يسوع الشاب" المقدّسة. الكنيسة الفخمة ذات التصاميم المعمارية، بُنيَت بمبادرة ووَحي فرنسيين. إمكانيات الاستماع الممتازة فيها، تجعلها أحد الأماكن المطلوبة لإقامة الاحتفالات الموسيقية. بجوار مدخل المدرسة التابعة للكنيسة، نجد درجاً طويلا ينزل إلى داخل البلدة القديمة.
وإذا واصلنا في منحدر الشارع، نجد مبنى رائعا (مغلق عادة): إنها كنيسة "مِنزا كريستي" (مائدة المسيح). هذه الكنيسة بُنيت بوحي كنيسة مِنزا كريستي على شاطئ بحيرة طبريا. في كلتا الكنيستين توجد مائدة حجرية كبيرة كان يسوع وتلاميذه يتناولون عليها الطعام. الرسومات القديمة فيها جُدّدت من قبل المدرسة الفينيسية لصيانة الآثار القديمة وحمايتها.
خلف "منزا كريستي" نجد المبنى الكبير للكنيسة المارونية القديمة التي بنيت في نهاية القرن الثامن عشر. ولأنّ الطائفة المارونية في الناصرة صغيرة نسبيّا ويبلغ عدد أفرادها حوالي ألف شخص، بُنيت مؤخرا كنيسة مارونية جديدة. لكن الطائفة ما زالت تعتني بالكنيسة القديمة. ويمكن الدخول إلى المبنى للاطلاع على إحدى الروائع الدينية البهية في الناصرة.
نَصِل إلى بيت التراث بيت طنّوس قعوار، أوّل رئيس لبلدية الناصرة (1875)، والذي تحوّل اليوم إلى متحف لتوثيق الحياة اليومية في الجليل خلال القرن الـ19. من بيت التراث ننعطف يسارا الى شارع 6132 باتجاه سوق الخضار، ثم إلى مبنى السرايا، مركز الحكم العثماني منذ عام 1753. المبنى الرائع والجميل يشهد عملية من الصيانة والتجديد، في مسعى لتحويله إلى متحف يَحكي سيرة المدينة.
أخيرا، وبعد الانتهاء من الزيارة الدينية، ننصح بتذوّق المأكولات الشهية في المدينة من أحد المطاعم الكثيرة، وتناول الحلوى كالكنافة أو البقلاوة لتصبح لحظة ذات مَذاق حلو وخاص في أحد محلات الحلوى الشرقية أو النصراوية الشهيرة.