وأبدى اعتقاده بأن الأهمية تكمن من أن ظهور "الميادين" يأتي "في لحظة عربية واقليمية حرجة جداً وتاريخية، لأن نتيجة ما يحصل في المنطقة قد يولّد، إما استقراراً حقيقياً على قاعدة الحرية والاستقلال، أو عنفاً أهلياً متنقلاً، ولأن الوضع حرج في المنطقة فإن الاعلام بات مركزاً، وليس مجرّد دور لأنه صار مؤثراً".
ورداً على سؤال عن تمويل "الميادين"، قال بن جدو "أعلم أن فضائية إخبارية ليست مسألة بسيطة، ومنذ اللحظة الأولى طرح أمامنا هذا الهاجس، أن نكون مرتبطين بنظام محدد لنضمن التمويل والاستقرار، او نكون مستقلين فنضمن أنفسنا وخياراتنا المهنية.
اخترنا الجانب الثاني، لا سيما اننا تمكنا من تأمين رأسمال تأسيسي وتشغيلي معقول، من بعض رجال الاعمال الذين يتناغمون معنا في شكل كبير، في قيمنا وسياساتنا".
ولفت بن جدو الى "أننا الآن في فترة أمان بين 3 و5 سنوات، وهذه فترة نعتقد أنها كافية لتتدبّر القناة أمرها من خلال موارد مالية، عبر الاعلانات والخدمة الاخبارية والانتاجية وبعض الاستثمارات"، مشيراً الى أن "هذا الأمر بات مألوفاً في البلاد العربية، بمعنى أننا نجد عدداً كبيراً من الفضائيات ممولاً من رجال الأعمال في مصر ولبنان وتونس".
وعن حيادية "الميادين" قال "لن نكون حياديين، ونقول بكل صراحة الحياد كذبة كبرى في الاعلام". وأضاف "لسنا حياديين ما بين الحرية والاستبداد، ولسنا حياديين ما بين الاستقلال والاستعمار تحت عباءة شعارات جميلة كالديموقراطية وحقوق الانسان، ولسنا حياديين ما بين المناضلين والارهابيين، ولا بين الاعتدال والتطرّف ولا بين التسامح والاقصاء، على غرار ما بات شائعاً الآن من تطرّف ديني وإرهاب فكري باسم المقدس".
وعن تخوفه من حصول هجوم سياسي أو تقني على القناة، قال بن جدو "نتوقع هجوماً سياسيا، وحتى تقنياً، على القناة، لأننا ببساطة ننطلق الآن من خارج السرب"، معتبراً أن "هناك حالياً رغبة عارمة لاحتكار الفضاء من الأنظمة والجهات التي لم تعد تحتمل أن ترى إعلاماً إلا تحت عباءتها".
الانطلاقة لم تكن تقليدية عبر نشرة اخبارية انما عبر بث مباشر بدأ الاولى من ظهر اول من أمس حيث نقلت كاميرا ما يجري في غرفة الاخبار قبل موعد البث بساعة وعندما حطت عقارب الساعة على الثانية تماماً اطل غسان بن جدو مستهلاً كلامه بآيتين من القرآن الكريم: "الله نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح…"، "ربي اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي". ثم أعلن عن إطلاق القناة الاخبارية.
وبعدما عرّف الزميلان كمال خلف (فلسطين) وجميلة عاطف نون (المغرب) بالبرامج، وقدمت الزميلة لينا زهر الدين النشرة الاخبارية الأولى، تلاها كليب بندوة حوارية عنوانها: "ماذا بعد الربيع العربي". ومساء كانت اطلالة الرئيس نجيب ميقاتي فيما يطل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عبر شاشة الفضائية الجديدة مساء اليوم.