مع تفاعل قضية إقفال أفران wooden Bakery بالشمع الأحمر بسبب العثور على طحين منتهي الصلاحية في مخزنها الرئيسي في البقاع، ومع خروج تعاطي بعض الإعلام معها عن سياقه المهني والأخلاقي، أطلق الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان) التحذير التالي:
“إن المتابعة الدقيقة من قبل الإتحاد لهذه القضية أسوة بسائر القضايا المتعلقة بمجتمعه وأهله، أسفرت عن اكتشاف قضايا أهم وأخطر بعد من صحة الناس ومن الطحين المنتهي الصلاحية، ألا وهي غياب الأخلاق وفساد بعض أهل الإعلام في لبنان.
لقد تكشفت للإتحاد حقائق مريرة كان يفضل لو لم يكتشفها: إعلاميون يحصلون بوسائلهم “الخاصة” على تسريبات غير دقيقة حول مجريات التحقيق، وبدلا من أن يتحققوا منها تمهيدا لوضعها في متناول الرأي العام، يعمدون إلى ابتزاز المتضرر منها وتهديده بالنشر إذا لم يدفع المبلغ المرقوم…!
إن هذا التصرف من قبل بعض الإعلاميين وبعض وسائل الإعلام هو وصمة عار على جبين الإعلام اللبناني في ظرف نحن فيه أحوج ما يكون إلى الأخلاق والنزاهة والمهنية والمسؤولية. لذلك فالإعلام اللبناني المشهود له محليا وعالميا، مدعو إلى نبذ هكذا أشخاص يدعون صفة الإعلاميين، وهكذا دكاكين تدعي امتهان الإعلام.
إن هذا التصرف هو جريمة مزدوجة مكتملة العناصر: إبتزاز للمتهم وخيانة لقسم المهنة، وكلاهما جريمتان يعاقب عليهما القانون.
كيف ينتقل واجب الإعلامي من نقل الخبر وكشف الحقيقة إلى افتعال الخبر والمساومة على الحقيقة؟!
كيف يتحول الإعلامي من جندي أمين في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة إلى مجرم مبتز، ومساوم على الحق من أجل ثلاثين من الفضة؟
قال الرب يسوع: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله”، فكيف يمكن لإعلامي يعرف المسيح أن يحول الكلمة إلى أداة موت تغتال سمعة إنسان “بريء حتى تثبت إدانته”؟!
أبهذه البساطة يبرأ متهم اذا دفع للمبتز المبلغ المطلوب، ويدان بريء إذا لم يدفع؟!
من يصدر الحكم يا ترى، القضاء أم الإعلام؟!
ألا يكفي لبنان ما يعانيه من ضياع وتشويش وانهيار وفساد على جميع الصعد حتى تأتيه الضربة الأقسى ممن يفترض أن يكون خط الدفاع الأول عن حريته وديمقراطيته وشعبه ومؤسساته؟
إن الجسم الإعلامي اللبناني الحقيقي والأصيل بريء من هذا النوع من الإعلام والإعلاميين لأنه منتحل صفة لا يستحق شرف اللقب.
إن الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان، يؤكد أنه لا يقصد من هذه السطور تبرئة المتهم لأن للقضاء وحده كلمة الفصل في هذا الموضوع، ولكنه يقصد الكشف عن إجرام المبتزين، ويهيب بهم العودة عن ضلالهم سواء في هذه القضية أو سواها، والإحتكام إلى الخبر الدقيق والموثوق مهما كان نوعه، من مصادره وفي حينه، وعدم استباق نتائج التحقيق.
كما يؤكد الإتحاد ثقته التامة بالقضاء اللبناني وأجهزته كافة، ويشد على أيدي الإعلاميين الشرفاء وهم كثيرون، ويدعوهم إلى الثبات في مهنيتهم، ليبقوا مثالا يحتذى أمام هؤلاء، يهديهم إلى الأخلاق والمناقبية… إذا اهتدوا!”
الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)