تثمن مديرة مدرسة الترجمة التابعة لكلية اللغات في جامعة القديس يوسف الدكتورة جينا أبو فاضل سعد في حديث لـ”النهار”، دور الترجمة لفهم الآخر ولتوطيد أسس السلام وقبول الآخر. وهذا الدور الذي يجسد لغة السلام، يتلازم ومسيرة المدرسة التي تحتفل بمرور 35 عاماً على تأسيسها.
إتخذت المدرسة شعاراً لمؤتمرها الذي ينطلق اليوم في رعاية وزير الثقافة ريمون عريجي عنوان “العبور (1980-2015)”، وهو له معنيان وفق سعد، الأول “يكمن في إعتبار الترجمة عابرة للثقافات وعابرة للغات لأن المترجم هو وسيط هذا العبور. فنحن نؤمن بوسيط يوفر العبور السليم للكلمة”. أما المعنى الثاني للعبور “فهو أرشفة مسار المدرسة منذ تأسيسها إلى اليوم وما مرت به من مصاعب وتطور، وصولاً إلى استشراف مستقبلها في السنوات المقبلة”. وشددت على أهمية “المشاركين في المؤتمر الذي ينظم بالتعاون مع مكتب الوكالة الجامعية الفرنكوفونية- الشرق الأوسط والمركز الثقافي الفرنسي وتختتم أعماله غداً الجمعة، بمشاركة متخصصين في الترجمة وباحثين وممثلين عن منظمات تعنى بالترجمة وطلاب”.
واستعادت بالذاكرة مسيرة تأسيس المدرسة عام 1980 بمبادرة من”الأبوين اليسوعيين رولان ميني ورينه شاموسي وهي الأولى في العالم العربي”. وقالت: لمتخرجينا بصمات في المحافل الدولية، ومن بينهم أسماء لامعة كريما جرمانوس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ملبومين كوستنتينيدس في البرلمان الأوروبي، رنا نعمة وبرسكا شاوي ونجاة أبي طايع في مركز الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، وغيرهم. وشددت على توفير دروس في لغة الإشارة، معلنة أنه “تخرج إلى اليوم ثلاثة طلاب من ذوي الحاجات الخاصة الذين تبوأوا مراكز مرموقة في منظمات دولية ومنهم من يعاني صعوبات حادة في النظر”.
أما خصوصيتها، فترى أنها “تكمن في تملك لغوي متقن للغات الثلاث، العربية الفرنسية والإنكليزية، وحرص على إتقان اللغة الأم في شكل خاص”. ولفتت الى “تنوع الإعداد ليصبح الطالب قادراً على أن يتملك “مخزوناً” معرفياً وثقافياً واسعاً للانخراط في سوق العمل، ويشمل ميادين عدة، اقتصادية، حقوقية، طبية، تقنية وأدبية وغيرها”. وتوقفت عند “التربية التي يتمايز بها الآباء اليسوعيون وتظهر في إعدادهم لإنسان قادر على مواجهة الحياة بكل أبعادها الفكرية والإنسانية والمهنية”.
واعتبرت أن “عقد “الاتفافات الدولية مع جامعات أوروبية ومنظمات دولية تعنى بشؤون الترجمة، ساهم في تمايز طلابنا من خلال إعدادهم من بعد أو من خلال أساتذة زائرين بين المدرسة وشركائنا”. ونوهت بالاتفاق الخاص بين المدرسة والمعهد العالي للترجمة والمترجمين في باريس (ISIT) والذي يقوم على شهادة ماستر مزدوجة من المؤسستين لقاء متابعة سنة جامعية في كل منهما”. وأعلنت أننا “سنسلم هذه الشهادة للطالبتين غينا أشقر وإيما خوري خلال المؤتمر”.
وتوقفت عند تحديات عدة تواجه المدرسة وأبرزها، “إعطاء أهمية أكبر للغة الإنكليزية في جامعة فرنكوفونية وهو توجه لرئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش من خلال إعداد برامج تدريس بالإنكليزية في المدرسة لقبول انتساب تلامذة خضعوا لمنهج إنكليزي”.
ورأت أن “البحث في علم الترجمة يدخل في أولويات المدرسة التي “تهتم بأن تكون رائدة في مجال البحث في المصطلحات العربية في ميادين المعرفة والمساهمة في تقدم الترجمة من خلال أطروحات الدكتوراه التي تعد وتناقش باللغة العربية ومن خلال البحوث كالمقالات والمؤلفات في هذا الميدان”. ورغم حيازة 10 طلاب شهادة الدكتوراه في الترجمة وتسجيل 15 لنيلها، أشارت إلى أنه “لدينا صعوبة في إعداد البحث لأنه يحتاج إلى تمويل، فكلمة البحث تتعلق بالعلوم الدقيقة أكثر من العلوم الإنسانية”.
وعما إذا كانت المنافسة مع المدارس التسع للترجمة في لبنان هو عامل تحد قالت: “هو عامل منافسة لأن سوق العمل لا يتحمل هذا الكم الهائل من المتخرجين”. وأعلنت “أننا وفرنا برنامج جديد للماستر في ميدان المصارف والأعمال، ونؤمن متابعة بعد التخرج من خلال دورات تدريب متواصلة نستعين فيها بمدربين من لبنان أو خارجه”.
وختمت أن “المدرسة أعدت برنامج ماستر في الترجمة الكتابية حصل على اعتماد وزارة التربية في الإمارات العربية المتحدة، ما يؤهلها لبدء التدريس بهذا البرنامج إبتداء من الفصل الثاني 2016 في فرع الجامعة في دبي، والذي يؤمن منذ أعوام عدة تأهيلاً في الحقوق”.
روزيت فاضل / النهار