عام 2003 انشئ "مشغل الحفاظ على التراث المكتوب" في اطار اعمال اعادة تأهيل المكتبة العامة في الجامعة، ويضم اليوم 5000 عمل بين مخطوطات وكتب وصحف ومجلات قديمة، بينها 3500 عمل رمم ورقّم محفوظاً في "بنك التراث"، ومنها كتاب المزامير الذي طبع في مطبعة دير مار انطونيوس قزحيا عام 1610 باللغتين الكرشونية والسريانية، وكانت تنقصه اول صفحتين تم جلبهما من مكتبة نورمبرغ في ألمانيا واضيفتا اليه، وكذلك اول انجيل من العهد الجديد في العالم باللغة السريانية طبع في فيينا عام 1555، وحفظت معه جلدته الاصلية.
قبل انتقالها الى رفوف بنك التراث، تمر كل مخطوطة بمراحل عدة تبدأ اولاً بمشغل الترقيم حيث تخضع لتقنية جديدة تقوم على التصوير الرقمي صفحة صفحة، وخصوصاً للكتب والصفحات التي تصبح قراءتها صعبة ومتعذرة، على آلة Mechel Mach 3 وتنقل المعلومات من الكتاب او الميكروفيلم او الميكروفيش الى اقراص مدمجة CD او DVD بحيث يصبح الكتاب كله مقروءا رقميا.
ثم تبدأ المرحلة الثانية في مشغل الترميم، انطلاقاً من تنظيف المخطوطة من الغبار بالفرشاة، ومعالجة الورق والجلد، وترميمها بتؤدة وعناية وبمهارة يدوية ودقة حرفية. بعد ذلك يوضع الكتاب في علبة خاصة تصنع خصيصاً من اجله ووفق حجمه وقياسه من الكرتون الخالي من الاسيد، كذلك تخضع بعض المخطوطات لعملية تطهير وتعقيم من الطفيليات والميكروبات وتضغط بأكياس نايلون تمهيدا لحفظها.
وفي الختام يتم تنضيد المخطوطات المحفوظة في قاعة خاصة تخضع لمعايير الحفظ العالمية من ناحية التبريد والتهوئة، مزودة بأجهزة خاصة ضد الحريق وتطلق في حال نشوبه غازاً خاصاً لاطفاء النيران لا يؤذي الكتب ولا الاشخاص. علماً ان جدران القاعة مطلية بدهان خاص ضد الفطريات، والرفوف مدهونة بمواد مانعة للصدأ.
وفي الختام، نداء من القيمين على مشغل التراث الى كل من يملك او يحفظ مخطوطات او مطبوعات او سجلات معمودية او قوائم حسابات او ولادات او وفيات او اي وثيقة او مستند قديم، لابرازها وتقديمها الى مشغل الحفاظ على التراث بغية انقاذها من التلف والاندثار، ومعالجتها وترميمها للحفاظ عليها وحمايتها لتبقى كنزا قديما للأجيال الجديدة.