والصحيّة (365 طالبًا وطالبة)، في احتفال دعا اليه رئيس الجامعة المونسنيور كميل مبارك ورعاه رئيس اساقفة بيروت للموارنة وليّ الحكمة المطران بولس مطر في كلية العلوم الفندقيّة المتعاونة مع المعهد الفندقي في لوزان في حرم الجامعة في الأشرفية، بمشاركة عدد من المدعوين واهالي المحتفى بهم.
ترحيب وتقديم للدكتور عصام عطالله، ثمّ ألقى الأمين العام للجامعة الدكتور أنطوان سعد كلمة قال فيها: "الجماعة والجامعة، في وحدة مصدرهما، يتناغمان ويتكاملان ويتفاعلان من أجل انسان عارف ومجتمع مسؤول وحضارة رقي وارتقاء. ان في عيد التخرج هذا، عهداً تؤكده الجامعة وتتعهده بأن تتابع مسيرة الجودة التي تعيش".
وبعد كلمات باسم المتخريجين ألقاها رجا عامر وريتا ايواز وماريو ثابت أكدوا فيها التزامهم مبادىء الجامعة ورسالتها، ألقى المونسنيور كميل مبارك كلمة عن الجامعةُ والتَّربيةُ على الهويَّة، جاء فيها: "مِن أَدوارِ الجامعةِ الحاضنةِ لليقظةِ الدَّائمة وَوَعي إِشكالاتِ الحداثةِ المُستدامةِ، أَن يَتساءلَ أَولياءُ الأَمر فيها عن العلاقةِ بين الثَّابتِ والمتحرِّكِ، في زمنٍ غَلَبتْ عليه سرعةُ المتغيِّرات، حتى بات الانسانُ فيه وكأنَّه يُسابقُ أَمرًا يجهلُ مَصدَرَهُ وأَسبابه ونتائجَهُ، (…) أمام هذه اللوحة المائعةِ تقفُ الجَامعةُ، وهي الَّتي غَالبًا مَا تَرَى فِي دورِها التَّربويِّ، حَصَانةَ الثَّوابِتِ، وَمِنها مُرتكزاتُ الهَويَّةِ، وَحَضَانةَ المُتغيِّر وَمِنْهُ الانثِقافُ والتَّثاقُف (…) لعلَّها تَستطيع أَن تكون بَوْصلةَ الفكرِ مِن دون أَن تَقعَ فِي مشكلةِ الأَفكار المعلَّبة، وَأَن تكون مَوْردَ المعرفةِ من دونِ أَن تَدَّعيَ امتِلاكها (…)".
مطر
وقبيل تسليمه والمونسنيور مبارك والدكتور سعد وعمداء الكليات الشهادات الى المتخرجين، ألقى المطران مطر كلمة حيّا فيها تاريخ الحكمة وقال: "أين لبنانُ من كلِّ ما يَجري في الشَّرقِ، وما هو دورُهُ فيه، وأيُّ معنى لِوجودِهِ وأيُّ مصيرٍ له ضمنَ المصيرِ العامِّ لِلمنطقةِ بأسرِها. على هذا السُّؤالِ المُعقَّدِ والمُتَشعِّبِ نَودُّ أن نقدِّمَ هنا جوابًا بسيطًا لعلَّه يكونُ منطلَقًا لتفكيرٍ جامعٍ عن هذا الوطنِ الصَّغيرِ. والجوابُ هو هذا: انَّ لبنانَ في الشَّرقِ الأوسطِ هو جزءٌ من الحلِّ لأزماتِهِ المُزمنةِ، وهو بهذا التَّوجُّهِ يَسلَمُ ويبقَى، شرطَ ألاَّ نحولهُ جزءا من هذه الأزماتِ فيتعرَّضَ عندئذٍ لِلوهنِ والضَّياعِ. لكنَّ تغذيةَ هذه الصِّراعاتِ تعتمدُ في الخارجِ كما في الدَّاخلِ على سلاحِ التَّفرقةِ والتَّمزيقِ في نسائجِ الشَّرقِ وأهلِهِ. والنَّجاحُ الموقَّتُ لهذه اللُّعبةِ غيرِ البريئةِ ما كان لِيكونَ لولا تغذيةُ الرُّوحِ الطائفيَّةِ والمذهبيَّةِ. والحالُ أنَّ المذاهبَ ومثلَها الطوائفَ والأديانَ هي طُرقٌ تؤدِّي الى اللهِ. فما بالُنا نُحوِّلُ هذه الطوائفَ الرُّوحيَّةَ متاريسَ تُستعمَلُ لِحروبٍ لا طائلَ منها ولا لزومَ لها".
النهار