في موازاة حلول الذكرى الحادية والعشرين على ولادته في بلدة هاي اون واي النائية في ويلز البريطانية، يلتزم "مهرجان هاي" تنظيم مشروع "بيروت 39"، كمساهمة في حدث "بيروت عاصمة عالمية للكتاب". يأتي المهرجان الذي يفيد من خبرة طويلة، بامكاناته وانتشاره ومكانته، ليضيء على تسعة وثلاثين كاتبا من منطقتنا العربية.
خلال مؤتمر صحافي عقد في قصر الاونيسكو تحدث وزير الثقافة تمام سلام عن مشروع "بيروت 39" الذي يظهّر مشهدا ثقافيا مختلفا في خارطة "بيروت عاصمة عالمية للكتاب". استعاد تنظيم "مهرجان هاي" مشروع "بوغوتا 39" في خضم الاحتفاء بـ"بوغوتا عاصمة عالمية للكتاب" لتتكرر التجربة في بيروت اليوم. اما المنسقة العامة للمشروع راكيل فيسيدو، فوضعت "مهرجان هاي" في خانة مهرجان الافكار بعدما جلب اليه ادباء، من امثال اورهان باموق وادونيس وآسيا جبار وشخصيات عامة مثل بيل كلينتون وموسيقيين من قبيل بونو. ليصل المهرجان اليوم الى ماهية العاصمة اللبنانية، من طريق "بيروت 39". تختار لجنة تحكيم، يترأسها الروائي علاء الأسواني وتضم الشاعرين عبده وازن وسيف الرحبي والروائية علوية صبح، تسعة وثلاثين كاتبا عربيا او من اصول عربية لم يبلغوا الأربعين، في سجلهم مؤلفا صادر في الشعر أو التخييل على الاقل، ويكتبون بالعربية أو بلسان آخر. وهذه في رأي فيسيدو اطلالة على بيروت المدينة المنصة، حيث تمتزج الثقافة العربية بالثقافة الغربية. يعلن عن لائحة الكتّاب التسعة والثلاثين النهائية، في الرابع من أيلول 2009 ويفضي المشروع الى نشر انطولوجيا للكتاب المشاركين بالعربية والفرنسية والانكليزية والقشتالية. ولأن المهرجان يقارب الثقافة انفتاحا على الجمهور العريض، تتوزع النشاطات المجانية بين الجامعات والمقاهي والمحال.
بالنسبة الى الشاعر عبده وازن، يعني الحدث انخراط ظاهرة عالمية بمحلية بيروت. لفت الى التهميش اللاحق بأدب الشباب في المهرجانات الادبية العربية، ليسهم مشروع "بيروت 39" في القاء نظرة على المشهد الأدبي للجيل الشاب في هذه المنطقة. تعود بيروت من خلاله، على ما يقول، مختبرا للادب العربي كما في ستينات القرن الماضي، واهمية اللحظة انها تراهن على التبادل بين الشباب وعلى عقد العلاقة الادبية العميقة. ووعد وازن، كعضو في لجنة التحكيم، باعتماد المعايير الادبية والشفافة، بغض النظر عن الاعتبارات الجانبية، علما ان الامر صعب مع وجوب انتقاء ثلاثين اسما فحسب.
اما الروائية علوية صبح فوجدت في المشروع مناسبة لحضّ الأدباء الشباب على الابداع، في وقت لا تبارك المؤسسات العربية انتاجاتهم. ستجد اللجنة نفسها امام فرصة رصد حساسية الكتاب العرب الشباب راهناً، لتتيقن ما اذا كانت تبدلت عن الماضي، ولتتوقف اللجنة ايضا عند المعايير المعتمدة في المؤلفات المعاصرة فتقيم سلوكها طرقا متفرعة او متقاطعة.
"بيروت 39" مشروع يصبو في فورة المطارح والعناوين الى اجتذاب جمهور متشعّب الاهتمام، ليشدّد على مساهمة الأدب في التلاحم الاجتماعي والتفاهم الثقافي.
جريدة النهار 30.05.2009