ناقشت حركة الشبيبة الأرثوذكسية خلال مؤتمرها الثاني والأربعين في دير سيدة الجبل- أدما تقرير امينها العام رينه أنطون وتقارير رؤساء المراكز الواردة من أماكن انتشارها في سوريا ولبنان ودول الخليج.
افتتاحا صلاة ثم كلمة المطران جاورجيوس (خضر)، متروبوليت جبيل والبترون وتوابعهما الذي نوّه "بأنّ الحركة لا جوهر لها أو كيان إلا هذا الذي وضعه الله لأنـها حركة الله. لذلك ليس من تفاهم ممكن بين الذين يعرفون حركة الرب في نفوسهم، وبين الآخرين الذين يريدونـها مجرد تحرّك بشري، لأنـهم هم فقط بشريون جسديون، هم أجساد إذا شئتم، ليس لهم تفاهم مع الذين يأتون من الروح"، وأضاف: "وصيتي أن نقرأ يا اخوة، هناك فرق بين من يقرأ ومن لا يقرأ. الانسان الذي يُصرّ أن يبقى جاهلاً أو يعرف قليلاً، لا مكان له عندنا لأنه لا يستطيع أن يخدم. عليك أن تعرف أقصى ما يمكن، عليك أن تحبّ إلى آخر حدود المحبة، لأن بدون محبة لا يمكنك نقل فكرك إلى الآخرين. عندما نرسم كاهنا، بعد أن تتم الاستحالة نسلّمه الحمل ونقول: "خذ هذه الوديعة"، نعطيه قربانا، لكنه وديعة، أنها تشير إلى الجماعة، إيّ إلى الكنيسة، ونقول "واحفظها سالمة حتى مجيء ربنا يسوع المسيح حيث أنت مزمع أن تسأل عنه". لقد أخذتم الحركة وديعة، حافظوا عليها لأنَّ الرب سيسألكم إذا كنتم مخلصين."
بعد ذلك استمع المؤتمر إلى تقرير الأمين العام أنطون الذي رأى "أن هناك أزمة اليوم في الكرسي الانطاكي، تعود إلى سببين: التفلّت من القوانين الكنسيّة وتصدّر الفكر الاكليريكي ولهما تداعيات منها: النظرة المجتزأة الى التكريس، وحصرها بالتكريس الاكليريكي أو الرهباني، والعبث بحرية المؤمنين والتشكيك بإخلاصهم، وإهمال استكمال تطبيق قوانين المجالس الرعائية، والتنكّر للشورى ولكل بُعد جماعي، والجمود والضعف الرعائي وهزالة الحضور الانطاكي على الاصعدة الأرثوذكسية العالمية والمسكونية، كما هزالة الحضور الشبابي في حياة الكنيسة".
وعلى هامش المؤتمر عُقد لقاء رعائي، بمشاركة من أبرشيات مختلفة، وشرائح مهنية متنوعة، درس ورقة عمل حول العمل الرعائي أعدّها المحامي ابرهيم رزق، تناولت مفهوم "مشاركة المؤمنين في حياة الكنيسة". وتطرّقت الورقة إلى قانوني 1955 و1973 باحثة في "واقع المشاركة ما بين هذين النظامين، ومركزة على تجديد الدعوة إلى إطلاق مشروع تعليمي إعلامي يوضح مفهوم المشاركة التراثي والحثّ عليه، والسعي مع المطارنة الى تطبيق قانون مجالس الرعايا والأبرشيات وتعديله، واستكماله من اجل إشراك تدريجيّ للمؤمنين في عملية ترشيح رعاتـهم واختيارهم، وتثبيت موضوع انعقاد المؤتمر الأرثوذكسي العام والمجلس الاقتصادي والاجتماعي".
وفي المناقشات رأى المجتمعون "أنّ الإدارة والأوقاف والجامعات والمدارس والمشافي والمياتم ليس لها قيمة إلا بالقدر الذي يتجلّى فيها المسيح"، وخلصوا الى "أننا نحتاج اليوم إلى مؤتمر انطاكي عام، تُدعى إليه فئات من الشعب الأرثوذكسي، نناقش فيه التحديات الداخلية والخارجية التي تهدّدنا وبشارتنا، لربّما نوحّد قدراتنا، ونردّ عن شبابنا أيّ جنوح عن الحظيرة التي حكم الله أن نبقى فيها".
واستمع المؤتمر إلى تقارير الوفود الحركية من بيروت ودمشق واللاذقية وطرابلس والبترون وجبل لبنان وعكار وحماه وحلب. وفي الختام صدرت توصيات حول العمل الرعائي والبشاريّ، والشباب، والاعلام، والتحديات المطروحة على الكنيسة.
النهار