وقال البطريرك إن “نحو 450 الف مسيحي سوري حتى الآن هجروا بيوتهم في عدد من المدن السورية الى اماكن اخرى داخل سورية او خارجها هرباً من العنف الدائر” منذ آذار 2011.
وأضاف، على هامش مؤتمر “التحديات التي تواجه المسيحيين العرب” الذي يعقد على مدى يومين في عمّان، أن “الضربة العسكرية المتوقعة ضد سورية ستزيد معاناة المسيحيين وتؤدي الى خراب سورية بمسيحييها ومسلميها ولن يسلم منها أحد”.
واعتبر أن “الخطر الأكبر علينا كلنا هو انقسام العالم العربي والإسلامي ونمو الحركات التكفيرية التي لا مجال فيها للفكر الآخر”.
من جانبه، قال النائب البطريركي للسريان الارثوذكس في القدس والأردن مار سويريوس ملكي مراد، لـ”فرانس برس” إن “آلاف العائلات المسيحية منزوية في بيوتها وكأنها سجون تخرج منها لمرة واحدة في الاسبوع لجلب المؤن وذلك خوفا من القتل من المسلحين المتطرفين”.
وأضاف أن ذلك ينطبق على “عائلات في حلب وحمص والجزيرة السورية وغيرها من المدن، وهناك كنائس احرقت في دير الزور واعتداءات على رهبان وراهبات وخطف”. وعبّر عن أمله في “ألا تتعرض سورية لأي ضربة عسكرية لأنها ستدفع مزيداً من مسيحيي سورية إلى ترك بيوتهم وبلدهم في وقت نحاول فيه ان نحافظ على وجودنا المسيحي في المنطقة”.
وأكد المشاركون، في جلسة حوارية حول سورية، رفضهم لتوجيه أي ضربة عسكرية غربية لسورية، محذرين من أثرها على مسيحيي سورية.
وقال مار سويريوس ملكي مراد، في كلمة القاها نيابة عن بطريرك انطاكية للكنيسة السريانية الارثوذكسية اغناطيوس زكا الاول عيواص، “نؤكد رفضنا التدخل الاجنبي في بلادنا العربية خصوصا في سورية”.
ودعا “جميع مكونات الشعب السوري الى الاجتماع معا والحوار وتبادل الآراء وابداء حسن النية للوصول الى حلول نافعة، فمهما طال الزمان الحوار افضل من الحروب والتشريد والهجرة”.
من جهته، قال بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر ان الكنيسة “ترفض ان يتغنى كائن من كان بشعارات جوفاء للانقضاض على سيادة دولنا”. وأضاف: “دعوا بلادنا تعيش، دعوا اوطاننا في هذه المنطقة تعيش ولا تجعلوها لعبة في يد الكبار”.
ودعا المشاركون في الجلسة إلى إطلاق سراح مطران حلب للروم الارثوذكس بولس اليازجي ومطران السريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم المخطوفين منذ نهاية نيسان الماضي قرب حلب.
ويشكل المسيحيون 5 في المئة فقط من سكان سورية البالغ عددهم نحو 22 مليوناً، ويؤيد عدد منهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد خوفا من تنامي قوة الجهاديين واقامة دولة اسلامية في سورية.
وكان البابا فرنسيس أعلن رفضه التدخل العسكري في سورية، معتبراً أن تدخلاً من هذا النوع سيعيد التجربة المأسوية للتدخل العسكري الاميركي في العراق عام 2003.
وأعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلثاء ان عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف في بلادهم تجاوز المليونين، فيما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 110 آلاف شخص قتلوا منذ بداية النزاع.