وتمنّى على "القيادات السياسية وشعوبها في كل بلدان المشرق العربي اعتماد لغة الحوار والعقل في حل المشكلات التي يواجهونها، واتباع سياسة من شأنها تأمين مصالح المواطنين، ولا سيما المباشرة منها، كالتعليم المجاني والضمان الصحي وتوفير فرص عمل تتيح دخلاً لائقاً وعيشاً كريماً للحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي والازدهار الاقتصادي ومكافحة الهجرة".
اختتم المجمع اعمال دورته الـ47 التي عقدها في دير سيدة البلمند البطريركي، برئاسة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس إغناطيوس الرابع. وافادت امانة سره في بيان "ان الآباء عرضوا كل القضايا التي تهم المؤمنين، من الجوانب الروحية الرعائية والاجتماعية والوطنية، ودرسوا الحاجات الرعائية في بلاد الوطن والانتشار، كي يكون حضور الكنيسة فاعلاً في خدمة الأبناء ملبياً لحاجاتهم وتطلعاتهم".
وجاء في البيان "ان الآباء رأوا أن الخدمة الكنسية، بكل أبعادها، وخصوصا في بلاد الانتشار، تحتاج الى شهادة حية ونهضة فاعلة تطول كل نواحي العمل الرعائي والاجتماعي والانساني. وأثنوا على النهضة الكنسية الفاعلة والمتفاعلة مع المجتمعات التي يعيش فيها ابناؤنا في بلاد الانتشار، مما يجعلنا نفرح مع السادة الاخوة اينما وجدوا بتجديد البشارة بروح ايمانية وعصرية تحاكي الأجيال الجديدة، وتؤسس لعمل مؤسساتي منهجي لا غنى لنا عنه في أيامنا وخصوصا للمستقبل".
واعلن المجمع انتخاب 12 أسقفاً، "كل منهم مساعد لمطران الأبرشية في كل شؤون الرعاية والتعليم والإدارة، ليؤتمنوا على الخدمة ورعاية النفوس في الدار البطريركية وأبرشيات الوطن والانتشار". والمنتخبون هم الأرشمندريت الدكتور نقولا (بعلبكي) – الدار البطريركية – دمشق، الأرشمندريت قسطنطين (كيال) – الدار البطريركية – دمشق، الأرشمندريت إسحق (بركات) – الدار البطريركية – دمشق، الأرشمندريت أثناسيوس (فهد) – ابرشية عكار – طرطوس، الأرشمندريت ديميتريوس (شربك) – ابرشية عكار – صافيتا، الأرشمندريت إيليا (طعمه) – ابرشية عكار – مرمريتا، الأرشمندريت أغناطيوس (سمعان) – أبرشية المكسيك، الأرشمندريت أغناطيوس (الحوشي) – أبرشية أوروبا الغربية –باريس – فرنسا، الأرشمندريت يوحنا (هيكل ) – أبرشية أوروبا الغربية – برلين – المانيا، الأرشمندريت أفرام (معلولي) – أبرشية أوروبا الغربية – لندن – بريطانيا، الأرشمندريت رومانوس (داوود) – أبرشية البرازيل – سان باولو، والأرشمندريت مرقس (خوري) – أبرشية البرازيل – سان باولو".
واضاف: "(…) في مواجهة المنطق الطائفي السائد لبنان، نصرّ على ألاّ تُهضَم حقوقنا في المناصب السياسية والإدارية في الدولة، ونطالب بتأمين العدالة الكاملة والعودة إلى اتباع مبدأ المساواة في التعيينات لا سيّما في المراكز الإدارية العليا (مراكز الفئة الأولى). فالأرثوذكسيون ينظرون إلى الدولة على أنها مؤسسة تحتضن كل مواطنيها في إطار من الحرية والمسؤولية… وتمنى للحكومة الجديدة "النجاح في مواجهة المهمات الصعبة من اقتصادية واجتماعية وإدارية"، داعيا اياها إلى "العمل الجدي لحل مشاكل الناس وهمومهم عبر تحقيق العدالة والاستقرار والازدهار للشعب اللبناني العزيز".
وامل "أن تستعيد سوريا، هذه الدولة العربية المناضلة في تاريخها الحديث وفي ماضيها المجيد، استقرارها الداخلي، لتتمكّن بالتوازي مع تحقيق الإصلاحات المنشودة، من أداء دورها الفاعل على الساحة الإقليمية التي كانت ولا تزال محور نشاطها وضميرها".
ورأى "أن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بحلّ للقضية الفلسطينية يسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم السيدة والمستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس".