{mosimage}شهد الفاتيكان أمس احتفالاً بتطويب جماعي هو الاكبر في تاريخه، بوضعه 498 من ضحايا الاضطهاد الديني قبل الحرب الاهلية في اسبانيا وخلالها، على طريق القداسة المحتملة.واغتنم البابا بينيديكتوس الـ 16 المناسبة لتوجيه نداء من أجل "المصالحة".
واكتسب الاحتفال حساسية سياسية، لاقامته في فترة يتخذ فيه الحزب الاشتراكي الحاكم في اسبانيا موقفاً نقدياً من الحرب الاهلية في البلاد والديكتاتورية الفاشية للجنرال فرانشيسكو فرانكو التي كانت تدعمها الكنيسة الكاثوليكية. وتجمع نحو 71 أسقفاً من اسبانيا وحشد من السياسيين وعشرات الالاف من الحجاج الاسبان في ساحة بازيليك القديس بطرس، وهم يلوحون باعلام اسبانية. ومع ذلك، كان الحضور أقل مما أعلن سابقاً، إذ قالت الكنيسة الاسبانية مطلع تشرين الاول أن نحو مليون شخص سيحضرون التطويب. ووجه البابا تحية الى "الشهود الابطال للايمان الذين حركهم فقط حب المسيح، والذين دفعوا دمهم وفاء للمسيح وكنيسته". وقال في كلمة وجهها من شرفة مكتبته بعد القداس إن تطويب هذا العدد الكبير من الكاثوليك العاديين يظهر أن الشهادة ليست حكراً على عدد محدود من الناس، وانما "هي احتمال واقعي للمسيحيين كافة". وأضاف: "لتكن كلماتهم كما تسامحهم حيال مضطهديهم، دافعاً لنا للعمل بلا كلل من أجل المغفرة والمصالحة والتعايش السلمي". وأثار هذا التطويب الذي رأسه الكاردينال البرتغالي جوزيه سارايفا مارتينس، جدلاً في وسائل الاعلام اليسارية في اسبانيا، لانه يأتي قبل ثلاثة أيام من عرض حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز زاباتيرو مشروع قانون على البرلمان يرد الاعتبار الى ضحايا نظام فرانكو. ويأتي مشروع القانون على ذكر الاشخاص الذين اضطهدوا على خلفية معتقداتهم الدينية، الا انه ينطوي في الجزء الكبير منه على ادانة رسمية لا سابق لها لنظام فرانكو. وحضر الاحتفال وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخل موراتينوس والاشتراكي خوسيه توريس مورا، وهو واضع مشروع القانون. ويقول منتقدون إن الفاتيكان الذي سبق له أن طوب منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي، نحو 500 رجل دين قضوا في الحرب، يتحرك بدوافع سياسية ويرد على الحكومة الاسبانية باختياره هذا الوقت لتطويب 500 آخرين دفعة واحدة. لكن الكنيسة الكاثوليكية تقول إن الاحتفال نظم في هذا الوقت لان البابا انتهى من توقيع المراسيم قبل شهرين فقط. وتشهد العلاقات بين اسبانيا والفاتيكان توتراً منذ تولي الاشتراكيين الحكم عام 2004، فحكومة مدريد أغضبت الكرسي الرسولي باستحداثها قوانين تسهل الاجهاض وزواج المثليين، إضافة الى الغائها مخططات الحكومة المحافظة السابقة لجعل الدين مادة الزامية في المدارس.
النهار 2910 7