أصدرت “لجنة دعم الصحفيين” تقريرها السنوي لعام 2016 حول الانتهاكات بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، حيث طالبت “المجتمع الدولي بالعمل على ممارسة ضغوط جادة على اسرائيل لوقف الاعتداءات على حرية الصحافة ومحاسبة مرتكبيها”.
ودعت اللجنة في تقريرها السنوي الدول الاعضاء الموقعة على “اتفاقيات جنيف للعمل على توفير بيئة آمنة ومواتية للصحفيين الفلسطينيين لأداء عملهم بشكل حر ومستقل الامر الذي سيساعد في تعزيز التنمية والديمقراطية وحرية الرأي للشعب الفلسطيني”.
وأوضح تقرير اللجنة السنوي أن “عام 2016 سجل (584) انتهاكاً اسرائيلياً خلال عام 2016، في حين بلغ عدد الانتهاكات الفلسطينية الداخلية التي سجلت في الضفة وقطاع غزة (120) انتهاكا، منها (86) انتهاكا في الضفة المحتلة و( 34) انتهاكا في قطاع غزة”.
واشار التقرير الى ان “شهر تشرين الأول/اكتوبر 2016 احتل أعلى نسبة انتهاكات اسرائيلية ضد الصحفيين كونه الذكرى السنوية الاولى لانطلاق شعلة انتفاضة القدس وتغول الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية لمنعهم من تغطية جرائم الاحتلال”، وتابع فيما سجل شهر مايو 2016 أعلى نسبة انتهاكات داخلية فلسطينية في الضفة المحتلة وقطاع غزة والتي جاءت مناصفة 10 انتهاكات في الضفة ومثلها في قطاع غزة.
وأكد تقرير لجنة دعم الصحفيين أن الاعتداءات الاسرائيلية تعد الاشد عنفا وخطورة على الصحفيين وحرياتهم الإعلامية، والتي تجسدت باستهداف الصحفيين الفلسطينيين والاجانب وتعرضهم للإصابة المباشرة بالرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز السام وغاز الفلفل، والاعتداء عليهم بالضرب والتهديد وغيره من وسائل العنف أو الإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة والإنسانية، واعتقالهم واحتجازهم وتمديد اعتقالهم، ومداهمة منازلهم ومصادرة أدواتهم الصحفية، ومنعهم من تصوير وتغطية الفعاليات والمسيرات من جانب، وحرمانهم من السفر من جانب آخر، وإبعاد عن مدينة القدس المحتلة، وإغلاق مؤسسات إعلامية وتهديد أخريات بالتحريض.
ورصد التقرير السنوي انتهاكات الأشهر خلال عام 2016 وهي كالآتي: يناير(46)، فبراير(33)، مارس(28)، ابريل(44)، مايو(41)، يونيو(31)، يوليو(48)، اغسطس(52)، سبتمبر(62)، اكتوبر(102)، نوفمبر(50)، ديسمبر(47).
ووجهت اللجنة التحية لأرواح الشهداء الصحفيين الذين استشهدوا بنيران الاحتلال وكذلك عشرات الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين الذي استشهدوا بالرصاص الإسرائيلي طيلة سنوات الاحتلال، ونجدد الدعوة إلى تفعيل التحقيق في ظروف استشهادهم .
كما وجهت اللجنة “التحية للصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المرضى منهم، والذين أيضاً خاضوا إضراباً عن الطعام منهم الصحفيين محمد القيق، ومالك القاضي واللذان انتصرا بمعركة الامعاء الخاوية على السجان ونالا حريتهما بعد معاناتهما عذابات الاحتلال وتدهور وضعهما الصحي في حينها”.
وطالبت اللجنة “المؤسسات الدولية والحقوقية من أجل الضغط للإفراج عن 23 صحفياً وناشطاً إعلامياً فلسطينياً لا يزالون معتقلين في سجون الاحتلال، والتدخل من أجل وقف سياسة اعتقال الصحفيين واحتجازهم خلال تأديتهم واجبهم الصحفي”، واستنكرت “سياسة الاحتلال بإتباعه اسلوب تمديد الاعتقال الإداري لعدد من الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال دون تهمة تذكر، وتثبيت اعتقال لآخرين تحت حجج واهية”.
ودعت اللجنة المجتمع الدولي “لتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين، و إلى تفعيل آليات المحاسبة والمساءلة وملاحقة مرتكبي الجرائم من قوات الاحتلال، وشددت على أهمية الصحافة ودورها في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وفضح انتهاكات الاحتلال”، وحثت على “ضرورة أن يمارس العمل الصحفي بكل حرّية، بما لا يتعارض مع المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأن على دولة الاحتلال احترام التزاماتها بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واحترام التزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الملحق اللذين يفرضان حماية خاصة للصحفيين بوصفهم مدنيين”.
وحذرت اللجنة “من خطورة الاتفاق بين حكومة اسرائيل وإدارة شركة الفيسبوك، على واقع حرية التعبير في فلسطين وباقي ارجاء العالم خاصة ان الكثير من الحكومات ستحذو حذو اسرائيل لتوقيع اتفاقيات شبيهة من شأنها أن تنتهك قواعد القانون الدولي وتشكل انتهاكا ممنهجاً لحرية الرأي والتعبير، واكدت أن ما نفذه الاحتلال بحق وسائل الإعلام من جرائم، ينتظر من الأطر الحارسة لحرية الصحافة والإعلام والنشر والطباعة ملاحقة السلطات الإسرائيلية، ويستدعي أيضاً تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (رقم 2222)، الذي يضمن حماية الصحافيين”.
كما أكدت أن “ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحفيين الفلسطينيين حوّلتهم إلى ضحايا لجرائمها وجعلت من التزامهم بالقيام بواجبهم المهني مهمة خطيرة تهدد حقهم في الحياة”، ودعت “صحفيي العالم إلى تعزيز التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام المختلفة التي تتعرض لانتهاكات جسيمة وبشكل منظم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وكالة يونيوز للأخبار