وشدد البابا على "الحاجة الماسة الى أرض صلبة قوية تساعدنا على العيش بأصالة حتى في أحلك الأوقات"، معتبرا "أن الإيمان نعمة من عند الله، لكنه أيضا فعل إنساني حر".
وختم مشيرا الى "أن عصرنا يتطلب مسيحيين متعلقين بيسوع المسيح، ينمون بالإيمان ويكونون ككتاب مفتوح يروي تجارب الحياة الجديدة مع الروح القدس الذي يسدد خطواتنا في اتجاه الطريق الصحيح، ويفتح أمامنا أبواب الحياة الأبدية".
كلام قداسته لم يتوقف هنا، بل أراده أن يتزامن مع فعل يكرم من خلاله كنائس كاثوليكية بعيدة، ليشركها في اتخاذ القرارات المفصلية في الكنيسة، فكان أن أعلن "بفرح عظيم" أنه في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2012ـ سيعقد مجمع كردينالي يمنح خلاله الحبر الأعظم رتبة الكاردينالية لستة أعضاء جدد ينضمون الى مجمع الكرادلة، يمدون يد العون لقداسته ويتعهدون الإخلاص للكنيسة والبابا ولخدمتهم، وهم:
– المونسنيور مايكل جيمس هارفي من اميركا الشمالية.
– بطريرك انطاكيا وسائر المشرق مار بشاره بطرس الراعي في لبنان.
– رئيس أساقفة الكنيسة المالانكارية باسيليوس كليموس في الهند.
– رئيس أساقفة ابوجا المونسنيور جون الدروننغومي في نجيريا.
– المونسنيور رومني سالازار غوفيز من بوغوتا- كولومبيا.
– المونسنيور لويس انطونيو تاغلي من الفيليبين.
"وسام فخر"
"إنه وسام فخر وشرف ليس للكرادلة الجدد فحسب، وإنما للكنيسة التي ينتمون اليها أيضا". هكذا وصف النائب البطريركي للشؤون القضائية والقانونية المطران حنا علوان رتبة الكاردينالية التي منحها الحبر الأعظم للبطريرك مار بشاره بطرس الراعي.
وأوضح علوان أن هذه الرتبة "ليست كما يظنها البعض، فخرية فحسب، بل هي تتيح للكاردينال مشاركة قداسة البابا في البحث عن القضايا المهمة التي تخص الكنيسة الكاثوليكية في العالم، عدا عن كونها تتيح له فرصة أن ينتخب أو ينتخب قداسة البابا"، لافتا الى ان "هذه هي الرتبة الشرفية الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية".
واعتبر أنه "فخر للبنان، بل عزة للكنيسة المارونية أن يكون لها كاردينال، فلبنان بلد صغير جدا مقارنة بالبلدان الأوروبية أو الأميركية أو الأفريقية التي لا يزيد فيها عدد الكرادلة على الخمسة، فهذا امتياز للبنان".
وقال: "لقد أوضح غبطة البطريرك الراعي أن هذا التكريم خصنا به قداسة البابا بنديكتوس بعد زيارته الناجحة للبنان في شهر أيلول، لما لمسه من حفاوة ومحبة وإيمان عند اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا. وأكثر ما أثار إعجابه في هذه الزيارة هو صيغة العيش المشترك في لبنان، الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، فلقد جسدها اللبنانيون بكل طوائفهم خلال الزيارة الرسولية لقداسته للبنان.
تاريخ الكاردينالية
الكاردينالية رتبة أبصرت النور مع الإمبراطورية الرومانية. "كارديناليس" كلمة مشتقة من اللغة اللاتينية وتعني المفصل، وأول استخدام لها كان في القرن الثاني عشر، كذلك تعني زوايا العالم الأربع: الشمال، الجنوب، الشرق والغرب، لهذا تكون القبعة الإرجوانية التي يعتمرها الكاردينال يوم منحه الرتبة رسميا، مربعة الزوايا. وفي عهد الإمبراطورية الرومانية، ومع الملك تيودوس الأول، منح لقب كاردينال لضباط البلاط، قادة الجيوش، وللأشراف الذين كانوا يخدمون البلاط في آسيا وافريقيا.
وكان يحق لكرادالة روما فقط انتخاب الحبر الأعظم، وكانوا مقسمين الى ثلاث فئات: الكرادلة الأساقفة، الكرادلة الكهنة والكرادلة الشمامسة. وعام 1059 شهدت الكنيسة الكاثوليكية نهضة إصلاحية غريغورية حدد معها البابا نيكولاوس الثاني وضع الكرادلة ومنحهم رتبة تميزهم عن سائر أساقفة الكنيسة.
وبعد أربع سنوات من انفصال الكنائس الشرقية عن الكنيسة اللاتينية، وتحديدا عام 1150، عين مجمع كرادلة يترأسه عميد المجمع، وهو أسقف أبرشية اوستيا التابعة لأبرشية روما البابوية، ولا يزال الى اليوم مطران اوستيا يشغل منصب عميد الكرادلة.
بدوره، أصدر البابا الكسندر الثالث قرارا لا يزال ساريا، يقضي بتحقيق أكثرية من ثلثي أعضاء مجلس الكرادلة لانتخاب بابا جديد.
يشار الى أن عدد الكرادلة بين القرنين الثاي عشر والرابع عشر، لم يتجاوز ال30، الى أن حدد البابا سيستوس الخامس عام 1586 عددهم ب70 كاردينالا نسبة الى الشيوخ الذين اختارهم موسى ليساعدوه على قيادة شعب الله المختار، موزعين على الشكل الآتي: 60 كاردينالا أسقفا، 50 كاردينالا كاهنا، 14 كاردينالا شماسا. وعام 1958 أعلن البابا يوحنا ال23 المجمع الفاتيكاني الثاني ولم يتقيد بالعدد المحدد للكرادلة، ليرتفع معه عددهم الى 120.
وفي شباط 1965، أصدر البابا بولس السادس مرسوم Patrum Purpuratorum يسمح بمنح البطاركة رتبة الكاردينالية، وفي تلك الفترة منح البطريرك المعوشي رتبة الكاردينالية ليكون أول كاردينال في الكنيسة المارونية.
وعام 1970، أعلن مرسوم بابوي يمنع الكرادلة الذين تجاوزوا ال80 من عمرهم حق المشاركة في انتخاب بابا جديد للكنيسة. ووصل عدد الكرادلة عام 2003 مع البابا يوحنا بولس الثاني الى 194، انتخب منهم نحو 138 كاردينالا، البابا الجديد.
وهكذا شهد عدد الكرادلة تبدلا ملحوظا على مر القرون، بعدما كان محددا ب25 كاردينالا في روما، 7 في أبرشيات في ضواحي عاصمة الكثلثة و6 شمامسة في البلاد و7 في البلدان المجاورة.
"خلق" الكرادلة
يشير المطران علوان الى "أن المصطلح الرسمي والقانوني المعتمد هو "خلق" كرادلة بقرار من قداسة الحبر الأعظم، يعلنه أمام مجمع الكرادلة المنعقد. ويتم اختيار الكرادلة الجدد لما يتمتعون به من صفات مميزة لناحية عقيدتهم، وقيمهم الأخلاقية، وفطنتهم وتقواهم، وبالتالي عليهم أن يتحلوا بالفضائل الكاردينالية الأربع: الإعتدال، الحذر، الشجاعة، والعدالة".
ويضيف: "أحيانا يمتنع قداسة الحبر الأعظم عن إعلان اسم كاردينال جديد، على الرغم من اختياره له وهذا يعرف ب Petlo in Cardinal، أي "بقي سرا"، وذلك لأسباب قد تشكل تهديدا لسلامتهم نظرا الى الأوضاع السياسية في بلاده أو البلاد التي يخدم فيها، ولكن مع إعلان اسمه يحصل على أسبقية أو أقدمية، بدءا من اليوم الذي أعلن فيه سرا كاردينالا".
وعبر التاريخ كانت تسمية الكرادلة تجسد طريقة خاصة لتكريم الأشراف من العائلات الملكية أو النبلاء، ومكافأة أقربائهم، حتى ان بعض الباباوات كان يمنح هذه الرتبة لأحد أقربائه، وذلك لضمان نفوذ هذه العائلات في الهرمية التي يديرها، وكان يطلق عليها اسم "محاباة الاقرباء".
شروط منح الرتبة
يترأس مجمع الكرادلة الذي هو أشبه بمجلس وزراء، عميد يكون برتبة أسقف، ويحتفظ بكرسي اوستيا، وغالبا ما يكون الكرادلة برتبة شماس، ثم يمنحون رتبة كاهن وصولا الى رتبة أسقف. أما البطاركة فهم برتبة أسقف، ويحتفظون بكرسيهم في الكنيسة التي يرأسونها. فالبطريرك الراعي لن يتسلم كرسيا جديدا في روما، في حفل منحه رتبة الكاردينالية، على غرار عدد من الكرادلة الجدد، بل يحتفظ بكرسيه في انطاكيا.
ويختار البابا الكرادلة الجدد على أن يكونوا لم يتجاوزوا ال80 من عمرهم، لكنه في حالات نادرة قد يمنح هذه الرتبة لأسقف تجاوز ال80، كما حصل مع المطران ألبير فانهوي الفرنسي الذي "خلقه" البابا كاردينالا لمشاركته الحية والفعالة ومساهماته ونشاطاته المثمرة في أعمال الجمعية البابوية الإنجيلية، وقد لفتت انتباه الكاردينال جوزف راتزينغر يومها (البابا بنديكتوس السادس عشر). وبعدما انتخب بابا، واعترافا منه ومن الكنيسة بالجهود التي بذلها فانهوي، منحه رتبة الكاردينالية الشماسية، على الرغم من تجاوزه ال80 عاما. وفي هذا دلالة على أن هذه الرتبة لا تمنح بالسهولة التي يتصورها البعض، وبالنسبة الى الكرادلة الستة الجدد الذين سيمنحون رتبة الكاردينالية في 24 من الشهر الحالي، نرى أنهم غير اوروبيين، والمعروف أنه كانت توجه انتقادات دائمة في هذا الشأن، لأن عدد الكرادلة الأوروبيين كان الأكبر دائما، ولا يزال حتى اليوم 111 كاردينالا، من بينهم 62 منتخبا، يتوزعون على 48 ايطاليا ينتخب منهم 25، تليها اميركا مع 52 كاردينالا، من بينهم 31 في اميركا اللاتينية، ولكن الإختيار هذه المرة حمله قداسة الحبر الاعظم معاني كثيرة، وأراد أن يوصل منه رسائل واضحة.
وفي هذا الإطار يعلن الخوري عبدو الشدياق "أن قداسة البابا يريد التأكيد أن صوت الكنيسة المارونية له مكانته في قلب الكنيسة الكاثوليكية، وعلى الرغم من وجود كاردينال في هذه البقعة الصغيرة من العالم، فلقد خصها البابا بكاردينال ثامن يحق له أن ينتخب، أو أن ينتخب، كما انه سيشارك الحبر الأعظم في البحث في القضايا الهامة المتعلقة بالكنيسة الجامعة".
ويضيف الشدياق: "هذه المبادرة هي امتداد لدور الموارنة في العالم، وتفعيل لدور المسيحيين في الشرق. لقد أراد الحبر الاعظم دعمهم معنويا وإنعاشهم، وكأن الكنيسة تقول "انا هنا معكم لا تخافوا".
أما بالنسبة الى رأس كنيستنا المارونية الكاثوليكية البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، فإنه من دون أدنى شك لفت انتباه الحبر الأعظم لما يملكه من ميزات، فلقد أظهر منذ توليه سدة البطريركية انه ليس بطريركا للموارنة فحسب وإنما للعالم أجمع. حمل هم الكنيسة ولا يزال، رفع الصوت عاليا، فواجهته أبواق الشر، لكنه ازداد إيمانا بشعاره "شركة ومحبة". لم يساوم ولم يهدأ حتى اللحظة. حمله هم الكنيسة الى زيارة رعاياه في لبنان وخارجه، وتفقدهم للاطلاع عن كثب على أبرز ما يعانون، والعمل على إيجاد الحلول الناجعة، وهذا هو دور الكاردينال فعلا، ولقد جسده البطريرك الراعي قبل أن يخلق "كاردينالا"، لأنه كان بمثابة ظل للبابا أينما وجد، ولقد مثله ولو بطريقة غير مباشرة، وأوصل صوت الكنيسة الشرقية الى قبرص، وهنغاريا، ومصر، واميركا، وكندا، والهند وغيرها، وفتح كوة في جدار أصم عله يؤسس لطريق تنفتح على العالم كله. وهكذا ينضم البطريرك الراعي عن عمر يناهز ال72 سنة الى مجمع الكرادلة، ليكون له الصوت الفعال في الكنيسة الجامعة.
طقس منح الرتبة
حاليا يطبق طقس "خلق" الكرادلة الجدد وفق الكونسيستوار، أي "المجلس الكنيسي" العادي الذي دعا اليه البابا يوحنا بولس الثاني في 28 من شهر حزيران 1991.
بداية، وبعد تلاوة صلاة ليتورجية، يقرأ الحبر الأعظم مرسوم خلق كرادلة جدد، معلنا أسماءهم والأول من بينهم، وهو لهذه الرتبة المونسنيور مايكل جيمس هارفي من اميركا الشمالية، يوجه كلمة باسمه وباسم زملائه الى قداسة البابا، تتابع بعدها الليتورجيا ثم العظة البابوية، فإعلان الإيمان وحلف اليمين.
يتقدم كل كاردينال بمفرده من الحبر الأعظم ويجثو أمامه على ركبتيه ليلبسه القبعة الأرجوانية Barrette la ويمنحه لقب الكردينالية وكرسيه الجديد في روما.
يضع الحبر الأعظم القبعة على رأس الكاردينال قائلا له "اعتمر هذه القبعة الإرجوانية كرمز للكرامة الكاردينالية، لأنها ترمز أيضا الى جهوزك لتأدية خدمتك بقوة، الى درجة أنك تبذل دمك بهدف ذلك".
لا يظنن أحد أن الكرسي الرسولي لا يراقب ولا يتابع جيدا ما يدور في البلدان التي تشهد نزاعات او اضطرابات على كل المستويات، فلقد عبر البعض عن مفاجأتهم بمنح غبطة البطريرك الراعي رتبة الكاردينالية، نظرا الى وجود كاردينال حالي في الكنيسة المارونية هو الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، ولكن الأمر لم يشكل مفاجأة كبيرة لمتتبعي هذه القضايا الكنسية. وعلى مر التاريخ كان الكرسي الرسولي يكافأ معنويا كل من يجهد في خدمة الكنيسة والدفاع عن عقيدة إيمانها، والأمثلة كثيرة، واليوم مع البطريرك الراعي لا بد من الإشارة الى ان الأعمال التي حققها منذ توليه سدة البطريركية وفي وقت قصير، أكدت للكرسي الرسولي انه شخصية حيوية ناشطة، هدفها واضح ومحدد. وتابعت زياراته الراعوية والرسولية لدول تعرفت للمرة الأولى الى بطريرك الموارنة في الشرق، كالهند مثلا، وهناك مهد غبطته الطريق أمام فتح باب التعاون الكتسي والإنفتاح الإجتماعي مع كنيسة كاثوليكية شقيقة هي كنيسية المالانكار، وبارك افتتاح معهد لتعليم اللغة السريانية ورسم الأيقونات، هو معهد مار افرام في الهند، بالتعاون مع جامعة الروح القدس في الكسليك.
وفي هنغاريا، التقى الهيئات الدينية في الكنيسة الكاثوليكية، وكانت ايضا بداية لتعاون جامعي بين جامعتين في لبنان وهنغاريا. وفي قبرص، شدد من عزيمة الموارنة وبث في قلبهم الأمل بأن الكنيسة التي ينتمون اليها ساهرة، وهي ستعمل جاهدة على مساعدتهم. وفي تركيا أظهر للقيادات الرسمية والسياسية والدينية انفتاح الكنيسة المارونية على بقية الكنائس، داعيا الى مد جسور التعاون بين الإخوة من كل المذاهب والطوائف والأعراف والاجناس، رافضا لسياسات العنف والدمار، وداعيا الى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة للخلاص وغيرها من الأمور التي أثبتت للكرسي الرسولي ان هناك قائدا وراعيا حكيما في الشرق الأوسط لا بد من دعمه، ولو معنويا، ليتابع مسيرته نمو الإيمان المسيحي، السلام والتناغم في قلب شعب الله، وبهدف حرية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية المقدسة وانتشارها.
بعدها يعطي البابا كل كاردينال كنيسة في روما، ولكن البطريرك الراعي يحتفظ بكرسيه في انطاكيا، ثم يهنئ الكرادلة بعضهم البعض بالرتبة الجديدة، واللافت في هذه الرتبة هو اللون الأحمر الأرجواني الذي يرتديه الكرادلة، وهو يرمز الى دم السيد المسيح ولون مجلس الشيوخ الروماني.
وبقي الكرادلة يعتمرون قبعة Galero le الحمراء حتى عام 1969، وهي كناية عن قبعة كبيرة من القش مغلفة بقماس حريري أحمر، تتدلى منها شرابات، وكان الكرادلة يعتمرونها يوم منحهم الرتبة، وكانت توضع على أقدامهم عند مماتهم، ثم تعلق فوق القبر. وتروي المعتقدات أنه في اللحظة التي تقع فيها هذه القبعة المعلقة على الأرض، تكون عندها روح الكاردينال المتوفى قد دخلت جنة الله.
وبالنسبة الى ثوب الكرادلة، فإنهم يرتدون اللون البنفسجي في أوقات الصوم وزمن المجيء. أما بطاركة الشرق فهم يحتفظون بتصاميم الثياب الخاصة بطقوسهم، مع إدخال اللون الأرجواني اليها.
وقبل رفع الصلاة الختلامية، يحلف الكرادلة الجدد اليمين بالإخلاص لخدمتهم وللبابا وللكنيسة، ثم يتسلم البابا مرسوم تعيينهم المكتوب على ورق البرغمينا، ليرفع بعدها الجميع صلاة الأبانا وتمنح البركة الختامية.
أما اليوم الثاني، فيحتفل فيه الحبر الأعظم بالقداس الإلهي، ويعاونه الكرادلة، ثم يسلم الكرادلة الجدد الخاتم الكاردينالي الياقوتي اللون رمزا لقوة الشراكة مع الكرسي الرسولي. وتخصص لكل كاردينال جديد قاعة في الفاتيكان يتقبل فيها التهاني برتبته الجديدة.
امتيازات الكرادلة
لا يخضع الكرادلة الموجودون خارج روما وخارج أبرشياتهم على الصعيد الشخصي للولاية القضائية لراعي الأبرشية التي هم فيها، ولديهم الأفضلية دائما والأسبقية، إلا في حضور الحبر الأعظم، ويمكنهم الإحتفال بابويا في كل الكنائس خارج روما، باستعمالهم الكرسي الأسقفي الذي منحهم إياه قداسة البابا في كنيسة روما. وحتى لو لم يكونوا أساقفة، تتم دعوتهم ككرادلة بشكل تقليدي الى المجمع المسكوني. فالبند الحالي في القانون الكنسي لا يذكرهم بالتحديد، وإنما يشير الى انه إضافة الى الأساقفة يمكن دعوة أشخاص آخرين لم يمنحوا الرتبة الأسقفية، وقد منحهم قانون ال1917 حق التصويت التداولي. كما يسمح بدفنهم في الكنائس.
الكرادلة الجدد
إعلان مفاجئ أطلقه الحبر الاعظم في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول الفائت، تمثل باختياره ستة كرادلة جدد ينضمون الى مجمع الكرادلة، من بينهم اثنان من الكنيسة الشرقية هما البطريرك الراعي، ورئيس اساقفة المالانكار الكاثوليك مار باسيليوس كليميس، فيما ينتمي غالبيتهم الى بلدان تقع جنوب العالم، ما عدا المونسنيور جيمس مايكل هارفي الذي هو من أميركا الشمالية. وجاء هذا الإعلان بمثابة دعم للكنائس المهددة أو التي تمر بصعوبات في بعض البلدان، مثل نجيريا ولبنان وكولومبيا، ومن بينهم اربعة هم أعضاء حاليون في مجلس سينودس الأساقفة في الفاتيكان، وهم: البطريرك الراعي الذي كانت له مداخلة خلال انعقاد سينودس الكنائس الكاثوليكية في روما في 13 تشرين الأول 2012، تناول فيها الفصلين 56 و57 من ملف أعمال السينودس المتعلق بالإقتصاد والسياسة والدين والحوار بين الأديان والتأثيرات التي تنتج منها بالنسبة الى الكنيسة.
بدوره عبر المونسنيور اونايكان عن تجربة المسيحيين في نيجيريا في علاقتهم مع المسلمين، إذ يتقاسم الطرفان المسؤوليات بهدف إحلال السلام والتآلف.
وفي ختام جلسة الاستماع، أشار الحبر الأعظم الى أنه من واجب الكرادلة مد يد العون لخليفة بطرس في خدمته، وأن يكونوا مثالا على الوحدة والشراكة في الكنيسة.
ومع هذا المجلس الكنسي، يكون البابا قد عقد خمسة مجالس في أيار 2006، في تشرين الثاني 2007، وتشرين الثاني 2010 و18 شباط 2012، ويكون قد "خلق" 90 كاردينالا. والكلية الكردينالية تضم اليوم 211 كاردينالا من بينهم 120 منتخبا و91 تجاوزوا سن الى80.