“بابا الفقراء” و”بابا المفاجآت” تسميتان أطلقهما الناس على أبٍ أقدس أظهر أنّه لا يخاطب خرافه بكلمات فحسب، بل بتصرّفات غالباً ما تكون أقوى من أيّ عظة أو خطاب.
فبحسب مقال نشره موقع romereports.com الإلكتروني، أوّل ما أثّر في الناس بعد ساعات على انتخابه حبراً أعظم وما حدّد مسار حبريّته، هو طلبه من الناس الصلاة لأجله. ونذكر جميعاً الكلمات التي تفوّه بها: “أود أن أمنحكم بركتي لكنني أسألكم أوّلاً معروفاً. قبل أن يبارك الأسقف الشعب، أطلب إليكم أن ترفعوا الصلاة لله كي يباركني: صلاة شعب يطلب البركة من أجل أسقفه”. أمّا بعد أيّام على هذا، وخلال قدّاس التنصيب، ترجّل البابا من سيارة الباباموبيلي ومشى بين الناس، فكانت المرّة الأولى التي يعبّر فيها عن قُربه منهم، والمرّة الأولى التي ينزل فيها من سيّارته أو يدعو أحدهم لمرافقته على متنها. إلّا أنّ تصرّفاته في الباباموبيلي ليست الطريقة الوحيدة لنكوّن انطباعاً عن البابا المعروف من حول العالم بذوقه المتواضع والبسيط بالسيّارات!
لكن ما يبرع به هذا الحبر الأعظم هو ارتجاله المفاجآت التي تنمّ عن بساطة فائقة، كاتّصالات هاتفية يجريها. فبعد طلبه رقم راهبات إسبانيات وعدم ردّ إحداهنّ على الهاتف، ترك رسالة صوتيّة: “ما الذي تفعله الراهبات ويمنعهنّ من الإجابة؟ أنا البابا فرنسيس، وأرغب في إلقاء التحيّة عليكنّ مع اقتراب نهاية السنة. سأرى إن كان يمكنني معاودة الاتصال. فليبارككنّ الرب”. من ناحية أخرى، وبما أنّ البابا اعتاد العيش ضمن جماعة، فهو لا يحبّ تناول الطعام لوحده، وغالباً ما يأكل مع المهمّشين، كما فعل خلال زيارته مطبخ كاريتاس في فلورنسا وزيارته السجن في نابولي.
أمّا عن عفويّته، فيمكن القول إنّ البابا فرنسيس معروف بإهمال البرنامج المحدّد له والارتجال، كما يفعل بكلماته التي يجب أن يلقيها خلال زيارات، أو توقّفه في حيّ للاجئين أو للفقراء لزيارتهم، بدون أن ننسى توقّفه أمام عيادة طبيب العيون لشراء العدسات اللاصقة قبل إحدى رحلاته! ومن الجدير بالذكر أنّ البابا يأخذ على محمل الجدّ قول القدّيس يوحنا بولس الثاني “فلنبنِ جسوراً بدل تشييد الجدران”، لذا تلا الصلاة أمام الجدار الفاصل بين إسرائيل وفلسطين، وكان أوّل بابا يزور كنيسة للولدوويّين ويطلب السماح عن الضرر الذي ألحقته الكنيسة الكاثوليكية بهم، إضافة إلى زيارته المسجد في رحلته الأخيرة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وانضمام إمام المسجد إليه في الباباموبيلي.
زينيت