صدرت على صفحات زينيت في الأيام الماضية مقالة حول مخاطر اعتماد الروحانيات الشرقية وعلى اختلافها الجوهري عن الصلاة المسيحية. وقد أثارت المقالة نقاشات على بعض صفحات التواصل الاجتماعي، ولذا قررت في بضعة سطور، دون رغبة جدلية أو جدالية، أن أعرض بعض النقاط الأولية للاختلاف بين العقلية الكامنة وراء وجهي التأمل:
1- التأمل التجاوزي يدعو إلى الخروج من كل الأفكار والمخيلات والمشاعر لإخلاء الفكر والعواطف. التأمل المسيحي، في المقابل، يدعونا إلى أن نتغذى من كلمة الله. وفي خبرات التأمل المسيحية هناك مدارس – مثل مدرس القديس أغناطيوس مؤسس اليسوعيين – تدعو إلى استعمال الحواس وعدم تعطيلها. فحواسنا يجب أن تصلي. هي خليقة الله. وعلى المخيلة والذاكرة والعواطف وكل ما يكون الإنسان أن يدخل في حضرة الله.
2- التأمل التجاوزي يركز على كلمة “مانترا” للخروج من الواقع الشخصي ومن تاريخي ومن حياتي اليومية للولوج في فسحة هدوء فوق حياتي. التأمل المسيحي يجعلني أحمل تاريخي وأضعه أمام الله وأمام كلمته. يجعلني أمحص تصرفاتي وأقرأ صلباني على ضوء الإيمان وعلى ضوء علاقتي بيسوع المسيح.
3- التأمل التجاوزي، بكلمة يدعو إلى إفراغ الفكر. التأمل الكتابي يدعو إلى “تجدد الفكر” (روم 12، 2).
4- التأمل التجاوزي مونولوغ (“حوار” مع الذات). التأمل المسيحي حوار مع الآخر، مع الله.
5- التأمل التجاوزي يركز عليّ، على حاجاتي، على رغباتي، على راحتي. التأمل المسيحي يفتحني على المشاركة في حياة الجماعة، على الإصغاء لكلمة الله، على إدراك دعوتي.
6- التأمل التجاوزي يتلو مانترا الأوم التي، كما يشرح معلمو اليوغا، “ليست اختراعًا بشريًا، بل تشير إلى حقائق موجودة”. ماذا يعني هذا إلا الإشارة إلى آلهة أخرى؟؟؟ مار بولس يعلمنا أن الآلهة الأخرى ليست إلا شياطين (1 كور 10، 20). التأمل المسيحي يعترف أن لا إله إلا الآب ولا رب إلا يسوع المسيح، باسمه الحياة والخلاص.
7- التأمل التجاوزي يرتكز على قناعة أني بتأملي أستطيع أن أختبر نوعًا من الخلاص، من الاتحاد بالمطلق. التأمل المسيحي ينطلق من القناعة بأن ما من مُخلّص إلا يسوع المسيح، وصلاتي هي اعتراف بأني بحاجة لربي ومخلصي. الخلاص لا ينبع من الداخل، الخلاص يأتي من الرب يسوع المسيح، من موته وقيامته.
زينيت