للبحث عن حل سلمي "يجنب (سوريا) مجزرة" واستدعى سفراء العالم المعتمدين لدى الكرسي الرسولي.
ومما جاء في رسالته الى الرئيس الروسي: "الى الزعماء الموجودين، الى كل منهم، أوجه نداء من أعماق القلب كي يساعدوا على ايجاد طرق لتجاوز المواقف الخلافية ويتخلوا عن الاستمرار غير المجدي في حل عسكري". وتحدث عن التباينات الاقتصادية والاجتماعية العالمية، وندد بـ"المجازر العديمة الجدوى" في الشرق الاوسط، وأعرب عن معارضته أي حل عسكري.
في غضون ذلك، التقى أمين سر دولة الفاتيكان المونسنيور دومينيك مامبيرتي ومسؤولو امانة سر الدولة 71 سفيراً معتمدا لدى الكرسي الرسولي ليطلعوهم على تصميم الفاتيكان على معارضة اي حل عسكري في سوريا.
وكان البابا استنكر الاحد الماضي بشدة استخدام الاسلحة الكيميائية، ورفض رفضاً قاطعاً أي تدخل عسكري أجنبي، في ما يمثل سابقة منذ عشر سنين عندما اعلن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني معارضته الحرب التي شنها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش على العراق عام 2003.
وبعد التجربة السلبية لذاك التدخل الذي قوض استقرار العراق على نحو دائم ،قرر البابا والفاتيكان ان يحشدا بكل الوسائل الممكنة، بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي، الكاثوليك والمسيحيين واتباع الديانات الاخرى وغير المؤمنين في يوم صوم وصلاة السبت في انحاء العالم للتعبير عن رفض الحرب.
ويرأس البابا شخصيا امسية صلاة تستمر اربع ساعات مساء السبت في ساحة بازيليك القديس بطرس.
وصرح الخبير في شؤون الفاتيكان في صحيفة "ايل فاتو كوتيديانو" الايطالية ماركو بوليتي: "مع البابا راتسينغر، اختفى الفاتيكان عن الساحة الدولية، وبدا ذلك جليا في (البرقيات الديبلوماسية التي نشرها موقع) ويكيليكس. مع البابا فرنسيس، هناك عودة للسياسة الخارجية للكرسي الرسولي".ولفت الى ان سنة 2013 "هي الذكرى العاشرة للانتصار المعنوي" للبابا يوحنا بولس الثاني على جورج بوش، إذ اوصى بالسلام في مواجهة منطق الحرب الاميركي.
وتاتي حملة البابا بعد تعيينه ديبلوماسيا مخضرماً هو السفير البابوي بييترو بارولين أمين سر الدولة اعتبارا من منتصف تشرين الاول .
وطالبت جمعية "سانت ايجيديو" المنخرطة كثيرا في مفاوضات سلام بعيداً من الاضواء، مجموعة العشرين بتفضيل محادثات السلام.
وحظيت دعوة البابا فرنسيس الى الصوم والصلاة بتأييد أيضاً من المسلمين واتباع الديانات الاخرى والحكومة الايطالية.
ونشرت صحف ايطالية ان مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون رحب بالدعوة. وهو يريد التوجه الى ساحة بازيليك القديس بطرس، وإن يكن حضوره مستبعداً، وطلب من المسلمين الاشتراك مع البابا في الصلاة.
كذلك، أيدت هذه المبادرة وزيرة الخارجية الايطالية العلمانية ايما بونينو، العضو في الحزب الراديكالي المعروف بحملته القوية في السبعينات من اجل الطلاق والاجهاض، وابدت استعدادها للصوم ايضا من اجل السلام.
وقال وزير الدفاع الايطالي ماريو مورو الكاثوليكي المحافظ انه يريد المشاركة في الصوم.
الى ذلك، نفى الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي حصول اي اتصال هاتفي بين البابا والرئيس السورى بشار الاسد.
الاساقفة الاميركيون
وفي واشنطن، دعا مؤتمر الاساقفة الكاثوليك الاميركيين الرئيس باراك اوباما الى "عدم القيام بتدخل عسكري" في سوريا، والسعي عوض ذلك الى ايجاد "حل سياسي" للنزاع.
وقال مؤتمر الاساقفة في رسالة مفتوحة الى أوباما انه "ينضم الى الرئيس في ادانة استخدام اسلحة كيميائية" في سوريا، وانه "يفكر في الكارثة الانسانية الراهنة في سوريا وفي ضرورة انقاذ ارواح بانهاء النزاع وليس تأجيجه".
النهار