الاقلية المسيحية في هذا البلد.
ويسلط الهجوم الذي تبناه جناح باكستاني لحركة "طالبان" واستهدف كنيسة جميع القديسين الضوء على التهديد الذي تمثله "طالبان" الباكستانية وقت تسعى الحكومة الى التفاوض مع الاسلاميين. ومن شأنه أن يزيد الانتقادات من أولئك الذين يعتبرون التفاوض مع هذه الميليشيا الاسلامية خطأ.
وأعلنت الحكومة الاقليمية الحداد ثلاثة أيام على الضحايا.
وحصل الهجوم في بيشاور، المنطقة التي تتعرض بانتظام لهجمات دامية تتبنى أكثرها حركة "طالبان" التي تطالب بوقف الغارات الاميركية بطائرات من دون طيار والتي كانت آخرها أمس على مجمعين في شمال وزيرستان القبلية، وأوقعت ستة قتلى من الناشطين الاسلاميين.
ويشار الى أن غالبية المسيحيين الذين يمثلون اثنين في المئة من سكان باكستان التي تعد 180 مليون نسمة، فقراء، وهم يتعرضون للتمييز الاجتماعي وأحياناً للعنف.
وأبلغ المسؤول الاداري في المدينة صاحب زادة انيس الصحافيين ان "غالبية الجرحى في حال الخطر". وأوضح أن الانتحاريين فجرا العبوات التي كانا يتزنران بها لدى خروج المصلين من القداس. ولفت الى ان السلطات كانت تعلم بان هذه الكنيسة قد تتعرض لهجوم، لذلك نشرت قوى أمن حولها. واضاف: "نحن في منطقة تشكل هدفاً محتملاً للارهاب، وقد اتخذت تدابير خاصة لحماية هذه الكنيسة. لا نزال في مرحلة الاغاثة، ولكن عندما ينتهي ذلك سنحقق لمعرفة ما لم يفعل".
وروى نظير خان، وهو معلم مدرسة في الخمسين من العمر، انه سمع انفجاراً قوياً جداً عند انتهاء القداس بينما كان أكثر من 400 شخص يخرجون من الكنيسة.
وبثت التلفزيون المحلية مشاهد لسيارات اسعاف تنقل الضحايا بسرعة الى المستشفى، وهي صور عادية في بيشاور التي تشهد في انتظام هجمات دموية.
وتجمع ذوو الضحايا وهم يبكون أمام الكنيسة، وأطلق بعضهم هتافات مناهضة للشرطة لعجزها عن مواجهة التهديدات.
وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شرف بشدة بهذا الاعتداء. وقال في بيان عبر فيه عن تضامنه مع المسيحيين إن "الارهابيين ليس لهم دين، وان استهداف ابرياء مخالف لتعاليم الاسلام وكل الديانات الاخرى". ورأى ان "هذه الاعمال الارهابية الوحشية تدل على الحال الذهنية العنيفة واللانسانية للارهابيين".
وقد اقترحت حكومته أخيراً اجراء مفاوضات مع "طالبان" الباكستانية لوضع حد لاعمال العنف. وزادت أعمال العنف الطائفية في السنوات الاخيرة في باكستان، وخصوصا مع سلسلة اعتداءات انتحارية دامية استهدفت الاقلية الشيعية التي تعد نحو 20 في المئة من السكان، والتي تتبناها "عسكر جنقوي"، وهي مجموعة مسلحة قريبة من "طالبان" الباكستانية و"القاعدة".
وكانت أعمال العنف ضد المسيحيين في باكستان محصورة بصدامات بين طوائف محلية، وغالبا بعد اتهام مسيحيين بشتم الاسلام.
وسجلت أكثر أعمال العنف حدة عام 2009 في غجرا بمقاطعة البنجاب، حيث أحرق حشد مسلم غاضب 77 منزلاً لمسيحيين، وقتل سبعة منهم عقب شائعات عن تدنيس مصحف.
النهار