واصل الانفاق الاعلاني العربي ارتفاعه القياسي، وسجل زيادة ملحوظة العام الماضي تجاوزت 19 في المئة، مقارنة بـ2006، في ضوء المنافسة المحتدمة بين الشركات العربية والاجنبية العاملة في المنطقة
خصوصاً في قطاعات العقار والاتصالات والخدمات المالية، للاستفادة من الطفرة الاقتصادية بفعل ارتفاع اسعار النفط.
واوضحت احصاءات المؤسسة العربية للبحوث والدراسات الاستشارية (بارك)، ان المنطقة العربية انفقت العام الماضي نحو 9،7 بليون دولار على الاعلانات، في مقابل 6،6 بليون خلال .2006 وبلغت الحصة الاعلانية لمنطقة الخليج العربي التي تشهد اقتصاداتها نمواً بين 6 و7 في المئة، نحو 6،3 بليون دولار، بنمو 15 في المئة على مدار السنة.
واوضحت دراسة للمؤسسة ان انفاق منطقة المشرق العربي وتضم مصر، الاردن، لبنان، سوريا واليمن بلغ نحو 3،1 بليون دولار بزيادة 19 في المئة، بينما ارتفع الانفاق الإعلاني في وسائل الاعلام العابرة للأقطار العربية الى نحو 9،2 بليون دولار بزيادة 26 في المئة، واحتلت دولة الامارات المرتبة الاولى في المنطقة العربية، اذ انفقت 3،1 بليون دولار، وهو مبلغ انفقته دول المشرق العربي كافة على الإعلانات تلتها السعودية 998 مليون دولار، ثم مصر 934 مليوناً، والكويت بنحو 644 مليوناً، وقطر نحو 292 مليوناً ولبنان 278 مليون دولار.
وتوقع مسؤول في مؤسسة (باراك) بسام اليحيى، ان تزيد المؤسسات العربية والأجنبية العاملة في المنطقة انفاقها الاعلاني خلال هذه السنة، في ضوء الطلب المتزايد على الاعلان في مناخ يشهد مزيداً من الانفتاح على العالم الخارجي، وتدفق شركات اجنبية اليه، للاستفادة من الطفرة الاقتصادية والمالية في المنطقة، فضلاً عن انشاء وسائل كالاعلان في مواقع (الإعلام الاجتماعي) على الانترنت، ((يوتيوب) و(فيس بوك) و(ديغ)، وغيرها).
وعلى رغم الارتفاع الضخم في معدل الانفاق الإعلاني، ما يوحي بان القطاع بلغ مرحلة التخمة، فان خبراء الإعلان يعتبرون ان معدل الانفاق الإعلاني ادنى بكثير من المعدلات العالمية)، ففي اميركا، يبلغ نصيب الفرد من الانفاق الإعلاني 350 دولاراً، بينما لا يتجاوز في الدول العربية وأوروبا 65 دولاراً، ما يشير الى وجود آفاق رحبة لنمو القطاع في الوطن العربي، خصوصاً في ضوء انفتاح شركات ومؤسسات اقليمية على العالم الخارجي، من طريق التوسع وتملك شركات عالمية.
وتوقع خبراء ان يتخطى حجم الانفاق الاعلاني في المنطقة خلال هذه السنة 9 بلايين دولار، على رغم تعثّر شركات ومؤسسات عالمية عاملة في المنطقة، بفعل ازمة الرهن العقاري ونقص السيولة في الدول الغربية.
جريدة الانوار الجمعة 15/2/2008