كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة أن 227 مليون شخص من سكان العالم تمكنوا من الانتقال من العيش في الأحياء الفقيرة خلال العقد الماضي، وذلك بفضل مشاريع وجهود الإسكان التي وفَّرت لهم ظروف حياة أفضل.
وقال التقرير، الذي أعدته وكالة "هابيتات" التابعة للمنظمة الدولية، المعروفة أيضا باسم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، إن الفضل في التحسُّن الذي طرأ في هذا المجال خلال السنوات العشر المنصرمة إنما يعود بشكل كبير إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها كل من الصين والهند لتوطين الملايين من مواطنيهما خارج الأحياء الفقيرة. لكن التقرير، وعلى الرغم من وصفه للجهود التي قامت بها بكين ونيودلهي بـ "الخطوات العملاقة"، شدد على أن جهود الإسكان واجهت عقبة كأداء تمثلت بزيادة النمو السكاني وهجرة السكان من الأرياف إلى المدن.
وقال التقرير، الذي صدر بعنوان "وضع مدن العالم في عامي 2010 و2011: جسر الهوَّة الحضرية"، إن العدد الإجمالي لسكان الأحياء الفقيرة في العالم ازداد في الواقع من 776.7 إلى 827.6 مليون نسمة خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2000 و2010. وحذََر جورا مبوب، الذي شارك في إعداد التقرير من ان المدن: تنمو بنسبة أسرع من معدَّل تطوُّر الأحياء الفقيرة. وانه ونظرا للغياب الهائل في الإجراءات الجذرية، فمن المحتمل أن ينمو عدد سكان الأحياء الفقيرة في العالم بمعدَّل ستة ملايين نسمة في كل عام، أو بإجمالي قدره 61 مليون نسمة خلال العقد المقبل، ليقفز بذلك عدد تلك الأحياء إلى 889 مليون شخص بحلول عام 2020."
وقال التقرير إن نصف تلك الزيادة نجمت أصلا عن ارتفاع عدد سكان الأحياء الفقيرة الحالية. كما أتى ربع الزيادة من هجرة سكان الأرياف إلى المدن، بينما جاء الربع الآخر من السكان الذين كانوا يعيشون على تخوم المدن وأطرافها، وابتلعت منازلهم وأحياءهم لاحقا مشاريع التوسع العمراني التي شهدتها تلك المدن.
(موقع هابيتات التابع لمنظمة الامم المتحدة، بي بي سي)
حقائق وأرقام
أكبر تجمُّع لسكان الأحياء الفقيرة في العالم هو في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا (199.5 مليون نسمة اي ما يقارب 62 في المئة من اجمالي السكان) تليها منطقة جنوب آسيا (190.7 مليون نسمة او 35 في المئة من السكان)، فمنطقة شرق آسيا (189.6 مليون نسمة او 28 في المئة) ثم اميركا اللاتينية والكاريبي (110،7 ملايين او 23،5 في المئة من مجمل السكان)، جنوب شرقي اسيا(88،9 مليون او 31 في المئة من السكان)، اسيا الغربية (35 مليونا او نحو25 في المئة من السكان) واميركا الشمالية (11،8 مليون او 13 في المئة) .
نجحت منطقة دول شمالي افريقيا في تحسين اوضاع نحو 8،7 ملايين من سكان الاحياء الفقيرة (المعروفة باسم مدن الصفيح) فيها وكانت دول مصر والمغرب وتونس الاكثر نجاحا في تحقيق هذا التقدم . ففي المغرب تحسن وضع 2،4 مليوني شخص من سكان هذه الاحياء خلال السنوات الست الاخيرة ما يمثل نسبة 45،8 في المئة بينما قلصت مصر عدد سكان الاحياء الفقيرة بنسبة 39 في المئة مما سمح بتحسين اوضاع نحو 5 ملايين نسمة.
يعيش أكثر من نصف سكان المعمورة الآن (3.49 مليارات نسمة) في المناطق الحضرية.