احتفلت جامعة سيدة اللويزة في الذكرى 21 لتأسيسها بتخريج نحو 900 طالب وطالبة شكلوا الدفعة الـ 18 من المتخرجين، في كل كلياتها في فروعها الثلاثة زوق مصبح وبرسا ودير القمر، وحلّت على الحفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي خطيبة، في حرم الجامعة الرئيسي في زوق مصبح، وحضور الوزير خالد قباني ممثلاً رئيس الجمهورية، النائب يوسف خليل ممثلاً رئيس مجلس النواب، الوزير جوزف سركيس ممثلاً رئيس مجلس الوزراء.
بدأ الاحتفال بدخول موكب الاساتذة والمتخرجين على وقع نشيد الجامعة، ثم كانت صلاة للرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي سمعان ابو عبده سأل فيها الرب ان ينير درب المتخرجين ويمتد امامهم منارة تضيء حياتهم ويكشف لهم ارادته اينما حلوا وارتحلوا.
ثم القى المدير العام للعلاقات العامة في الجامعة سهيل مطر قصيدة خصصها للمناسبة وخاطب فيها المتخرجين.
وقال رئيس الجامعة الاب وليد موسى ان "هذه السنة كانت صعبة، والاوضاع اللبنانية القاسية تنعكس على حياتنا الجامعية، بصورة خاصة، على هؤلاء الطلاب الذين يتخرجون اليوم، إلا أننا استطعنا ان ننتصر على كل التحديات وان نتابع مسيرتنا الاكاديمية. واذا كانت الازمة الاقتصادية والمعيشية الظالمة تشدّ الخناق على الأهلين، كما على الاساتذة والموظفين، فاننا، أيضاً، سنتجاوز هذه المشكلة، بروح التعاون والتآزر والشفافية".
وتوجه الى المتخرجين بالقول: "كان حلمكم منذ دخولكم الجامعة، الوصول الى هذه اللحظة: تسلّم الشهادة والانطلاق في حياة العمل والمجتمع، اما نحن، المسؤولين في هذه الجامعة، الاساتذة والموظفين، فقد حاولنا، خلال السنة المنصرمة، ان نعمل ضمن مداخل خمسة، جواباً على خمسة اسئلة: السؤال الأول: كيف تكون الجامعة جامعة؟ نحن فخورون ان هذه الجامعة هي مرآة للبنان، في تنوّعه وتعدّده (…)
أما السؤال الثاني فهو: كيف تكون الجامعة مركزاً حضارياً لا مقلع شهادات؟ بصراحة اقول لكم علّمناكم القليل، ولكننا علمناكم ان تتعلّموا، هذا هو مفهوم العلم الحديث… واذ تتخرّجون اليوم، فإنما لتتابعوا مسيرة البحث والتحليل والثقافة التي لا تنتهي بشهور أو سنوات.
والسؤال الثالث: كيف تكون الجامعة مؤسسة من أجل الحوار، وليست مركزاً لالغاء الآخر او أسره في أطر وقوالب معيّنة؟ جميعكم، ايها الطلاب، وصلتم الى هذه الجامعة بهوية معيّنة وبأفكار مختلفة وبانتماءات متناقضة أحياناً. وفي وقت كان لبنان فيه، يرزح تحت أجواء العنف والموت، ويسيطر عليه دخان الاتهامات ولغة التخوين، كنا نحن وأنتم، نحوّل الجامعة مركزاً للحوار. في جو من الاحترام والمحبة. نعم اتعبناكم بكثرة النشاطات لكننا مؤمنون انها اساسية لبناء ثقافة شاملة.
والسؤال الرابع: كيف تكون الجامعة، في عصر التكنولوجيا والعولمة، طريقاً الى الله، لا طريقاً الى اغتيال الروح؟ نحن مؤمنون، ونحن نستلهم الروح الكاثوليكية التي تدين بها رهبانيتنا المارونية المريمية، ونحن أكثر من ذلك، نحيا في منطقة هي ينبوع أديان سموية كريمة. لهذا، عملنا على ان تكون مناهجنا جامعة بين التكنولوجيا الحديثة والعلوم الانسانية وثقافة الروح.
وختاماً السؤال الخامس: كيف نجعل من طريق الجامعة الغنية زهراً وعطراً وثمراً وشجراً، مدخلاً الى مؤسسة، جمالها الداخلي أعمق وأرقى من جمالها الخارجي؟ كلكم تقولون لنا: كم هي جميلة جامعتكم، مدخلاً وأبنية وملاعب وتجهيزات. أجيب: هذا هو المناخ الذي نربّي فيه طلابنا، هنا، وفي فرعي الشمال والشوف، حيث الأبنية والتجهيزات تتميّز بالجمال والحداثة، إلا ان الأهم هو ما نعمل عليه من الناحية الاكاديمية.
أما خطيبة الحفل الفنانة ماجدة الرومي فوصفت المتخرجين بالرجاء والامل والوعد الدائم بسيادة لبنان وخلاصه، وبعكاز الوطن المسلّم اليهم على عكاز، لافتة الى ان الوطن "يستجير بكم ان ارحموني، لقد فككوا اوصالي واحصوا عظامي عظمة عظمة، الا ارحموني وهبوا لي ان استريح بكم وفيكم". وأضافت: "وجوهكم الفتية الندية العامرة فرحاً ونجاحاً تكفيني لاطمئن وأجزم ان لبنان الآتي بخير… لبنان حلمنا، لبنان الشعب لا الاشخاص، مهما عظم شأنهم ومكانتهم، لبنان ميزان العدالة، لبنان فضاء الحرية، لبنان الريادة في محيطه والعالم الاوسع، ثقافة وانساناً، قداسة وقيماً غنى وتنوعاً".
في الختام، القت كلمة المتخرجين طليعة الدورة الطالبة ايميه شافو من كلية العلوم الانسانية، ثم تسلمت جائزة اللواء خليل كنعان. كما قدّم الاب موسى ميدالية الجامعة للفنانة الرومي، تقديراً لها قبل ان يسلم الى الطلاب شهاداتهم.
جريدة النهار 14.07.2008