واقيم في المناسبة احتفال في صالون الدير الرئيسي وحضره الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان والرئيس العام للرهبانية المريمية الأباتي سمعان أبو عبدو رئيس جامعة اللويزة الاب وليد موسى، الآباء المدبرين في الدير انطوان سعد، نقولا صغبيني وجورج اسكندر، رئيس مدرسة الدير الاب عبدو رعد وعدد من الدكاترة في الجامعة ورهبان من الرهبانيتين.
وتحدث في الحفل الارشمندريت فرج فقال: "يسعدني ان استقبلكم اليوم في دير المخلص، الدير الام للرهبانية الباسيلية المخلصية، هذا الدير كما اديرتكم لعب دورا بارزا في تاريخ هذه المنطقة وتاريخ لبنان، ولما عصفت بالوطن مآسي مريرة، كان لنا منها النصيب الوافر، اذ اضطررنا الى هجر ديرنا لخمس سنوات، فشاركنا اهالي الشوف وشرق صيدا مرارة التهجير والتشرد. وعندما حط رحالنا في كسروان، فتحت رهبانيتكم قلبها وديرها في سهيلة لاستقبالنا تحت شفاعة القديسة تيريزا".
اضاف: "اما الدير هنا فبقي فريسة للسرقات والتعديات التي طالت مما طالت المخطوطات والايقونات واغراضا كنسية اثرية، وللتاريخ نثمن هنا الدور الذي لعبه زعيم المختارة وليد بك جنبلاط بان وضع يده على الدير اثناء خلوه من رهبانه وحفظ في قصره في المختارة وفي قصر بيت الدين بعضا من محتوياته وايقوناته ومخطوطاته التي اعادها الينا كاملة بعد ان عدنا الى ديرنا".
وتابع: "وبعد العودة رحنا نستعيد ما فقد وما سرق قطعة تلو قطعة من هنا وهناك، حتى اننا اضطررنا احيانا الى شراء ما كنا نملكه وثريا نابليون الثالث الثمينة في كنيسة الدير مثال على ذلك، ليس هذا فقط فنحن ايضا قد اعدنا مئات الكتب التي وصلت الينا عن طريق الخطأ الى اصحابها".
وقال: "اليوم وبلفتة كريمة اخرى من رهبانيتكم الشقيقة جئتم تعيدون الينا من دون مقابل مادي ما اشتريتموه من مخطوطاتنا المسروقة وعددها 94 مخطوطة، بعد ان رممتموها وصورتموها بطريقة الديجيتال، واحتفظتم بنسخة عنها في مكتبة سيدة اللويزة العريقة. وما الاتفاق الثقافي الذي سيوقع بين رهبانيتينا في هذه المناسبة الا مبادلة زهيدة مقابل هذه اللفتة الكريمة من قبلكم. ونحن بدورنا نضع كل امكانياتنا لنتعاون معا في شتى الميادين وننجح اي مشروع يؤول الى التقدم والازدهار والخير".
ابوعبدو
ثم تحدث الاباتي ابوعبدو فشدد على "العلاقة الجيدة التي تجمع الرهبانيتين"، معتبرا "انها علاقة تتعدى الحدود لتشمل كل الرهبنة واعضائها"، وقال: "اليوم للرهبنة، ومن خلال جامعة سيدة اللويزة عربون محبة لبعضنا البعض ويتمثل باعادة هذه المخطوطات التي كانت سرقت ومن ثم اشترتها الرهبنة المريمية كي تتوطد العلاقات عبر هذه المخطوطات الروحية والانسانية والرهبنية والكنسية".
وشكر الاباتي ابو عبدو جامعة سيدة اللويزة التي حفظت هذه المخطوطات وصورتها، وقال: "ان سنوات الحرب والوجع والتهجير نتذكرها، ولكن نأمل ان لا تعود الينا، فانا ابن دير المخلص وابن بلدة جون، واننا ندعو الى التعايش مع اخواننا المسلمين بفعل محبة كي نبقى نتعاون على الصعيد الانساني والروحي والسلام"، مؤكدا "انها خطوة اولى من سلسلة خطوات بين الرهبانيتين"، املا "الازدهار لدير المخلص عددا وقيمة وروحا وقداسة".
موسى
من جهته اكد رئيس الجامعة وليد موسى انها ليست المبادرة الاولى ولا الاخيرة بين الرهبانيتين، لافتا الى "ان الرهبانية المريمية تقدمها اليوم الى الرهبانية المخلصية دون اي مقابل"، موضحا "ان جامعة سيدة اللويزة اخذت على عاتقها المحافظة على الارث الكنسي الذي كان محفوظا في دير المخلص".
بعدها قدم الارشمندريت فرج درعا الى الاباتي ابو عبدو عربون محبة وتقدير، ومن ثم ايقونة قديمة جدا تعود الى القرن الخامس.
ومن جهته قدم الاب موسى الى الارشمندريت فرج موسوعة كتب حديثة عن السيدة مريم العذراء، بعد ذلك سلم الاباتي ابو عبدو والاب موسى الارشمدريت فرج والمدبرين المخطوطات، ثم وقع ابو عبدو وفرج اتفاقية تعاون بين الرهبانيتين.
واختتم الحفل بمادبة عداء تكريمية على شرف الحضور في الدير.
الوكالة الوطنية للإعلام