وليس التعديل في المادة المذكورة"
إن التاريخ الذهبي الذي شهده لبنان مع زيارة الطوباوي يوحنا بولس الثاني والبابا الفخري بنديكتوس، وانعقاد المجمع البطريركي الماروني إلى لقاء البطاركة مع كل الكنائس المسيحية لم يفض إلى نتيجة مفادها انخراط المسيحيين في الوظيفة العامة رغم كل المساعي والتأكيدات، بل جاءت النتيجة عكسية حيث إن ما يجري اليوم في الادارات العامة من عدم مشاركة المواطنين لا ينسجم مع مبدأ المناصفة ولا احترام الميثاقية التي قام عليها لبنان بل يساهم في توسيع الاختلاف في التوازن الطائفي.
"وعليه عرضت لجنة المتابعة النيابية المنبثقة من اللقاء الماروني الموسع في بكركي خلال لقائها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تفصيلاً للمادة 95 من الدستور، منعاً لاستغلال المرونة التي تتسم بها لجهة تمثيل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة والغاء قاعدة التمثيل الطائفي واعتماد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة وفقاً لمقتضيات الوفاق الوطني."
"واقترحت اللجنة توضيح المادة95 من الدستور عن طريق اصدار قانون من قبل مجلس النواب يفسر ويضع آلية للحفاظ على مقتضيات الوفاق الوطني، هذا ما أكده لتيلي لوميار الأب طوني خضرة رئيس مؤسسة لابورا رافضاً ما تم تداوله في وسائل الاعلام لجهة طلب اللجنة تعديل المادة 95 إنما اقتصر الأمر على التوضيح فقط."
إلى ذلك أشار الأب خضرة "بأن هذا الاجتماع سيتبعه اجتماع آخر في عين التينة بعد يوم غد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري يشمل العديد من القضايا التشريعية والقانونية بهدف توضيح المادة 95 حفاظاً على مقتضيات الوفاق الوطني."
وأمام تعطيل عمل مجلس الخدمة المدنية وعدم اصدار مراسيم التعينات الادارية وفقاً للمباريات التي خضع لها المرشحون لملء المناصب الادارية في الدولة منذ عام 2012 "رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي في تصريح له لجريدة الحياة أنه آن الأوان لإيجاد تفسير نيابي لمهمة تصريف الأعمال حتى لا ترمى كل الأمور على عاتقه مشيراً إلى أن من الأمور العالقة إصدار دفعة من التعينات الادارية والبعض منها ما زال عالقاً على رغم اشراف مجلس الخدمة المدنية."
وبين المقلبين يمكن القول إذا نظرنا إلى فقرات وحيثيات المادة 95 من الدستور اللبناني والتي تعطي المواطن اللبناني على اختلاف طائفته مبدأ المناصفة في التمثيل العادل يتراءى لنا في المقلب الآخر طغيان اللبس والغموض لجهة تطبيقها ما يستدعي اليوم العمل على تفسيرها وتوضيحها لأنه إذا ما استمر الأمر على ما هو عليه اليوم ستكون النتائج كارثية وترتب تبعات على المسلمين ومسيحيين في آن معاً وعدم احترام الصيغة القانونية.
ليا معماري ـ تيلي لوميار ـ نورسات