طفئ جامعة القديس يوسف اليوم شمعتها الـ135 خلال احتفال سنوي يُقام في التاسع عشر من آذار من كل عام. وقد تأسست «اليسوعية» في لبنان العام 1875 على يد الآباء اليسوعيين.
وبدأت الجامعة سنتها الـ 135 بولاية ثانية لرئيسها الأب رينيه شاموسي (تستمر 5 سنوات)، بعدما جدّد الرئيس الإقليميّ للرهبانيّة اليسوعيّة لشاموسي رئيساً بدءاً من الاول من آب 2008، بناء على ترشيح مجلس الجامعة.
وتحتفل الجامعة بهذا العيد خلال احتفال تقيمه الحادية عشرة من صباح اليوم في حرم مار روكز، يلقي خلاله رئيس الجامعة الأب شاموسي رسالة بعنوان «الجامعة والحاكمية والديموقراطية». وتجدّد الجامعة رسالتها التعليمية في كل عام، وكانت قد اجتهدت على مدى السنين في تجسيد رسالة ثلاثيّة الأبعاد بأن تكون وتظلّ مركزاً للتفوّق والامتياز، مقاماً رفيعاً للثقافة، وحيّزاً للحريّة. إلا أن الرسالة التي تتمسّك بها الجامعة التي شهدت على الحروب كافة، تتمثل بالشعار الذي يؤمن به نائب رئيسها الدكتور هنري العويط الذي يؤكد خلال مقابلة مع «السفير» لمناسبة الاحتفال بالعيد، أن «القديس يوسف» تسعى دائماً الى أن تكون جامعة بين شطري العاصمة، لا تعترف بالحدود، التقسيم والانتماءات السياسية، بل تؤمن مساحة لجميع اللبنانيين».
وتضمّ «القديس يوسف» اليوم 11400 طالب يتوزعون على 12 كليّة و23 معهداً عالياً أو مدرسة متخصّصة، وتقع بكلياتها الثلاث: العلوم الإنسانية، العلوم الطبية، والعلوم السياسية والاقتصادية (هوفلان) على طريق خط الشام القديم، إضافة إلى كلية العلوم الاجتماعية والعلوم والتكنولوجيا، في مار روكز.
طبقة وسطى
من هم طلاب «القديس يوسف»؟ هم طلاب ينتمون إلى الطبقة الوسطى في المجتمع»، يقول العويط، لافتاً – بدقة أصرّ على تدوينها – الى أن 34 في المئة من الطلاب هم من غير المسيحيين. وتعتمد القديس يوسف اللغة الفرنسيّة كلغة أساسية في الجامعة، إضافة الى اللغتين العربية والانكليزية. يضيف: إن الجامعة تسعى الى التنوّع الثقافيّ واللغوي، فلا تركّز فقط على اللغتين العربية الفرنسيّة بل تعتمد اللغة الإنكليزيّة في مجالَي التدريس، والبحث العلمي.
ويشدّد العويط على «حرص الجامعة على إنشاء اختصاصات جديدة، وذلك في المجالات التي تبرز فيها الحاجة إلى استحداثها، وتقدّم فرص عمل أكيدة ومجزية للخرّيجين، وتتوافر فيها الموارد البشريّة الكفوءة لتدريسها. ويضيف ان الجامعة لا تقدم على هذه المشاريع، إلاّ في ضوء دراسة متأنّية تشمل مختلف الجوانب، وبعد تأمين الشراكات الأكاديميّة مع أرقى مؤسّسات التعليم العالي في العالم، ومع القطاعات المعنيّة في سوق العمل».
ويؤكد العويط أن «الجامعة قد أطلقت في مطلع السنة الدراسيّة السابقة اختصاصات وبرامج أكاديميّة جديدة، وتسعى إلى توسيع انفتاحها على العالم العربيّ، وتعزيز البحث العلميّ وتطويره، فضلاً عن توطيد علاقة طلاّبها بمجتمعهم».
وعن نوع الاختصاصات المتوفرة داخل حرم الجامعة يشرح العويط أن هناك نوعين من الكليات، منها ما لا يُشترط للانتساب اليها الا حيازة شهادة الثانوية العامة، والنجاح في امتحان الكفاءة باللغة الأجنبية (علوم انسانية، وعلوم اجتماعية)، وكليات تشترط فضلاً عن الشروط العامة المذكورة أعلاه النجاح في مباراة دخول كلية الهندسة، الطب، الصيدلة، طب الأسنان، الترجمة. وكيف تختار القديس يوسف أساتذتها، علماً أنهم من نوعية متميزة جداً وتحتوي أسماء لامعة، يجيب العويط أن الجامعة تضمّ ألفي أستاذ، يتم اختيارهم بناء على الاختصاصات المطلوبة ودراسة الملفات التابعة لهم.
ويردف أنه من المعروف أنّ جامعة القدّيس يوسف تملك شبكة متكاملة من الكليّات والمعاهد العالية، التي تؤمّن تدريس مروحة واسعة من الاختصاصات، وتمنح ثلاثمئة شهادة.
وعن الهيئات والروابط الطلابية في الجامعة، يلفت العويط الى أنها تنقسم الى اثنين، فهناك هيئة تأتي عبر انتخابات الجامعة (التي تمّت هذه السنة على أساس النسبية)، شارحاً أنه لكل مؤسسة من مؤسسات الجامعة وعددها 31 هيئة طلابية منتخبة. وكذلك هناك هيئة تأتي عبر اتحاد رابطات الخريجين او «قدامى الجامعة»، حيث تملك كل مؤسسة رابطة لخريجيها.
تعزيز البحث العلمي
ويتطرّق العويط الى موضوع الابحاث العلمية في الجامعة وسعيها «باستمرار إلى تطوير برامجها الأكاديميّة، وتحديث مناهجها وطرائق التدريس المتّبعة فيها، في إطار عمليّة التجديد التربويّ المتواصل الذي تلتزم به» . وكانت الجامعة قد احتفلت في العام الماضي بالذكرى السابعة لتأسيس «المرصد الجامعيّ للواقع الاجتماعيّ والاقتصادي»، الذي يُعنى بالدراسات والتحقيقات المبنيّة على إحصاءات، وهي تتناول مختلف المواضيع المرتبطة بالشأنين الاجتماعيّ والاقتصاديّ. وتوقّف العويط عند آخر ما أنجزه المرصد وهي دراسة بعنوان «هجرة الشباب ومشاريعهم المستقبليّة». وتعتبر هذه الدراسة واحدة من الأبحاث الكثيرة التي يدعمها مجلس البحوث العلميّة في جامعة القِدّيس يوسف. وكانت الجامعة قد أنشأت هذا المجلس في عام 1995، لتعزيز البحث العِلميّ، وتشجيع الباحثين.
انفتاح
ويتابع العويط أن «الجامعة تبنّت في الفترة الأخيرة سياسة تهدف إلى توطيد انفتاحها على العالم العربيّ، وتعزيز علاقاتها بالجامعات العربيّة»، معتبراً أن هذه السياسة قد تجسّدت «من خلال انتسابها إلى اتّحاد الجامعات العربيّة، وإلى النشاط الفاعل الذي تقوم به ضمن هيئاته ومؤسّساته». ويعرّف ان الجامعة هي عضوٌ في مجموعة من شبكات الكليّات المتناظرة العربيّة. وقد انتخب مندوب عنها لدى اتّحاد الجامعات العربيّة مقرّراً عامّاً لمؤتمرها العامّ في دوراته الثماني الأخيرة المتتالية.
وعن اتفاقيات التعاون مع جامعات أجنبية، يشرح العويط أن «الجامعة ترتبط بما يزيد عن مئتي اتّفاقيّة تعاون مع كبريات الجامعات الفرنسيّة خاصّة، والأوروبيّة عامّة، فضلاً عن أشهر الجامعات الكنديّة، والأميركيّة، واليابانيّة، والصينيّة. ولقد حرصت على إقامة علاقات تعاون مع نخبة مختارة من الجامعات العربيّة العريقة، فوقّعت هذه السنة ثلاث اتّفاقيّات مع أكبر ثلاث جامعات مصريّة، هي جامعة الإسكندريّة، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس». ويرى العويط «أن الحدث الأبرز الذي يستدعي الانتباه، في هذا الإطار، هو توسّع الجامعة خارج حدود لبنان، من خلال اتّفاقيّة التعاون مع حكومة دبي لإنشاء فرع لكليّة الحقوق يتولّى إعداد الجسم الحقوقيّ والقضائيّ فيها».
لمحة تاريخية
ويقدّم العويط لمحة تاريخية عن الجامعة. يقول إنه «كان لبنان وما زال صلة بين الحضارات والثقافات. ولعلّ الدّور الذي مثّله أبناؤه في التفاعل بين الشرق والغرب، يتجلّى أكثر ما يتجلّى في النهضة الأخيرة، حينما انبروا في القرن التاسع عشر، لإحياء الحركة الفكريّة وتحديثها، فأسّسوا المدارس والجامعات، والمطابع والمنتديات، والصحف والمجلاّت، ووضعوا الأبحاث والترجمات. وقد أسهمت جامعة القِدّيس يوسف في هذا النشاط إسهاماً واسعاً، منذ تأسيسها في بيروت. وقد توالى تأسيس كلّيّاتها ومعاهدها، كمعهد الطّبّ (1883) الذي تَحوّل إلى كليّة للطبّ سنة 1888، فكليّة للطبّ والصيدلـة سنة 1889، ودار التوليـد (1896)، والكليّة الشرقيّة (1902)، ومعهد الحُقـوق الفرنسي (1913) الذي تَحوّل إلى كليّة سنة 1946، ومعهـد الهندسـة الفرنسي (1913 أيضاً) الذي تَحوّل إلى معهد الهندسة العالي سنة 1948».
ختاماً، يؤكد العويط أن الجامعة تهدف بأن تصبح عضواً فعّالاً بين المؤسّسات الجامعيّة في العالم؛ وقطباً للتفوّق والتميّز في العالم العربي، في البحث العلمي الأساسي والتطبيقي، فضلاً عن التجديد والابتكار في مجالي التعلّم والتعلِيم.
ويعلن أن الجامعة قد اشترت قطعة من الأرض المقابلة لمبنى الأمن العام، حيث تقام ورشة إعمار للحرم الخامس الذي ستفتتحه العام المقبل وهو حرم الاقتصاد والابتكار والرياضة، والذي من المتوقع ان يضمّ اكبر مركز في الجامعة خاص بقطب العلوم الصحية «ومع إبصار هذا الحرم النور تكون قد اكتملت سلسلة أحرام الجامعة على طريق الشام القديم».
وتحتفل الجامعة بهذا العيد خلال احتفال تقيمه الحادية عشرة من صباح اليوم في حرم مار روكز، يلقي خلاله رئيس الجامعة الأب شاموسي رسالة بعنوان «الجامعة والحاكمية والديموقراطية». وتجدّد الجامعة رسالتها التعليمية في كل عام، وكانت قد اجتهدت على مدى السنين في تجسيد رسالة ثلاثيّة الأبعاد بأن تكون وتظلّ مركزاً للتفوّق والامتياز، مقاماً رفيعاً للثقافة، وحيّزاً للحريّة. إلا أن الرسالة التي تتمسّك بها الجامعة التي شهدت على الحروب كافة، تتمثل بالشعار الذي يؤمن به نائب رئيسها الدكتور هنري العويط الذي يؤكد خلال مقابلة مع «السفير» لمناسبة الاحتفال بالعيد، أن «القديس يوسف» تسعى دائماً الى أن تكون جامعة بين شطري العاصمة، لا تعترف بالحدود، التقسيم والانتماءات السياسية، بل تؤمن مساحة لجميع اللبنانيين».
وتضمّ «القديس يوسف» اليوم 11400 طالب يتوزعون على 12 كليّة و23 معهداً عالياً أو مدرسة متخصّصة، وتقع بكلياتها الثلاث: العلوم الإنسانية، العلوم الطبية، والعلوم السياسية والاقتصادية (هوفلان) على طريق خط الشام القديم، إضافة إلى كلية العلوم الاجتماعية والعلوم والتكنولوجيا، في مار روكز.
طبقة وسطى
من هم طلاب «القديس يوسف»؟ هم طلاب ينتمون إلى الطبقة الوسطى في المجتمع»، يقول العويط، لافتاً – بدقة أصرّ على تدوينها – الى أن 34 في المئة من الطلاب هم من غير المسيحيين. وتعتمد القديس يوسف اللغة الفرنسيّة كلغة أساسية في الجامعة، إضافة الى اللغتين العربية والانكليزية. يضيف: إن الجامعة تسعى الى التنوّع الثقافيّ واللغوي، فلا تركّز فقط على اللغتين العربية الفرنسيّة بل تعتمد اللغة الإنكليزيّة في مجالَي التدريس، والبحث العلمي.
ويشدّد العويط على «حرص الجامعة على إنشاء اختصاصات جديدة، وذلك في المجالات التي تبرز فيها الحاجة إلى استحداثها، وتقدّم فرص عمل أكيدة ومجزية للخرّيجين، وتتوافر فيها الموارد البشريّة الكفوءة لتدريسها. ويضيف ان الجامعة لا تقدم على هذه المشاريع، إلاّ في ضوء دراسة متأنّية تشمل مختلف الجوانب، وبعد تأمين الشراكات الأكاديميّة مع أرقى مؤسّسات التعليم العالي في العالم، ومع القطاعات المعنيّة في سوق العمل».
ويؤكد العويط أن «الجامعة قد أطلقت في مطلع السنة الدراسيّة السابقة اختصاصات وبرامج أكاديميّة جديدة، وتسعى إلى توسيع انفتاحها على العالم العربيّ، وتعزيز البحث العلميّ وتطويره، فضلاً عن توطيد علاقة طلاّبها بمجتمعهم».
وعن نوع الاختصاصات المتوفرة داخل حرم الجامعة يشرح العويط أن هناك نوعين من الكليات، منها ما لا يُشترط للانتساب اليها الا حيازة شهادة الثانوية العامة، والنجاح في امتحان الكفاءة باللغة الأجنبية (علوم انسانية، وعلوم اجتماعية)، وكليات تشترط فضلاً عن الشروط العامة المذكورة أعلاه النجاح في مباراة دخول كلية الهندسة، الطب، الصيدلة، طب الأسنان، الترجمة. وكيف تختار القديس يوسف أساتذتها، علماً أنهم من نوعية متميزة جداً وتحتوي أسماء لامعة، يجيب العويط أن الجامعة تضمّ ألفي أستاذ، يتم اختيارهم بناء على الاختصاصات المطلوبة ودراسة الملفات التابعة لهم.
ويردف أنه من المعروف أنّ جامعة القدّيس يوسف تملك شبكة متكاملة من الكليّات والمعاهد العالية، التي تؤمّن تدريس مروحة واسعة من الاختصاصات، وتمنح ثلاثمئة شهادة.
وعن الهيئات والروابط الطلابية في الجامعة، يلفت العويط الى أنها تنقسم الى اثنين، فهناك هيئة تأتي عبر انتخابات الجامعة (التي تمّت هذه السنة على أساس النسبية)، شارحاً أنه لكل مؤسسة من مؤسسات الجامعة وعددها 31 هيئة طلابية منتخبة. وكذلك هناك هيئة تأتي عبر اتحاد رابطات الخريجين او «قدامى الجامعة»، حيث تملك كل مؤسسة رابطة لخريجيها.
تعزيز البحث العلمي
ويتطرّق العويط الى موضوع الابحاث العلمية في الجامعة وسعيها «باستمرار إلى تطوير برامجها الأكاديميّة، وتحديث مناهجها وطرائق التدريس المتّبعة فيها، في إطار عمليّة التجديد التربويّ المتواصل الذي تلتزم به» . وكانت الجامعة قد احتفلت في العام الماضي بالذكرى السابعة لتأسيس «المرصد الجامعيّ للواقع الاجتماعيّ والاقتصادي»، الذي يُعنى بالدراسات والتحقيقات المبنيّة على إحصاءات، وهي تتناول مختلف المواضيع المرتبطة بالشأنين الاجتماعيّ والاقتصاديّ. وتوقّف العويط عند آخر ما أنجزه المرصد وهي دراسة بعنوان «هجرة الشباب ومشاريعهم المستقبليّة». وتعتبر هذه الدراسة واحدة من الأبحاث الكثيرة التي يدعمها مجلس البحوث العلميّة في جامعة القِدّيس يوسف. وكانت الجامعة قد أنشأت هذا المجلس في عام 1995، لتعزيز البحث العِلميّ، وتشجيع الباحثين.
انفتاح
ويتابع العويط أن «الجامعة تبنّت في الفترة الأخيرة سياسة تهدف إلى توطيد انفتاحها على العالم العربيّ، وتعزيز علاقاتها بالجامعات العربيّة»، معتبراً أن هذه السياسة قد تجسّدت «من خلال انتسابها إلى اتّحاد الجامعات العربيّة، وإلى النشاط الفاعل الذي تقوم به ضمن هيئاته ومؤسّساته». ويعرّف ان الجامعة هي عضوٌ في مجموعة من شبكات الكليّات المتناظرة العربيّة. وقد انتخب مندوب عنها لدى اتّحاد الجامعات العربيّة مقرّراً عامّاً لمؤتمرها العامّ في دوراته الثماني الأخيرة المتتالية.
وعن اتفاقيات التعاون مع جامعات أجنبية، يشرح العويط أن «الجامعة ترتبط بما يزيد عن مئتي اتّفاقيّة تعاون مع كبريات الجامعات الفرنسيّة خاصّة، والأوروبيّة عامّة، فضلاً عن أشهر الجامعات الكنديّة، والأميركيّة، واليابانيّة، والصينيّة. ولقد حرصت على إقامة علاقات تعاون مع نخبة مختارة من الجامعات العربيّة العريقة، فوقّعت هذه السنة ثلاث اتّفاقيّات مع أكبر ثلاث جامعات مصريّة، هي جامعة الإسكندريّة، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس». ويرى العويط «أن الحدث الأبرز الذي يستدعي الانتباه، في هذا الإطار، هو توسّع الجامعة خارج حدود لبنان، من خلال اتّفاقيّة التعاون مع حكومة دبي لإنشاء فرع لكليّة الحقوق يتولّى إعداد الجسم الحقوقيّ والقضائيّ فيها».
لمحة تاريخية
ويقدّم العويط لمحة تاريخية عن الجامعة. يقول إنه «كان لبنان وما زال صلة بين الحضارات والثقافات. ولعلّ الدّور الذي مثّله أبناؤه في التفاعل بين الشرق والغرب، يتجلّى أكثر ما يتجلّى في النهضة الأخيرة، حينما انبروا في القرن التاسع عشر، لإحياء الحركة الفكريّة وتحديثها، فأسّسوا المدارس والجامعات، والمطابع والمنتديات، والصحف والمجلاّت، ووضعوا الأبحاث والترجمات. وقد أسهمت جامعة القِدّيس يوسف في هذا النشاط إسهاماً واسعاً، منذ تأسيسها في بيروت. وقد توالى تأسيس كلّيّاتها ومعاهدها، كمعهد الطّبّ (1883) الذي تَحوّل إلى كليّة للطبّ سنة 1888، فكليّة للطبّ والصيدلـة سنة 1889، ودار التوليـد (1896)، والكليّة الشرقيّة (1902)، ومعهد الحُقـوق الفرنسي (1913) الذي تَحوّل إلى كليّة سنة 1946، ومعهـد الهندسـة الفرنسي (1913 أيضاً) الذي تَحوّل إلى معهد الهندسة العالي سنة 1948».
ختاماً، يؤكد العويط أن الجامعة تهدف بأن تصبح عضواً فعّالاً بين المؤسّسات الجامعيّة في العالم؛ وقطباً للتفوّق والتميّز في العالم العربي، في البحث العلمي الأساسي والتطبيقي، فضلاً عن التجديد والابتكار في مجالي التعلّم والتعلِيم.
ويعلن أن الجامعة قد اشترت قطعة من الأرض المقابلة لمبنى الأمن العام، حيث تقام ورشة إعمار للحرم الخامس الذي ستفتتحه العام المقبل وهو حرم الاقتصاد والابتكار والرياضة، والذي من المتوقع ان يضمّ اكبر مركز في الجامعة خاص بقطب العلوم الصحية «ومع إبصار هذا الحرم النور تكون قد اكتملت سلسلة أحرام الجامعة على طريق الشام القديم».