هو فن المبالغة بالخطوط والريشة، النكتة المرسومة. ولا يختلف اثنان على ان الكاريكاتور هو اكثر الانواع الصحافية استقطابا لشرائح المجتمع وتلاوينه كافة
حتى ان بعض "القراء" لا يطالعون سوى الكاريكاتور في المجلات والصحف مستغنين عن المقالات والتحليلات التي يعتبرونها جافة.
امس استضاف "نادي الصحافة" احد ابرز مشاهير فن الكاريكاتور الرسام الاميركي كيفين كالاوغر، المعروف بـKAL على صفحات مجلة الـ"Economist" الذي يزور لبنان بدعوة من السفارة الاميركية. وشارك في اللقاء رسام الكاريكاتور في "النهار" الزميل ارمان حمصي ورسام الكاريكاتور في "البلد" ستافرو جبرا وصاحب مجلة "الدبور" جو مكرزل.
وتضمن اللقاء، الذي تأخر اكثر من ساعة عن موعده المحدد بسبب تأخر كال وستافرو، عرضا صورا لابرز رسوم الفنانين المشاركين في الندوة.
وبعد ترحيب بالضيف الاميركي من مسؤولين في النادي والسفارة، تحدث ستافرو واصفا الضيف بـ"سيد الكاريكاتور الذي ينحت وجوه شخصياته نحتا ويشوهها تشويها فنيا. هو من القلة الذين يعرفون ان يزاوجوا بين التشويه والفكرة السياسية. هو استاذ كبير نفخر بوجوده بيننا اليوم".
ورد كال مؤكدا ان "رسامي الكاريكاتور يتابع بعضهم بعضا ليتعلموا. وهي فرصة جميلة لي كي اتعرف الى طريقة عمل زملاء لبنانيين". وتحدث عن مسيرته المهنية بين الولايات المتحدة وبريطانيا حيث امضى عشر سنوات يعمل لمطبوعات "The observer" و"The Sunday Telegraph" و"Today" و"The Mail on Sunday". وشدد في حديثه على عمله في مجلة الـ"Economist” العالمية.
وفي تعليقه على رسومه التي عرضت على شاشة عملاقة، قال: “رسومي تعبر عن نظرتي الى العالم من حولي". وركز في شرحه على "العلاقة الملتبسة دائما بين اميركا والعالم" وعلى موضوع السياسة الاميركية في الشرق الاوسط واصفا اياها بـ"الموضوع المشوق والدسم"، عارضا رسوما عن احتلال العراق وعن عملية السلام التي وصفها من خلال رسم شرحه انها "اشبه بالتأرجح على بيت من ورق"، وختم مؤكدا ان "الولايات المتحدة حائرة في الشرق الاوسط".
اما الزميل ارمان حمصي فقال ان "نظرتنا الى عملية السلام والى الحروب في الشرق الاوسط مختلفة عن نظرة الاميركيين لها لاننا نعيشها ولسنا نراقبها من بعيد"، عارضا رسوما عن هدم منازل الفلسطينيين (وكيف ان الحجارة المهدمة تستعمل للمقاومة) وعن غزة وانتفاضة الحجارة وخريطة الطريق والجدار الفاصل والحوار (او استحالته!).
تلاه ستافرو الذي استعرض ايضا رسومه الخاصة بـ"القضية الشرق اوسطية الاساسية: الصراع الاسرائيلي الفلسطيني" ومنها عن "غزة النازفة" وعن العلاقات بين حركتي "فتح" و"حماس" وصور عن العلاقات الاميركية الايرانية، مشيرا الى ان "ما من رسام كاريكاتور لا يهوى التفنن بوجه احمدي نجاد".
اما جو مكرزل فعرض من خلال صور ورسوم من ارشيف "الدبور" لتاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة والعرب او اللبنانيين تحديدا، مؤكدا انه "في الماضي كانت اميركا ارض الاحلام والسلام والمستقبل والامل، اما اليوم فهناك خيبة من اميركا".
جويل رياشي