لم يكن انتظار طلاب الجامعة اللبنانية الدولية في الخيارة، البقاع الغربي، للصحافي العراقي منتظر الزيدي أمراً مستغرباً. الغريب في الأمر، أنهم نظروا جميعهم إلى حذائه، قبل أي شيء،
ظناً منهم أن الزيدي ينتعل في قدميه حذاءه الذي صفع به الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، في أثناء مؤتمره الصحافي الشهير في العراق.
وما إن دخل الزيدي قاعة المحاضرات حتى ارتفع التصفيق والهتافات، ترحيباً بالصحافي «الثائر»، وقبل أن يبادر الطلاب إلى أخذ الصور التذكارية معه، كانت للإعلاميين الحصة الأكبر.
وقدم الزيدي محاضرة بعنوان «عروبة العراق»، مسهباً في شرح تاريخ بلاده، مؤكداً أن الاحتلال الأميركي «جاء ليجزّئه ويسلخه عن الأمة العربية». ورأى الزيدي «أن مصطلح الأمة العراقية لم يكن معروفاً ولم يجرؤ أحد على استخدامه»، أما اليوم، فأصبح دارجاً، كما يتقصّد بعض السياسيين تكراره، «بغية إشاعة المفهوم وتطبيع الآذان على قبوله… متناسين أن العراق جزء من الأمة العربية». وتخوّف الصحافي العراقي من أن يكون الوطن العربي اليوم على شاكلة بلاده، منتقداً المتحدثين عن الأمة اللبنانية والأمة المصرية، والسورية والجزائرية، وكل محاولة تقسيم. وختم داعياً الشباب العربي المثقف «إلى عدم التخلي عن قناعته في مقارعة المحتل، فلم يترك لنا الصهيوني سوى التسليم بخيارنا الوحيد: المقاومة».
كذلك فتح مجال الأسئلة من الطلاب، الذين ركّزوا على واقعة الحدث، في رشق الزيدي الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذائه.